السبت، 30 سبتمبر 2017

20 من شارع ابوشلبى اول فيصل بولاق الدكرور ===== موافقة سيادته أمسك جابر عبد المجيد الريس بموافقة سيادته وهو حائر بعد عامين كاملين من الحصول على التوقيع الكريم الذى سينقله نقلة كبيرة بحصوله على شقة من شقق المحافظة بدون خلو وقيمة ايجارية تتناسب ودخله المحدود كموظف بسيط .. مازال سيادة المستشار المحافظ فى صلاة الظهر ، وسيخرج بعد قليل لمقابلة الجماهير الغفيرة من المواطنين لبحث أزماتهم المستفحلة .. سيعد السيد المستشار كعادته بتقديم الحلول السريعة والايجابية والاكثر فعالية فى القضاء على هذه المشاكل اللعينة .. يسمع جابر عبد المجيد الريس هذه الجملة منذ مائة اسبوع بانتظام حتى حفظ مايمكن أن يقول ساعى مكتب سيادته بعد مدرائه وطاقم سكرتاريته الخاص بالرغم من ديمومة دوران الجمل على السنتهم بالتبادل كل اسبوع فالذى يقول : سيادته سيخرج للمقابلة .. لايكررها فى الاسبوع القادم ، وهكذا . كان شرط الحصول على شقة من اسكان العرائس بالمحافظة أن يكون المتقدم بالطلب عريسا جديدا أوينوى أن يكون ، ولم يكن جابر كذلك فلقد مرّ على تاريخ خطبته لناديه بنت مسعد غريب ساعى الادارة التى يعمل بها جابر وابنته ناديه خمس سنوات وهو داخل خارج على البنت البنوت فى منزلهم بدون كيس فاكهة لمحاولة ادخار جابر وناديه الخلو ومقدّم الايجار من مرتبيهما .. سمع مسعد غريب بالاعلان عن شقق العرائس فأخذ جابر من يده وذهب الى المحافظة ليتأكد من صحة ماسمع .. استبعد الاعلان شرط النية وأكد على أهمية أن توجد وثيقة الزواج فعادا منكسرين منكسى الرؤوس لتتوقع ناديه كذب الاشاعة ، لكن مسعد وضح لها الموقف اثناء عودتهم الى المنزل .. تقترح سعديه بنت عبد الرافع الريس كتب الكتاب لحصول على الوثيقة المطلوبة مع عدم اتمام الدخلة على البنت حتى موعد الحصول على الشقة .. يقتنع مسعد وناديه بالفكرة ويكتب جابر الكتاب ويحصل على الوثيقة ليضعها فى قائمة الاوراق المطلوبة ويمضى الى تقديمها للحصول على رقم لأن المتقدمين عددهم كبير جدا ، والحصول على الشقة بأسبقية الحجز كما يقول الاعلان . يقلب جابر النظر بين الباب الذى سيخرج منه السيد المحافظ ومئات الوجوه المنتظرة لهذه اللحظة ليمنحهم السيد المحافظ الامل كى يتمكنوا من مواصلة حياتهم العادية كل اسبوع .. سبق جابر فى تقديم الطلب ثلاثة آلاف ، وكان عدد الوحدات خمسمائة فتم وضعه فى قا ئمة الانتظار على أن يصيبه الدور فى النصف الاول من السنة الرابعة من تاريخ تقديم الطلب لأن المحافظة تقوم بتسكين خمسمائة عريس كل ستة شهور .. اقترح عبد البارى الرافعى مدير الادارة على مسعد أن يأخذ كارت من أى من المقربين للسيد المحافظ للحصول على الاستثناء بعدما كلّ مسعد من شرح ظروفه الصعبة لعبد البارى فشقته غرفتان بمنافعهم ولديه من البنات ست فاستبعد أن يتمم فرح ناديه فى شقته ، وجابر ليس من اهل المدينة وقريتهم تبعد مالايقل عن خمسمائة كيلومترا وقد رفضت ناديه فكرة الانتقال والعمل مع زوجها هناك .. تمكن مسعد من توفير الكارت من عضو مجلس الامه ، وانطلق جابر به الى السيد المحافظ تسبقه فرحته وفرحة الجميع ، وأخذ المحافظ الكارت ووقع على الاستثناء فأحس جابر بقرب نهاية مشوار تعبه الذى قارب على السنة ، ويمضى الاسبوع الاول والثانى والشهر الاول والثانى حتى تكتمل السنة الثانية وهو يقابل السيد المحافظ ويعده بقرب دنو الاجل . خرج أخيرا السيد المحافظ فى صحبة رجال الامن للتحقيق معه فى مخالفات كثيرة وقغت اثناء فترة رئاسته .. سقط جابر على المقعد المجاور لعدم صلاحية موافقة سيادته بعد ذلك ودعى له بالخروج من هذه الازمة حتى تسرى صلاحية الموافقة ويحصل على شقة من شقق العرسان . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتلفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

20 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
=====


موافقة سيادته
أمسك جابر عبد المجيد الريس بموافقة سيادته وهو حائر بعد عامين كاملين من الحصول على التوقيع الكريم الذى سينقله نقلة كبيرة بحصوله على شقة من شقق المحافظة بدون خلو وقيمة ايجارية تتناسب ودخله المحدود كموظف بسيط .. مازال سيادة المستشار المحافظ فى صلاة الظهر ، وسيخرج بعد قليل لمقابلة الجماهير الغفيرة من المواطنين لبحث أزماتهم المستفحلة .. سيعد السيد المستشار كعادته بتقديم الحلول السريعة والايجابية والاكثر فعالية فى القضاء على هذه المشاكل اللعينة .. يسمع جابر عبد المجيد الريس هذه الجملة منذ مائة اسبوع بانتظام حتى حفظ مايمكن أن يقول ساعى مكتب سيادته بعد مدرائه وطاقم سكرتاريته الخاص بالرغم من ديمومة دوران الجمل على السنتهم بالتبادل كل اسبوع فالذى يقول : سيادته سيخرج للمقابلة .. لايكررها فى الاسبوع القادم ، وهكذا .
كان شرط الحصول على شقة من اسكان العرائس بالمحافظة أن يكون المتقدم بالطلب عريسا جديدا أوينوى أن يكون ، ولم يكن جابر كذلك فلقد مرّ على تاريخ خطبته لناديه بنت مسعد غريب ساعى الادارة التى يعمل بها جابر وابنته ناديه خمس سنوات وهو داخل خارج على البنت البنوت فى منزلهم بدون كيس فاكهة لمحاولة ادخار جابر وناديه الخلو ومقدّم الايجار من مرتبيهما .. سمع مسعد غريب بالاعلان عن شقق العرائس فأخذ جابر من يده وذهب الى المحافظة ليتأكد من صحة ماسمع .. استبعد الاعلان شرط النية وأكد على أهمية أن توجد وثيقة الزواج فعادا منكسرين منكسى الرؤوس لتتوقع ناديه كذب الاشاعة ، لكن مسعد وضح لها الموقف اثناء عودتهم الى المنزل .. تقترح سعديه بنت عبد الرافع الريس كتب الكتاب لحصول على الوثيقة المطلوبة مع عدم اتمام الدخلة على البنت حتى موعد الحصول على الشقة .. يقتنع مسعد وناديه بالفكرة ويكتب جابر الكتاب ويحصل على الوثيقة ليضعها فى قائمة الاوراق المطلوبة ويمضى الى تقديمها للحصول على رقم لأن المتقدمين عددهم كبير جدا ، والحصول على الشقة بأسبقية الحجز كما يقول الاعلان .
يقلب جابر النظر بين الباب الذى سيخرج منه السيد المحافظ ومئات الوجوه المنتظرة لهذه اللحظة ليمنحهم السيد المحافظ الامل كى يتمكنوا من مواصلة حياتهم العادية كل اسبوع .. سبق جابر فى تقديم الطلب ثلاثة آلاف ، وكان عدد الوحدات خمسمائة فتم وضعه فى قا ئمة الانتظار على أن يصيبه الدور فى النصف الاول من السنة الرابعة من تاريخ تقديم الطلب لأن المحافظة تقوم بتسكين خمسمائة عريس كل ستة شهور .. اقترح عبد البارى الرافعى مدير الادارة على مسعد أن يأخذ كارت من أى من المقربين للسيد المحافظ للحصول على الاستثناء بعدما كلّ مسعد من شرح ظروفه الصعبة لعبد البارى فشقته غرفتان بمنافعهم ولديه من البنات ست فاستبعد أن يتمم فرح ناديه فى شقته ، وجابر ليس من اهل المدينة  وقريتهم تبعد مالايقل عن خمسمائة كيلومترا وقد رفضت ناديه فكرة الانتقال والعمل مع زوجها هناك .. تمكن مسعد من توفير الكارت من عضو مجلس الامه ، وانطلق جابر به الى السيد المحافظ تسبقه فرحته وفرحة الجميع ، وأخذ المحافظ الكارت ووقع على الاستثناء فأحس جابر بقرب نهاية مشوار تعبه الذى قارب على السنة ، ويمضى الاسبوع الاول والثانى والشهر الاول والثانى حتى تكتمل السنة الثانية وهو يقابل السيد المحافظ ويعده بقرب دنو الاجل .
خرج أخيرا السيد المحافظ فى صحبة رجال الامن للتحقيق معه فى مخالفات كثيرة وقغت اثناء فترة رئاسته .. سقط جابر على المقعد المجاور لعدم صلاحية موافقة سيادته بعد ذلك ودعى له بالخروج من هذه الازمة حتى تسرى صلاحية الموافقة ويحصل على شقة من شقق العرسان .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام
بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتلفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

19 من شارع ابوشلبى اول فيصل بولاق الدكرور ===== آه ياهوى الاحباب آه ياليل ياعين .. آه ياهوى الاحباب .. يزيد المغنواتى من آهاته التى زادت مع أول نظرة رأت الجميلة .. كانت الجميلة حلما فى خيال المغنواتى وحين رآها تتجسد أمامه لم يصدق عينيه فسبحان من له الكمال .. طالت بالمغنواتى الليالى يرسم ملامح أول لقاء .. أشرقت فتاته ناصعة البياض بلون القطن ، سوداء الشعر بلون الليل بلانجوم حتى لاترى فيه كف يدك . مازال المغنواتى يتأوه من الهوى حتى قارب أن ينهى وصلته الغنائية الاولى ليهوى مع قدومها داخل عينيها العميقيتين التى تصدّرت كل العيون المتمايلة من حوله من شدة العشق فى الميدان الكبير .. يسرى الدفىء الى كيانه فيتواصل معها ثم تسحب روحه وتختفى . يسقط المغنواتى بين آلاف المعجبين الذين تحلّقوا حوله فيجىء الحرس الخاص وينتزعه من قلب الزحام ليستريح فى الغرفة المعدة له بعد وصلته الاولى .. يبدأ المغنواتى فى شرب كوب الزنجبيل .. يزيد من اشتعال جوفه ..ويعيد أحباله الصوتية الى الافضل . يزيح الحرس آلاف المعجبين المتزاحمين حول باب الغرفة لتحية المغنواتى والحصول على توقيعه مع كلمة حب رقيقة فى أوتوجرافات الحسناوات اللائى يعشقن صوته الدافىء . تبدأ الوصلة الثانية : آه ياهوى ، وتتراكم الآهات فيزداد تعالى الاصوات من المتحلقين حوله كل ومعشوقه بعد العودة من رحلاتهم داخل العيون الحالمة . يدفع حرس الجميلة المتزاحمين بكل قوة كى يخلو الطريق أمامها حتى تصل الى مقعدها المفضل أمام المغنواتى .. ترقص الاحبال الصوتية وتعزف أرق وأعذب الالحان لربة الصون والعفاف أجمل محبوبة وقعت عليها عيون المغنواتى . تحرك الجميلة الشفتان اعرابا عن الشكر .. تنطلق رائحة المسك من فم المحبوبة فيزداد طربا ويطرب كل محبيه ويغنى كما لم يغنى من قبل متوكئا على الآهات التى تأتى من أعماقه لتوقف المحبوبة على هذا العشق الملتهب .. تتقد مشاعر حرّاس الجميلة بالحنق والغضب لاجتذاب المغنواتى عيون كل المحيطين به الى مصدر الهامه والتى تشبه كل محبيه .. يشدو المغنواتى للفم خاتم سليمان البالغ الرقة والجمال فينظر كل عاشق الى فم محبوبته ويتركه مثبتا النظر على الفم الذى يتحدث عنه المغنواتى ، ويبدى حرّاس الجميلة التأفف من صراحة وتعريض المغنواتى ويتبادلون النظر ليؤكد كل منهم للآخر قرب ساعة الصفر . القوام قوام الغزلان .. تتجه عيون العشاق الى قوام الجميلة وتأسى كل محبوبة على نفسها .. يواصل المغنواتى وصلته الثانية مستفيضا فى سرد محاسن ومفاتن محبوبته التى تأتيه كل ليلة لتستمع اليه وسط حراسها والآف العشاق . يختم العاشق وصلته مع الرابعة فى صباح اليوم الجديد مفتونا بوجه قمر الزمان التى تغادر المكان وتودعه بأيماءة رشيقة .. ينسحب المغنواتى وراءها ليلحق بها غير أن سيارتها تنطلق مسرعة وسط سيارات الحرس الخاص .. يحاول الوله اللحاق بالمحبوبة فتحاصره آخر سيارتين فى الركب لتهشم سيارته . يأسى كل العشاق على حال المغنواتى الذى يخرج آهاته المكتومة مع مجيىء المحبوبة كل ليلة ترى العاشق غير قادر على الحركة لما أصابه من كسور نتجت عن تهشيم سيارته ، ويواصل المغنواتى شدوه ، وآه ياهوى الاحباب . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتلفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

19 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
=====


آه ياهوى الاحباب
آه ياليل ياعين .. آه ياهوى الاحباب .. يزيد المغنواتى من آهاته التى زادت مع أول نظرة رأت الجميلة .. كانت الجميلة حلما فى خيال المغنواتى وحين رآها تتجسد أمامه لم يصدق عينيه فسبحان من له الكمال  .. طالت بالمغنواتى الليالى يرسم ملامح أول لقاء .. أشرقت فتاته ناصعة البياض بلون القطن ، سوداء الشعر بلون الليل بلانجوم حتى لاترى فيه كف يدك .
مازال المغنواتى يتأوه من الهوى حتى قارب أن ينهى وصلته الغنائية الاولى ليهوى مع قدومها داخل عينيها العميقيتين التى تصدّرت كل العيون المتمايلة من حوله من شدة العشق فى الميدان الكبير .. يسرى الدفىء الى كيانه فيتواصل معها ثم تسحب روحه وتختفى .
يسقط المغنواتى بين آلاف المعجبين الذين تحلّقوا حوله فيجىء الحرس الخاص وينتزعه من قلب الزحام ليستريح فى الغرفة المعدة له بعد وصلته الاولى .. يبدأ المغنواتى فى شرب كوب الزنجبيل .. يزيد من اشتعال جوفه ..ويعيد أحباله الصوتية الى الافضل .
يزيح الحرس آلاف المعجبين المتزاحمين حول باب الغرفة لتحية المغنواتى والحصول على توقيعه مع كلمة حب رقيقة فى أوتوجرافات الحسناوات اللائى يعشقن صوته الدافىء .
تبدأ الوصلة الثانية : آه ياهوى ، وتتراكم الآهات فيزداد تعالى الاصوات من المتحلقين حوله كل ومعشوقه بعد العودة من رحلاتهم داخل العيون الحالمة .
يدفع حرس الجميلة المتزاحمين بكل قوة كى يخلو الطريق أمامها حتى تصل الى مقعدها المفضل أمام المغنواتى .. ترقص الاحبال الصوتية وتعزف أرق وأعذب الالحان لربة الصون والعفاف أجمل محبوبة وقعت عليها عيون المغنواتى .
تحرك الجميلة الشفتان اعرابا عن الشكر .. تنطلق رائحة المسك من فم المحبوبة فيزداد طربا ويطرب كل محبيه ويغنى كما لم يغنى من قبل متوكئا على الآهات التى تأتى من أعماقه لتوقف المحبوبة على هذا العشق الملتهب .. تتقد مشاعر حرّاس الجميلة بالحنق والغضب لاجتذاب المغنواتى عيون كل المحيطين به الى مصدر الهامه والتى تشبه كل محبيه .. يشدو المغنواتى للفم خاتم سليمان البالغ الرقة والجمال فينظر كل عاشق الى فم محبوبته ويتركه مثبتا النظر على الفم الذى يتحدث عنه المغنواتى ، ويبدى حرّاس الجميلة التأفف من صراحة وتعريض المغنواتى ويتبادلون النظر ليؤكد كل منهم للآخر قرب ساعة الصفر .
القوام قوام الغزلان .. تتجه عيون العشاق الى قوام الجميلة وتأسى كل محبوبة على نفسها .. يواصل المغنواتى وصلته الثانية مستفيضا فى سرد محاسن ومفاتن محبوبته التى تأتيه كل ليلة لتستمع اليه وسط حراسها والآف العشاق .
يختم العاشق وصلته مع الرابعة فى صباح اليوم الجديد مفتونا بوجه قمر الزمان التى تغادر المكان وتودعه بأيماءة رشيقة .. ينسحب المغنواتى وراءها ليلحق بها غير أن سيارتها تنطلق مسرعة وسط سيارات الحرس الخاص .. يحاول الوله اللحاق بالمحبوبة فتحاصره آخر سيارتين فى الركب لتهشم سيارته .
يأسى كل العشاق على حال المغنواتى الذى يخرج آهاته المكتومة مع مجيىء المحبوبة كل ليلة ترى العاشق غير قادر على الحركة لما أصابه من كسور نتجت عن تهشيم سيارته ، ويواصل المغنواتى شدوه ، وآه ياهوى الاحباب .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام
بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتلفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

18 من شارع ابوشلبى اول فيصل بولاق الدكرور ===== سيارة جلالته تعوّد جلالته أن يتجول بمفرده فى سيارته الجيب بين أنحاء قصره فى الميناء القديم .. يسابق جلالته الريح ليرى بعينبه الرعب الذى يركب العاملين فى الخاصة الملكية خشية أن يدهسهم فيهرولوا بكل ماأوتو من قوة بعيدا عن نهر الطريق .. يستمتع جلالته بكل مايرى من خوف فى العيون وطاعة عمياء .. يواصل جلالته جولته الصباحية التفقدية بين جنبات القصر الكبير . يضع عباده عبّاد مهندس التنظيم يده على قلبه صباح كل يوم مخافة أن تصدر منه التفاتة غير مهذبة أثناء مرور جلالته فيضيع مستقبله ويطرد خارج نعيم الخاصة الملكية بعد أن تعوّد عليه منذ المجىء به فى عهد جلالة الملك الوالد واستمر فى الخدمة بأمر من ولى النعم جلالة الملك ملك القطرين أدام الله نعمه كما يقول عباده دائما حتى تسمعه آذان الحائط المنتشرة فى كل ارجاء القطرين . كلف عباده بالحفر لادخال الغاز الطبيعى فى قصر الميناء القديم ليكون أول القصور التى يدخلها الغاز فى القطر الشمالى .. جاء المهندس عباده بخمسمائة عامل ليتم انجاز العمل فى يوم واحد أو على الاكثر فى يومين حتى لايتم ازعاج جلالة الملك المعظم اثناء رحلته التفقدية الصباحية بسيارته الجيب . بدأت أعمال الحفر عقب صلاة فجر اليوم ووضع عباده على رأس كل خمسة وعشرين نفرا ملاحظا يتابع سير العمل ولايتيح الفرصة لانشغال أى عامل من الخمسمائة ولو للحظة واحدة ، ونبه على العشرين ملاحظ بأخفاء العمال فى تمام الساعة التاسعة وأعادة العمال الى مواقعهم فى تمام العاشرة والربع عقب دخول جلالته الديوان . استيقظ جلالته صباح اليوم مبكرا فلعب رياضته وتناول افطاره واستقل سيارته الجيب على غير عادته فى تمام الساعة الثامنة .. انطلقت السيارة صاروخا عبر ممرات القصر .. أسرع الجميع الى الاختفاء من أمام وجه جلالته حتى لاتصيبهم شظايا النيران الناتجة عن سرعة دوران الاطارات بأسفلت الطرقات .. لم يتنبه المهندس عباده الى الطامة الكبرى التى ستقع على أم رأسه .. وصلت سيارته الى أول أعمال الحفر .. أثارت السيارة عاصفة من التراب أعمت الخمسمائة عامل والعشرين ملاحظا ومهندس التنظيم عباده عباد .. أسرع العامل عبد العال هداية الى سب أبا راكب السيارة ، وقال : ماتفتح ياأعمى ، وكان جلالته كريم العين .. عادت السيارة بظهرها الى الخلف بنفس سرعة الانطلاق ليتبين الراكب مصدر السب .. انطلق صوت ضخم من قلب السيارة يستدعى المهندس عباده فارتعدت فرائص المهندس مع سماعه الصوت الذى لايخطئه لكنه استبعد أن يكون هو فمازال باقيا على موعد الجولة الصباحية التفقدية لجلالته الكثير .. وصل عباده الى السيارة وحين رفع رأسه سقط مغشيا عبيه .. أيقظ بوللى بيك - سمير الملك - عباده المهندس المغمى عليه .. وسأل جلالته عن العامل الذى سب اباه فقال عباده وهو مطأطىء الرأس : عامل غلبان من رعايا ولى النعم اسمه عبد العال هداية .. أمر جلالته باستدعاء العامل ، وصرف له مكافأة ريال من الفضة أجر يوم مماثل لاجره ومنحه قطعة ذهبية من صناديق سبائك الذهب تقدر بجنيه .. مضى جلالته الى الديوان ، وأبلغ عباده العامل عبد العال بمكافأة جلالته فسقط الرجل على الارض وتم نقله الى المستشفى معتقدا أن المكافأة ستكون جزاءا ، وظل يدعو لولى النعم بطول العمر ولسيارته الجيب بدوام الاتطلاق . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتلفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

18 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
=====


سيارة جلالته
تعوّد جلالته أن يتجول بمفرده فى سيارته الجيب بين أنحاء قصره فى الميناء القديم .. يسابق جلالته الريح ليرى بعينبه الرعب الذى يركب العاملين فى الخاصة الملكية خشية أن يدهسهم فيهرولوا بكل ماأوتو من قوة بعيدا عن نهر الطريق .. يستمتع جلالته بكل مايرى من خوف فى العيون وطاعة عمياء .. يواصل جلالته جولته الصباحية التفقدية بين جنبات القصر الكبير .
يضع عباده عبّاد مهندس التنظيم يده على قلبه صباح كل يوم مخافة أن تصدر منه التفاتة غير مهذبة أثناء مرور جلالته فيضيع مستقبله ويطرد خارج نعيم الخاصة الملكية بعد أن تعوّد عليه منذ المجىء به فى عهد جلالة الملك الوالد واستمر فى الخدمة بأمر من ولى النعم جلالة الملك ملك القطرين أدام الله نعمه كما يقول عباده دائما حتى تسمعه آذان الحائط المنتشرة فى كل ارجاء القطرين .
كلف عباده بالحفر لادخال الغاز الطبيعى فى قصر الميناء القديم ليكون أول القصور التى يدخلها الغاز فى القطر الشمالى .. جاء المهندس عباده بخمسمائة عامل ليتم انجاز العمل فى يوم واحد أو على الاكثر فى يومين حتى لايتم ازعاج جلالة الملك المعظم اثناء رحلته التفقدية الصباحية بسيارته الجيب .
بدأت أعمال الحفر عقب صلاة فجر اليوم ووضع عباده على رأس كل خمسة وعشرين نفرا ملاحظا يتابع سير العمل ولايتيح الفرصة لانشغال أى عامل من الخمسمائة ولو للحظة واحدة  ، ونبه على العشرين ملاحظ بأخفاء العمال فى تمام الساعة التاسعة وأعادة العمال الى مواقعهم فى تمام العاشرة والربع عقب دخول جلالته الديوان .
استيقظ جلالته صباح اليوم مبكرا فلعب رياضته وتناول افطاره واستقل سيارته الجيب على غير عادته فى تمام الساعة الثامنة .. انطلقت السيارة صاروخا عبر ممرات القصر .. أسرع الجميع الى الاختفاء من أمام وجه جلالته حتى لاتصيبهم شظايا النيران الناتجة عن سرعة دوران الاطارات بأسفلت الطرقات .. لم يتنبه المهندس عباده الى الطامة الكبرى التى ستقع على أم رأسه .. وصلت سيارته الى أول أعمال الحفر .. أثارت السيارة عاصفة من التراب أعمت الخمسمائة عامل والعشرين ملاحظا ومهندس التنظيم عباده عباد .. أسرع العامل عبد العال هداية الى سب أبا راكب السيارة ، وقال : ماتفتح ياأعمى  ، وكان جلالته كريم العين .. عادت السيارة بظهرها الى الخلف بنفس سرعة الانطلاق ليتبين الراكب مصدر السب  .. انطلق صوت ضخم من قلب السيارة يستدعى المهندس عباده فارتعدت فرائص المهندس مع سماعه الصوت الذى لايخطئه لكنه استبعد أن يكون هو فمازال باقيا على موعد الجولة الصباحية التفقدية لجلالته الكثير .. وصل عباده الى السيارة وحين رفع رأسه سقط مغشيا عبيه .. أيقظ بوللى بيك - سمير الملك - عباده المهندس المغمى عليه .. وسأل جلالته عن العامل الذى سب اباه  فقال عباده وهو مطأطىء الرأس : عامل غلبان من رعايا ولى النعم اسمه عبد العال هداية .. أمر جلالته باستدعاء العامل ، وصرف له مكافأة ريال من الفضة أجر يوم مماثل لاجره ومنحه قطعة ذهبية من صناديق سبائك الذهب تقدر بجنيه .. مضى جلالته الى الديوان ، وأبلغ عباده العامل عبد العال  بمكافأة جلالته فسقط الرجل على الارض وتم نقله الى المستشفى معتقدا أن المكافأة ستكون جزاءا ، وظل يدعو لولى النعم بطول العمر ولسيارته الجيب بدوام الاتطلاق .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام
بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتلفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

17 من شارع ابوشلبى اول فيصل بولاق الدكرور ===== سوق البسابيس تحلق رواد السوق حول واحدة من فصيلة مهجنة وسرعان ماأشاحوا بوجوههم مع وصول ناقلة الفصائل النقية والتقطوها من المزاد المرتفع جدا اذ بلغ ثمن الواحد من هذه الفصيلة حوالى العشرة آلاف جنيه ولم يبخل المشترون فأسرعوا الى صندوق المزاد يسددون الثمن وماهى الاساعات قليلة حتى يكسب المشترى ألفاأوألفين فور تسلمه الواحد الى محلات وسط البلد . سال لعاب ذوى الفصائل النقية على المهجنة فانفلت أقوى عشرة ذكور منهم وطاردوها حتى استقر بهم المقام فى مقبرة أقدم رئيس ديوان ملكى ..تساقط المشترون واحدا بعد الآخر أمام زحام أفراد الفصائل النقية حول المهجنة التى أبدت تأففها وتبرمها من هذا التكالب عليها . أمسك كل تاجر سلسلة كلبه وعاد رجب عبد الستار ابن عبد الستار بيكيا الذى لم يبلغ سن العاشرة بالكلبة المهجنة التى التقطها من شارع الارواش بالحى الافرنجى مساء أمس وهو فى جولته مع والده يشتريان الروبابيكيا .. غيّر التجار من وجهة نظرهم وتحوّل الكل الى شراء الكلبة المهجنة ، وبدأ المزاد ليصل الى خمسة عشر ألفا ومازال الكل ينسابق فى الحصول عليها حتى استقر الثمن على سبعة عشر . ترك عبد الستار مايعرض من روبابيكيا للبيع وأسرع الى الزحام ليطمئن على ابنه رجب ففوجىء بباب السعد يفتح زراعيه له ولزوجته ذكيه وأولاده العشرة الذين لبوا نداءه من وسط السوق ليحموا الكنز الذى سقط عليهم من شوارع الحى الافرنجى والذى سينقلهم من المقابر الى غرفة فوق سطح أحد المنازل مقابل خمسة آلاف ، وسيودع باقى المبلغ فى بنك ليعيش من فائدته فى أيام كساد البيكيا . تسلمت الاسرة ثمن الكلبة الضالة ، وتم نقل المهجنة الى أكبر محل بوسط البلد ليتهافت عليها كل ذكور السلالات النقية . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتلفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

17 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
=====

سوق البسابيس
تحلق رواد السوق حول واحدة من فصيلة مهجنة وسرعان ماأشاحوا بوجوههم مع وصول ناقلة الفصائل النقية والتقطوها من المزاد المرتفع جدا اذ بلغ ثمن الواحد من هذه الفصيلة حوالى العشرة آلاف جنيه ولم يبخل المشترون فأسرعوا الى صندوق المزاد يسددون الثمن وماهى الاساعات قليلة حتى يكسب المشترى ألفاأوألفين فور تسلمه الواحد الى محلات وسط البلد .
سال لعاب ذوى الفصائل النقية على المهجنة فانفلت أقوى عشرة ذكور منهم وطاردوها حتى استقر بهم المقام فى مقبرة أقدم رئيس ديوان ملكى ..تساقط المشترون واحدا بعد الآخر أمام زحام أفراد الفصائل النقية حول المهجنة التى أبدت تأففها وتبرمها من هذا التكالب عليها .
أمسك كل تاجر سلسلة كلبه وعاد رجب عبد الستار ابن عبد الستار بيكيا الذى لم يبلغ سن العاشرة بالكلبة المهجنة التى التقطها من شارع الارواش بالحى الافرنجى مساء أمس وهو فى جولته مع والده يشتريان الروبابيكيا .. غيّر التجار من وجهة نظرهم وتحوّل الكل الى شراء الكلبة المهجنة ، وبدأ المزاد ليصل الى خمسة عشر ألفا ومازال الكل ينسابق فى الحصول عليها حتى استقر الثمن على سبعة عشر .
ترك عبد الستار مايعرض من روبابيكيا للبيع وأسرع الى الزحام ليطمئن على ابنه رجب ففوجىء بباب السعد يفتح زراعيه له ولزوجته ذكيه وأولاده العشرة الذين لبوا نداءه من وسط السوق ليحموا الكنز الذى سقط عليهم من شوارع الحى الافرنجى والذى سينقلهم من المقابر الى غرفة فوق سطح أحد المنازل مقابل خمسة آلاف ، وسيودع باقى المبلغ فى بنك ليعيش من فائدته فى أيام كساد البيكيا .
تسلمت الاسرة ثمن الكلبة الضالة ، وتم نقل المهجنة الى أكبر محل بوسط البلد ليتهافت عليها كل ذكور السلالات النقية .

 قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام
بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتلفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

16 من شارع ابوشلبى اول فيصل بولاق الدكرور ===== ياسيده مدد ياأم العواجز نظره ومدد .. يااخت الحسن واخوك الحسين يابنت أشرف والده .. يارئيسة الديوان مدد .. ترتفع أصوات سكان المنزل رقم 15 بحارة صابر عبد الله خلف المسجد .. تصرخ النساء .. يبكى الصغار ، ومازال الرجال الاشداء من سكان المنزل يستغيثون كى يتمكنوا من رفع العامود الخرسانى الذى أغلق باب المنزل القديم المكون من خمسة طوابق خشبية فى كل طابق سبع غرف لسبع أسر فيبلغ عدد من بالداخل ثلاثمائة وخمسين بين الرضيع والصغير والشباب والشيوخ رجالا ونساءا . امتلأت الحوارى المجاورة بأبناء المنطقة وأسرعت عشرون سيارة انقاذ وعشر سيارات مطافىء وأغلقت كل المنافذ المؤدية الى حارة صابر عبد الله وكان الطابق الخامس قد التصق بالطابق الثالث ولم تفلح محاولات انتشال الاحياء من الطوابق الثلاثة العليا . ظل الأمل يراود رجال الانقاذ والاطفاء فى انتشال احياء الطابق الاول والثانى ، ومازال الاحياء فى الداخل يطلبون المدد والعون .. مرت الساعة بعد آذان الفجر على سقوط العامود الخرسانى وانهيار الطوابق الثلاثة ولم تفلح محاولات رجال الانقاذ فى انتزاع الشبابيك الحديدية التى يتنفس من خلالها سكان الدورين ، ومازالت النساء تصرخ والصغار يولولون ولامن مغيث . اشتد صراخ النساء من أقارب سكان المنزل رقم 15 بحارة صابر عبد الله حين حان موعد آخر المتنفسين فى الداخل من الصغار مع الانهيار الكامل للمنزل .. بدأ رجال الاطفاء فى ازالة آثار الدماء التى امتزجت بحطام المنزل ، ومازالت النساء خارج أكوام المنزل تبتهل الى الله أن يرحم موتانا ويدخلهم فسيح جناته فى الآخرة ، وتوجهن الى المسجد ليسرن فى جنازة موتاهم الجماعية . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتلفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

16 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
=====
ياسيده مدد
ياأم العواجز نظره ومدد .. يااخت الحسن واخوك الحسين يابنت أشرف والده .. يارئيسة الديوان مدد .. ترتفع أصوات سكان المنزل رقم 15 بحارة صابر عبد الله خلف المسجد .. تصرخ النساء .. يبكى الصغار ، ومازال الرجال الاشداء من سكان المنزل يستغيثون كى يتمكنوا من رفع العامود الخرسانى الذى أغلق باب المنزل القديم المكون من خمسة طوابق خشبية فى كل طابق سبع غرف لسبع أسر فيبلغ عدد من بالداخل ثلاثمائة وخمسين بين الرضيع والصغير والشباب والشيوخ رجالا ونساءا .
امتلأت الحوارى المجاورة بأبناء المنطقة وأسرعت عشرون سيارة انقاذ وعشر سيارات مطافىء وأغلقت كل المنافذ المؤدية الى حارة صابر عبد الله وكان الطابق الخامس قد التصق بالطابق الثالث ولم تفلح محاولات انتشال الاحياء من الطوابق الثلاثة العليا .
ظل الأمل يراود رجال الانقاذ والاطفاء فى انتشال احياء الطابق الاول والثانى ، ومازال الاحياء فى الداخل يطلبون المدد والعون .. مرت الساعة بعد آذان الفجر على سقوط العامود الخرسانى وانهيار الطوابق الثلاثة ولم تفلح محاولات رجال الانقاذ فى انتزاع الشبابيك الحديدية التى يتنفس من خلالها سكان الدورين ، ومازالت النساء تصرخ والصغار يولولون ولامن مغيث .
اشتد صراخ النساء من أقارب سكان المنزل رقم 15 بحارة صابر عبد الله حين حان موعد آخر المتنفسين فى الداخل من الصغار مع الانهيار الكامل للمنزل .. بدأ رجال الاطفاء فى ازالة آثار الدماء التى امتزجت بحطام المنزل ، ومازالت النساء خارج أكوام المنزل تبتهل الى الله أن يرحم موتانا ويدخلهم فسيح جناته فى الآخرة ، وتوجهن الى المسجد ليسرن فى جنازة موتاهم الجماعية .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام
بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتلفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

15 من شارع ابوشلبى اول فيصل بولاق الدكرور ===== وحوى ياوحوى تتعالى أصوات الفوانيس الكهربائية تغنى " وحوى ياوحوى " ليهلل الصغار خلفها ويرددون : أيوحا .. شفت السلطان أبوعمه جنان .. أيوحه .. ودا غيره مافيش زى الدراويش يطلع مايجيش .. أيوحه . يكرر الصغار جملا موقعة على أنغام الموسيقى المسجلة فى قلب الفوانيس الصغيرة أمام محل عجام بشارع الحرية .. ينهر لبلب صبى الدكان الصغار حتى يتيح الفرصة لرواد المحل فى شراء المزيد من الفوانيس .. تتعالى أصوات الصغار يثأرون من لبلب ، ويغنون له أغنيته اليومية : لبلب .. لبلب قبل مايقلب كان شغال عندنا خدام . يشتاط غضب لبلب الرجل الصغير فيجرى وراءهم بالعصا ويلهب ظهورهم حتى يسقط من بينهم أصغرهم جابر عبد الله شقير والذى لم يتجاوز السادسة لتشق زجاجة مكسورة زراعه اليمنى وتنطلق نافورة الدماء . يسرع لبلب الى الصغير فيخاف .. يحمل لبلب جابر بين يديه الى المحل ويغسل له الجرح ليوقف سريان الدماء ويلصق قطنة مبللة بالكحول الاحمر الذى يجهز على نيرانه قهوة المعلم حمدان أبونقايه وينظف به الفوانيس أحيانا . يخاف لبلب من عبد الله شقير العجلاتى والد جابر وأحد الاشقياء الذين يقطعون الطرقات ليلا حين يشربون الكحول الاحمر فيثملون ولايدرون مايفعلون .. ومن المؤكد أن نهاية لبلب ستكون على يد عبد الله شقير .. هذا ماأكده شهود العيان والمعلم حمدان أبونقايه صاحب محل الفوانيس . استرضى لبلب جابر الصغير بكل الطرق كى يكف عن البكاء .. جاءه بقطعة من الحلوى فلم تفلح .. جاءه بزجاجة مياه غازيه ، ولم يوفق ايضا .. أخذ لبلب فانوسا صغيرا من الفوانيس الكهربائية الشقية سب المصيبة وأداره ليبدأ الغناء ويهدأ بكاء الصغير حتى عقد لبلب العزم على منحه هذا الفانوس ، وطلب من المعلم حمدان أبونقايه أن يقتطع ثمنه من أجر لبلب ليأمن شر عبد الله شقير . سكت الصغير عن البكاء وأمسك بفانوسه السحرى وراح يكرر وراءه ، ومعه كل الصغار الذين عادوا اليه فرحين : وحوى ياوحوى .. أيوحه . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتلفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

15 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
=====

وحوى ياوحوى
تتعالى أصوات الفوانيس الكهربائية تغنى " وحوى ياوحوى " ليهلل الصغار خلفها ويرددون : أيوحا .. شفت السلطان أبوعمه جنان .. أيوحه .. ودا غيره مافيش زى الدراويش يطلع مايجيش .. أيوحه .
يكرر الصغار جملا موقعة على أنغام الموسيقى المسجلة فى قلب الفوانيس الصغيرة أمام محل عجام بشارع الحرية .. ينهر لبلب صبى الدكان الصغار حتى يتيح الفرصة لرواد المحل فى شراء المزيد من الفوانيس .. تتعالى أصوات الصغار يثأرون من لبلب ، ويغنون له أغنيته اليومية : لبلب .. لبلب قبل مايقلب كان شغال عندنا خدام .
يشتاط غضب لبلب الرجل الصغير فيجرى وراءهم بالعصا ويلهب ظهورهم حتى يسقط من بينهم أصغرهم جابر عبد الله شقير والذى لم يتجاوز السادسة لتشق زجاجة مكسورة زراعه اليمنى وتنطلق نافورة الدماء .
يسرع لبلب الى الصغير فيخاف .. يحمل لبلب جابر بين يديه الى المحل ويغسل له الجرح ليوقف سريان الدماء ويلصق قطنة مبللة بالكحول الاحمر الذى يجهز على نيرانه قهوة المعلم حمدان أبونقايه وينظف به الفوانيس أحيانا .
يخاف لبلب من عبد الله شقير العجلاتى والد جابر وأحد الاشقياء الذين يقطعون الطرقات ليلا حين يشربون الكحول الاحمر فيثملون ولايدرون مايفعلون .. ومن المؤكد أن نهاية لبلب ستكون على يد عبد الله شقير .. هذا ماأكده شهود العيان والمعلم حمدان أبونقايه صاحب محل الفوانيس .
استرضى لبلب جابر الصغير بكل الطرق كى يكف عن البكاء .. جاءه بقطعة من الحلوى فلم تفلح .. جاءه بزجاجة مياه غازيه ، ولم يوفق ايضا .. أخذ لبلب فانوسا صغيرا من الفوانيس الكهربائية الشقية سب المصيبة وأداره ليبدأ الغناء ويهدأ بكاء الصغير حتى عقد لبلب العزم  على منحه هذا الفانوس ، وطلب من المعلم حمدان أبونقايه أن يقتطع ثمنه من أجر لبلب ليأمن شر عبد الله شقير .
سكت الصغير عن البكاء وأمسك بفانوسه السحرى وراح يكرر وراءه ، ومعه كل الصغار الذين عادوا اليه فرحين : وحوى ياوحوى .. أيوحه .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام
بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتلفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

14 من شارع ابوشلبى اول فيصل بولاق الدكرور ===== واسطة خير تغلق سمره الغرباوى باب مكتبها فى الميدان الكبير وتصطحب المشترى فى سيارته لتريه قطعة الارض المطروحة للبيع وعندما لاتعجبه لانها خارج نطاق المناطق السكنية تتقاضى أجر المعاينة كوسيط ويغادر المشترى المكان لتنتظر هى زبونا آخر لاتعجبه ويدفع نسبة المعاينة للسمسارة ، وفى نهاية اليوم تنادى على حلبى خفير المقابر المجاورة لينزع اليافطة التى كتب عليها أرض فضاء للبيع وتمنحه مقابل خدمة كل يوم .. يستدعى حلبى سيارة محروس الاجرة من المقبرة المجاورة للمقبرة التى يسكن بها لتقل الهانم الى حيث تشاء . تعود سمره الى ابنها القعيد الذى جاوز العشرين بقليل لتطعمه وتجهز له الحمام وتتركه لينام .. تنطلق ثانية الى المكتب لتفتحه وردية المساء وتبدأ فى استقبال مشترى السيارة التى أعلنت عنها فى باب الاعلانات المبوبه فى أربع صحف ومجلة تؤكد فيها أن جلالة ملك الشمال والجنوب كان يركب هذه السيارة وكان يتنقل بها فى مواكبه الرسمية عبر ربوع الوادى لخصيب . يمتلىء المكتب عن آخره بمحبى السيارات القديمة النادرة .. علقت سمره الغرباوى عشرة صور للسيارة التى يركبها جلالة الملك وقد زورها بعناية شديدة شهاب قرفص المصور الفوتوغرافى زوج اختها . جاءت سمره بهيكل السيارة الكاديلاك القديمة والتى تشبه الى حد كبير أول سيارة كاديلاك دخلت الوادى وكان يركبها جلالة الملك المعظم ، وشدّت الصاج على شاسيه متماسك بموتور نصف عمر ودهنتها بالاسود اللامع وقام شهاب بتصويرها وركّب صور جلالة الملك المعظّم داخلها فانبهر وصدّق كل من قرأ ورأى صوّر الاعلان فجاء يلهث مسرعا . بدأ المزاد ليصل ثمن السيارة القديمة بعد قليل الى خمسين ألفا مقابل خمسة هى التكلفة الحقيقية التى دفعتها سمره الغرباوى لتصل بها الى صورتها الحالية ..لاتكتفى سمره بما حققته من أرباح خيالية فى ثلثى اليوم لكنها تتصل بقرفص زوج اختها ليحضر سيارتها من ورشة الميكانيكى وتنتظر آخر زبون فى هذه الليلة لتريه أكثر من شقة مفروشه . يأتى الرجل فتصحبه فى سيارتها التى يقودها شهاب قرفص ، وتفتح الشقة الاولى فلاتعجبه .. تعرض سمره الثانية والثالثة والرابعة فيبدى تأ ففه .. ينتصف ليل المدينة ليتوقف الرجل عند الشقة الخامسة التى لاقت استغراب الثلاثة مع فتح الابواب لوجود أنوار خافته بها فهى عادة ماتطمئن الى خلو الشقق من زوج اختها لتأتى بالزبون تلو الزبون فيقيم لفترة محدودة هى فترة غياب أصحاب الشقة فى الخارج أو فى الداخل بالمصايف القريبه . يفتح شهاب قرفص باب غرفة النوم ليقابله مسدس مصوّب نحو رؤوس الثلاثة ويوقفهم حتى يتصل بالبوليس .. يشرح الرجل المستأجر موقفه الى رائد الشرطة صاحب الشقة والمقيم فيها ، ويكاد الرجل أن يسقط من هول المفاجأة فيهدىء الضابط من روعه حتى تأتى النجدة ويتم القبض على سمره الغرباوى وشهاب قرفص الذى كان يمتلك مئات المفاتيح التى تفتح على شقق المسافرين أوالمصطافين . تكتشف النيابة سيلا من قضايا النصب التى حاكت شباكها سمره ببراعة فيتم حبسها مع زوج اختها على ذمة التحقيق .. بلغ اجمالى الاحكام التى نطق بها القاضى عشر سنوات لشهاب ومثلها لسمره الغرباوى واسطة الخير . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتلفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

14 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
=====
واسطة خير
تغلق سمره الغرباوى باب مكتبها فى الميدان الكبير وتصطحب المشترى فى سيارته لتريه قطعة الارض المطروحة للبيع وعندما لاتعجبه لانها خارج نطاق المناطق السكنية تتقاضى أجر المعاينة كوسيط ويغادر المشترى المكان لتنتظر هى زبونا آخر لاتعجبه ويدفع نسبة المعاينة للسمسارة ، وفى نهاية اليوم تنادى على حلبى خفير المقابر المجاورة لينزع اليافطة التى كتب عليها أرض فضاء للبيع وتمنحه مقابل خدمة كل يوم .. يستدعى حلبى سيارة محروس الاجرة من المقبرة المجاورة للمقبرة التى يسكن بها لتقل الهانم الى حيث تشاء .
تعود سمره الى ابنها القعيد الذى جاوز العشرين بقليل لتطعمه وتجهز له الحمام وتتركه لينام .. تنطلق ثانية الى المكتب لتفتحه وردية المساء وتبدأ فى استقبال مشترى السيارة التى أعلنت عنها فى باب الاعلانات المبوبه فى أربع صحف ومجلة تؤكد فيها أن جلالة ملك الشمال والجنوب كان يركب هذه السيارة وكان يتنقل بها فى مواكبه الرسمية عبر ربوع الوادى لخصيب .
يمتلىء المكتب عن آخره بمحبى السيارات القديمة النادرة  .. علقت سمره الغرباوى عشرة صور للسيارة التى يركبها جلالة الملك وقد زورها بعناية شديدة شهاب قرفص المصور الفوتوغرافى زوج اختها .
جاءت سمره بهيكل السيارة الكاديلاك القديمة والتى تشبه الى حد كبير أول سيارة كاديلاك دخلت الوادى وكان يركبها جلالة الملك المعظم ، وشدّت الصاج على شاسيه متماسك بموتور نصف عمر ودهنتها بالاسود اللامع وقام شهاب بتصويرها وركّب صور جلالة الملك المعظّم داخلها فانبهر وصدّق كل من قرأ ورأى صوّر الاعلان فجاء يلهث مسرعا .
بدأ المزاد ليصل ثمن السيارة القديمة بعد قليل الى خمسين ألفا مقابل خمسة هى التكلفة الحقيقية التى دفعتها سمره الغرباوى لتصل بها الى صورتها الحالية ..لاتكتفى سمره بما حققته من أرباح خيالية فى ثلثى اليوم لكنها تتصل بقرفص زوج اختها ليحضر سيارتها من ورشة الميكانيكى وتنتظر آخر زبون فى هذه الليلة لتريه أكثر من شقة مفروشه .
يأتى الرجل فتصحبه فى سيارتها التى يقودها شهاب قرفص ، وتفتح الشقة الاولى فلاتعجبه .. تعرض سمره الثانية والثالثة والرابعة فيبدى تأ ففه .. ينتصف ليل المدينة ليتوقف الرجل عند الشقة الخامسة التى لاقت استغراب الثلاثة مع فتح الابواب لوجود أنوار خافته بها فهى عادة ماتطمئن الى خلو الشقق من زوج اختها لتأتى بالزبون تلو الزبون فيقيم لفترة محدودة هى فترة غياب أصحاب الشقة فى الخارج أو فى الداخل بالمصايف القريبه .
يفتح شهاب قرفص باب غرفة النوم ليقابله مسدس مصوّب نحو رؤوس الثلاثة ويوقفهم حتى يتصل بالبوليس .. يشرح الرجل المستأجر موقفه الى رائد الشرطة صاحب الشقة والمقيم فيها ، ويكاد الرجل أن يسقط من هول المفاجأة فيهدىء الضابط من روعه حتى تأتى النجدة ويتم القبض على سمره الغرباوى وشهاب قرفص الذى كان يمتلك مئات المفاتيح التى تفتح على شقق المسافرين أوالمصطافين .
تكتشف النيابة سيلا من قضايا النصب التى حاكت شباكها سمره ببراعة فيتم حبسها مع زوج اختها على ذمة التحقيق .. بلغ اجمالى الاحكام التى نطق بها القاضى عشر سنوات  لشهاب ومثلها لسمره الغرباوى واسطة الخير .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام
بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتلفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

13 من شارع ابوشلبى اول فيصل بولاق الدكرور ===== محطة الجمرك جلست سهير المراكيبى فى المقعد الخلفى لسيارة المصلحة تنتظر عودة السائق الذى تم استدعاؤه لأول مرة منذ خمس سنوات يدخل ويخرج من محطة الجمرك ، وينهى أوراقه بسرعة منقطعة النظير . ازداد همس بعض الموظفين حول حسم مدير الادارة الجديد وتعليماته الصارمة لكل مأمورى الجمرك بزيادة التدقيق فى تفتيش أى داخل أوخارج مهما كانت مكانته حفاظا على عدم ضياع مليما واحدا من الجمارك كمال عام . زادت الحيرة وبدأ القلق واضحا على وجه سهير المراكيبى التى تململت فى جلستها واعتدلت أكثر من مرة وأخيرا سلمت أمرها انتظارا لما سيحدث فاسترخت وألقت بظهرها الى الخلف ، وأغمضت عينيها تستعيد أولى خطواتها فى هذا الطريق الطويل . تقطع سهير المراكيبى الشارع التجارى جيئة وذهابا بحثا عن النادر والمتميز من الملابس الداخلية والجيبات والبلوزات والاكسسوارات لتجد لها سوقا مع عودتها حين تعرضهم على زميلاتها فى المصلحة فتبيع وتربح وتأتى بالجديد . ترتدى سهير خمسة أطقم من كل نوع وترسم ابتسامتها العريضة على وجهها الجميل فلايفتش الموظف الاحقيبة يدها ليجدها فارغة فتمر بدون رسوم .. دام الخير الكثير وزاد على سهير لمدة ثلاثة أعوام حتى تمكنت من تأجير المحل لتزوده بما تجىء به من الميناء كل اسبوع . تمكنت سهير المراكيبى من اقناع رئيس المصلحة التى تعمل بها بشراء قطع الغيار الاليكترونية النادرة لأجهزة المصلحة من الميناء لرخص ثمنها ولتوفير الكثير لصالح المصلحة ورئيسها فاقتنع الرجل ووافق على هذه الخطوة . كان السائق يفتح الحقيبة مع كل رحلة نصف اسبوعية ليتم دفع رسوم الجمرك على قطع الغيار الاليكترونية وكانت سهير تمرر ملابسها واكسسواراتها وأجهزتها الكهربائية أسفل المقاعد وتعطى سائق المصلحة النسبة المقررة له ، وكانت تربح خمسمائة فى المائة حتى تمكنت فى خلال الثلاث سنوات التالية من شراء المحل الذى كانت تؤجره ، واتسعت تجارتها لتبنى فى أقل من اربع سنوات الدور الثانى فى المحل الذى اصبح مركزا تجاريا ضخما ، وتطلب سهير المراكيبى دائما المزيد . هزّ السائق كل جسد سهير حين فتح باب السيارة فأفاقت من نومها ليطمئنها على سلامة سير الامور فى محطة الجمرك وينطلقان ليغادرا الساحل ، ويعودا فى النصف الثانى من الاسبوع الى محطة الجمرك . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتلفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

13 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
=====

محطة الجمرك
جلست سهير المراكيبى فى المقعد الخلفى لسيارة المصلحة تنتظر عودة السائق الذى تم استدعاؤه لأول مرة منذ خمس سنوات يدخل ويخرج من محطة الجمرك ، وينهى أوراقه بسرعة منقطعة النظير .
ازداد همس بعض الموظفين حول حسم مدير الادارة الجديد وتعليماته الصارمة لكل مأمورى الجمرك بزيادة التدقيق فى تفتيش أى داخل أوخارج مهما كانت مكانته حفاظا على عدم ضياع مليما واحدا من الجمارك كمال عام .
زادت الحيرة وبدأ القلق واضحا على وجه سهير المراكيبى التى تململت فى جلستها واعتدلت أكثر من مرة وأخيرا سلمت أمرها انتظارا لما سيحدث فاسترخت وألقت بظهرها الى الخلف ، وأغمضت عينيها تستعيد أولى خطواتها فى هذا الطريق الطويل .
تقطع سهير المراكيبى الشارع التجارى جيئة وذهابا بحثا عن النادر والمتميز من الملابس الداخلية والجيبات والبلوزات والاكسسوارات لتجد لها سوقا مع عودتها حين تعرضهم على زميلاتها فى المصلحة فتبيع وتربح وتأتى بالجديد .
ترتدى سهير خمسة أطقم من كل نوع وترسم ابتسامتها العريضة على وجهها الجميل فلايفتش الموظف الاحقيبة يدها ليجدها فارغة فتمر بدون رسوم .. دام الخير الكثير وزاد على سهير لمدة ثلاثة أعوام حتى تمكنت من تأجير المحل لتزوده بما تجىء به من الميناء كل اسبوع .
تمكنت سهير المراكيبى من اقناع رئيس المصلحة التى تعمل بها بشراء قطع الغيار الاليكترونية النادرة لأجهزة المصلحة من الميناء لرخص ثمنها ولتوفير الكثير لصالح المصلحة ورئيسها فاقتنع الرجل ووافق على هذه الخطوة .
كان السائق يفتح الحقيبة مع كل رحلة نصف اسبوعية ليتم دفع رسوم الجمرك على قطع الغيار الاليكترونية وكانت سهير تمرر ملابسها واكسسواراتها وأجهزتها الكهربائية أسفل المقاعد وتعطى سائق المصلحة النسبة المقررة له ، وكانت تربح خمسمائة فى المائة حتى تمكنت فى خلال الثلاث سنوات التالية من شراء المحل الذى كانت تؤجره ، واتسعت تجارتها لتبنى فى أقل من اربع سنوات الدور الثانى فى المحل الذى اصبح مركزا تجاريا ضخما ، وتطلب سهير المراكيبى دائما المزيد .
هزّ السائق كل جسد سهير حين فتح باب السيارة فأفاقت من نومها ليطمئنها على سلامة سير الامور فى محطة الجمرك وينطلقان ليغادرا الساحل ، ويعودا فى النصف الثانى من الاسبوع الى محطة الجمرك .

 قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام
بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتلفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

12 من شارع ابوشلبى اول فيصل بولاق الدكرور ===== المعلمه دوسه يفتح بيت المعلمه دوسه أبوابه ليل نهار لاستقبال الرواد .. تجلس المعلمه دوسه غير قادرة على الحركة بعد رحلة عمل شاق طويلة قاربت الخمسين عاما .. تفتح دوسه عينيها وتغلقها بصعوبة .. توصى بناتها خيرا ببيت العز الذى شهد أسعد أيام حياتها منذ رأت أول شعاع لنور الكون لحظة ولدتها المعلمة فكيهه امها زوجة سعداوى الحلبى .. تتناقلها صدور كل بنات البيت اللائى يستقبلن كل طلاب المتعة من شباب ورجال كفر البرادعى حتى عبد الحى بك الراجحى الذى منحه جلالة الملك البكوية ثم الباشويه . كبرت دوسه بين أحضان الرجال الاغراب فعشقتهم وتعلقوا بها منذ اصبحت فتاة جميلة وورثت مهنة امها فكيهه بعد رحيلها .. تشرح دوسه لبناتها كيف يتمكن من الايقاع بالفريسة وتعويدها عليهن بشكل دائم . حارت نساء القرى والعزب المجاورة للعزبة البحرية بكفر البرادعى فى أمر دوسه التى تمكنت من اختطاف ازواجهن طوال ليال الشتاء الجليدى والصيف القائظ ، فالرجال لايعودون الى دورهم الافى صباح كل يوم . قررت بسنت زوجة غندور عمدة كفر البرادعى أن تتخلص من دوسه وبناتها مرة واحدة فدعتهن الى الغناء فى ليلة طهور ابنها ليغنين للنساء داخل الدوار ووضعت السم فى الاكل لكن ذكاء دوسه اكتشف الحيلة حين ألقت بقطعة من اللحم أمام قطة زوج العمدة فقتلت فى الحال ، ووقعت بنت عمران فى غرام دوسه وصارت سميرتها تأتى اليها لتروح عنها بحلو الكلام وعذب الجمال ، وتتعلم منها ماتقدمه للعمدة فى الليالى التى لايقوى فيها على الخروج الى بيت دوسه . تشد دوسه نفس المعسل من غابة الجوزه ، وتغيّر البنات المعسل والفحم المشتعل ، ويواصلن الاستماع الى وصايا المعلمة كى يحافظن على ميراثها من الضياع ويتوسعن فى شراء أملاكهن فى العزبة البحريه . تقرّب المعلمة دوسه أحدث امرأة فى البيت صغيرة السن زوجة تومرجى الوحدة الصحية التى تركت بنتها الوحيدة من الزوج السابق فى رعاية امها وابيها كى تصبح من ذوى الاملاك شأن كل بنات المعلمة ، وتدأب دوسه على تقديمها لضيوفها المقربين لفرط فتنتها وروهة جمالها . لم ترزق دوسه بمولود بالرغم من زواجها لخمس مرات وعشقها الدائم لشباب القرى فقررت أن تتبنى دهبيه وبنتها نرجس وتكتب لهما كل أملاكها الكثيرة .. أصبحت المعلمة دوسه هى الشغل الشاغل لدهبيه مما أثار حفيظة كل البنات وبدأن التمرد وانشققن لتكوّن كل واحدة منهن بيتا للعز خاص بها يرتاده كل عشاقها فى العزبة البحريه . أخذت دوسه نفسا عميقا من الدخان ولم تستطع أن تخرجه ولفظت نفسا أخيرا وهى جالسة فأغمضت ذهبية عينيها وكفنتها لترث أموالا وعقارات كثيرة هى وابنتها لتواصل فتح باب بيت دوسه على مصراعيه حفاظا على ذكرى المعلمة دوسه . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتلفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

12 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
=====

المعلمه دوسه
يفتح بيت المعلمه دوسه أبوابه ليل نهار لاستقبال الرواد .. تجلس المعلمه دوسه غير قادرة على الحركة بعد رحلة عمل شاق طويلة قاربت الخمسين عاما .. تفتح دوسه عينيها وتغلقها بصعوبة .. توصى بناتها خيرا ببيت العز الذى شهد أسعد أيام حياتها منذ رأت أول شعاع لنور الكون لحظة ولدتها المعلمة فكيهه امها زوجة سعداوى الحلبى .. تتناقلها صدور كل بنات البيت اللائى يستقبلن كل طلاب المتعة من شباب ورجال كفر البرادعى حتى عبد الحى بك الراجحى الذى منحه جلالة الملك البكوية ثم الباشويه .
كبرت دوسه بين أحضان الرجال الاغراب فعشقتهم وتعلقوا بها منذ اصبحت فتاة جميلة وورثت مهنة امها فكيهه بعد رحيلها .. تشرح دوسه لبناتها كيف يتمكن من الايقاع بالفريسة وتعويدها عليهن بشكل دائم .
حارت نساء القرى والعزب المجاورة للعزبة البحرية بكفر البرادعى فى أمر دوسه التى تمكنت من اختطاف ازواجهن طوال ليال الشتاء الجليدى والصيف القائظ ، فالرجال لايعودون الى دورهم الافى صباح كل يوم .
قررت بسنت زوجة غندور عمدة كفر البرادعى أن تتخلص من دوسه وبناتها مرة واحدة فدعتهن الى الغناء فى ليلة طهور ابنها ليغنين للنساء داخل الدوار ووضعت السم فى الاكل لكن ذكاء دوسه اكتشف الحيلة حين ألقت بقطعة من اللحم أمام قطة زوج العمدة فقتلت فى الحال ،  ووقعت بنت عمران فى غرام دوسه وصارت سميرتها تأتى اليها لتروح عنها بحلو الكلام وعذب الجمال ، وتتعلم منها ماتقدمه للعمدة فى الليالى التى لايقوى فيها على الخروج الى بيت دوسه .
تشد دوسه نفس المعسل من غابة الجوزه ، وتغيّر البنات المعسل والفحم المشتعل ، ويواصلن الاستماع الى وصايا المعلمة كى يحافظن على ميراثها من الضياع ويتوسعن فى شراء أملاكهن فى العزبة البحريه .
تقرّب المعلمة دوسه أحدث امرأة فى البيت صغيرة السن زوجة تومرجى الوحدة الصحية التى تركت بنتها الوحيدة من الزوج السابق فى رعاية امها وابيها كى تصبح من ذوى الاملاك شأن كل بنات المعلمة ، وتدأب دوسه على تقديمها لضيوفها المقربين لفرط فتنتها وروهة جمالها .
لم ترزق دوسه بمولود بالرغم من زواجها لخمس مرات وعشقها الدائم لشباب القرى فقررت أن تتبنى دهبيه وبنتها نرجس وتكتب لهما كل أملاكها الكثيرة .. أصبحت المعلمة دوسه هى الشغل الشاغل لدهبيه مما أثار حفيظة كل البنات وبدأن التمرد وانشققن لتكوّن كل واحدة منهن بيتا للعز خاص بها يرتاده كل عشاقها فى العزبة البحريه .
أخذت دوسه نفسا عميقا من الدخان ولم تستطع أن تخرجه ولفظت نفسا أخيرا وهى جالسة فأغمضت ذهبية عينيها وكفنتها لترث أموالا وعقارات كثيرة هى وابنتها لتواصل فتح باب بيت دوسه على مصراعيه حفاظا على ذكرى المعلمة دوسه .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام
بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتلفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

11 من شارع ابوشلبى اول فيصل بولاق الدكرور ===== مشقطيطه تلملم سعادات الخباز أعواد الملوخيه الملقاة على أرض السوق بعد خلوه من زحام كل سبت وتشترى بالمليم ليمون وملح وفلفل حامى من اجمالى أجرها الخمسة مليمات مقابل عملها طوال اليوم من آذان الفجر وحتى غروب الشمس تحمل أقفاص الخضار والفاكهة على رأسها من سيارات النقل الى المحلات الجملة . تعود سعادات وقد ازداد شحوب وجهها وجفت دماء أوردتها فترتمى فى أحضان الحصيرة القديمة الغارقة فى بحر الرطوبة الى جوار جدار الغرفة .. تفرغ الخمسة بنات قفص الملوخية والليمون والخبز والفلفل .. تسحب رئيفه حزم اعواد الملوخيه وتأخذ فى تقطيف الاوراق ولاتلقى بالاعواد .. تضعهم فوق طبق الخوص لتجففهم وتدخرهم للأكل طوال العام ، وتبقى على حزمة واحدة صغيرة لتخرطها بالمخرطة فوق الطبلية الخشبية المتهالكة لتجهّز العشاء . تأخذ رايقه مليما من امها سعادات وتخرج مسرعة لشراء حتة الافيون لثابت فتح الله ابيها حتى يفيق من نومه العميق ويبدأ عمله الليلى فى مقهى الحاج لملم بعدما أضاع كل ماورثه عن ابيه من تجارة رابحة ومحل خضار كبير يتوسط السوق بسبب أدمانه للافيون وورق اليانصيب الذى يشتريه كل ليلة وكله أمل فى أن يكسب البريمو التى ستعيد كل ماضاع . تحضر سيدة سكينا وتقطع الليمون الى النصف وتجهز توابل المشقطيطه .. تزيد بديعه من اشعال وابور الجاز لتسخين الماء بالملح الذى يريح قدمى سعادات من شقاء يوم طويل .. تعود رايقه من الشوارع المظلمة وقد أمسكت بكل قوتها حتة الافيون وتوقظ ابيها بعد أن تضع حتة الافيون فى فمه فيستحلبها ويستيقظ ليخبر سعادات بما اتفق عليه من تشغيل رئيفه بنت الخمسة عشرة عاما ورايقه التى تصغرها بعام فى بيت المعلم لملم ، وسيوالى تشغيل الثلاثة الاصغر حتى يفتح السعد لهم بابه ويستردوا محلهم الذى رهنه مقابل ثلاثة جنيهات ضاعوا فى المزاج والورق .. لاتعقب سعادات على ماقاله ثابت فى يقظته المؤقتة ، وتضع قدميها فى الماء والملح . تخلط رئيفه الملوخيه بالماء والملح والفلفل الحامى وتوزع الستة أرغفة لتبدأ رحلة عشاءهم الليلية مع المشقطيطه ويناموا فى انتظار المجهول الذى يعده ثابت لهم بعد كل يقظة مساء كل يوم . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتلفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

11 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
=====

مشقطيطه
تلملم سعادات الخباز أعواد الملوخيه الملقاة على أرض السوق بعد خلوه من زحام كل سبت وتشترى بالمليم ليمون وملح وفلفل حامى من اجمالى أجرها الخمسة مليمات مقابل عملها طوال اليوم من آذان الفجر وحتى غروب الشمس تحمل أقفاص الخضار والفاكهة على رأسها من سيارات النقل الى المحلات الجملة .
تعود سعادات وقد ازداد شحوب وجهها وجفت دماء أوردتها فترتمى فى أحضان الحصيرة القديمة الغارقة فى بحر الرطوبة الى جوار جدار الغرفة .. تفرغ الخمسة بنات قفص الملوخية والليمون والخبز والفلفل .. تسحب رئيفه حزم اعواد الملوخيه وتأخذ فى تقطيف الاوراق ولاتلقى بالاعواد .. تضعهم فوق طبق الخوص لتجففهم وتدخرهم للأكل طوال العام ، وتبقى على حزمة واحدة صغيرة لتخرطها بالمخرطة فوق الطبلية الخشبية المتهالكة لتجهّز العشاء .
تأخذ رايقه مليما من امها سعادات وتخرج مسرعة لشراء حتة الافيون لثابت فتح الله ابيها حتى يفيق من نومه العميق ويبدأ عمله الليلى فى مقهى الحاج لملم بعدما أضاع كل ماورثه عن ابيه من تجارة رابحة ومحل خضار كبير يتوسط السوق بسبب أدمانه للافيون وورق اليانصيب الذى يشتريه كل ليلة وكله أمل فى أن يكسب البريمو التى ستعيد كل ماضاع .
تحضر سيدة سكينا وتقطع الليمون الى النصف وتجهز توابل المشقطيطه .. تزيد بديعه من اشعال وابور الجاز لتسخين الماء بالملح الذى يريح قدمى سعادات من شقاء يوم طويل .. تعود رايقه من الشوارع المظلمة وقد أمسكت بكل قوتها حتة الافيون وتوقظ ابيها بعد أن تضع حتة الافيون فى فمه فيستحلبها ويستيقظ ليخبر سعادات بما اتفق عليه من تشغيل رئيفه بنت الخمسة عشرة عاما ورايقه التى تصغرها بعام فى بيت المعلم لملم ، وسيوالى تشغيل الثلاثة الاصغر حتى يفتح السعد لهم بابه ويستردوا محلهم الذى رهنه مقابل ثلاثة جنيهات ضاعوا فى المزاج والورق .. لاتعقب سعادات على ماقاله ثابت فى يقظته المؤقتة ، وتضع قدميها فى الماء والملح .
تخلط رئيفه الملوخيه بالماء والملح والفلفل الحامى وتوزع الستة أرغفة لتبدأ رحلة عشاءهم الليلية مع المشقطيطه ويناموا فى انتظار المجهول الذى يعده ثابت لهم بعد كل يقظة مساء كل يوم .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام
بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتلفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

10 من شارع ابوشلبى اول فيصل بولاق الدكرور ===== الشدّه ينظر زيدان سبيرتو الى الشدّة التى تمسك بالبيت الذى أوشك على الانهيار بعد الهزّة الارضية الشديدة التى اجتاحت البلاد فرقصت على أنغامها المنازل نصف العمر وسقطت القديمة لتكون قبورا لساكنيها . يعد زيدان العروق الخشبية الطويلة التى تتكون منها الشدّة وتروق له فسيصبح بعد أيام قليلة مقاولا كبيرا .. يدخل رجل الدورية الشارع فيراه زيدان الذى يقف وحيدا فى شارع عبده موسى ليتشاغل عنه بشرب كمية من زجاجة الكحول التى فى يديه ثم يسرع الى تخبئتها فى جيبه قبل أن يقترب . تفوح رائحة الكحول من فم زيدان لتلامس وجه الرجل فيسأله عن سبب وقوفه فى هذا المكان بعد انتصاف الليل فيتلعثم زيدان من شدة أثر الكحول ويجيب : أشم بعضا من الهواء . - فى هذا البرد القارس ؟ - كان قلبى مقبوض . - طب ادخل من البرد . انصاع زيدان لأمر رجل الدورية حتى لايعرض نفسه لتحرير محضر سكر والقبض عليه للاشتباه فسارع بالدخول الى المنزل ، وواصل الرجل تفقده لمحلات الشارع ليطمئن على اغلاقها باحكام ثم يغادر الى الشوارع المجاورة . يوارب زيدان الباب ويقف خلفه ليطمئن على خلو الشارع من الثفب ويخرج لتقلب عيناه الأعمدة المتقاطعة والتى تمنع المنزل من السقوط ، وتمتزج فى العينين الصغيرتين لتصبح عدّة كبيرة له كمقاول ينشد رضاه كل العمال .. سيتجاوز زيدان صفوف الأنفار بمجرد حصوله على الأعمدة الخشبيه المائة والخمسين وسينتقل الى مصاف الأثرياء . أصدر زيدان صفيرا متقطعا لينزل الشباب من أماكن اختبائهم والذين جاءوا بناءا على طلبه من القرية القريبة لفك الأخشاب من واجهة المنزل ، وبدأ العمل لينتهى قبل خروج السكان من المنازل لصلاة الفجر . حمّل زيدان الخشب المسروق على ظهر السيارة التى انطلقت مسرعة الى القرية .. بدأ خروج المصلين ليصحبهم سقوط واجهة المنزل الذى فقد شدّته .. تعانقت الأدوار الستة بما فيها من سكان ليصبح زيدان سبيرتو واحدا من المقاولين بعد سرقته للشدّه . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى باتحاد الاذاعة والتليفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

10 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
=====


الشدّه
ينظر زيدان سبيرتو الى الشدّة التى تمسك بالبيت الذى أوشك على الانهيار بعد الهزّة الارضية الشديدة التى اجتاحت البلاد فرقصت على أنغامها المنازل نصف العمر وسقطت القديمة لتكون قبورا لساكنيها .
يعد زيدان العروق الخشبية الطويلة التى تتكون منها الشدّة وتروق له فسيصبح بعد أيام قليلة مقاولا كبيرا .. يدخل رجل الدورية الشارع فيراه زيدان الذى يقف وحيدا فى شارع عبده موسى ليتشاغل عنه بشرب كمية من زجاجة الكحول التى فى يديه ثم يسرع الى تخبئتها فى جيبه قبل أن يقترب .
تفوح رائحة الكحول من فم زيدان لتلامس وجه الرجل فيسأله عن سبب وقوفه فى هذا المكان بعد انتصاف الليل فيتلعثم زيدان من شدة أثر الكحول ويجيب : أشم بعضا من الهواء .
- فى هذا البرد القارس ؟
- كان قلبى مقبوض .
- طب ادخل من البرد .
انصاع زيدان لأمر رجل الدورية حتى لايعرض نفسه لتحرير محضر سكر والقبض عليه للاشتباه فسارع بالدخول الى المنزل ، وواصل الرجل تفقده لمحلات الشارع ليطمئن على اغلاقها باحكام ثم يغادر الى الشوارع المجاورة .
يوارب زيدان الباب ويقف خلفه ليطمئن على خلو الشارع من الثفب ويخرج لتقلب عيناه  الأعمدة المتقاطعة والتى تمنع المنزل من السقوط ، وتمتزج فى العينين الصغيرتين لتصبح عدّة كبيرة له كمقاول ينشد رضاه كل العمال .. سيتجاوز زيدان صفوف الأنفار بمجرد حصوله على الأعمدة الخشبيه المائة والخمسين وسينتقل الى مصاف الأثرياء .
أصدر زيدان صفيرا متقطعا لينزل الشباب من أماكن اختبائهم والذين جاءوا بناءا على طلبه من القرية القريبة لفك الأخشاب من واجهة المنزل ، وبدأ العمل لينتهى قبل خروج السكان من المنازل لصلاة الفجر .
حمّل زيدان الخشب المسروق على ظهر السيارة التى انطلقت مسرعة الى القرية .. بدأ خروج المصلين ليصحبهم سقوط واجهة المنزل الذى فقد شدّته .. تعانقت الأدوار الستة بما فيها من سكان ليصبح زيدان سبيرتو واحدا من المقاولين بعد سرقته للشدّه .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

9 من شارع ابوشلبى اول فيصل بولاق الدكرور ===== ورش عبده موسى ووش .. ووش ..ووش .. يتواصل الصوت ليل نهار فى شارع عبده موسى حتى اعتاده الناس وأصبح علامة مميزة لايستطيع أحد أن يستغنى عنه ، واذا ماتوقف يجن جنون البشر زن .. زن ..زن .. صوت منشار رقيق يعزف كل أغانى الفلكلور التى ورثتها الأنسانية منذ زمن بعيد يرقص على ايقاعاته كل أفراد فرق الرقص التى تبحث عن جديد بيك .. بيك .. بيكيا .. ينادى مشترى القديم من أهل الشارع ليصلحه وليبيعه فى الأسواق الأسبوعية الكبيرة كسوق الجمعة والثلاثاء والخميس والأحد التى يرتادها كل أهالى القرى والمدائن القريبة والبعيدة لرخص ثمنها أنام مفتوح العينين فتحرك سيور موتورات الورش صورا كثيرة لاأستطيع أن أجد بينها صلة ولاأحدد ملامح واحدة .. أتناول نفسا عميقا من عوادم سيارات الشارع محاولا تصيد لوحة أفك رموزها فيسعفنى زن المنشار الذى يشيع فى داخلى بهجة الايقاعات السعيدة ليرسم بشظايا الحديد النارية بعضا من جوانب الصورة .. أطمئن بائع البيكيا الذى يلح وسأبيع له بعد قليل اللوحة التى ستفرغ من رسمها النيران المتطايره ووش .. ووش .. ووش .. زن .. زن ..زن .. بيك .. بيك .. بيكيا .. يكاد جفنى أن يرسل أشارات نومه العزيز فأبعدها ، وتظل عيناىّ مفتوحة عن آخرها تنظر الى منتصف اللوحة التى تبدو قاتمة لتراكم الأصوات الحادة والغليظة التى لن تعجب بائع البيكيا الذى يفضل الألوان الزاهية المبتهجة حتى تجد طريقها الى أيدى زبائنه فى الأحياء التى يرتادها ليبيع بضاعته أوينتظر ليعرضها فى الأسواق الأسبوعية الكبيرة يتداخل الأسود سيد الألوان مع الأحمر والأخضر والأصفرفيفرض سطوته لتضاءل كل الألوان التى يمتصها .. يعلو صوت الووش والزن والبيك فلاتقوى عيناى على الرؤية .. تقرر الجفون الأنسدال فتسقط ولاأبيع اللوحة ليواصل بائع البيكيا نداءه أسفل حجرتى فلاتسمعه أذناى التى ذهبت لتستريح على أنغام ورش عبده موسى قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى باتحاد الاذاعة والتليفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

9 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
=====


ورش عبده موسى
ووش .. ووش ..ووش .. يتواصل الصوت ليل نهار فى شارع عبده موسى حتى اعتاده الناس وأصبح علامة مميزة لايستطيع أحد أن يستغنى عنه ، واذا ماتوقف يجن جنون البشر
زن .. زن ..زن .. صوت منشار رقيق يعزف كل أغانى الفلكلور التى ورثتها الأنسانية منذ زمن بعيد يرقص على ايقاعاته كل أفراد فرق الرقص التى تبحث عن جديد
بيك .. بيك .. بيكيا .. ينادى مشترى القديم من أهل الشارع ليصلحه وليبيعه فى الأسواق الأسبوعية الكبيرة كسوق الجمعة والثلاثاء والخميس والأحد التى يرتادها كل أهالى القرى والمدائن القريبة والبعيدة لرخص ثمنها
أنام مفتوح العينين فتحرك سيور موتورات الورش صورا كثيرة لاأستطيع أن أجد بينها صلة ولاأحدد ملامح واحدة .. أتناول نفسا عميقا من عوادم سيارات الشارع محاولا تصيد لوحة أفك رموزها فيسعفنى زن المنشار الذى يشيع فى داخلى بهجة الايقاعات السعيدة ليرسم بشظايا الحديد النارية بعضا من جوانب الصورة .. أطمئن بائع البيكيا الذى يلح وسأبيع له بعد قليل اللوحة التى ستفرغ من رسمها النيران المتطايره
ووش .. ووش .. ووش .. زن .. زن ..زن .. بيك .. بيك .. بيكيا .. يكاد جفنى أن يرسل أشارات نومه العزيز فأبعدها ، وتظل عيناىّ مفتوحة عن آخرها تنظر الى منتصف اللوحة التى تبدو قاتمة لتراكم الأصوات الحادة والغليظة التى لن تعجب بائع البيكيا الذى يفضل الألوان الزاهية المبتهجة حتى تجد طريقها الى أيدى زبائنه فى الأحياء التى يرتادها ليبيع بضاعته أوينتظر ليعرضها فى الأسواق الأسبوعية الكبيرة
يتداخل الأسود سيد الألوان مع الأحمر والأخضر والأصفرفيفرض سطوته لتضاءل كل الألوان التى يمتصها .. يعلو صوت الووش والزن والبيك فلاتقوى عيناى على الرؤية .. تقرر الجفون الأنسدال فتسقط ولاأبيع اللوحة ليواصل بائع البيكيا نداءه أسفل حجرتى فلاتسمعه أذناى التى ذهبت لتستريح على أنغام ورش عبده موسى
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

8 من شارع ابوشلبى اول فيصل بولاق الدكرور ===== مقالب صغيره اختفت المقالب المتوسطة الحجم المنتشرة على نواصى شوارع المدن الكبيرة .. خرج السكان ببقاياهم يحملونها على الأكتاف وأخذوا يتتبعون المقالب التى انقطعت آثارها فلم يتمكن واحد من العثور على دليل صغير ملقى على أرضية الشوارع يؤدى الى الهدف تاهت الدروب الضيقة التى تصل الى المقالب القديمة على أطراف المدينة بعد أن خلت من تلال بقاياها بطول الحزام الأمنى المحيط بالمدن الواسعة عقب الاتفاق الذى أبرم بين أصحاب مصانع تدوير البقايا وبين مجالس بلديات المدن ، وتم تسليم كل منزل فى شوارع المدن سلالا بعدد الشقق التى يمتلكها ، وفجأة اختفت السلال من أمام كل الشقق أقلع عمال المصانع عن المجىء لحمل السلال الصغيرة المختفية فخرج السكان يحملون بقاياهم الى نواصى الشوارع فلم يجدوا حتى مقالب الشوارع متوسطة الأحجام .. أغلقت مصانع التدوير أبوابها وسرّحت عمالها بعد خسارتها الفادحة ، وانتقل ملاكها الى الريف فى منتجعاتهم الخضراء الفسيحة ليستعيدوا قدرتهم على عمل آخر أكثر ربحا وقف المئات من أصحاب مقالب أطراف المدن وسط عشرات الآلاف من عمالهم ورسموا على وجوههم ابتسامات صفراء باهتة ثم ضحكوا كثيرا على مشهد السكان وهم يحملون بقاياهم غير قادرين على القائها مكان المقالب متوسطة الأحجام المختفية والاسيتعرضون لتحرير مخالفات جيوش الأمن التى تسد منافذ الشوارع حتى لاتسول نفس أى ساكن على أن يفعل مثل هذا الفعل السىء حمل السكان بقاياهم واستقلوا الناقلات الى أماكن أعمالهم فلم يسمح لهم بالدخول ، فغادروا يبحثون عن المقالب الصغيرة المختفية ومازال أصحاب المقالب وعمالهم يضحكون على منظر السكان الذين تعالوا عليهم كثيرا حين رفضوا منحهم البقايا بمقابل ضئيل بدلا من عمال مصانع التدوير الذين قدموا الخدمة بمقابل أقل وقف السكان أمام شبكة قنواة المياه المحلاه واخترقوا الصفوف الأمنية بعد تعفن بقاياهم التى ملأت الفضاء وألقوها فى قلب القنوات لتسد مصارف المياه المتدفقة الى المنازل .. قبّل مسؤلوا المجالس البلدية أيدى أصحاب المقالب الكبيرة وأيدى عمالهم حتى يزيحوا أكوام البقايا من طريق المياه الذى سيؤدى انقطاعها الى هلاك الأحياء جاء العمال بالمقالب الصغيرة وأخذوا فى ملئها وأزالوا البقايا من طريق المياه المتدفقة حتى تتواصل الحياه ووعدوا المسؤلين بترك المقالب الصغيرة خالية ليملأها السكان ويفرغونها هم فى مقالبهم على أطراف المدن بعد ذلك قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى باتحاد الاذاعة والتليفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

8 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
=====

مقالب صغيره
اختفت المقالب المتوسطة الحجم المنتشرة على نواصى شوارع المدن الكبيرة .. خرج السكان ببقاياهم يحملونها على الأكتاف وأخذوا يتتبعون المقالب التى انقطعت آثارها فلم يتمكن واحد من العثور على دليل صغير ملقى على أرضية الشوارع يؤدى الى الهدف
تاهت الدروب الضيقة التى تصل الى المقالب القديمة على أطراف المدينة بعد أن خلت من تلال بقاياها بطول الحزام الأمنى المحيط بالمدن الواسعة عقب الاتفاق الذى أبرم بين أصحاب مصانع تدوير البقايا وبين مجالس بلديات المدن  ، وتم تسليم كل منزل فى شوارع المدن سلالا بعدد الشقق التى يمتلكها ، وفجأة اختفت السلال من أمام كل الشقق
أقلع عمال المصانع عن المجىء لحمل السلال الصغيرة المختفية فخرج السكان يحملون بقاياهم الى نواصى الشوارع فلم يجدوا حتى مقالب الشوارع متوسطة الأحجام .. أغلقت مصانع التدوير أبوابها وسرّحت عمالها بعد خسارتها الفادحة ، وانتقل ملاكها الى الريف فى منتجعاتهم الخضراء الفسيحة ليستعيدوا قدرتهم على عمل آخر أكثر ربحا
وقف المئات من أصحاب مقالب أطراف المدن وسط عشرات الآلاف من عمالهم ورسموا على وجوههم ابتسامات صفراء باهتة ثم ضحكوا كثيرا على مشهد السكان وهم يحملون بقاياهم غير قادرين على القائها مكان المقالب متوسطة الأحجام المختفية والاسيتعرضون لتحرير مخالفات جيوش الأمن التى تسد منافذ الشوارع حتى لاتسول نفس أى ساكن على أن يفعل مثل هذا الفعل السىء
حمل السكان بقاياهم واستقلوا الناقلات الى أماكن أعمالهم فلم يسمح لهم بالدخول ، فغادروا يبحثون عن المقالب الصغيرة المختفية ومازال أصحاب المقالب وعمالهم يضحكون على منظر السكان الذين تعالوا عليهم كثيرا حين رفضوا منحهم البقايا بمقابل ضئيل بدلا من عمال مصانع التدوير الذين قدموا الخدمة بمقابل أقل
وقف السكان أمام شبكة قنواة المياه المحلاه واخترقوا الصفوف الأمنية بعد تعفن بقاياهم التى ملأت الفضاء وألقوها فى قلب القنوات لتسد مصارف المياه المتدفقة الى المنازل .. قبّل مسؤلوا المجالس البلدية أيدى أصحاب المقالب الكبيرة وأيدى عمالهم حتى يزيحوا أكوام البقايا من طريق المياه الذى سيؤدى انقطاعها الى هلاك الأحياء
جاء العمال بالمقالب الصغيرة وأخذوا فى ملئها وأزالوا البقايا من طريق المياه المتدفقة حتى تتواصل الحياه ووعدوا المسؤلين بترك المقالب الصغيرة خالية ليملأها السكان ويفرغونها هم فى مقالبهم على أطراف المدن بعد ذلك
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

7 من شارع ابوشلبى اول فيصل بولاق الدكرور ==== عرق الغريق يتصبب عرق صيام عبده درويش فى النصف الأخير من شهر طوبه فى قلب مياه النهر العتيق ، وهو يغطس ويطفو ويغرغر الماء من الفم والأنف . تلف الأنوار المنكسرة داخل العينين الرأس فتفقد بعدها البؤرى لتكون غير محددة المعالم ، ولايستقر فى ذهنه سوى احتياجات عطيات الشماس الزوجة وعزيزه سلاّم الحماة وعدوى وزغلول وعيد وعفيفى وشحات ورضا آخر العنقود أولاده . تقول عزيزه سلاّم الحماة : طوبه تخلى الصبيه كركوبه ، ولابد من وجود ملابس ثقيلة للستة أولاد والزوجة .. تتموج صورة الحماة لتحل محلها صورة الزوجة ، ومازال صيام عيد درويش يغطس ويطفو ويغرغر الماء رافعا يديه الى الأعلى مستسلما بعد أن جاوز الليل المنتصف . تقول الزوجة عطيات الشماس : ان صادق عبد الجواد زوج جارتهم محاسن الريفى قد مات كافرا لأنه ألقى بنفسه فى قلب النهر بعدما عجز عن سداد ديونه . تتداخل أصوات الستة صغار يطلبون من صيام عبده درويش مصاريفهم اليومية للمواصلات وشراء الكتب الخارجية والكشاكيل والدروس الخصوصية والأكل والشراب .. يعلو صوت عطيات مطالبة بأيجار الشقة وفاتورة الكهرباء والماء والزبالة والغاز ليزيد عرق صيام المتدفق فى قلب ماء النهر فى السنة التى جاء فيها طوبة شديد المراس تاركا جليده فوق وجه النهر ليخترقه جسد صيام عبده كلما طفا وغطس وغرغر الماء . احتال صيام على كبار التجار بشرائه لصفقة أجهزة كهربائية محدوده بالتقسيط على مفردات راتبه الضئيل بضمان أثنين من زملائه ، وباع هذه الأجهزة فور تسلمها ليسد بعضا من ديونه ، وحين عجز عن سداد القسط عاود الكرّة ليشترى بالتقسيط ويبيع بأقل من سعر الجملة ، ويسدد بعضا آخر من ديونه ويترك قسطا يسيرا للزوجة والحماة والستة أولاد فيعجز ثانية وثالثة ورابعة وخامسة فيطارد من قبل الشرطة والتجار بتهم النصب وتسوقه قدماه الى النهر الكبير ، وحين يتوسط المسافة بين بداية الكوبرى الطويل ونهايته يصعد الى أعلى السور ويطير فى الفضاء ليسقط معانقا قاع النهر ثم يطفو ويغطس ويغرغر الماء من الفم والأنف . يزيد عرق الغريق حتى يؤدى الى فيضان النهر الذى أغرق الوادى ، ولم يترك أثرا للأرض الجافة فصافح الصحراء لتتوه مياهه فى أوردة الأصفر الذى يصرخ من شدة العطش ، ويظل يروى ظمأه حتى يصير أخضر بلون الطحالب التى يحملها ماء النهر .. تقف حجارة الجبل العالى فى وجه النهر فلايستطيع التجاوز ليصمت الغريق وتتوقف قنوات عرقه عن التدفق . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى باتحاد الاذاعة والتليفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

7 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
====

عرق الغريق
يتصبب عرق صيام عبده درويش فى النصف الأخير من شهر طوبه فى قلب مياه النهر العتيق ، وهو يغطس ويطفو ويغرغر الماء من الفم والأنف .
تلف الأنوار المنكسرة داخل العينين الرأس فتفقد بعدها البؤرى لتكون غير محددة المعالم ، ولايستقر فى ذهنه سوى احتياجات عطيات الشماس الزوجة وعزيزه سلاّم الحماة وعدوى وزغلول وعيد وعفيفى وشحات ورضا آخر العنقود أولاده .
تقول عزيزه سلاّم الحماة : طوبه تخلى الصبيه كركوبه ، ولابد من وجود ملابس ثقيلة للستة أولاد والزوجة .. تتموج صورة الحماة لتحل محلها صورة الزوجة ، ومازال صيام عيد درويش يغطس ويطفو ويغرغر الماء رافعا يديه الى الأعلى مستسلما بعد أن جاوز الليل المنتصف .
تقول الزوجة عطيات الشماس : ان صادق عبد الجواد زوج جارتهم محاسن الريفى قد مات كافرا لأنه ألقى بنفسه فى قلب النهر بعدما عجز عن سداد ديونه .
تتداخل أصوات الستة صغار يطلبون من صيام عبده درويش مصاريفهم اليومية للمواصلات وشراء الكتب الخارجية والكشاكيل والدروس الخصوصية والأكل والشراب .. يعلو صوت عطيات مطالبة بأيجار الشقة وفاتورة الكهرباء والماء والزبالة والغاز ليزيد عرق صيام المتدفق فى قلب ماء النهر فى السنة التى جاء فيها طوبة شديد المراس تاركا جليده فوق وجه النهر ليخترقه جسد صيام عبده كلما طفا وغطس وغرغر الماء .
احتال صيام على كبار التجار بشرائه لصفقة أجهزة كهربائية محدوده بالتقسيط على مفردات راتبه الضئيل بضمان أثنين من زملائه ، وباع هذه الأجهزة فور تسلمها ليسد بعضا من ديونه ، وحين عجز عن سداد القسط عاود الكرّة ليشترى بالتقسيط ويبيع بأقل من سعر الجملة ، ويسدد بعضا آخر من ديونه ويترك قسطا يسيرا للزوجة والحماة والستة أولاد فيعجز ثانية وثالثة ورابعة وخامسة فيطارد من قبل الشرطة والتجار بتهم النصب وتسوقه قدماه الى النهر الكبير ، وحين يتوسط المسافة بين بداية الكوبرى الطويل ونهايته يصعد الى أعلى السور ويطير فى الفضاء ليسقط معانقا قاع النهر ثم يطفو ويغطس ويغرغر الماء من الفم والأنف .
يزيد عرق الغريق حتى يؤدى الى فيضان النهر الذى أغرق الوادى ، ولم يترك أثرا للأرض الجافة فصافح الصحراء لتتوه مياهه فى أوردة الأصفر الذى يصرخ من شدة العطش ، ويظل يروى ظمأه حتى يصير أخضر بلون الطحالب التى يحملها ماء النهر .. تقف حجارة الجبل العالى فى وجه النهر فلايستطيع التجاوز ليصمت الغريق وتتوقف قنوات عرقه عن التدفق .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

6 من شارع ابوشلبى اول فيصل بولاق الدكرور ===== رؤوس الثوم يعلو جبل قشر الثوم يوما بعد يوم ولايغرى جامعى القمامه بالاستفادة منه لنقله الى مقالبهم الكبيرة فيتركونه ليزيد ويزيد ويصبح القشر نكدا على أهل الحى كما تقول الجدات فلاتكاد المشاجرات أن تتوقف بين الأزواج والزوجات والابناء والجيران حتى تبدأ . يزن البائعون الثوم بالسيقان الجافة فتسرع السيدات الى الخلاص من العروش حتى لاتنتفخ الحقائب ويلقين بها الى جانب عربات البائعين اليد ليلملمها الصبيان ويحملونها الى المقلب فى نهاية السوق . يزحف جبل قش الثوم على السوق فيتراجع التجار بعرباتهم الى الخلف للتقليل من حدة النكد الذى قد يأتى مع الرياح المحملة بقشر الثوم ويواصلون بيعهم متوخين الحذر فى التعامل مع الزبائن حتى لاتتحقق نبوءة العجائز . يعود رمضان عطا مع زميله صيام هريدى كل يوم من المدرسة فى منتصف النهار ويمران فى طريقهما الى المنزل بجبل قشر الثوم ، ويأخذان فى اللهو فيمسك رمضان بربطة قشر الثوم ويضرب رأس صديقه لتنفلت الربطة وتتناثر على الوجه الصغير فتشكل رؤوسا جوفاء كرؤوس الغول أبوعيون حمراء التى حكت له عنها أمه تفيده الغراوى .. يرد ولد هريدى على زميله رمضان ، وحين لايجدان مايبحثان عنه يتوغلان فى قلب الجبل . يظل الصغيران يتقافزان ويلهوان الى أن ينال التعب منهما فيستريحان ثم يتحرى كل منهما الدقة فى البحث حتى يعانق رؤوس الثوم الصغيرة التى مازالت عالقة فى أكوام القش ليفرح الصغيران . يسرع كل صغير الى فصل الرؤوس الصغيرة ويضعها فى الحقيبة ويتسابقان حتى تسحب الشمس أشعنها المتكاسلة وراءها مخلفة الظلام فيكتفى الصغيران بحصيلة صيد اليوم ويتجهان الى عربة نحله الدومى بائع الكبده المستوردة ليبيعان له رؤوس الثوم الصغيرة فيعطى كلا منهما عشرة فضه وسندوتشا من الكبده يأكلانه ويعودان الى المنزل وفى حقيبة كل منهما خمسة رؤوس من الثوم الصغير واحدة للأب والأخرى للأم لزوم علاج الدوسنتاريا الحادة والسعال اللذين يعانيان منهما دائما ، ويأخذ هريدى السمسار العشرة فضه من ابنه ويتوجه الى المقهى كى يلحق بميعاد زبون بعد العشاء حتى يريه الغرفة التى يحلم بالسكن فيها ، وتجهز فتحيه زوجته الطشة بالثوم للفتة الكذّابه التى تسد بطون أولادها السبعه وتنظف ملابس صيام من قشر الثوم . يرسل عطيه البواب ابنه رمضان الى منعم البقال ليشترى له باكو التبغ القص المعسل ،ويرصه على أحجار الجوزه مكوما عليه الفحم المشتعل فيثير عاصفة من الدخان أمام الغرفة الصغيرة التى أعطاها له عليوه الرخ صاحب العماره بدون ايجار مقابل عمله كخفير وبواب .. تغرف تفيده طبق الملوخيه للرجل وابنائه الخمس ، وتذكر الست وهيبه حنين بالخير فهى الساكنة فى الدور الثانى التى أعطتها ورك الأرنب صباح اليوم لتطهو عليه حلة الملوخيه ، وتعنف صغيرها رمضان الذى يصر دائما على استحمامه بالقشر الذى يجلب النكد فى رحلته اليوميه بحثا عن رؤوس الثوم . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى باتحاد الاذاعة والتليفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

