درب موسى عبيد
ووش .. ووش ..ووش
.. يتواصل الصوت ليل نهار فى درب موسى عبيد حتى اعتاده الناس وأصبح علامة مميزة
لايستطيع أحد أن يستغنى عنه ، واذا ماتوقف يجن جنون البشر
زن .. زن ..زن ..
صوت منشار السنان الجديد رقيق يعزف كل
أغانى الفلكلور التى ورثتها الأنسانية منذ زمن بعيد يرقص على ايقاعاته كل أفراد
فرق الرقص التى تبحث عن جديد
بيك .. بيك ..
بيكيا .. ينادى مشترى القديم من أهل الدرب ليصلحه وليبيعه فى الأسواق الأسبوعية الكبيرة
كسوق الجمعة والثلاثاء والخميس والأحد التى يرتادها كل أهالى واحات الصحراوات
الثلاث القريبة والبعيدة لرخص ثمنها
أنام مفتوح
العينين فتحرك سيور منشار السنان صورا كثيرة لاأستطيع أن أجد بينها صلة ولاأحدد
ملامح واحدة .. أتناول نفسا عميقا من الهواء الساخن الجاف محاولا تصيد لوحة أفك
رموزها فيسعفنى زن المنشار الذى يشيع فى داخلى بهجة الايقاعات السعيدة ليرسم
بشظايا الحديد النارية بعضا من جوانب الصورة .. أطمئن بائع البيكيا الذى يلح
وسأبيع له بعد قليل اللوحة التى ستفرغ من رسمها النيران المتطايره
ووش .. ووش .. ووش
.. زن .. زن ..زن .. بيك .. بيك .. بيكيا .. يكاد جفنى أن يرسل أشارات نومه العزيز
فأبعدها ، وتظل عيناىّ مفتوحة عن آخرها تنظر الى منتصف اللوحة التى تبدو قاتمة
لتراكم الأصوات الحادة والغليظة التى لن تعجب بائع البيكيا الذى يفضل الألوان
الزاهية المبهجة حتى تجد طريقها الى أيدى زبائنه فى الأحياء التى يرتادها ليبيع
بضاعته أوينتظر ليعرضها فى الأسواق الأسبوعية الكبيرة
يتداخل الأسود سيد
الألوان مع الأحمر والأخضر والأصفرفيفرض سطوته لتضاءل كل الألوان التى يمتصها ..
يعلو صوت الووش والزن والبيك فلاتقوى عيناى على الرؤية .. تقرر الجفون الأنسدال
فتسقط ولاأبيع اللوحة ليواصل بائع البيكيا نداءه بجوار خيمتى فلاتسمعه أذناى التى
ذهبت لتستريح على أنغام ورش درب موسى
عبيد.
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق