الشغيله
من شارع الجمهوريه اول فيصل
فى زمن الكورونا والالعاب الناريه والمخدرات ليل نهار
الشغيله
تقول المرأة : ان ظفر قدم الباشا المهندز بألف من الشغّيلة ، وايش جاب لجاب وهى العين تعلى على الحاجب ؟
تتعلق آذان نساء الشغيلة بصوت كايداهم زين البراويه بنت الشغيله ، وتحلم كل امرأة أن تنجب ولدا يتخرج فى المهندزخانه حتى يصبح مثل الباشا مهندز التنقيب الذى باشارة من يده اليمنى يخرج الزيت ، وحين يلّوح بيده اليسرى يكف عن الخروج ويتضور اهل الواحة الوسطى جوعا .
تتخير كايداهم أقوى النساء وتضع لهن جدولا لخدمة منطقة خيام الباشا بطول أيام الأسبوع فعشرة منهن ينظفن المدخل ببهو استقبال الضيوف والعشرة خيام الموزعة على الجانبين .. تنطلق العشرة نساء الأخريات الى الطريق المؤدى الى الخيمة الكبرى المجاورة ويبدأ التنظيف عقب خروج الباشا من باب منطقة خيامه فى الصباح الباكر كل يوم فى صحبة ابنه الوحيد رامى ليوصله السائق الى مدرسة البندر .
توجه كايداهم زينهم كبيرة الخدم عشرة أخريات من النساء فى صحبة طه رضاوى ساعى مكتب الباشا ليمر على خيام شيوخ القبائل وكبار الاعيان وزيدان باشا عبده وسلام باشا عنتر ليجمع الراتب اليومى من الخضار والفاكهة والطيور التى ستذبح لتقدم على مائدة الغداء والعشاء فى خيام سيد باشا طموى مهندس التنقيب .
يعود رضاوى قبل أذان صلاة الظهر فتضع كل امرأة ماعلى رأسها من خير لتسلمه الى كبيرة الخدم التى تقلب فيه النظر لتستبعد الردىء وتدخل السليم الى المطبخ .. يتجمع الثلاثون أمرأة فى المطبخ الكبير يغسلن ويقطعن ويذبحن ويسوين اللحوم .. تتجول كايداهم بين نساء الشغيله فيعلو صراخها لتأتى بأسرار هانم عزيز التى تهدىء من روعها وخوفها الشديد من الباشا اذا لم تحسن النساء عملهن وينتهين منه قبل أن يعود فستفقد وظيفتها ويخرب بيتها .
تعطى أسرار هانم لكل امرأة حسنتها بعضا من الخبز وقليلا من الخضار فتعلو أصواتهن بالدعاء لها ويغادرن منطقة خيم الباشا المهندز لتستقبلهن بناتهن اللاتى يحملن عنهن الوجبات التى ستقيم أودهن وأود أخواتهن وآبائهن الذين يعودون من مصلحة التنقيب مع غروب الشمس ، وتحلم كل فتاة بفارسها الذى يشبه الباشا مهندز التنقيب الذى سيغدق خيرا كثيرا على أهلها الشغيله .
تسرع كايداهم لتلحق بالنساء لتؤكد عليهن ابلاغ جاراتهن ممن عليهن الدور فى الغد لخدمة الباشا وتكرر جملها المشهوره ليقلعن عن الحلم : ان ظفر قدم المهندز بألف من الشغيله ، وايش جاب لجاب ... تترك النساء والفتيات كايداهم تواصل وصاياها ويعدن الى خيمهن ليقابلهن الزحام الشديد والصراخ والعويل طلبا للنجدة من الغرق فى سيول الواحة التى باغتتها فجأة .
باءت كل محاولات الرجال بالفشل وتدفق الماء الغاضب ليزيل كل مايقابله ويغمر خيم الشغيله التى تحتضن نساءها ورجالها وشيوخها فلاينجو من الغرق أحد .
تبدأ كايداهم كبيرة خدم الباشا مهندز التنقيب فى رحلة البحث عن شغيلة جدد ونساء وبنات بنوت يحلمن بسيدهن الباشا ليغدق الخير الكثير على أهلها من الشغيله
.
قصة قصيرة ل: / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق