الخميس، 22 أكتوبر 2020

 آه ياجملى


من شارع الجمهوريه اول فيصل

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات 


آه ياجملى

آه ياجملى .. آه ياجملى .. يملأ صراخ صابر زاخريه فضاء الصحراء الوسطى لرحيل جمله سبع الواحة الى عالم الفناء.

كان سبع الواحة ومازال قريبا الى قلب رفيق دربه صابر زاخريه بعد عزوف الاخيرعن الزواج وتكوين اسرة صغيره .. كان سبع الواحة اباه واخاه وزوجته وابنه وكل اهله الذين لم يوجدوا فلقد وجد وحيدا كما تركته امه قبل ان ترحل  الى الآخرة ، ولم توفق فى العثور على عروس له من بنات الحلب .. تركته وحيدا يواجه حياته الصعبة المراس فى قلب الصحراء الوسطى ، ولم يقدم صابر زاخريه على البحث عن رفيقة له مرة اخرى مكتفيا برعايته لسبع الواجة جمله الذى ولد وقت ان بلغ صابر سن الرشد .

يطعم صابر جمله الصغير ويسقيه ، وينظفه يوميا حتى شب عن الطوق فكان ينظف جسده صباحا ومساءا  مما يعلق به من اوساخ آثار الحمولات الدائم نقلها من حى الى اخر طوال يومه .

توحد صابر ولد زاخرية مع جمله القوى الصبور سبع الواحة فاعتقد اهل الواحة ان الجان الذى تلبس سبع الليل قريب الصلة بالجان الذى تلبس رفيق دربه صابر مما دعاهما الى الحوار الدائم ليل نهارسرا وعلانية .. يشكو صابر الى سبع طمع الكثير من اهل الواحة ممن لايقدرجهدهم فيبخسونهما حقهما فى الاجر الذى لايلبى احتياجات صابر زاخريه وسبع الواحة الذى نالت منه الامراض حتى أقعدته عن الحركة فجاء اليه صابر بالبيطرى من الحضر المجاور ، ووصف له الطبيب الداء ومنحه الدواء بدون مقابل نظرا لحالتهما السيئة ، لكن حالة سبع الواحة كانت متأخرة جدا فشارف على الرحيل .

وفى يوم من ايام اختفاء الشمس عن الانظار حان موعد رحيل سبع الواحة الذى اطلق لدموعه العنان حزنا على فراقه لرفيق عمره صابر زاخريه .. سوف يتركه وحيدا كما تركته زاخريه امه  من قبل .

لم يكن صابر يتوقع رحيل سميره وصديق عمره سبع الواحة قبله فتجمدت مشاعره محتبسة مرسومة على وجهه ، وأصابه الصمت تتحرك اشباح اهل الحى يوارون جسد الغالى الثرى فغاب وعى صابر وسقط فوق قبر سبع الواحة ، ولم يفيق حتى جاء مساء اليوم التالى فاستيقظ وظل يبحث عن جمله ويصرخ بأعلى صوت : آه ياجملى .. آه ياجملى .

هام صابر ولد زاخريه على وجهه فى الصحراء غير آبه بوحوشها الضارية لغياب عقله .

قيل ، والعهدة على الراوى ان ولد زاخريه صابر عشقته واحدة من بنات الجان فاصطحبته الى عالمهم بعد التيقن من اختفائه تماما من دروب الصحراء الوسطى الوسيعه.


قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق