الخميس، 20 أغسطس 2020

 المشاورجيه


شارع الجمهوريه اول فيصل

زمن الكورونا

حيث الالعاب الناريه

والمخدرات  طوال الليل والنهار


المشاورجيه

أقبل خمسة من الأغراب على الحى القديم فلم يتقبلهم السكان فى أول الأمر .. لجأ الأخوة الى كبير الحى يبحثون عن لقمة العيش وشكوا اليه سوء معاملة أهل الحى ، ومجيئهم من الأطراف البعيدة هربا من الجفاف الذى اجتاح المناطق التى كانوا يقطنون بها  .. رقّ قلب شيخ الحى الى حال الأغراب وكلّفهم بأعمال العتالة فى خيمة الشيخ رابح العطار ، وكان الضامن لهم استنادا الى أوراق الهوية التى يحملها كل أخ من الأخوة الخمسة .

فرش كل شقيق خده مداسا لأهل الحى  يسيروا عليه ويتهادوا ، وأسرع كل منهم يحمل عن نساء الحى مايأتون به من الخارج من طعام أوشراب وملبس واحتياجات معيشية أخرى بدون مقابل فى أول الأمر ثم بمقابل زهيد بعد ذلك حتى تركوا الاقامة فى الخرابة التى تتسع لمنامهم خلف خيمة الشيح رابح العطار  الى خيمة ايجار بخيم شيخ القبيلة، والتصق بهم لقب المشاورجيه ليكتفوا بعملهم الجديد .

يقصد أهل الحى باب خيمة الأشقاء الخمسة ليخرج اليهم أحدهم فتصطحبه احدى نساء الحى  ليحمل عنها امتعتها فى رحلة العودة من السوق أوينهى لها أوراقا هامة تتعلق بالميلاد أو الوفاة أوتحقيق الهوية .

علا نجم الأشقاء الخمسة بعد رحيل رضوان فرج شيخ قبيلة المناخلية  فتزوج ريحان الغربى أكبر الأشقاء الخمسة بأرملة الشيخ وعفا أشقائه الأربعة من دفع ايجار الخيمة .

برع صفوان الغربى فى تصدير أجمل فتيات الحى الى مكاتب المخدمين للعمل كشغالات فى منازل الاعيان بالبنادر، كما تميز ربعه وحميده ونونو فى استجلاب وترويج المخدرات بين كبار وصغار حى المناخلية الاحياء المجاورة .

تمكن الاشقاء الخمسة من شراء نصف خيم الحى بعد سنتين من تاريخ الدخول ليلا تحت ابط الظلام حتى لايتم الاشتباه فيهم لغرابة الوجوه .. امتلك الغرابوه الخمسة بعد ستة أشهر أخرى بقية الخيم  ليتحول كل سكان حى المناخلية  الى العمل كمشاورجيه فى خيم الأشقاء الخمسة ، وتم خلع تسعة عشر من أجمل زوجات الحى ليدخل بهم صفوان وربعه وحميده ونونو ، وصار على ذمة الأخوة الخمسة عشرون زوجة ومن البنين والبنات مائه ثم تم استبدال عشر زوجات بعشر أخريات حتى اجتمع المطلقات الخمسون واتفقن على تقطيع المطلقين الخمسة الى اجزاء صغيره وتذويبهم بالبطاس فى الانية الفخارية الكبيرة ، فطويت بذلك الصفحة الاخيرة من تاريخ الأشقاء الخمسة الغرابوه المعروفين  بالمشاورجيه .


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق