السبت، 29 أغسطس 2020

 


الصخره الصغيره

من شارع الجمهوريه اول فيصل

فى زمن الكورونا والالعاب الناريه والمخدرات ليل نهار


الصخرة الصغيرة 

تتآكل قاعدة الصخرة الصغيرة التى تستقر أعلى قمة تل البكريه.. تتبادل معاول الحجارين القطع فى آخر كل ليل لتزيد من منطقة التآكل ، وحتى لاتراهم عيون شيوخ القبائل   الذين يجرمون  قطع أحجار صخرة تل البكريه التى قيل عنها فى روايات كثيرة متواتره  انها سقطت من السماء فكلنت خيرا وبركه على اهل الواحة الوسطى 

تسللت أشعة شمس اليوم الخامس والستين بعد الثلاثمائة من السنة الميلادية لتعلن ختام هذه السنة فى التقويم ، ومازال غريب غرباوى ينقب مع رجاله أسفل صخرة تل البكريه ليستخرج المعادن الثمينة بعدما اخبره جساس ذهب بوجود الكثير من المعادن اسفل هذه الصخرة ,, حمّل الرجل الديناميت على مائة من الأبل ، وأعطى الجمالين أجرا مضاعفا حتى لايشى به أحدهم الى احد مشايخ القبائل فيتم القبض عليه ليبعد عن حلمه فى العثور على كنوز الملك الحكيم التى دفنت أسفل هذه الصخرة  منذ آلاف السنين كما تقول مصادره المؤكدة من مخطوطات جده التى عثر عليها وهو ينقب عن الذهب أسفل صخرة تل البكريه 

قال له جده الغريب القادم من بلاد الشمال البعيد : ان هذه الصخرة مباركة مرّ عليه الكثير من أولياء الله الصالحين ذهابا وأيابا ، واقامة فى كثير من الأحيان فى ظلها للعبادة بعيدا عن بطش البشر كما تقول المخطوطات ويؤكد القدامة من سكان المناطق المحيطة  ، ولذلك ارتبط اسمها  بالمباركة  

أنزل الجمالون حمولة ابلهم ، والتقطها عمال غريب غرباوى وفتحوا الصناديق ليستخرجوا أصابع الديناميت الطويلة ، وأسرعوا يزرعونها فى كل مكان تصل اليه أيديهم طبقا للخريطة .. ربط العمال الأسلاك ووصلوها بالمصادر التى تشعبت كثيرا وتوحدت حتى صارت واحدة أمسك بها غريب ، وحدد لرجاله ساعة الصفر وقت رحيل المحتفلين برأس السنة على امتداد الواحات الثلاث فى صباح أول يوم من العام الجديد 

غادر غريب المكان عائدا الى خيمته  بعد اطمئنانه على قرب موعد وصوله الى الكنوز التى ستجعله يحكم هذ الصحراوات .. واصل العمال الانسحاب الى مخابئهم ليفسحوا الطرقات للقادمين من أهل المناطق المجاورة 

ألقت الشمس بثقلها على قمة الصخرة  ..انطلقت الوفود من المحتفلين الى الصخرة تفرد المخيمات للاقامة ليلة رأس السنة ، ويجهزون الالعاب النارية التى ستحمل بسماتهم وتعبر عن سعادتهم بقدوم العام الجديد 

رحلت شمس اليوم الأخير من السنة فخرج رجال غريب من مخابئهم واختلطوا بالمحتفلين .. انطلقت الالعاب النارية تملأ السماء فتشيع البهجة فى القلوب .. أمسك واحد من عمال غريب بلعبة نارية وأطلقها فأصابت سلك التيار الموصل الى الديناميت المنزرع حول الصخرة الصغيرة فاشتعل لينفجر الديناميت وتسقط الصخرة ليتبعها صخوركثيره تتمكن من دفن كل المحتفلين مع رجال غريب غرباوى الذى ابتهج كثيرا لتقديم ساعة الصفر كى يتحقق حلمه الذى ظل يراوده منذ نعومة أظافره فى حكايات جده بعد سقوط الصخرة المباركة  بتل البكريه .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق