السبت، 30 سبتمبر 2017

18 من شارع ابوشلبى اول فيصل بولاق الدكرور ===== سيارة جلالته تعوّد جلالته أن يتجول بمفرده فى سيارته الجيب بين أنحاء قصره فى الميناء القديم .. يسابق جلالته الريح ليرى بعينبه الرعب الذى يركب العاملين فى الخاصة الملكية خشية أن يدهسهم فيهرولوا بكل ماأوتو من قوة بعيدا عن نهر الطريق .. يستمتع جلالته بكل مايرى من خوف فى العيون وطاعة عمياء .. يواصل جلالته جولته الصباحية التفقدية بين جنبات القصر الكبير . يضع عباده عبّاد مهندس التنظيم يده على قلبه صباح كل يوم مخافة أن تصدر منه التفاتة غير مهذبة أثناء مرور جلالته فيضيع مستقبله ويطرد خارج نعيم الخاصة الملكية بعد أن تعوّد عليه منذ المجىء به فى عهد جلالة الملك الوالد واستمر فى الخدمة بأمر من ولى النعم جلالة الملك ملك القطرين أدام الله نعمه كما يقول عباده دائما حتى تسمعه آذان الحائط المنتشرة فى كل ارجاء القطرين . كلف عباده بالحفر لادخال الغاز الطبيعى فى قصر الميناء القديم ليكون أول القصور التى يدخلها الغاز فى القطر الشمالى .. جاء المهندس عباده بخمسمائة عامل ليتم انجاز العمل فى يوم واحد أو على الاكثر فى يومين حتى لايتم ازعاج جلالة الملك المعظم اثناء رحلته التفقدية الصباحية بسيارته الجيب . بدأت أعمال الحفر عقب صلاة فجر اليوم ووضع عباده على رأس كل خمسة وعشرين نفرا ملاحظا يتابع سير العمل ولايتيح الفرصة لانشغال أى عامل من الخمسمائة ولو للحظة واحدة ، ونبه على العشرين ملاحظ بأخفاء العمال فى تمام الساعة التاسعة وأعادة العمال الى مواقعهم فى تمام العاشرة والربع عقب دخول جلالته الديوان . استيقظ جلالته صباح اليوم مبكرا فلعب رياضته وتناول افطاره واستقل سيارته الجيب على غير عادته فى تمام الساعة الثامنة .. انطلقت السيارة صاروخا عبر ممرات القصر .. أسرع الجميع الى الاختفاء من أمام وجه جلالته حتى لاتصيبهم شظايا النيران الناتجة عن سرعة دوران الاطارات بأسفلت الطرقات .. لم يتنبه المهندس عباده الى الطامة الكبرى التى ستقع على أم رأسه .. وصلت سيارته الى أول أعمال الحفر .. أثارت السيارة عاصفة من التراب أعمت الخمسمائة عامل والعشرين ملاحظا ومهندس التنظيم عباده عباد .. أسرع العامل عبد العال هداية الى سب أبا راكب السيارة ، وقال : ماتفتح ياأعمى ، وكان جلالته كريم العين .. عادت السيارة بظهرها الى الخلف بنفس سرعة الانطلاق ليتبين الراكب مصدر السب .. انطلق صوت ضخم من قلب السيارة يستدعى المهندس عباده فارتعدت فرائص المهندس مع سماعه الصوت الذى لايخطئه لكنه استبعد أن يكون هو فمازال باقيا على موعد الجولة الصباحية التفقدية لجلالته الكثير .. وصل عباده الى السيارة وحين رفع رأسه سقط مغشيا عبيه .. أيقظ بوللى بيك - سمير الملك - عباده المهندس المغمى عليه .. وسأل جلالته عن العامل الذى سب اباه فقال عباده وهو مطأطىء الرأس : عامل غلبان من رعايا ولى النعم اسمه عبد العال هداية .. أمر جلالته باستدعاء العامل ، وصرف له مكافأة ريال من الفضة أجر يوم مماثل لاجره ومنحه قطعة ذهبية من صناديق سبائك الذهب تقدر بجنيه .. مضى جلالته الى الديوان ، وأبلغ عباده العامل عبد العال بمكافأة جلالته فسقط الرجل على الارض وتم نقله الى المستشفى معتقدا أن المكافأة ستكون جزاءا ، وظل يدعو لولى النعم بطول العمر ولسيارته الجيب بدوام الاتطلاق . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتلفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

18 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
=====


سيارة جلالته
تعوّد جلالته أن يتجول بمفرده فى سيارته الجيب بين أنحاء قصره فى الميناء القديم .. يسابق جلالته الريح ليرى بعينبه الرعب الذى يركب العاملين فى الخاصة الملكية خشية أن يدهسهم فيهرولوا بكل ماأوتو من قوة بعيدا عن نهر الطريق .. يستمتع جلالته بكل مايرى من خوف فى العيون وطاعة عمياء .. يواصل جلالته جولته الصباحية التفقدية بين جنبات القصر الكبير .
يضع عباده عبّاد مهندس التنظيم يده على قلبه صباح كل يوم مخافة أن تصدر منه التفاتة غير مهذبة أثناء مرور جلالته فيضيع مستقبله ويطرد خارج نعيم الخاصة الملكية بعد أن تعوّد عليه منذ المجىء به فى عهد جلالة الملك الوالد واستمر فى الخدمة بأمر من ولى النعم جلالة الملك ملك القطرين أدام الله نعمه كما يقول عباده دائما حتى تسمعه آذان الحائط المنتشرة فى كل ارجاء القطرين .
كلف عباده بالحفر لادخال الغاز الطبيعى فى قصر الميناء القديم ليكون أول القصور التى يدخلها الغاز فى القطر الشمالى .. جاء المهندس عباده بخمسمائة عامل ليتم انجاز العمل فى يوم واحد أو على الاكثر فى يومين حتى لايتم ازعاج جلالة الملك المعظم اثناء رحلته التفقدية الصباحية بسيارته الجيب .
بدأت أعمال الحفر عقب صلاة فجر اليوم ووضع عباده على رأس كل خمسة وعشرين نفرا ملاحظا يتابع سير العمل ولايتيح الفرصة لانشغال أى عامل من الخمسمائة ولو للحظة واحدة  ، ونبه على العشرين ملاحظ بأخفاء العمال فى تمام الساعة التاسعة وأعادة العمال الى مواقعهم فى تمام العاشرة والربع عقب دخول جلالته الديوان .
استيقظ جلالته صباح اليوم مبكرا فلعب رياضته وتناول افطاره واستقل سيارته الجيب على غير عادته فى تمام الساعة الثامنة .. انطلقت السيارة صاروخا عبر ممرات القصر .. أسرع الجميع الى الاختفاء من أمام وجه جلالته حتى لاتصيبهم شظايا النيران الناتجة عن سرعة دوران الاطارات بأسفلت الطرقات .. لم يتنبه المهندس عباده الى الطامة الكبرى التى ستقع على أم رأسه .. وصلت سيارته الى أول أعمال الحفر .. أثارت السيارة عاصفة من التراب أعمت الخمسمائة عامل والعشرين ملاحظا ومهندس التنظيم عباده عباد .. أسرع العامل عبد العال هداية الى سب أبا راكب السيارة ، وقال : ماتفتح ياأعمى  ، وكان جلالته كريم العين .. عادت السيارة بظهرها الى الخلف بنفس سرعة الانطلاق ليتبين الراكب مصدر السب  .. انطلق صوت ضخم من قلب السيارة يستدعى المهندس عباده فارتعدت فرائص المهندس مع سماعه الصوت الذى لايخطئه لكنه استبعد أن يكون هو فمازال باقيا على موعد الجولة الصباحية التفقدية لجلالته الكثير .. وصل عباده الى السيارة وحين رفع رأسه سقط مغشيا عبيه .. أيقظ بوللى بيك - سمير الملك - عباده المهندس المغمى عليه .. وسأل جلالته عن العامل الذى سب اباه  فقال عباده وهو مطأطىء الرأس : عامل غلبان من رعايا ولى النعم اسمه عبد العال هداية .. أمر جلالته باستدعاء العامل ، وصرف له مكافأة ريال من الفضة أجر يوم مماثل لاجره ومنحه قطعة ذهبية من صناديق سبائك الذهب تقدر بجنيه .. مضى جلالته الى الديوان ، وأبلغ عباده العامل عبد العال  بمكافأة جلالته فسقط الرجل على الارض وتم نقله الى المستشفى معتقدا أن المكافأة ستكون جزاءا ، وظل يدعو لولى النعم بطول العمر ولسيارته الجيب بدوام الاتطلاق .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام
بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتلفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق