الأربعاء، 17 فبراير 2021

 169


شونة تبن



من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



شونة تبن


ينهى صميده عماره  الذراو عمله بعدما يفرغ الذراوون من ذرو أغلفة الحبوب والسنابل الجافه بعيدا عن الحبوب .

تمتلىء اجولة الحبوب ويكوم التبن ليضغطه الانفار يعبئونه فى احمال من الحبال الليف تشكل مربعات صغيرة مضغوطه فلايتمكن التبن من السقوط .. لايقوى على حمل الاربعة احمال من التبن الا الفحول القوية التى تنقلها من الجنوب والشمال الى شونة التبن الوسيعه بالصحراء الوسطى والتى تتسع لعشرات الملايين من اطنان التبن.

يسعى ابناء سهول ووديان وبوادى الصحراوات الثلاث الكبرى والوسطى والصغرى الى ابواب شونة تبن الصحراء الوسطى  لينال كل منهم حصته من العليق سهل الهضم فيروق للابل والماشية والاغنام والماعز كوجبات خفيفه تخلط أحيانا بالردة اوالفول لتصبح علفا ينتج لحوما حمراء ، وعندما يخلط بالذرة ينتج عليقه السمين الابيض.

ينطلق فحل أولاد خزام المعروف لدى اهل سهل البارى  بالرخ .

يرعب الصغار مع كل اصدار لصوته العالى المعروف بالقلة المتقطعة فيلوذ الاطفال بأحضان امهاتهم .

يتمايل الرخ يمينا ويسارا بحمولتين على كل جانب .. تخلى كل الابل  الضعيفه الطريق للرخ فيتقدم  أول الصفوف فى موسم الحصاد وتشوين التبن لاستخدامه علفا ومادة لبناء بيوت الفلاحين اللبنه فيخلط مع الطين .. يربط بين صفوف الطوب اللبن غير المستوى فى الافران مكتفيا بتجفيفه فى وهج شمس النهار كما يتم به طلاء جدران المنازل تمهيدا لتلوينها ورسم لوحات المحمل ورحلات الحجيج ذهابا وايابا وتصدر عبارة : ياداخل الدار صلى على النبى المختار مدخل كل دار الى جوار اصابع اليد الخمسة لتقى اهل الدار من الحسد .

يصل الرخ الى نقطة النهاية حيث شونة عبد البارى علول أكبر شون التبن الموجوده بسهل البارى اذ تبلغ مساحتها خمسة أفدنه وستة قراريط .. يقيم بها عبد البارى علول على الحد الفاصل بين الصحرء الكبرى والوسطى.

يترقب حنيجره علوان اشهر قاطع طريق بغجر العلاونه بفارغ الصبر وصول  حصة تبن شونة عبد البارى علول الالف طن اضافة الى نصف وارد شونة التبن الكبرى بالصحراء الوسطى  التى قرر ان يسطو علي خمسمائة الف منها ويحرق الباقي ليمتلك سوق العليق بالصحراوات الثلاث.

تنطلق قافلة سطو حنيجره من اعلى تل غجر العلاونه  نزولا الى سهل البارى فيؤجل ساعة سطوه على تبن عبد البارى علول حتى يعود مظفرا من الاغارة على الخمسمائة الف طن نصف المليون الموجود بشونة الصحراء الوسطى.

يأمر حنيجره بتحميل خمسمائة الف طن تبن على ظهور ابله ويشعل  النيران فى الخمسمائة الف طن المتبقية على ارض الشونة غير ان النيران لاتمهلهم الفرار فتبتلعهم بعد ان يحرموا آلاف الابل والماشية والاغنام والماعز من وجبات سريعة الهضم محببة الى بطونهم ، ولم ينجو من تبن هذا الموسم سوى تبن عبد البارى علول.    

 

 

قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

 




 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق