الاثنين، 29 أبريل 2019

240 خطوط الماء المسمومة تمتد خطوط الماء اسفل طريق الشرق بطول الصحراوات الثلاث الصغرى والوسطى والكبرى ، تنقل المياه من عيون الماء الام الى ممالك البقر القديمة والتى تبعد آلاف الهكتارات حيث يتصدر بهو العرش عشرة رؤوس ضخمة لأبقار سمان تم تحنيطها منذ الاف السنين ، ومازال احفاد صائدها يحكمون الممالك حتى تاريخه يسد غول الفلا منتصف الطريق بين الصحراوات الثلاث ، ويقول شهود العين : ان رأس الغول قد لامست أجواء الفضاء فهرب من وجهه كل ابناء البوادى حرصا على حيواتهم .. شعر الغول بالظمأ الذى سيطر عليه فى باطن الصحراء فخرج ينفض الغبار عن جسده لتلامس اقدامه خطوط الماء فيشعر بعذوبة رطوبتها .. يعب بخراطييم فمه من الخطوط حتى يأتى على نصفها ويسيل لعابه من جوانب خراطيم فمه ليسمم نصف خطوط الماء الباقية ويشربها اهل قبائل الممالك البعيدة لتحين لحظات رحيلهم عن الحياة بعد ان يمزق سم الغول امعائهم .............................................. ......................................................... اقرأ المزيد قصة قصيرة ل : محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه البريد الاليكنرونى mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

240
خطوط الماء المسمومة
تمتد خطوط الماء اسفل طريق الشرق بطول الصحراوات الثلاث الصغرى والوسطى والكبرى ، تنقل المياه من عيون الماء الام الى ممالك البقر القديمة والتى تبعد آلاف الهكتارات حيث يتصدر بهو العرش عشرة رؤوس ضخمة لأبقار سمان تم تحنيطها منذ الاف السنين ، ومازال احفاد صائدها يحكمون الممالك حتى تاريخه
يسد غول الفلا منتصف الطريق بين الصحراوات الثلاث ، ويقول شهود العين : ان رأس الغول قد لامست أجواء الفضاء  فهرب من وجهه كل ابناء البوادى حرصا على حيواتهم .. شعر الغول بالظمأ الذى سيطر عليه فى باطن الصحراء فخرج ينفض الغبار عن جسده لتلامس اقدامه خطوط الماء فيشعر بعذوبة رطوبتها .. يعب بخراطييم فمه من الخطوط حتى يأتى على نصفها ويسيل لعابه من جوانب خراطيم  فمه ليسمم نصف خطوط الماء الباقية ويشربها اهل قبائل الممالك البعيدة لتحين لحظات رحيلهم عن الحياة بعد ان يمزق سم الغول امعائهم ..............................................
......................................................... اقرأ المزيد
قصة قصيرة
ل : محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
البريد الاليكنرونى
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
  

239 حمام رمل يدفن عريون غويطه الشماسى مائة من المعتلين بأمراض الروماتيزم قبل ان يصير الظل بطول الجسد .. يبقى عريون على الرؤوس فوق سطح الرمال .. توشك الرؤوس على اغلاق جفون عيونها بعد ان يسرى دفىء الرمال فى اوصال اجسادها . يأخذ عريون قسطا من الراحة لتغمض عيناه بعد ان يطمئن على خلو الصحراء من الافاعى والعقارب التى قد تأتى على نهاية الرؤوس المنثورة على وجه الصحراء . يطول نوم عريون والمعتلون حتى منتصف الليل .. تزكم رائحة الاجساد الآدمية انوف الثعالب والذئاب التى لاتكف عن العواء فيستيقظ المرضى فى باطن الرمال ، يستغيثون بعريون الذى مازال نائما غير ان كلبه الامين مازال يحاول ايقاظه ، ويوانصل نباحه فى وجه الذئاب والثعالب مجتمعه ........................................ ..................................................... اقرأ المزيد قصة قصيرة ل : محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه البريد الاليكنرونى mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

239
حمام رمل
يدفن عريون غويطه الشماسى مائة من المعتلين بأمراض الروماتيزم قبل ان يصير الظل بطول الجسد .. يبقى عريون على الرؤوس فوق سطح الرمال .. توشك الرؤوس على اغلاق جفون عيونها بعد ان يسرى دفىء الرمال فى اوصال اجسادها .
يأخذ عريون قسطا من الراحة لتغمض عيناه بعد ان يطمئن على خلو الصحراء من الافاعى والعقارب التى قد تأتى على نهاية الرؤوس المنثورة على وجه الصحراء .
يطول نوم عريون والمعتلون حتى منتصف الليل ..  تزكم رائحة الاجساد الآدمية انوف الثعالب والذئاب التى لاتكف عن العواء فيستيقظ المرضى فى باطن الرمال ، يستغيثون بعريون الذى مازال نائما غير ان كلبه الامين مازال يحاول ايقاظه ، ويوانصل نباحه فى وجه الذئاب والثعالب مجتمعه ........................................
..................................................... اقرأ المزيد
قصة قصيرة
ل : محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
البريد الاليكنرونى
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

238 كيس تمر يفطر الصائمون على شربة ماء من عين واحة الصحراء الوسطى المجاورة لمصلى الواحة كى يتمكنوا من أداء صلاة المغرب. يهرول كرم ولد رشديه وهران الى المصلين قبل اقامة صلاة المغرب فلايفلح ، ويخشى توبيخ امه التى تلح على تعليمه فعل الخير بشرط ان لاتعلم يساره ماتقدم يمينه . يفتح كرم جواله الملىء بالتمر الموزع على اكياس صغيرة .. يتناول الاكياس يضعها اثنان اثنان امام كل مصلى من المصلين لينال هو وامه ثواب افطار كل الصائمين بواحة الصحراء الوسطى وعابرى السبيل الاغراب الذين وصلوا الى المصبى وثت أذان المغرب ...................................................... .......................................................................................................................... اقرأ المزيد قصة قصيرة ل : محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه البريد الاليكنرونى mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

238
كيس تمر
يفطر الصائمون على شربة ماء من عين واحة الصحراء الوسطى المجاورة لمصلى الواحة كى يتمكنوا من أداء صلاة المغرب.
يهرول كرم ولد رشديه وهران الى المصلين قبل اقامة صلاة المغرب فلايفلح ، ويخشى توبيخ امه التى تلح على تعليمه فعل الخير بشرط ان لاتعلم يساره ماتقدم يمينه .
يفتح كرم جواله الملىء بالتمر الموزع على اكياس صغيرة .. يتناول الاكياس يضعها اثنان اثنان امام كل مصلى من المصلين لينال هو وامه ثواب افطار كل الصائمين بواحة الصحراء الوسطى وعابرى السبيل الاغراب الذين وصلوا الى المصبى وثت أذان  المغرب ......................................................
..........................................................................................................................  اقرأ المزيد
قصة قصيرة
ل : محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
البريد الاليكنرونى
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

237 الآبار الضالة يغيض ماء الخمسين بئرا التى تبعث الحيوات لأحياء واحات الصحراوات الثلاث . تبدأ رحلة بحث القبائل عن مياه الابار فى المناطق القريبة أو البعيدة المنحدرة الى الاسفل علهم يعثروا عليها ، ومازال البحث مستمرا. ترسل ظهيرة بنت عين الحياة طيورها التى دربتها منذ سنين لهذا الغرض حتى تأتيها الطيور بخبر اليقين .. يمر الشهر والشهران ولايعود طير واحد من طيور ظهيرة . يسأل رشيد عنونى سيد القبائل كل عابر سبيل عن المياه الضالة ولامن مجيب .. يقول احد الزهاد من عابرى السبيل ان الشياطين هم الذين سرقوا الماء لتختفى حياة الاحياء من واحات الصحراوات الثلاث وباختفاء الواحات سيختفى الاحياء ..................... ........................................................................................................................ اقرأ المزيد قصة قصيرة ل : محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه البريد الاليكنرونى mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

237
الآبار الضالة
يغيض ماء الخمسين بئرا التى تبعث الحيوات لأحياء واحات الصحراوات الثلاث .
تبدأ رحلة بحث القبائل عن مياه الابار فى المناطق القريبة أو البعيدة المنحدرة الى الاسفل  علهم يعثروا عليها ، ومازال البحث مستمرا.
ترسل ظهيرة بنت عين الحياة طيورها التى دربتها منذ سنين لهذا الغرض  حتى تأتيها الطيور بخبر اليقين .. يمر الشهر والشهران ولايعود طير واحد من طيور ظهيرة .
يسأل رشيد عنونى سيد القبائل كل عابر سبيل عن المياه الضالة ولامن مجيب .. يقول احد الزهاد من عابرى السبيل ان الشياطين هم الذين سرقوا الماء لتختفى حياة الاحياء من واحات الصحراوات الثلاث  وباختفاء الواحات سيختفى الاحياء .....................
........................................................................................................................ اقرأ المزيد
قصة قصيرة
ل : محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
البريد الاليكنرونى
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


236 دروب التيه تتداخل دروب التيه فى نقطة القلب من واحة الصحراء الكبرى فلايستطيع عدوى بهمان اشهر دليل للصحراوات الثلاث ان يخرج بالقاقلة التى يدلها على الدروب الى الطريق المؤدى الى ديارهم . ينتهى ولد بهمان كل مرة الى النقطة التى بدأ منها .. تمر الايام الكثيرة والليالى وتأكل القافلة دوابها لتحيا فى بحر تيه واحة الصحراء الكبرى ، ومازال الامل يراودهم فى النجاة ....... ...................................................................................................................................................................................اقرأ المزيد قصة قصيرة ل : محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه البريد الاليكنرونى mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

236
دروب التيه
تتداخل دروب التيه فى نقطة القلب من واحة الصحراء الكبرى فلايستطيع عدوى بهمان اشهر دليل للصحراوات الثلاث  ان يخرج بالقاقلة التى يدلها على الدروب  الى  الطريق المؤدى الى ديارهم .
ينتهى ولد بهمان كل مرة  الى النقطة التى بدأ منها  .. تمر الايام الكثيرة والليالى  وتأكل القافلة دوابها لتحيا فى بحر تيه واحة الصحراء الكبرى ، ومازال الامل يراودهم فى النجاة ....... ...................................................................................................................................................................................اقرأ المزيد
قصة قصيرة
ل : محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
البريد الاليكنرونى
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


الأحد، 28 أبريل 2019

235 حصر ليف تكوم معزوزه بنت جابر فرهيط الليف المنزوع من نخيل لؤلؤة السبيعى سيدة نخيل واحة الصحراء الكبرى ، وتجعله فى مستوى تل الرمال المجاور . يسحب عمال معزوزه من الليف الذى يكفى صناعة طريحة حصر اليوم ، والتى عادة ماتبلغ فى آخر اليوم العشرين لتجد طريقها على ظهر الجمال التى ستنقلها بدورها الى المشترى ...................................................................................................................... اقرأ المزيد قصة قصيرة ل : محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه البريد الاليكنرونى mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

235
حصر ليف
تكوم معزوزه بنت جابر فرهيط الليف المنزوع من نخيل لؤلؤة السبيعى سيدة نخيل واحة الصحراء الكبرى ، وتجعله فى مستوى تل الرمال المجاور .
يسحب عمال معزوزه من الليف الذى يكفى صناعة طريحة حصر اليوم ، والتى عادة ماتبلغ فى آخر اليوم العشرين لتجد طريقها على ظهر الجمال التى ستنقلها بدورها الى المشترى ...................................................................................................................... اقرأ المزيد
قصة قصيرة
ل : محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
البريد الاليكنرونى
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


234 ثورة الفحل يقطع فحل يزيد ابن زياده الرويحى الدقاق قيوده ، وينطلق الى مجمع النوق الحمر القادمة من شمال الشمال . فشل ولد الدقاق الرويحى فى حبس فحله الذى تركه مكبلا بالحبال خلف خلاف ، وذهب لينهى بعض صفقانه التجارية فى حى بنى فهير . لم يشعر زياد برغبة فحله الجارفة فى تشمم رائحة النوق الحمر فتركه مكبلا .......................................................................................................................... اقرأ المزيد قصة قصيرة ل : محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه البريد الاليكنرونى mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

234
ثورة الفحل
يقطع فحل يزيد ابن زياده الرويحى الدقاق قيوده ، وينطلق الى مجمع النوق الحمر القادمة من شمال الشمال .
فشل ولد الدقاق الرويحى فى حبس فحله الذى تركه مكبلا بالحبال خلف خلاف ، وذهب لينهى بعض صفقانه التجارية فى حى بنى فهير .
لم يشعر زياد برغبة فحله الجارفة فى تشمم رائحة النوق الحمر فتركه مكبلا .......................................................................................................................... اقرأ المزيد
قصة قصيرة
ل : محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
البريد الاليكنرونى
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

233 عقربوش يتسع كرش عقربوش ولد عمرو رقيبى تاجر جلود الابل والاغنام والماعز فتضيق فروة الخروف الكبير أسفله والتى يجلس عليها متصدرا مدخل الحى ليساوم البائعين على سعر شرائه للجلود. يتفنن ولد عمرو رقيبى فى اظهار عيوب الجلود التى تأتى اليه حتى يقل ثمنها فيشتريها بثمن بخس ، ويبرع عقرمه فى هذا المجال حتى لقب بعقربوش وطغى اللقب على الاسم فأذابه ، ونسى اهل الحى اسمه الاصلى ............................................................................................................... اقرأ المزيد قصة قصيرة ل : محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه البريد الاليكنرونى mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

233
عقربوش
يتسع كرش عقربوش ولد عمرو رقيبى تاجر جلود الابل والاغنام والماعز فتضيق فروة الخروف الكبير أسفله والتى يجلس عليها متصدرا مدخل الحى ليساوم البائعين على سعر شرائه للجلود.
يتفنن ولد عمرو رقيبى فى اظهار عيوب الجلود التى تأتى اليه حتى يقل ثمنها فيشتريها بثمن بخس ، ويبرع  عقرمه فى هذا المجال حتى لقب  بعقربوش وطغى اللقب على الاسم فأذابه ، ونسى اهل الحى اسمه الاصلى ............................................................................................................... اقرأ المزيد
قصة قصيرة
ل : محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
البريد الاليكنرونى
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

   

232 الغنامى يلون السعيد مسعودى سعادات الغنامى الاغنام المسروقة بألوان غير ألوانها الطبيعية تهيئة لبيعها فى الاسواق البعيدة عن واحة الصحراء الصغرى حيث مكان سرقة الاغنام . يبدأ الغنامى فى رحلة بيع الاغنام المسروقة ليلا عبر دروب الصحراء التى يحفظها عن ظهر قلب حتى يصل الى أعتاب الحضر فيقيم مخيمانه ليحدد وجهته فى الاسواق القريبة ................................................................................................................... اقرأ المزيد قصة قصيرة ل : محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه البريد الاليكنرونى mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

232
الغنامى
يلون السعيد مسعودى سعادات الغنامى الاغنام المسروقة بألوان غير ألوانها الطبيعية تهيئة لبيعها فى الاسواق البعيدة عن واحة الصحراء الصغرى حيث مكان سرقة الاغنام .
يبدأ الغنامى فى رحلة بيع الاغنام المسروقة ليلا عبر دروب الصحراء التى يحفظها عن ظهر قلب حتى يصل الى أعتاب الحضر فيقيم مخيمانه ليحدد وجهته فى الاسواق القريبة ...................................................................................................................  اقرأ المزيد
قصة قصيرة
ل : محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
البريد الاليكنرونى
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

231 سوق العنز يأتى الخميس من كل اسبوع ليهش عشرة من رجال رشديه بنت بهمان نوح على عنزاتها المائة والخمسين عنزة، عشر عنزات امهات ومائة واربعون صغيرا لبيعها فى رحبة واحة الصحراء الصغرى حيث يقام سوق العنز . يمتلك يهمان نوح العنزاوى مالايقل عن عشرين الف من الماعز ، وقد بلغ الثمانين فترك تسويق العنز لابنته رشديه التى تركت ركب الزواج عن رضا بعد تجربتها المريرة لمدة عام بالتمام والكمال من زواجها من عطوان رومه نوح ابن اخي بهمان نوح والذى تعهده بالتربية صغيرا فشب فى كنفه مع صغيرته رشديه ، غير ان العلاقات ساءت بعد الزواج لتسلط رشديه الشديد فطلقها عطوان وهام على وجهه فى الصحارى ولم يرجع ثانية ......................................................................................................... اقرأ المزيد قصة قصيرة ل : محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه البريد الاليكنرونى mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

231
سوق العنز
يأتى الخميس من كل اسبوع ليهش عشرة من رجال  رشديه بنت بهمان نوح على عنزاتها المائة والخمسين عنزة، عشر عنزات امهات ومائة واربعون صغيرا  لبيعها فى رحبة واحة الصحراء الصغرى حيث يقام سوق العنز .
يمتلك يهمان نوح العنزاوى مالايقل عن عشرين الف من الماعز ، وقد بلغ الثمانين فترك تسويق العنز لابنته رشديه التى تركت ركب الزواج عن رضا بعد تجربتها المريرة لمدة عام بالتمام والكمال من زواجها من عطوان رومه  نوح ابن اخي بهمان نوح  والذى تعهده بالتربية صغيرا فشب فى كنفه مع صغيرته رشديه ، غير ان العلاقات ساءت بعد الزواج لتسلط رشديه الشديد فطلقها عطوان وهام على وجهه فى الصحارى ولم يرجع ثانية ......................................................................................................... اقرأ المزيد
قصة قصيرة
ل : محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
البريد الاليكنرونى
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

  

الجمعة، 26 أبريل 2019

الاحمر بأ بأ .. تأ تأ .. صأ صأ .. مجموعة من الاصوات المتداخلة والغير واضحة تخرج من فم الرجل الاحمر اللون البدين الذى جاء منذ عام مضى ليرتاد مولد سيدى بومديه شأنه فى ذلك شأن سائر الدراويش ليشاركوا بالذكر المقام فى ساحة بومديه طوال ايام المولد . يقف بهلول الاحمر امام الجزار ويأخذ قطعة صغيرة من اللحم يلوكها غير مستوية ويمضى ليسير وراءه الصغار يصفعونه أويشدون ثيابه فيبدى بهلول تأزمه من الصغار ويجرى كى يتمكن من الهروب الى جنوب الحى . مرّ الشهر ولم يغادر بهلول الحى مع انتهاء مولد سيدى بومديه وفضل الاقامة بجواره دونا عن سائر أولياء الله الصالحين .. اتخذ بهلول المقابر الكبيرة مقرا لنومه عقب جولته اليومية فى الحى يجمع فيها مايقوته فى الصباح والظهيرة والمساء ومقرا له يكتب رسائله ويحملها اقدام الزاجل ليرسلها الى سيد الصحراوات وكبير قطاع طرقاتها ساديم الركبيه .ليغير على مواطن الثراء بواحات الصحارى الثلاث ويرحل محملا بالغنائم.. يأتى المساء فيقف بهلول فى الزحام .. تستطيل أذناه الى أحاديث ابناء الحى يتسامرون ويتباهون بمصادر ثراتهم الطائلة من بيع المدفون فى باطن الصحراء من قطع أثرية نادرة فيهرول الى مقر اقامته بالمقابر ليرسل رسائله الى سيده محددا اماكن الدفن و ينام . يأتى الصباح ليغير ساديم على مواطن الدفن ويجردها من كل محتوياتها .. يقتل ررجال الحى .. يسبى النساء ليصبحن اماءا له ويهدى بهلول الاحمر منهن عشرا لعشقه الدائم للحسناوات والذى لم يبده فى نظرات بحثه الدائم عن اهدافه بين خيام دروب الحى . . قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


الاحمر
بأ بأ .. تأ تأ .. صأ صأ .. مجموعة من الاصوات المتداخلة والغير واضحة تخرج من فم الرجل  الاحمر اللون البدين الذى جاء منذ عام مضى ليرتاد مولد سيدى بومديه  شأنه فى ذلك شأن سائر الدراويش ليشاركوا بالذكر المقام فى ساحة بومديه طوال ايام المولد .
يقف بهلول الاحمر امام الجزار ويأخذ قطعة صغيرة من اللحم يلوكها غير مستوية ويمضى ليسير وراءه الصغار يصفعونه أويشدون ثيابه فيبدى بهلول تأزمه من الصغار ويجرى كى يتمكن من الهروب الى جنوب الحى  .
مرّ الشهر ولم يغادر بهلول الحى  مع انتهاء مولد سيدى بومديه  وفضل الاقامة بجواره دونا عن سائر أولياء الله الصالحين .. اتخذ بهلول المقابر الكبيرة مقرا لنومه عقب جولته اليومية فى الحى يجمع فيها مايقوته فى الصباح والظهيرة والمساء ومقرا له  يكتب رسائله  ويحملها اقدام الزاجل ليرسلها الى سيد الصحراوات وكبير قطاع طرقاتها  ساديم الركبيه  .ليغير على مواطن الثراء بواحات الصحارى الثلاث ويرحل محملا بالغنائم.. يأتى المساء فيقف بهلول فى الزحام  .. تستطيل أذناه الى  أحاديث ابناء الحى يتسامرون ويتباهون بمصادر ثراتهم الطائلة من بيع المدفون فى باطن الصحراء من قطع أثرية نادرة فيهرول الى مقر اقامته بالمقابر ليرسل رسائله الى سيده محددا اماكن الدفن و ينام .
يأتى الصباح ليغير ساديم على مواطن الدفن ويجردها من كل محتوياتها .. يقتل ررجال الحى .. يسبى النساء ليصبحن اماءا له ويهدى بهلول الاحمر منهن عشرا لعشقه الدائم للحسناوات والذى لم يبده فى نظرات بحثه الدائم عن اهدافه بين خيام دروب الحى .
.
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com



آه ياهوى الاحباب
آه ياليل ياعين .. آه ياهوى الاحباب .. يزيد المغنواتى من آهاته التى زادت مع أول نظرة رأت الجميلة .. كانت الجميلة حلما فى خيال المغنواتى وحين رآها تتجسد أمامه لم يصدق عينيه فسبحان من له الكمال  .. طالت بالمغنواتى الليالى يرسم ملامح أول لقاء .. أشرقت فتاته ناصعة البياض بلون القطن ، سوداء الشعر بلون الليل بلانجوم حتى لاترى فيه كف يدك .
مازال المغنواتى يتأوه من الهوى حتى قارب أن ينهى وصلته الغنائية الاولى ليهوى مع هلتها من وراء باب الخيمة  داخل عينيها العميقيتين التى تصدّرت كل العيون المتمايلة من حوله من شدة العشق فى الساحة الكبيرة .. يسرى الدفىء الى كيانه فيتواصل معها ثم تسحب روحه وتختفى .
يسقط المغنواتى بين آلاف المعجبين الذين تحلّقوا حوله فيجىء الحرس الخاص وينتزعه من قلب الزحام ليستريح فى الخيمة  المعدة له بعد وصلته الاولى .. يبدأ المغنواتى فى شرب كوب الزنجبيل .. يزيد من اشتعال جوفه ..ويعيد أحباله الصوتية الى الافضل .
يزيح الحرس آلاف المعجبين المتزاحمين حول باب الخيمة  لتحية المغنواتى .
تبدأ الوصلة الثانية : آه ياهوى ، وتتراكم الآهات فيزداد تعالى الاصوات من المتحلقين حوله كل ومعشوقه بعد العودة من رحلاتهم داخل العيون الحالمة .
يدفع حرس الجميلة المتزاحمين بكل قوة كى يخلو الطريق أمام عينيها مختبأة خلف باب خيمتها .. ترقص الاحبال الصوتية وتعزف أرق وأعذب الالحان لربة الصون والعفاف أجمل محبوبة وقعت عليها عيون المغنواتى .
تحرك الجميلة الشفتان اعرابا عن الشكر .. تنطلق رائحة المسك من فم المحبوبة فيزداد طربا ويطرب كل محبيه ويغنى كما لم يغنى من قبل متوكئا على الآهات التى تأتى من أعماقه لتوقف المحبوبة على هذا العشق الملتهب .. تتقد مشاعر حرّاس الجميلة بالحنق والغضب لاجتذاب المغنواتى عيون كل المحيطين به الى مصدر الهامه والتى تشبه كل محبيه .. يشدو المغنواتى للفم خاتم سليمان البالغ الرقة والجمال فينظر كل عاشق الى فم محبوبته ويتركه مثبتا النظر على الفم الذى يتحدث عنه المغنواتى ، ويبدى حرّاس الجميلة التأفف من صراحة وتعريض المغنواتى ويتبادلون النظر ليؤكد كل منهم للآخر قرب ساعة الصفر .
القوام قوام الغزلان .. تتجه عيون العشاق الى قوام الجميلة وتأسى كل محبوبة على نفسها .. يواصل المغنواتى وصلته الثانية مستفيضا فى سرد محاسن ومفاتن محبوبته التى تأتيه كل منام لتستمع اليه وسط حراسها والآف العشاق .
يختم العاشق وصلته مع الرابعة فى صباح اليوم الجديد مفتونا بوجه قمر الزمان التى تغادر المكان وتودعه بأيماءة رشيقة .. ينسحب المغنواتى وراءها ليلحق بها غير أن سيوف الحرس الخاص للجميلة توقفه مهشمة عظامه .
يأسى كل العشاق على حال المغنواتى الذى يخرج آهاته المكتومة مع مجيىء المحبوبة كل ليلة ترى العاشق غير قادر على الحركة لما أصابه من كسور نتجت عن تهشيم عظامه  ، ويواصل المغنواتى شدوه ، وآه ياهوى الاحباب .
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com




سوق البسابيس
تحلق رواد السوق حول واحدة من فصيلة مهجنة وسرعان ماأشاحوا بوجوههم مع وصول ناقلة الفصائل النقية والتقطوها من المزاد المرتفع جدا اذ بلغ ثمن الواحد من هذه الفصيلة حوالى العشرة آلاف دينار ولم يبخل المشترون فأسرعوا الى صندوق المزاد يسددون الثمن وماهى الاساعات قليلة حتى يكسب المشترى ألفاأوألفين فور تسلمه الواحد الى محلات الحضر.
سال لعاب ذوى الفصائل النقية على المهجنة فانفلت أقوى عشرة ذكور منهم وطاردوها حتى استقر بهم المقام فى المقبرة الكبرى والتى يقبر فيها كل الاغراب  ..تساقط المشترون واحدا بعد الآخر أمام زحام أفراد الفصائل النقية حول المهجنة التى أبدت تأففها وتبرمها من هذا التكالب عليها .
أمسك كل تاجر سلسلة كلبه وعاد رجب عبد الستار ابن عبد الستار بيكيا الذى لم يبلغ سن العاشرة بالكلبة المهجنة التى التقطها من درب الارواش أمس وهو فى جولته مع والده يشتريان البيكيا .. غيّر التجار من وجهة نظرهم وتحوّل الكل الى شراء الكلبة المهجنة ، وبدأ المزاد ليصل الى خمسة عشر ألفا ومازال الكل ينسابق فى الحصول عليها حتى استقر الثمن على سبعة عشر .
ترك عبد الستار مايعرض من بيكيا للبيع وأسرع الى الزحام ليطمئن على ابنه رجب ففوجىء بباب السعد يفتح زراعيه له ولزوجته ذكيه وأولاده العشرة الذين لبوا نداءه من وسط السوق ليحموا الكنز الذى سقط عليهم من درب الارواش والذى سينقلهم من  خيمتهم بالمقبرة الكبرى المقابر الى خيمة اكبر اتساعا فى احد دروب القبائل البعيدة عن خيم الرحل  مقابل خمسة آلاف ، وستخبىء زوجته باقى المبلغ بين الجلد واللحم ليغيشوا منه أيام الكساد .
تسلمت الاسرة ثمن الكلبة الضالة ، وتم نقل المهجنة الى أكبر محل بالحضر  ليتهافت عليها كل ذكور السلالات النقية .


قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com



الذئب الأسمر
دخل عامل المطعم الى غرفة الرجل الأسمر حاملا طعام العشاء .. وضع لحم الغزال المشوى والسلطات والخبز على المائدة واستدار لينصرف حتى وصل الى الباب فاستدعاه النزيل وسأله عن طعام العشاء فارتسمت علامات الاستغراب على وجه العامل وقال : سيدى لقد أحضرته لك منذ ثوان ، وهاهو أمامك على المنضدة .. لم يتم العامل كلامه لاندهاشه الشديد من عد م وجود حاوية الطعام على المنضدة خالية من لحم الغزال المشوى والسلطات والخبز فضرب كفا بكف .. حاول النزيل الأسمر أن يخفف من اضطراب العامل وقال : لعلك نسيت أن تحضره أو أن الذئب المحب للحم الغزال والذى يقيم فى الصحارى المجاورة  التى يطل عليها الفندق هو الذى التهمه بمجرد أن أدرت وجهك للطعام فلقد سمعت الكثير من النزيل السابق عن هذه الذئاب الكثيرة التى تدمن أكل لحم الغزال وخاصة فى هذه الغرفة القريبة من محال اقاماتهم ، وأحيانا ماتقفز الى الأدوار العليا من خلال النوافذ لتلتهم وجبات لحم الغزال المشوى الذى تعشقه ثم تختفى فى لمح البصر كما جاءت
خاف العامل على نفسه فتقدّم بالأسف الى النزيل وطلب منه ان لايغضب وسيأتى اليه بوجبة العشاء قبل أن يبلغ النزيل مدير المطعم فينقلب عليه ويفصله من العمل .. أغلق العامل الباب خلفه وأسرع الى المطعم ، وظل النزيل الأسمر يقهقه ويقهقه حتى سقط على ظهره من شدة الهواء الذى يخرجه من الفم الواسع
دقّ عامل المطعم على باب حجرة النزيل فسمح له بالدخول حاملا حاوية الطعام التى أمسك بها بكل قوته خوفا من مباغتة الذئاب التى تذوب عشقا فى أكل لحم الغزلان ..تعثرت خطى قدميه حتى أوشك أن يسقط من شدة الاضطراب الى ان وصل الى المنضدة فوضع الحاوية الممتلئة وأخذ الفارغة واستدار لينصرف ثم صدرت منه التفاتة الى وجه النزيل الاسمر ليطلب منه فى أدب جم صامت أن يحافظ على الطعام ويدافع عنه بكل قوة اذا ماجاء اليه الذئب المحب للحم الغزال فأومأ النزيل بالاجابة
شعر العامل بالراحة والطمأنينة غير أنه أحس بتغيير ما فى وجه النزيل الأسمر وكأنه وجه آخر غير الذى رآه فى المرة السابقة ورد ذلك الى الرعب الذى سيطر عليه ، واتجه الى الباب وأمسك بالمقبض ليفتحه فوصل الى آذانه صوت النزيل يستوقفه ويسأله ثانية عن طعام العشاء فالتفت لتقع عيناه على الحاوية الخالية من الأكل فسلّم أمره الى الله ، وطلب من النزيل أن لايغضب ويبلغ مدير الفندق فيتسبب فى فصله
تكرر المشهد عشر مرات مع احساس داخل العامل بتغيير ما يحدث فى وجه النزيل مع كل مرة .. قرر العامل أن يبلغ مدير فندق الدعاية المركزى بما حدث فأدار المدير شريط تسجيل الكاميرات المثبتة فى أماكن غير مرئية بغرفة النزيل الأسمر ، واستطاعت الكاميرا أن تفرق بين وجوه النزلاء العشرة السمر المقيمين بغرفة واحدة تحت اسم نزيل واحد ، وجاء بهم المدير وهدد بابلاغ الشرطة ان لم يسددوا فواتير الطعام والاقامة لعشرة بدلا من واحد ، والعمل فى مطعم الفندق لمدة عام بدون مقابل تحت اشراف عامل المطعم ولوتراخى أحدهم فسيقدمه للنيابة بتهمة النصب وسيلقى به فى السجن ، وطوى مدير الفندق صفحة اسطورة الذئب الاسمر المحب لأكل لحم الغزال التى كادت أن تتسبب فى فصل عامل المطعم
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com



درب موسى عبيد
ووش .. ووش ..ووش .. يتواصل الصوت ليل نهار فى درب موسى  عبيد حتى اعتاده الناس وأصبح علامة مميزة لايستطيع أحد أن يستغنى عنه ، واذا ماتوقف يجن جنون البشر
زن .. زن ..زن .. صوت منشار السنان الجديد  رقيق يعزف كل أغانى الفلكلور التى ورثتها الأنسانية منذ زمن بعيد يرقص على ايقاعاته كل أفراد فرق الرقص التى تبحث عن جديد
بيك .. بيك .. بيكيا .. ينادى مشترى القديم من أهل الدرب  ليصلحه وليبيعه فى الأسواق الأسبوعية الكبيرة كسوق الجمعة والثلاثاء والخميس والأحد التى يرتادها كل أهالى واحات الصحراوات الثلاث  القريبة والبعيدة لرخص ثمنها
أنام مفتوح العينين فتحرك سيور منشار السنان صورا كثيرة لاأستطيع أن أجد بينها صلة ولاأحدد ملامح واحدة .. أتناول نفسا عميقا من الهواء الساخن الجاف محاولا تصيد لوحة أفك رموزها فيسعفنى زن المنشار الذى يشيع فى داخلى بهجة الايقاعات السعيدة ليرسم بشظايا الحديد النارية بعضا من جوانب الصورة .. أطمئن بائع البيكيا الذى يلح وسأبيع له بعد قليل اللوحة التى ستفرغ من رسمها النيران المتطايره
ووش .. ووش .. ووش .. زن .. زن ..زن .. بيك .. بيك .. بيكيا .. يكاد جفنى أن يرسل أشارات نومه العزيز فأبعدها ، وتظل عيناىّ مفتوحة عن آخرها تنظر الى منتصف اللوحة التى تبدو قاتمة لتراكم الأصوات الحادة والغليظة التى لن تعجب بائع البيكيا الذى يفضل الألوان الزاهية المبهجة حتى تجد طريقها الى أيدى زبائنه فى الأحياء التى يرتادها ليبيع بضاعته أوينتظر ليعرضها فى الأسواق الأسبوعية الكبيرة
يتداخل الأسود سيد الألوان مع الأحمر والأخضر والأصفرفيفرض سطوته لتضاءل كل الألوان التى يمتصها .. يعلو صوت الووش والزن والبيك فلاتقوى عيناى على الرؤية .. تقرر الجفون الأنسدال فتسقط ولاأبيع اللوحة ليواصل بائع البيكيا نداءه بجوار خيمتى فلاتسمعه أذناى التى ذهبت لتستريح على أنغام ورش درب  موسى عبيد.
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com




مقالب صغيره
اختفت المقالب المتوسطة الحجم المنتشرة على نواصى دروب واحة  الصحراء الكبرى .. خرج السكان ببقاياهم يحملونها على الأكتاف وأخذوا يتتبعون المقالب التى انقطعت آثارها فلم يتمكن واحد من العثور على دليل صغير ملقى على أرضية الدرب  يؤدى الى الهدف
تاهت الدروب الضيقة التى تصل الى المقالب القديمة على أطراف الحضر بعد أن خلت من تلال بقاياها بطول الحزام الأمنى حسب  الاتفاق الذى أبرم بين أصحاب مصانع تدوير البقايا وبين مجالس بلديات الحضر  ، وتم تسليم كل منزل فى شوارع الحضر سلالا بعدد الشقق التى يمتلكها ، وفجأة اختفت السلال من أمام كل الشقق
أقلع عمال المصانع عن المجىء لحمل السلال الصغيرة المختفية فخرج السكان يحملون بقاياهم الى نواصى الشوارع فلم يجدوا حتى مقالب الشوارع متوسطة الأحجام .. أغلقت مصانع التدوير أبوابها وسرّحت عمالها بعد خسارتها الفادحة ، وانتقل ملاكها الى الصجراء الكبرى  فى واحاتهم الخضراء الفسيحة ليستعيدوا قدرتهم على عمل آخر أكثر ربحا
وقف المئات من أصحاب مقالب أطراف الحضر وسط عشرات الآلاف من عمالهم ورسموا على وجوههم ابتسامات صفراء باهتة ثم ضحكوا كثيرا على مشهد السكان وهم يحملون بقاياهم غير قادرين على القائها مكان المقالب متوسطة الأحجام المختفية والاسيتعرضون لتحرير مخالفات جيوش الأمن التى تسد منافذ الشوارع حتى لاتسول نفس أى ساكن على أن يفعل مثل هذا الفعل السىء
حمل السكان بقاياهم واستقلوا الناقلات الى أماكن أعمالهم فلم يسمح لهم بالدخول ، فغادروا يبحثون عن المقالب الصغيرة المختفية ومازال أصحاب المقالب وعمالهم يضحكون على منظر السكان الذين تعالوا عليهم كثيرا حين رفضوا منحهم البقايا بمقابل ضئيل بدلا من عمال مصانع التدوير الذين قدموا الخدمة بمقابل أقل
وقف السكان أمام شبكة قنواة المياه المحلاه واخترقوا الصفوف الأمنية بعد تعفن بقاياهم التى ملأت الفضاء وألقوها فى قلب القنوات لتسد مصارف المياه المتدفقة الى المنازل .. قبّل مسؤلوا المجالس البلدية أيدى أصحاب المقالب الكبيرة وأيدى عمالهم حتى يزيحوا أكوام البقايا من طريق المياه الذى سيؤدى انقطاعها الى هلاك الأحياء
جاء العمال بالمقالب الصغيرة وأخذوا فى ملئها وأزالوا البقايا من طريق المياه المتدفقة حتى تتواصل الحياه ووعدوا المسؤلين بترك المقالب الصغيرة خالية ليملأها السكان ويفرغونها هم فى مقالبهم على أطراف الصحراء بعد ذلك
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com




عرق الغريق
يتصبب عرق صيام عبده درويش فى النصف الأخير من شهر طوبه فى قلب مياه بئر واحة الصحراء الكبرى العميقه ، وهو يغطس ويطفو ويغرغر الماء من الفم والأنف .
تلف انوار النجوم المنكسرة داخل العينين الرأس فتفقد بعدها البؤرى لتكون غير محددة المعالم ، ولايستقر فى ذهنه سوى احتياجات عطيات الشماس الزوجة وعزيزه سلاّم الحماة وعدوى وزغلول وعيد وعفيفى وشحات ورضا آخر العنقود أولاده .
تقول عزيزه سلاّم الحماة : طوبه تخلى الصبيه كركوبه ، ولابد من وجود ملابس ثقيلة للستة أولاد والزوجة .. تتموج صورة الحماة لتحل محلها صورة الزوجة ، ومازال صيام عيد درويش يغطس ويطفو ويغرغر الماء رافعا يديه الى الأعلى مستسلما بعد أن جاوز الليل المنتصف .
تقول الزوجة عطيات الشماس : ان صادق عبد الجواد زوج جارتهم محاسن الريفيلى قد مات كافرا لأنه ألقى بنفسه فى قلب البئر بعدما عجز عن سداد ديونه .
تتداخل أصوات الستة صغار يطلبون من صيام عبده درويش مصاريفهم اليومية  والأكل والشراب .. يعلو صوت عطيات مطالبة بأيجار الخيمه  ليزيد عرق صيام المتدفق فى قلب ماء البئر فى السنة التى جاء فيها طوبة شديد المراس تاركا جليده فوق وجه البئز ليخترقه جسد صيام عبده كلما طفا وغطس وغرغر الماء .
احتال صيام على كبار التجار بشرائه بضاعة  محدوده بالاجل ، وباع هذه البضاعة فور تسلمها ليسد بعضا من ديونه ، وحين عجز عن السداد عاود الكرّة ليشترى بالاجل  ويبيع بأقل من سعر الجملة ، ويسدد بعضا آخر من ديونه ويترك قسطا يسيرا للزوجة والحماة والستة أولاد فيعجز ثانية وثالثة ورابعة وخامسة فيطارد من قبل التجار وتسوقه قدماه الى مياه البئر العميقة ، وحين يتوسط المسافة بين بداية البئز ونهايته يصعد الى أعلى السور ويطير فى الفضاء ليسقط معانقا قاعه ثم يطفو ويغطس ويغرغر الماء من الفم والأنف .
يزيد عرق الغريق حتى يؤدى الى فيضان البئر الذى أغرق الواحة ، ولم يترك أثرا للأرض الجافة فصافح الصحراء لتتوه مياهه فى أوردة الأصفر الذى يصرخ من شدة العطش ، ويظل يروى ظمأه حتى يصير أخضر بلون الطحالب التى يحملها وجهه .. تقف حجارة الجبل العالى فى وجه الماء فلايستطيع التجاوز ليصمت الغريق وتتوقف قنوات عرقه عن التدفق .
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com



رؤوس الثوم
يعلو جبل قشر الثوم يوما بعد يوم ولايغرى جامعى القمامه بالاستفادة منه لنقله الى مقالبهم الكبيرة فيتركونه ليزيد ويزيد ويصبح القشر نكدا على أهل الحى كما تقول الجدات فلاتكاد المشاجرات أن تتوقف بين الأزواج والزوجات والابناء والجيران حتى تبدأ .
يزن البائعون الثوم بالسيقان الجافة فتسرع السيدات الى الخلاص من العروش حتى لاتنتفخ الحقائب ويلقين بها الى جانب عربات البائعين اليد ليلملمها الصبيان ويحملونها الى المقلب فى نهاية السوق .
يزحف جبل قش الثوم على السوق فيتراجع التجار بعرباتهم الى الخلف للتقليل من حدة النكد الذى قد يأتى مع الرياح المحملة بقشر الثوم ويواصلون بيعهم متوخين الحذر فى التعامل مع الزبائن حتى لاتتحقق نبوءة العجائز .
يعود رمضان عطا مع زميله صيام هريدى كل يوم من المدرسة فى منتصف النهار ويمران فى طريقهما الى المنزل بجبل قشر الثوم ، ويأخذان فى اللهو فيمسك رمضان بربطة قشر الثوم ويضرب رأس صديقه لتنفلت الربطة وتتناثر على الوجه الصغير فتشكل رؤوسا جوفاء كرؤوس الغول أبوعيون حمراء التى حكت له عنها أمه تفيده الغراوى .. يرد ولد هريدى على زميله رمضان ، وحين لايجدان مايبحثان عنه يتوغلان فى قلب الجبل .
يظل الصغيران يتقافزان ويلهوان الى أن ينال التعب منهما فيستريحان ثم يتحرى كل منهما الدقة فى البحث حتى يعانق رؤوس الثوم الصغيرة التى مازالت عالقة فى أكوام القش ليفرح الصغيران .
يسرع كل صغير الى فصل الرؤوس الصغيرة ويضعها فى الحقيبة ويتسابقان حتى تسحب الشمس أشعنها المتكاسلة وراءها مخلفة الظلام فيكتفى الصغيران بحصيلة صيد اليوم  ويتجهان الى عربة نحله الدومى بائع الكبده المستوردة ليبيعان  له رؤوس الثوم الصغيرة فيعطى كلا منهما عشرة فضه وسندوتشا من الكبده يأكلانه ويعودان الى المنزل وفى حقيبة كل منهما خمسة رؤوس من الثوم الصغير واحدة للأب والأخرى للأم لزوم علاج الدوسنتاريا الحادة والسعال اللذين يعانيان منهما دائما ، ويأخذ هريدى السمسار العشرة فضه من ابنه ويتوجه الى المقهى كى يلحق بميعاد زبون بعد العشاء حتى يريه الغرفة التى يحلم بالسكن فيها ، وتجهز فتحيه زوجته الطشة بالثوم للفتة الكذّابه التى تسد بطون أولادها السبعه وتنظف ملابس صيام من قشر الثوم .
يرسل عطيه البواب ابنه رمضان الى منعم البقال ليشترى له باكو التبغ القص المعسل ،ويرصه على أحجار الجوزه مكوما عليه الفحم المشتعل فيثير عاصفة من الدخان أمام الغرفة الصغيرة التى أعطاها له عليوه الرخ صاحب العماره بدون ايجار مقابل عمله كخفير وبواب .. تغرف تفيده طبق الملوخيه للرجل وابنائه الخمس ، وتذكر الست وهيبه حنين بالخير فهى الساكنة فى الدور الثانى التى أعطتها ورك الأرنب صباح اليوم لتطهو عليه حلة الملوخيه ، وتعنف صغيرها رمضان الذى يصر دائما على استحمامه بالقشر الذى يجلب النكد فى رحلته اليوميه بحثا عن رؤوس الثوم .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com



المشاورجيه
أقبل خمسة من الأغراب على الحى القديم فلم يتقبلهم السكان فى أول الأمر .. لجأ الأخوة الى شيخ الحارة يبحثون عن لقمة العيش وشكوا اليه سوء معاملة أهل الحى ، ومجيئهم من الأطراف البعيدة هربا من الجفاف الذى اجتاح المناطق التى كانوا يقطنون بها  .. رقّ قلب شيخ الحارة الى حال الأغراب وكلّفهم بأعمال العتالة فى وكالة الشيخ رابح العطار ، وكان الضامن لهم استنادا الى أوراق الهوية التى يحملها كل أخ من الأخوة الخمسة .
فرش كل شقيق خده مداسا لأهل الحارة  يسيروا عليه ويتهادوا ، وأسرع كل منهم يحمل عن السكان مايأتون به من الخارج من طعام أوشراب وملبس واحتياجات معيشية أخرى بدون مقابل فى أول الأمر ثم بمقابل زهيد بعد ذلك حتى تركوا الاقامة فى الوكالة الى شقة الدور الأرضى بمنزل شيخ الحارة ، والتصق بهم لقب المشاورجيه ليكتفوا بعملهم الجديد .
يدق أهل الحارة باب أونافذة الأشقاء الخمسة ليخرج اليهم أحدهم فتصطحبه احدى نساء الحارة ويحمل عنها امتعتها فى رحلة العودة من السوق أوينهى لها أوراقا هامة تتعلق بالميلاد أو الوفاة أوتحقيق الهوية .
علا نجم الأشقاء الخمسة بعد رحيل رضوان فرج شيخ حارة المناخلى فتزوج ريحان الغربى أكبر الأشقاء الخمسة بأرملة الشيخ وعفا أشقائه الأربعة من دفع ايجار شقة الدور الأرضى بمنزل المرحوم .
برع صفوان الغربى فى تصدير أجمل فتيات الحارة الى مكاتب المخدمين للعمل كشغالات فى منازل الاعيان ، كما تميز ربعه وحميده ونونو فى استجلاب وترويج المخدرات بين كبار وصغار حارة المناخلى والحوارى المجاورة .
تمكن الاشقاء الخمسة من شراء نصف منازل الحارة بعد سنتين من تاريخ الدخول ليلا الى الحارة سرا حتى لايتم الاشتباه فيهم لغرابة الوجوه .. امتلك الغرابوه الخمسة بعد ستة أشهر أخرى بقية منازل الحارة ليتحول كل سكان حارة المناخلى الى العمل كمشاورجيه فى وكالات الأشقاء الخمسة ، وتم خلع تسعة عشر من أجمل زوجات الحارة ليدخل بهم صفوان وربعه وحميده ونونو ، وصار على ذمة الأخوة الخمسة عشرون زوجة ومن البنين والبنات مائه ثم تم استبدال عشر زوجات بعشر أخريات حتى اجتمع المطلقات الخمسون واتفقن على تقطيع المطلقين الخمسة الى اجزاء صغيره وتذويبهم بالبطاس فى حمام البيت الكبير، فطويت بذلك الصفحة الاخيرة من تاريخ الأشقاء الخمسة الغرابوه المعروفين  بالمشاورجيه .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com



 1المسامير
ينغرس المسمار الاول فى يد حسان عبد الله العبد فيسرع عبد الدايم العطار الى انتزاعه وأغلاق مكانه ببعض بقايايا البن المستقر فى قاع الكوب  الذى شربه منذ قليل ، ويتركه ليواصل استخراج المسامير القديمة من ألواح الخشب ليعيد تركيبها قبل صب خلطة المونه .
ينغرس المسمار الثانى فى اليد اليسرى فيسهل تعامل حسان معه ويتمكن من استخراجه كاتما آهاته حتى لايزعج عبد الدايم الوحيد من زملاء الجامعة الذى تمكن من ايجاد فرصة عمل له بعد فترة طويلة من البطالة دامت أكثر من ست سنوات بعدما انفق عبد الله العبد وزوجته عطيات الاشمونى آخر قرش فى حوزتهم لتعليم ابنهما الوحيد حسان فى الجامعة ليكون أول خريجى الجامعة والوحيد فى العزبة القبلية لقرية التلاوى غير انهم لم ينعموا برؤية حسد ابناء العزبة لهم على الوليد خريج الجامعة لوفاتهم مبكرا اسفل جدران منزلهم القديم وقبل اعلان نتيجة البكالوريوس بشهر واحد .. قرر حسان أن لايعود الى العزبة ثانية بعدما فقد أعزّ ماله فيها ولن يبكى على البيت القديم المؤجر من عبّيس الحلاق فلن يتمكن من دفع ايجاره  لضيق ذات اليد .
داعب مسمار ثالث يد حسان اليمنى فخدشها ولم ينغرس فتابع عمله .. طلب حسان من رحمانى ابن قناوى الشيخ ابن شيخ بلد قرية التلاوى أن يبقى عليه فى الغرفة الصغيرة أسفل السلم المظلم وكان أبواه يقتطعان أجر الغرفة من اجرهم الذى يتقاضيانه من عملهم فى الارض البحرية للعزبة والتى يملكها قناوى الشيخ ، ومنذ وفاة والديه قبل تخرجه وهو يقوم على خدمة ابناء شيخ البلد مقابل الزاد والاقامة فى الغرفة المظلمة .
يتسلل مسمار عنيد الى اليد اليسرى فينزعه حسان باليمنى فيزيد سريان الدماء على الارض .. كان حسان العبد دائم البحث عن عمل يخرج به من رتابة خدمة ابناء شيخ البلد .. ساعده الكثير من زملائه فى البحث حتى وفق عبد الدايم العطار فى توفير فرصة عمل نادرة كصبى نجار مسلح يساعده بعدما أتقن هو هذه المهنة لسنوات أربع ماضية وأقلع عن التفكير فى وظيفة أخرى غيرها لمناسبة الدخل .
جاء محرز البنا رئيس العمال يخبر عبد الدايم العطار بأن صديقه زيادة عن العدد المقرر للمقاولة ولن يستطيع صرف أجر الصبى له حتى لعدم خبرته .. عاد حسان ليمر على زملائه واحدا واحدا عسى ان يوفق فى العثور على فرصة أخرى بعيدا عن عناد وأذى المسامير التى فجرّت نهر دمائه الهارب منذ زمن ، وبعد ساعات أربع من البحث رجع الى حجرته يضمد جراحه وينهى أعمال اولاد قناوى الشيخ المنزلية ليغمض عينيه على أمل العثور على فرصة أخرى لاتدمى يداه فيها المسامير .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com



الهزه
جلس دحروج عزوز النواتى على غرزة بدرب رزق رميل يحرك عينيه يمينا ويسارا ، ويكثر من اهتزاز قدميه لتهز المنضدة  المصنوعة من جريد النخيل التى تحمل كوب الشاى الذى يشربه أمامه فتهتز صورته المتكسرة داخل الكوب .
يراقب دحروج مجىء طه المغربى المقاول الذى سيعمل معه فى ترميم بيت وديد العجان  الرابض على اطراف الحضر والذى أوشك على الانهيار فى صباح الغد ... سلبت الحسناوات عقل وعينى دحروج فراح يلهث ليفصل بينه وبينهم جسد رجل ثقيل الظل فيزيحه بكل قوة كى تحلم عيناه المتسعة وتلملم كل نساء الدرب    فى مركز ابصاره .
يعاود دحروج مسح عينيه بكلتا يديه ليقوى على النظر من بعد بحثا عن طه المغربى الذى تأخر كثيرا حتى طلب دحروج شايه الخامس ولم يجد مكانا خاليا فى بطنه للسادس ولن يحاسب المعلم عواد زايد صاحب الغرزه فى هذه الليلة لان جيوبه خاليه الا اذا جاء طه وصدق فى وعده الذى يخلفه دائما كى يربط كلاما مع دحروج بمنحه الخمسة جنيهات من اجمالى أجر السبعة أيام مقاولة الترميم ليدفع جزءا من ديونه لعواد زايد .
يتابع دحروج النظر الى كل الحسان اللاتى تأتين من كل الدروب لتشترى المستعمل من درب  رزق لتصلحه وترتديه وتصبح كل بوصه عروسه .. يواصل دحروج هزّ قدميه غير أن هزّة ثقيلة أسقطت حجارة كبيرة من أعلى الربوة فجعلت كل الجلوس على الغرزة  وصاحبها والمارة يهرولون الى أماكن شتى عدا دحروج عزوز الذى لزم مكانه فلم تقو قدماه الكثيرة الاهتزاز على الحركة .
هشمت   الحجارة الثقيلة الكثير من الخيام المستظلة بالربوة  وظل الاهالى يتفادون سيل الحجارة المتساقط من أعلى ليتداخل الاتجاهان فى اتجاه .
ينظر دحروج الى سقف  خيمة المطعم الذى امامه فيجده يرقص ليغادر كل رواد المطعم الى الخارج ويظل دحروج يحرك عينيه ببطىء شديد غير قادر على الحركة ..  تتسارع انباء سقوط المنازل على اعتاب الحضر ..يسقط منزل وديد العجان فتسيل دموع دحروج ويضيع أمله فى الخمسة جنيهات ربط الكلام كبداية للمقاولة التى كانت ستأخذ سبعة أبام بطول ايام الاسبوع .
تقول جدة دحروج الحاجه خضره أبوغنيم : ان الثور الذى يحمل الكرة الارضية على قرنه قد أصابه التعب فيضطر الى نقلها الى القرن الثانى فتحدث الهزة أ، ولكل هزة ضحاياها ، وكان دحروج من  بين ضحايا هذه الهزة .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com



الصاروخ
تغزل جدتى هانم رزق الله فتيل الصاروخ من شريطين قديمين ، تلفهما حول بعضهما البعض بعناية واحكام .. تنهرنى عن اللعب بعيدا عن الخيمة حتى لايخطفنى القشيرى عدو الشمس اذا ماارتطم جسده القوى بجسدى الضعيف فيحملنى بعيدا بعيدا .. أتوجس خيفة من رؤية الرجل الذى يفتح عينيه بصعوبة فى وضح النهار ويرى بسهولة فى ظلام الليل .. تتعثر قدماى ولاتقوى على البعد عن حضن جدتى .
تجلسنى الجدة على قدمها ، وتلف الفتيل بأصابع يديها على القدم الأخرى فتقل نسبة الوبر البارزة من الشريطين القديمين .. تمد اليد فتمسك باناء الكيروسين وتسقط الفتيل داخله ممسكة بالطرف كى يسهل مروره فى بلبلة الصاروخ .
أتململ فى جلستى المريحة فتناولنى الجدة قطعة من العسلية لأعود الى استكانتى ، وأتفرس فى وجوه الخارجين والداخلين الى الدرب الطويل من خلال باب الخيمة المفتوح والذى تسده جدتى بجسدها وهى جالسة تعدد : رحت اللحود وقلت ياسدّاد أوعى تتكلنى على الأولاد
رحت اللحود وقلت ياسبعى واوعى تتكلنى على ولدى
تسيل دموع جدتى فأسرع الى مسحها بيدى الصغيرة بعد وفاة جدى وسفر خالى الى الحضر للعمل فيها مع ابن عم أبيه .
تحاول الجدة هانم مد اليد بطولها لتمسك الصاروخ وتضع الفتيل بداخله قبل أن يأتى الليل فلاتستطيع .. أهرول الى الركن وأحضره لها فتربت بيدها على ظهرى وأعود الى مكانى على قدمها حتى لاتغضب منى فتعيدنى الى أمى وأبى وأخوتى العشره .
تضع الجدة الكيروسين فى قلب الصاروخ ، وتبدأ فى ادخال الفتيل فلاتقوى اليد المرتعشه لتواصل عديدها :
ياعمود بيتى والعمود هدوه ياهل ترى فى بيت مين نصبوه ؟
ياعمود بيتى والعمود رخام ياهل ترى فى بيت مين اتقام ؟
تتساقط دموع جدتى مختلطة بالكيروسين الذى يلف فى دوائر أرى من خلالها خالى قادما من بلاد الحضر  البعيده لتكف جدتى عن البكاء على جدى فلايأتى ، وأقبل يدها فتحتضننى مع رحيل الشمس الحمراء تشد وراءها الأسود المخيف .. أدفن رأسى فى صدر جدتى هربا من عيون القشيرى التى ترى فى الظلام فتشعل هانم بنت رزق الله الصاروخ .. أفتح العينين حتى تطمئن جدتى الى نومى لتطفىء الصاروخ فلانحترق وتبدأ أحلامى الليليه .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com




جليسة خاصة جدا أعلن رايب فحلاوى عن حاجته الماسة والشديدة الى جليسة خاصة جدا تؤتمن على أسراره الحياتية عائلية وشخصية ان لزم الأمر .. أعطى رايب مواصفات الفتاة الى غلمانه الكثيرين ، وحملها الغلمان لينطلقوا فى مختلف الشعاب والخيم المنتشرة عبر الصحراء الكبيرة .. يفتشون عن بغية العجوز الذى أوشك أن يفارق الحياة . مازال الرجل ملازما خيمته الوسيعة بعرب الحسر الذى يتوسط المسافة بين البادية الكبيرة والحضر الصغير .. يضع فحلاوى صورة فتاته التى جسدها له فى لوحة غلامه الموهوب فى فن الرسم فجاءت كما كان يتخيلها طوال الثمانين عاما الماضية .. عينان سوداوان .. شعر ليلى غزير ولون بشرة بطعم حليب ناقة أمه التى تربى عليها مع اخوته الراحلين والباقين على قيد الحياة حتى سن الفطام ومابعدها . يقبل الرجل العجوز قدمى فتاته فى نسخ الصورة المكررة والمعلقة على كل جدران االخيمة .. عاد الغلمان بعد شهر من الترحال على ظهور النوق البيضاء الفتية وقد جاءوا بمائة من الفتيات الشديدة البياض الملون بحمرة الدم المتدفق من الوجنات .. لوّن الغلمان شعور فتياتهن المائة بلون الليل ، وارتدين العدسات السوداء اللاصقة . اصطف طابور الفتيات أمام خيمة المسن وخرج مستندا على كتفى أحب غلمانه والمقربين دائما الى قلبه العليل .. فتح الرجل عيونه المغلقة وأرسل نظره الضعيف يتفرس بشرات المائة صغيرة فصدمته حمرة الوجنات ليسقط من بين كتفى غلاميه العاشقين .. يكره العجوز لون الدم الذى أراقه قطاع الطرق وهو ابن الخامسة من عمره لدم ابيه وامه بعدما نال منها غلاظ القلوب من الصعاليك . لعن الرجل آباء غلمانه الاشقياء الذين يتسببون فى نكوصه الدائم الى الخلف حتى جعلوه غير قادر على الحركة لاصابته بالشلل المؤقت .. تجمع الغلمان وحملوا سيدهم فوق الاعناق وأدخلوه الى قلب الخيمة . سالت دموع العجوز بعد اكتشافه زيف ليل شعر الصغيرات لعدم جفاف الصبغة السوداء التى تركت بعضا من الشعر الذهبى الذى يكرهه والذى كان يجرى خلفه الصعاليك وراء كل القوافل التى تحمله نساؤها زينة على صدورهن وآذانهن وأنوفهن ، والذى تسبب فى مقتل امه وابيه وبعض من أخواته البنات الصغيره . أمر رايب فحلاوى صرف المائة فتاة بعد أن عوّض كل واحدة منهن عن الوقت الذى استغرق الشهر منذ التقطها غلمانه من الاسواق حتى عودتهن الى الاماكن نفسها .. يعود رايب فحلاوى الى حزنه الدائم ووحدته الموحشة .. يحاول غلاماه المقربان والغلام الرسام االتسرية عن سيدهم ومسح دموعه المتدفقة فلايفلحون .. يعيد الرسام الكرّة فيرسم نسرا ضخما يملأ سماء اللوحة وينقض على الملاعين من الصعاليك الذين يمقتهم العجوز ويلتهمهم النسر الاسطورى والذى يشبه فى ملامح الوجه وجه رايب فحلاوى رمز الفحولة فى البادية الكبيرة والحضر الصغير .. يعيد الرسام الرجل العجوز الى ماضيه البعيد حيث كان يتفنن فى الايقاع بفتيات الصعاليك ليقتلهن ثأرا لابيه وأمه وأخواته الصغيرات . يقتننص الغلامان الفرصة التى أوقعه فيها الرسام ويأخذان فى القاء الفكاهات التى لم تفلح فى اعادة نظرة الرضا عنهم كما تعودا من سيدهما .. أشار رايب فحلاوى الى صغيريه الغلامين المحببين اليه بالكف عن المحاولة وفتح النافذة المجاورة له فى الخيمة فنفذا الامر فى أقل من لحظة ليشخص بصره باحثا عن جليسته الخاصة جدا والتى تشبه الى حد كبير امه الحبيبة .. ثبت نظر رايب على الفضاء العالى حيث التقت روحه بروح احبائه وتوقفت أنفاسه .. أغمض الغلمان عيون عجوزهم الحبيب وأخذوا فى التجهيز لمراسم دفنه فى مقبرة العائلة الخاصة ، ولعنوا سائر الغلمان الذين قصّروا فى تحقيق حلم سيدهم فى ان يعثر على جليسته الخاصة جدا قبل أن يرحل . قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


جليسة خاصة جدا
أعلن رايب فحلاوى عن حاجته الماسة والشديدة الى جليسة خاصة جدا تؤتمن على أسراره الحياتية عائلية وشخصية ان لزم الأمر .. أعطى رايب مواصفات الفتاة الى غلمانه الكثيرين ، وحملها الغلمان لينطلقوا فى مختلف الشعاب والخيم المنتشرة عبر الصحراء الكبيرة .. يفتشون عن بغية العجوز الذى أوشك أن يفارق الحياة .
مازال الرجل ملازما خيمته الوسيعة بعرب الحسر الذى يتوسط المسافة بين البادية الكبيرة والحضر الصغير .. يضع فحلاوى صورة فتاته التى جسدها له فى لوحة غلامه الموهوب فى فن الرسم فجاءت كما كان يتخيلها طوال الثمانين عاما الماضية .. عينان سوداوان .. شعر ليلى غزير ولون بشرة بطعم حليب ناقة أمه التى تربى عليها مع اخوته الراحلين والباقين على قيد الحياة حتى سن الفطام ومابعدها .
يقبل الرجل العجوز قدمى فتاته فى نسخ الصورة المكررة  والمعلقة على كل جدران االخيمة .. عاد الغلمان بعد شهر من الترحال على ظهور النوق البيضاء الفتية وقد جاءوا بمائة من الفتيات الشديدة البياض الملون بحمرة الدم المتدفق من الوجنات  .. لوّن الغلمان شعور فتياتهن المائة بلون الليل ، وارتدين العدسات السوداء اللاصقة .
اصطف طابور الفتيات أمام خيمة المسن وخرج مستندا على كتفى أحب غلمانه والمقربين دائما الى قلبه العليل .. فتح الرجل عيونه المغلقة وأرسل نظره الضعيف يتفرس بشرات المائة صغيرة فصدمته حمرة الوجنات ليسقط من بين كتفى غلاميه العاشقين .. يكره العجوز لون الدم الذى أراقه قطاع الطرق وهو ابن الخامسة من عمره لدم ابيه وامه بعدما نال منها غلاظ القلوب من الصعاليك .
لعن الرجل آباء غلمانه الاشقياء الذين يتسببون فى نكوصه الدائم الى الخلف حتى جعلوه غير قادر على الحركة لاصابته بالشلل المؤقت .. تجمع الغلمان وحملوا سيدهم فوق الاعناق وأدخلوه الى قلب الخيمة .
سالت دموع العجوز بعد اكتشافه زيف ليل شعر الصغيرات لعدم جفاف الصبغة السوداء التى تركت بعضا من الشعر الذهبى الذى يكرهه والذى كان يجرى خلفه الصعاليك وراء كل القوافل التى تحمله نساؤها زينة على صدورهن وآذانهن وأنوفهن ، والذى تسبب فى مقتل امه وابيه وبعض من أخواته البنات الصغيره .
أمر رايب فحلاوى صرف المائة فتاة بعد أن عوّض كل واحدة منهن عن الوقت الذى استغرق الشهر منذ التقطها غلمانه من الاسواق حتى عودتهن الى الاماكن نفسها .. يعود رايب فحلاوى الى حزنه الدائم ووحدته الموحشة .. يحاول غلاماه المقربان والغلام الرسام االتسرية عن سيدهم ومسح دموعه المتدفقة فلايفلحون .. يعيد الرسام الكرّة فيرسم نسرا ضخما يملأ سماء اللوحة وينقض على الملاعين من الصعاليك الذين يمقتهم العجوز ويلتهمهم النسر الاسطورى والذى يشبه فى ملامح الوجه وجه رايب فحلاوى رمز الفحولة فى البادية الكبيرة والحضر الصغير  .. يعيد الرسام الرجل العجوز الى ماضيه البعيد حيث كان يتفنن فى الايقاع بفتيات الصعاليك ليقتلهن ثأرا لابيه وأمه وأخواته الصغيرات .
يقتننص الغلامان الفرصة التى أوقعه فيها الرسام ويأخذان فى القاء الفكاهات التى لم تفلح فى اعادة نظرة الرضا عنهم كما تعودا من سيدهما .. أشار رايب فحلاوى الى صغيريه الغلامين المحببين اليه بالكف عن المحاولة وفتح النافذة المجاورة له فى الخيمة فنفذا الامر فى أقل من لحظة ليشخص بصره باحثا عن جليسته الخاصة جدا والتى تشبه الى حد كبير امه الحبيبة .. ثبت نظر رايب على الفضاء العالى حيث التقت روحه بروح احبائه وتوقفت أنفاسه .. أغمض الغلمان عيون عجوزهم الحبيب وأخذوا فى التجهيز لمراسم دفنه فى مقبرة العائلة الخاصة ، ولعنوا سائر الغلمان الذين قصّروا فى تحقيق حلم سيدهم فى ان يعثر على جليسته الخاصة جدا قبل أن يرحل .
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com