زار رزينه
من شارع الجمهوريه اول فيصل
زمن الكورونا والالعاب الناريه والمفرقعات والمخدرات
زار رزينه
يطول نوم رزينة الاسمرعارفة الطريق كودية الزار الشهيرة فى حينا والاحياء المجاوره الى ايام معدوده حتى شغل امرها رأسى جارتيها المعددتين حسنية حالو التى تسكن فى الخيمة التى على يمين خيمة رزينه وسنيه زكيبه التى تسكن فى الخيمة التى على يسارها فاستقر امرهما على ابلاغ افراد فرقتها المتناثرين فى التلال المحيطة بعد ان فشلتا فى اسماع رزينة صوتهما ، وباب خيمة رزينه محكم الاغلاق احكام نوم رزينه الطويل ولايوجد دليل على الحياة داخل خيمة الكودية فنور الكلوب اختفى والظلام يغطى المكان على غير العادة فأنوار خيمة رزينة كانت لاتطفأ الانادرا ودفوفها لاتتوقف عن الدق والراغبات فى المشاركة فى زار رزينه القادمين اليها من كل الانحاء لايتوقفن عن الدخول ليتخلصن من الارواح الشريرة التى تلبسهن .
توقعت حسنيه وسنيه غياب رزينه عن الخيمة طوال الايام السابقة حتى سمعت حسنية سعال رزينة بالامس وبعد دقائق انقطع السعال ولم تسمع نفسا واحدا .
اتصلت سنية بأفراد فرقة زار رزينة صباح اليوم التالى فعقدوا العزم على المجىء ظهيرة اليوم التالى ، وحين تأخر حضور افراد الفرقة خرجت سنيه وحسنية تخبران رجال الخى بما حدث لرزينة فأسرعوا الى فتح باب الخيمة المحكم الاغلاق بصناديق رصت خلفه ليجدوا الكوديه جثة توشك رائحتها على النفاذ فسد الرجال انوفهم وخرجوا مسرعين عدا محمدين عامر ونصر سروح اللذين بقيا ليتأكدا من صحة الوفاة .. قلبا الجثة يمينا ويسارا وحين تيقنا من موت الكوديا عارفة الطريق اتجها الى الكنبة السحارة بحثا عن اى اوراق تدل على اهلها فى جنوب الواحة الكبرى الذين طاردوها بعد حملها السفاح من عابر السبيل فهربت واستقرت فى هذه الخيمة من حينا منذ أكثر من اربعين عاما.
لم يجد الرجلان اوراق الهوية والنسب لكنهم وجدوا اكواما من الاوراق النقدية مختلفة الفئات وأكواما من النقود الفضية وكومة كبيرة من الذهب فأغلقا الكنبة وقررا ان يقتسما مابها مناصفة قبل وصول افراد فرقتها. .
خرج محمدين عامر ونصر سروح على نساء ورجال الحى يؤكدان ان السر الالهى قد فارق الجسد الفانى ، وعليهم ان يسرعوا بالغسل والتكفين قبل ان تملأ الرائحة ربوع الحى .
قال عابد ريحان شيخ حى النعمانى : سندفنها فى مقبرة الصدقة وسيقوم محمدين عامرونصر سروح على حراسة الخيمة حتى لايطمع صغار اللصوص فى سرقة الاثاث القديم ليتم نسليمها الى افراد فرقتها حين يحضرون .
شارك كل رجال الحارة فى حمل نعش كودية الزار عارفة الطريق السمراء رزينة الاسمر وقادتا سنيه وحسنية وصلات التعديد والصراخ حنى شيعها الجميع الى مثواها الاخير ، ومع انتصاف ليل الحى حمل الرجلان الكنبة السحارة الى خيمتهما واقتسماها مناصفة لينتقلان فى صباح اليوم التالى الى منتجع الحضر الاخضر ويسكنا قصريهما الجديدين ويصبحيان من اثرياء القوم ، ومازال سكان حى النعمانى يترحمون على رزينة عارفة الطريق كودية الزارالشهيرة حتى يومنا هذا .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق