11 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
=====
مشقطيطه
تلملم سعادات الخباز أعواد الملوخيه الملقاة على أرض السوق بعد خلوه من زحام كل سبت وتشترى بالمليم ليمون وملح وفلفل حامى من اجمالى أجرها الخمسة مليمات مقابل عملها طوال اليوم من آذان الفجر وحتى غروب الشمس تحمل أقفاص الخضار والفاكهة على رأسها من سيارات النقل الى المحلات الجملة .
تعود سعادات وقد ازداد شحوب وجهها وجفت دماء أوردتها فترتمى فى أحضان الحصيرة القديمة الغارقة فى بحر الرطوبة الى جوار جدار الغرفة .. تفرغ الخمسة بنات قفص الملوخية والليمون والخبز والفلفل .. تسحب رئيفه حزم اعواد الملوخيه وتأخذ فى تقطيف الاوراق ولاتلقى بالاعواد .. تضعهم فوق طبق الخوص لتجففهم وتدخرهم للأكل طوال العام ، وتبقى على حزمة واحدة صغيرة لتخرطها بالمخرطة فوق الطبلية الخشبية المتهالكة لتجهّز العشاء .
تأخذ رايقه مليما من امها سعادات وتخرج مسرعة لشراء حتة الافيون لثابت فتح الله ابيها حتى يفيق من نومه العميق ويبدأ عمله الليلى فى مقهى الحاج لملم بعدما أضاع كل ماورثه عن ابيه من تجارة رابحة ومحل خضار كبير يتوسط السوق بسبب أدمانه للافيون وورق اليانصيب الذى يشتريه كل ليلة وكله أمل فى أن يكسب البريمو التى ستعيد كل ماضاع .
تحضر سيدة سكينا وتقطع الليمون الى النصف وتجهز توابل المشقطيطه .. تزيد بديعه من اشعال وابور الجاز لتسخين الماء بالملح الذى يريح قدمى سعادات من شقاء يوم طويل .. تعود رايقه من الشوارع المظلمة وقد أمسكت بكل قوتها حتة الافيون وتوقظ ابيها بعد أن تضع حتة الافيون فى فمه فيستحلبها ويستيقظ ليخبر سعادات بما اتفق عليه من تشغيل رئيفه بنت الخمسة عشرة عاما ورايقه التى تصغرها بعام فى بيت المعلم لملم ، وسيوالى تشغيل الثلاثة الاصغر حتى يفتح السعد لهم بابه ويستردوا محلهم الذى رهنه مقابل ثلاثة جنيهات ضاعوا فى المزاج والورق .. لاتعقب سعادات على ماقاله ثابت فى يقظته المؤقتة ، وتضع قدميها فى الماء والملح .
تخلط رئيفه الملوخيه بالماء والملح والفلفل الحامى وتوزع الستة أرغفة لتبدأ رحلة عشاءهم الليلية مع المشقطيطه ويناموا فى انتظار المجهول الذى يعده ثابت لهم بعد كل يقظة مساء كل يوم .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام
بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتلفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه
اول فيصل
بولاق الدكرور
=====
مشقطيطه
تلملم سعادات الخباز أعواد الملوخيه الملقاة على أرض السوق بعد خلوه من زحام كل سبت وتشترى بالمليم ليمون وملح وفلفل حامى من اجمالى أجرها الخمسة مليمات مقابل عملها طوال اليوم من آذان الفجر وحتى غروب الشمس تحمل أقفاص الخضار والفاكهة على رأسها من سيارات النقل الى المحلات الجملة .
تعود سعادات وقد ازداد شحوب وجهها وجفت دماء أوردتها فترتمى فى أحضان الحصيرة القديمة الغارقة فى بحر الرطوبة الى جوار جدار الغرفة .. تفرغ الخمسة بنات قفص الملوخية والليمون والخبز والفلفل .. تسحب رئيفه حزم اعواد الملوخيه وتأخذ فى تقطيف الاوراق ولاتلقى بالاعواد .. تضعهم فوق طبق الخوص لتجففهم وتدخرهم للأكل طوال العام ، وتبقى على حزمة واحدة صغيرة لتخرطها بالمخرطة فوق الطبلية الخشبية المتهالكة لتجهّز العشاء .
تأخذ رايقه مليما من امها سعادات وتخرج مسرعة لشراء حتة الافيون لثابت فتح الله ابيها حتى يفيق من نومه العميق ويبدأ عمله الليلى فى مقهى الحاج لملم بعدما أضاع كل ماورثه عن ابيه من تجارة رابحة ومحل خضار كبير يتوسط السوق بسبب أدمانه للافيون وورق اليانصيب الذى يشتريه كل ليلة وكله أمل فى أن يكسب البريمو التى ستعيد كل ماضاع .
تحضر سيدة سكينا وتقطع الليمون الى النصف وتجهز توابل المشقطيطه .. تزيد بديعه من اشعال وابور الجاز لتسخين الماء بالملح الذى يريح قدمى سعادات من شقاء يوم طويل .. تعود رايقه من الشوارع المظلمة وقد أمسكت بكل قوتها حتة الافيون وتوقظ ابيها بعد أن تضع حتة الافيون فى فمه فيستحلبها ويستيقظ ليخبر سعادات بما اتفق عليه من تشغيل رئيفه بنت الخمسة عشرة عاما ورايقه التى تصغرها بعام فى بيت المعلم لملم ، وسيوالى تشغيل الثلاثة الاصغر حتى يفتح السعد لهم بابه ويستردوا محلهم الذى رهنه مقابل ثلاثة جنيهات ضاعوا فى المزاج والورق .. لاتعقب سعادات على ماقاله ثابت فى يقظته المؤقتة ، وتضع قدميها فى الماء والملح .
تخلط رئيفه الملوخيه بالماء والملح والفلفل الحامى وتوزع الستة أرغفة لتبدأ رحلة عشاءهم الليلية مع المشقطيطه ويناموا فى انتظار المجهول الذى يعده ثابت لهم بعد كل يقظة مساء كل يوم .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام
بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتلفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق