اطفال الشوارع
130
ثريه ينزينه
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
ثريا بنزينه
تطلق ثريا بنزينه مائة من اطفال الشوارع تتراوح اعمارهم بين العاشرة والثانية عشر حين تخلو الشوارع من المارة .. يدخل كل شارع اربعة من الصغار يقف اولهم على ناصية الشارع ، ويظل الثانى على الناصية الاخرى ليؤمنا عمل الاثنين الآخرين .
يمسك الثالث سلسلة من المفاتيح .. يقف الى جوارخزان وقود السيارة .. يبدأ فى ادارة المفاتيح فى كالون خزان الوقود كى يتمكن من فتحه.. يضع الرابع فوهة الخرطوم الذى يمسك به فى قلب الخزان والطرف الآخر فى فمه ويبدأ فى شد هواء الخرطوم الى صدره حتى يصل البنزين فيضع فوهة الخرطوم فى قلب جركن بلاستيكى كبير، ويبصق مابقى فى فمه من بنزين ، وينتظر الاربعة امتلاء الجركن حتى آخره .
يعود الصغار الى عشة ثريا العجل الشهيره بثريا بنزينه.. تفرغ المعلمة فى الجولة الاولى خمسة وعشرين جركن فى البراميل الكبيره.
يدمن الصغار شم البنزين بعد شفطه ونقله الى حضن المعلمه التى تغدق عليهم بنعم الطعام وقطع الحلوى ليكون دافعا على مواصلة الطلعات التى لاتتوقف الا مع بداية حركة سكان الشوارع وآذان الفجر.
يتبادل الصغار الادوار فى الطلعة الثانية فيترك الناظرجية أماكنهم الى الآخرين .. يفتح أحدهما خزان الوقود ويبدأ الآخر فى سحب البنزين بفمه .
يستيقظ الشيخ حسن ركبه امام مسجد العارف بالله عبد الرحمن رفاعه من نومه فى النصف الاول من الليل ليسعى الى ارتداء ملابسه ويغادر متجها الى المسجد فيلحظ خيالات الصغار التى تختفى عن أنظاره فيتابعها من بعيد ويتجاهلها مرة ثانية .. يطرق أبواب المسجد حتى يفتح له عامل المسجد فرج الله عود باب المسجد الكبير متسائلا عن سر مجىء الشيخ فى هذا الوقت من الليل .. يخبره الشيخ بسيطرة الارق على ليله فلم ينظر الى ساعة جيبه وهرع الى صلاة الليل فى المسجد ، وأخبره عن هذه الخيالات التى تظهر وتختفى فى لمح البصر فأطال فرج الله عود النظر الى مصدر الخيالات .. لم يرى شيئا .. أعاد ذلك الى قصر نظر الشيخ ليلا ، ودخل الاثنان وتركا الباب مفتوحا... سمع العامل حركة خفيفة فى الشارع فأطفأ أضواء المسجد الخافتة .. انتظر قليلا .. تسحب على أطراف أصابعه ليجد الخيالات قد تجسدت فى أربعة صغار اثنان على الناصيتين والآخران بجوار خزان وقود السيارة ، ورأى عملية التفريغ كاملة .
أسرع العامل الى الشيخ وأخبره بما رأى فلاحقا الصغار وتمكنا من الامساك بالاثنين المسؤلين عن سحب البنزين بينما تمكن الاآخران من الفرار ليخبران ثريا العجل الشهيرة بثريا بنزيه بماكان فجهزت صغارها الثمانية والتسعين مع خطة لانقاذ الصغيرين من بين يدى الشيخ وعامل المسجد حتى لايتم تسليمهما الى الشرطة فتفقد الصغيرين اللذين قد يأتيان على نهاية شركتها التى جاهدت كثيرا فى بنائها والتى استغرقت عشر سنوات منذ بدأت بأول اربعة من صغار الجيران حتى بلغ عددهم المائة صغير.
ارتدت ثريا شعر جدتها المعمرة ووجهها فبلغ سنها السبعين وتوكأت على عصاها مستندة على صغيرين من الناحية الاخرى وظلت تلطم وجهها أما م الشيخ والعامل لفقدان ابنى بنتها التوأم والتى رحلت بعد ان وضعتهما لزوج راح فى الوباء منذ اثنى عشر عاما وهى التى تعولهما وقد أغواهما الصغار على فعل المنكرات فرق قلب الشيخ والعامل لحالها وسلماها الصغيرين بعد ان تعهدت بان لاتتركهما ثانية لاصحاب السوء ،وغادرت ثريا العجل مع صغارها وهم مسرورين .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق