68
خنصر القدم اليمنى
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
خنصر القدم اليمنى
جلس عمراوى الخن أسفل قدمى سيدته دعيانه الجبيلى سيدة غجر تل الرمايحى يقبل الثرى الذى يلامس الاقدام الشديدة البياض ويذوب ليتوحد معه حين يلصق خده به ويغيب عن الوعى .. سوف يتزوج عمراوى الخن من ابنة عمه التى تشبه سيدته فى طول خنصر القدم اليمنى الذى يتسابق زملائه الى العناية به فصاحبته هى التى تكد وتتعب لتوفر له ولهم لقمة العيش التى يحصدونها من العمل فى خدمة كوكبة الشيوخ الذين يتوافدون على باب خيمتها ليل نهار .
أدرك عمراوى أن هناك فرق واختلاف كبير بين خنصر قدم سيدته اليمنى الصغير ونفس الاصبع المشابه فى قدم ابنة عمه زاينه الركايبى فطول اصبع زاينه كثير الامثال لطول اصبع دعيانه الجبيلى بالرغم من كون اصبع زاينه أدق واصغر اصبع فى تل الرييايمه موطن اهلها والتلال المجاورة حتى تصل الى حدود الحضر .
يحاول عمراوى الخن الاقتراب أكثر وأكثر من قدم سيدته ليمعن النظر ويدقق ليعقد المقارنه التى ستهون عليه كثيرا فى ان يستبدل لمس خنصر غير الذى أمامه حتى ولو كان خنصر زاينه ابنة عمه .
يطيل عمراوى النظر وهو نائم على بطنه متظاهرا بابعاد حبات الرمال البيضاء التى تحملها أقدام الشيوخ من ضيوف سيدته دعيانه الجبيلى .. تدغدغ أقدام الشيوخ ظهر قدمى عمراوى الخن فلايشعر باقدام الاول والثانى والثالث .
يتواصل سير الشيوخ فى صفوف منتظمة لتصل الى أصابع دعيانه الجبيلى الشديدة البياض فيقبلها كل شيخ من المعمرين ويعود من حيث أتى ليحتل مكانه المحدد على الوسائد المستطيلة والمستعرضة التى تستوعب مقاعدهم المتضخمه ، ويبدأ كل واحد منهم فى استعادة شريط ذكرياته مع الجميلة فى الليالى القديمة وقت كانوا شبابا أشداءا يقطعون مئات الاميال على أقدامهم وسط الزحام أمام خيام الجميلة ليصلوا حبال المودة مع جميلة وسيدة غجر تل الرمايحى ووادى الرعيان بالصحراء الوسطى دعيانه الجبيلى .
أصبح عمراوى الخن غير قادر على حمل مشروبات شيوخ الوادى الكثيرين وتقديمها لهم من شدة عشقه للخنصر الصغير المتلّون بالثلج الابيض فمنحته سيدته فرصة الترقى من فرط اخلاصه وتفانيه فى خدمتها منذ زمن بعيد .
تثقل الاقدام على مقعدة وظهر ورأس عمراوى الخن فلايعيرها أى انتباه ، ويواصل النظر الى خنصر القدم وتبعد يداه حبات الرمال التى فقدت لونها بعيدا عن دائرة جلوس سيدته الجميلة .
تدمى الاقدام الثقيلة ظهر ساقى عمراوى الخن ومقعدته وظهره وقفاه ورأسه فيتغطى بالدم القاتم ومازال مطيلا النظر الى معشوقه الصغير حتى يجلس آخر شيخ من المعمرين فى مكانه .
يغلى دم العشق فى دماغ عمراوى فلايشعر بيديه وهى تطبق على الاصبع الصغير وتضعه بين فكيه ليفصله عن القدم ويبتلعه فيلون الدم الوردى وجهه ، ويعجز الحاضرون عن استخراج خنصر القدم اليمنى الصغير من جوف عمراوى الخن .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
============================================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق