الخميس، 20 أغسطس 2020

 


تصادم

من شارع الجمهوريه اول فيصل

زمن الكورونا والالعاب الناريه والمخدرات

تصادم


ينظر رجل تقاطع الدروب  من أعلى ربوته  الى التقاطع ، وحين تخف الحركة فى اتجاه الشمال للمنطلق من الجنوب يرفع رايته  الحمراء  اعلانا لوقوف الحركة فيهدىء الدليل  من عدو الابل  حتى تتوقف قبل الوصول الى منطقة المترجلين .

يغيّر الرجل اللون الى الأصفر استعدادا لبدء تحرك قوافل  الشرق المنطلقة الى الغرب والعكس .. تتعلق عيون دليل القوافل  بحامل الاشارات حتى يرفع الراية الخضراء فتندفع الجمال  تسابق الريح ولم يتبق فى البعيد للاتجاه المتقاطع سوى سبع قوافل  على بعد ستمائة مترا فتمسك يمين الرجل براياته ويحركها الى أسفل عدا  الاحمر من حامل الاشارات ويرسل نظرة خاطفة الى التقاطع ليستبدله  بالاصفر ثم الاخضر للقوافل  القادمة من الجنوب الى الشمال فتتحرك ويتحرك المترجلون فى الخط الموازى لها .

مازالت قوافل  الشرق تواصل الاندفاع ، لم تتمكن من التوقف فترتعش يدا الرجل الممسك بالاشارات الثلاث  ليغير الى اللون الآخر فتستمر القوافل فى الاندفاع منطلقة فى الاتجاهات الاربعة بدون توقف .

تعانق سبعة من الابل الاقوياء  سبعة اجساد وسط زحام المارة فتتناثر اشلاؤهم وترتطم بقوافل الطريق المتقاطع .. يهتز العمود الذى يحمل كشك رجل الاشارات فترقص يداه ويسقط وسط أخشاب الكشك تاركا اعلامه الملونه  خضراء ليتواصل اندفاع القوافل من كل مكان ، ويتكوّم بعضها فوق بعض تعتلى الاجساد البشرية داخل وخارج الصناديق التى تحملها الابل حتى تصنع سدا منيعا يمنع المزيد من ضحابا تصادم التقاطع .

أسفر التصادم حتى حينه عن مصرع خمسمائة من المارة وثلاثمائة من الابل القوى كانت تسير بسرعة مذهلة ، ومازال رجل الاشارات يحاول أن يلملم عظامه التى تهشمت حتى يتمكن من الصعود ليصل الى اعلامه الملونه ليغيّر من اللون الأخضر الدامى الى الأحمر الذى سيؤدى الى وقف تفجر ينابيع الدماء التى تصب فى أوردة التقاطع بسبب التصادم .



قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق