الخميس، 8 أكتوبر 2020

 قرص جله


من شارع الجمهوريه اول فيصل

زمن الكورونا والالعاب الناريه والمفرقعات والمخدرات


قرص جله

     تجمع جدتى نائله روث الابل بعد أن تفتح لهم باب الزريبه المصنوع من جذع النخيل  والملاصق للخيمة ليتريضوا فى الرحبه صباح كل يوم فى قلب منطقة وضع يد  جدى مسعود سيد  غرب تل الذئاب .

تعبىء الجده كل كوم صغير فى المقطف السعب وتحمله الى الخارج .. تخلط الروث بالتبن والتراب ثم تقطعهم اقراصا يبلغ عددهم خمسة وتسعين خوفا من الحسسد وعيون اولاد الحلب الزرقاء .. تتركهم امام الخيمة   حتى تقضى شمس الشتاء الحانية  على مائهم ، وتبدأ فى تقديم وجبات الافطار للطيور خلف الخيمة  ثم تتجه لافطار الحمار امام الخيمة فالاغنام والماعز وصغارها ثم تغادر لمتابعة الانفار الذين سيمتطون النخيل  لجنى التمر.. تجهز الجده الحمار فامتطى صهوته وتزودنى بالنقود التى تكفى لشراء الشاى والسكر والمعسل للأنفار ولم اكن قد جاوزت الخامسة من عمرى فلم التحق بكتاب بعد ، وكنت افضل العيش مع جدتى فى الواحة  بعد رحيل جدى وانشغال خالى بعمله الجديد الذى يرتحل من اجله طوال ايام الاسبوع الى البلدان البعيدة  ، وكان خالى يعشق الترحال كما الشأن مع والدى فلم يتبق لجدتى غيرى أساعدها طوال كل يوم .. توقظنى مع آذان الفجر .. تحلب الناقة ..تسقينى حليبا طازجا كى يشتد عودى كما تقول ، واكمل افطارى بالبيض والجبن والزبد لانطلق اسابق الريح على صهوة حمارى الى الحضر .. آتى بكل احتياجات جدتى .

انتصف النهار فلمحت عينا جدتى الثاقبة غياب قرص جله   وحين رأت جارتنا  ام عويس حايس الحيره على وجه جدتى اخبرتها بأن ابن الناعورى الصغير قد اخذ قرص الجله ودخل به الى امه فأمرتنى جدتى بحمل تسعة اقراص من الجله الى خيمة  الناعورى لتوقد موقدها  فتسوى الخبز للغير .

اسرعت بهيه زوجة الناعورى الى جدتى تأسف على مافعله ابنها الصغير عديم الادراك حامد ووعدتها ان لايعود الى فعله ثانية فحملتها جدتى بيضا ولبنا لصغارها فأكثرت بهيه لها الدعاء بعد ان قبلت يدها وغادرت .

هدأ بال جدتى بعد ان اعادت عدد اقراص الجله الى العدد الخمسه و الثمانين خوفا من حسد عيون اولاد الحلب الزرقاء وبهيه واحدة منهن .


   قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@gmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق