عيون البومه
من شارع الجمهوريه اول فيصل
زمن الكورونا
و الالعاب الناريه
والمخدرات طوال الليل والنهار
عيون البومه
تتحول عيون البومة الى كاميرات عالية االحسساسية فتصوّر كل مايعرض لها صغيرا كان أم كبيرا ثم تضعه فى الذاكرة ، وتعاود طيرانها فوق الاحياء والطرقات الضيقة فى دروب الصحراء الوسيعة معتلية تجمعات النخيل الجرداء لتتوحد مع الجريد الذى تقف عليه، ولاتنعق حتى لايلتفت اليها أحد ويأخذ حذره
تقول الجدة حميده بنت الشيخ على : ان البومه نذير شؤم ويجب على من يراها أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ومن شر هذه المخلوقات التى يسبطر عليها الشيطان .. نستعيذ بالله العظيم من شر الشيطان الرجيم صغارا كنا أم كبارا وخاصة حين تنعق نذيرة الشؤم بعد أن تتصيد أخبارها وتسمع مايسره بعضنا أحيانا الى نفسه لتنقله الى عميش فاهم الذى دربها على نقل الأخبار لتنال وجبتها المفضلة من الفئران السمينة التى يستأثر هو بها فى مصايده المنتشرة فى كل أنحاء الصحراء الكبرى ، ولاتستطيع بومة غريبة قادمة من الغرب أوالشرق أوالشمال أو الجنوب أن تقترب من فئرانه المحبوسة خلف أسواره المنيعه حتى تقدم فروض الولاء والطاعة لعميش فاهم وصيف شيخ القبائل عليم راجح
تدير بومة عميش السمراء رأسها فى كل اتجاه تتابع الأخباربآذانها التى تسمع دبيب النمل وحفيف سعب النخيل المتساقط فى نهاية فصل الخريف وتعود ثانية الى حضن الوصيف الذى يتركها مع أكلها المفضل وينطلق حاملا أخباره الى شيخ القبائل الذى يبدأ فى التخلص من خصومه الذين عددتهم البومة نذير الشؤم كما تقول الجدة حميده بنت الشيخ على
يأمر عليم راجح رجاله بالقضاء على شيخ المخفر طويل اللسان ويحل عميش فاهم محله .. ثم يأمر بالتخلص من مساعد شيخ المخفر يده التى يبطش بها ويعين رجاله بدلا من الخفراء القدامة فيحمل كل رجل شارته الجديده على كتفه
يجزل عليم راجح العطاء لعميش فاهم فيفرح عميش كثيرا ويعود محملا بالعطايا الى حظائر فئرانه التى جلبت له السعد ويزيد من أكل البومة التى تنطلق لتعود محملة بالمزيد من الأخبار فى ثلث الليل الأول ، ولايطيق عميش الانتظار فيسرع الى حضن سيده شيخ القبائل عليم راجح ليحذره من ابن عمه ذيباوى راجح ، ويسمع رجال ذيباوى التتحذير من خلف الباب فيركب الرجال الخيول التى تسابق الريح قبل أن تصل يد شيخ القبائل الى رقبة ابن عمه فيأمر ذيباوى بقتل عميش فاهم.
تجوع البومة فتصاب بعدم القدرة على الابصار فتعجز عن نفل الأخبار و تتخبط بين جريد النخيل الكثيف غير قادرة على الاتزان لتسقط ميتة وتتخلص الصحراء الكبرى من البومة نذير الشؤم كما تقول جدتى حميده بنت الشيخ على
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com