6 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
=====

رؤوس الثوم
يعلو جبل قشر الثوم يوما بعد يوم ولايغرى جامعى القمامه بالاستفادة منه لنقله الى مقالبهم الكبيرة فيتركونه ليزيد ويزيد ويصبح القشر نكدا على أهل الحى كما تقول الجدات فلاتكاد المشاجرات أن تتوقف بين الأزواج والزوجات والابناء والجيران حتى تبدأ .
يزن البائعون الثوم بالسيقان الجافة فتسرع السيدات الى الخلاص من العروش حتى لاتنتفخ الحقائب ويلقين بها الى جانب عربات البائعين اليد ليلملمها الصبيان ويحملونها الى المقلب فى نهاية السوق .
يزحف جبل قش الثوم على السوق فيتراجع التجار بعرباتهم الى الخلف للتقليل من حدة النكد الذى قد يأتى مع الرياح المحملة بقشر الثوم ويواصلون بيعهم متوخين الحذر فى التعامل مع الزبائن حتى لاتتحقق نبوءة العجائز .
يعود رمضان عطا مع زميله صيام هريدى كل يوم من المدرسة فى منتصف النهار ويمران فى طريقهما الى المنزل بجبل قشر الثوم ، ويأخذان فى اللهو فيمسك رمضان بربطة قشر الثوم ويضرب رأس صديقه لتنفلت الربطة وتتناثر على الوجه الصغير فتشكل رؤوسا جوفاء كرؤوس الغول أبوعيون حمراء التى حكت له عنها أمه تفيده الغراوى .. يرد ولد هريدى على زميله رمضان ، وحين لايجدان مايبحثان عنه يتوغلان فى قلب الجبل .
يظل الصغيران يتقافزان ويلهوان الى أن ينال التعب منهما فيستريحان ثم يتحرى كل منهما الدقة فى البحث حتى يعانق رؤوس الثوم الصغيرة التى مازالت عالقة فى أكوام القش ليفرح الصغيران .
يسرع كل صغير الى فصل الرؤوس الصغيرة ويضعها فى الحقيبة ويتسابقان حتى تسحب الشمس أشعنها المتكاسلة وراءها مخلفة الظلام فيكتفى الصغيران بحصيلة صيد اليوم  ويتجهان الى عربة نحله الدومى بائع الكبده المستوردة ليبيعان  له رؤوس الثوم الصغيرة فيعطى كلا منهما عشرة فضه وسندوتشا من الكبده يأكلانه ويعودان الى المنزل وفى حقيبة كل منهما خمسة رؤوس من الثوم الصغير واحدة للأب والأخرى للأم لزوم علاج الدوسنتاريا الحادة والسعال اللذين يعانيان منهما دائما ، ويأخذ هريدى السمسار العشرة فضه من ابنه ويتوجه الى المقهى كى يلحق بميعاد زبون بعد العشاء حتى يريه الغرفة التى يحلم بالسكن فيها ، وتجهز فتحيه زوجته الطشة بالثوم للفتة الكذّابه التى تسد بطون أولادها السبعه وتنظف ملابس صيام من قشر الثوم .
يرسل عطيه البواب ابنه رمضان الى منعم البقال ليشترى له باكو التبغ القص المعسل ،ويرصه على أحجار الجوزه مكوما عليه الفحم المشتعل فيثير عاصفة من الدخان أمام الغرفة الصغيرة التى أعطاها له عليوه الرخ صاحب العماره بدون ايجار مقابل عمله كخفير وبواب .. تغرف تفيده طبق الملوخيه للرجل وابنائه الخمس ، وتذكر الست وهيبه حنين بالخير فهى الساكنة فى الدور الثانى التى أعطتها ورك الأرنب صباح اليوم لتطهو عليه حلة الملوخيه ، وتعنف صغيرها رمضان الذى يصر دائما على استحمامه بالقشر الذى يجلب النكد فى رحلته اليوميه بحثا عن رؤوس الثوم .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

5 من شارع ابوشلبى اول فيصل بولاق الدكرور ===== جراج عبده موسى تقف السيارات على جانبى طريق شارع عبده موسى فلايجد المارة مكانا للدخول الى المنازل .. يصعد الصغار فوق أسقف السيارات ويتقافزون حتى يصل كل منهم الى باب منزله فيهبط بمظلة يديه النحيلتين مستقرا على الأرض تدير السيارة الأولى محركها فتطلق سحائب دخانها الأسود الذى يبتلع كل الصغار الذين يركبون فوق ممتص الصدمات فى الخلف ، ويعلو صوت طلقات نيران ماسورة العادم لتصم آذانهم .. يحلم الصغار بالرحلة القصيرة عبر شوارع المدينة القريبة مع تليين موتور السيارة فيروا العوالم الغريبة التى حكى لهم عنها آباؤهم فى رحلاتهم اليومية اليها فيخيب ظنهم مع توقف المحرك عن الدوران .. يسقط الصغار مصطدمين بوجه السيارة التالية .. يعود الصغار الى قلوب المنازل فى انتظار سريان ماء الحياة فى السيارة الثانيه يقف الآباء على مداخل الشارع وينادون فيتناول الصغار الطعام والشراب ، ويتقافزون على أسقف السيارات التى تسد بجسدها عرض الشارع الثلاثة مترات وعشرين سنتيمترا حتى يدخل كل صغير الى الغرفة التى يحيا فيها مع أسرته الكبيرة فتسكت الأم جوع الصغار ويغادر الكبار عائدين الى أعمالهم .. تتوقف المزيد من السيارات الخرده على مقاطع الشوارع المؤدية الى جراج عبده موسى ليتم الاستعانة بها كقطع للغيار ويبدأ التقطيع يصب فراج عبد الحافظ عشرين لترا من البنزين فى بطن السيارة الثانية ، ويدير المفتاح فتقفز السيارة غاضبة وتهشم خلف السيارة التى أمامها بعد أن يدمى وجهها ويمتلىء وجه فراج باللون الأحمر ليوقفها فى مكانها فى العشر الأول من الشارع .. يعاود الحلم الصغار .. ينطلقون من الغرف الى سطح السيارة فيوسعهم فراج ضربا ليزيد ضحكهم وقد رسموا على أسطح كل السيارات لوحة ساخرة من وجه فراج المهرج الملطخ بالأحمر فيسب الرجل آباءهم الذين لايستطيعون الدخول الى المنازل كى يبعدوهم عن سيارات أولاد الناس الأمانة لديه كما يسب أمهاتهم اللاتى لاتسأل عنهم طوال النهار والليل . يأتى السمكرى ليعيد خلفية السيارة الأولى ووجه السيارة الثانية الى حالتهما الأولى ، ويبدأ الدق ..يضرب فرج الالوان بقطعة من الخشب حتى تقترب من الدرجة اللونية للسيارة القرمزية ، وبعد أن يفرغ منها تسقط داخلها سوزيه بنت علام فهمى .. يواصل فرج ضرب الالوان حتى تقترب من اللون البنفسجى لون السيارة الثانية .. يتسلل مهران الصغير ولد مرزوق السهراوى ويخطف سلسلة مفاتيح السيارات من جيب فرج ليوزعها على أصدقائه فيدير كل صغير سيارته بكل قوة وتتداخل السيارات لتختفى معالم فرج وعبادى السمكرى والصغار فتتضخم كتلة الحديد داخل جراج عبده موسى قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى باتحاد الاذاعة والتليفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

5 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
=====

جراج عبده موسى
تقف السيارات على جانبى طريق شارع عبده موسى فلايجد المارة مكانا للدخول الى المنازل .. يصعد الصغار فوق أسقف السيارات ويتقافزون حتى يصل كل منهم الى باب منزله فيهبط بمظلة يديه النحيلتين مستقرا على الأرض
تدير السيارة الأولى محركها فتطلق سحائب دخانها الأسود الذى يبتلع كل الصغار الذين يركبون فوق ممتص الصدمات فى الخلف ، ويعلو صوت طلقات نيران ماسورة العادم لتصم آذانهم .. يحلم الصغار بالرحلة القصيرة عبر شوارع المدينة القريبة مع تليين موتور السيارة فيروا العوالم الغريبة التى حكى لهم عنها آباؤهم فى رحلاتهم اليومية اليها فيخيب ظنهم مع توقف المحرك عن الدوران .. يسقط الصغار مصطدمين بوجه السيارة التالية .. يعود الصغار الى قلوب المنازل فى انتظار سريان ماء الحياة فى السيارة الثانيه
يقف الآباء على مداخل الشارع وينادون فيتناول الصغار الطعام والشراب ، ويتقافزون على أسقف السيارات التى تسد بجسدها عرض الشارع الثلاثة مترات وعشرين سنتيمترا حتى يدخل كل صغير الى الغرفة التى يحيا فيها مع أسرته الكبيرة فتسكت الأم جوع الصغار ويغادر الكبار عائدين الى أعمالهم .. تتوقف المزيد من السيارات الخرده على مقاطع الشوارع المؤدية الى جراج عبده موسى ليتم الاستعانة بها كقطع للغيار ويبدأ التقطيع
يصب فراج عبد الحافظ عشرين لترا من البنزين فى بطن السيارة الثانية ، ويدير المفتاح فتقفز السيارة غاضبة وتهشم خلف السيارة التى أمامها بعد أن يدمى وجهها ويمتلىء وجه فراج باللون الأحمر ليوقفها فى مكانها فى العشر الأول من الشارع .. يعاود الحلم الصغار .. ينطلقون من الغرف الى سطح السيارة فيوسعهم فراج ضربا ليزيد ضحكهم وقد رسموا على أسطح كل السيارات لوحة ساخرة من وجه فراج المهرج الملطخ بالأحمر فيسب الرجل آباءهم الذين لايستطيعون الدخول الى المنازل كى يبعدوهم عن سيارات أولاد الناس الأمانة لديه كما يسب أمهاتهم اللاتى لاتسأل عنهم طوال النهار والليل .
يأتى السمكرى ليعيد خلفية السيارة الأولى ووجه السيارة الثانية الى حالتهما الأولى ، ويبدأ الدق ..يضرب فرج الالوان بقطعة من الخشب حتى تقترب من الدرجة اللونية للسيارة القرمزية ، وبعد أن يفرغ منها تسقط داخلها سوزيه بنت علام فهمى .. يواصل فرج ضرب الالوان حتى تقترب من اللون البنفسجى لون السيارة الثانية .. يتسلل مهران الصغير ولد مرزوق السهراوى ويخطف سلسلة مفاتيح السيارات من جيب فرج ليوزعها على أصدقائه فيدير كل صغير سيارته بكل قوة وتتداخل السيارات لتختفى معالم فرج وعبادى السمكرى والصغار فتتضخم كتلة الحديد داخل جراج عبده موسى

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

4 من شارع ابوشلبى اول فيصل بولاق الدكرور ===== المشاورجيه أقبل خمسة من الأغراب على الحى القديم فلم يتقبلهم السكان فى أول الأمر .. لجأ الأخوة الى شيخ الحارة يبحثون عن لقمة العيش وشكوا اليه سوء معاملة أهل الحى ، ومجيئهم من الأطراف البعيدة هربا من الجفاف الذى اجتاح المناطق التى كانوا يقطنون بها .. رقّ قلب شيخ الحارة الى حال الأغراب وكلّفهم بأعمال العتالة فى وكالة الشيخ رابح العطار ، وكان الضامن لهم استنادا الى أوراق الهوية التى يحملها كل أخ من الأخوة الخمسة . فرش كل شقيق خده مداسا لأهل الحارة يسيروا عليه ويتهادوا ، وأسرع كل منهم يحمل عن السكان مايأتون به من الخارج من طعام أوشراب وملبس واحتياجات معيشية أخرى بدون مقابل فى أول الأمر ثم بمقابل زهيد بعد ذلك حتى تركوا الاقامة فى الوكالة الى شقة الدور الأرضى بمنزل شيخ الحارة ، والتصق بهم لقب المشاورجيه ليكتفوا بعملهم الجديد . يدق أهل الحارة باب أونافذة الأشقاء الخمسة ليخرج اليهم أحدهم فتصطحبه احدى نساء الحارة ويحمل عنها امتعتها فى رحلة العودة من السوق أوينهى لها أوراقا هامة تتعلق بالميلاد أو الوفاة أوتحقيق الهوية . علا نجم الأشقاء الخمسة بعد رحيل رضوان فرج شيخ حارة المناخلى فتزوج ريحان الغربى أكبر الأشقاء الخمسة بأرملة الشيخ وعفا أشقائه الأربعة من دفع ايجار شقة الدور الأرضى بمنزل المرحوم . برع صفوان الغربى فى تصدير أجمل فتيات الحارة الى مكاتب المخدمين للعمل كشغالات فى منازل الاعيان ، كما تميز ربعه وحميده ونونو فى استجلاب وترويج المخدرات بين كبار وصغار حارة المناخلى والحوارى المجاورة . تمكن الاشقاء الخمسة من شراء نصف منازل الحارة بعد سنتين من تاريخ الدخول ليلا الى الحارة سرا حتى لايتم الاشتباه فيهم لغرابة الوجوه .. امتلك الغرابوه الخمسة بعد ستة أشهر أخرى بقية منازل الحارة ليتحول كل سكان حارة المناخلى الى العمل كمشاورجيه فى وكالات الأشقاء الخمسة ، وتم خلع تسعة عشر من أجمل زوجات الحارة ليدخل بهم صفوان وربعه وحميده ونونو ، وصار على ذمة الأخوة الخمسة عشرون زوجة ومن البنين والبنات مائه ثم تم استبدال عشر زوجات بعشر أخريات حتى اجتمع المطلقات الخمسون واتفقن على تقطيع المطلقين الخمسة فطويت بذلك الصفحة الاخيرة من تاريخ الأشقاء الخمسة الغرابوه المشاورجيه . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى باتحاد الاذاعة والتليفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

4 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
=====

المشاورجيه
أقبل خمسة من الأغراب على الحى القديم فلم يتقبلهم السكان فى أول الأمر .. لجأ الأخوة الى شيخ الحارة يبحثون عن لقمة العيش وشكوا اليه سوء معاملة أهل الحى ، ومجيئهم من الأطراف البعيدة هربا من الجفاف الذى اجتاح المناطق التى كانوا يقطنون بها  .. رقّ قلب شيخ الحارة الى حال الأغراب وكلّفهم بأعمال العتالة فى وكالة الشيخ رابح العطار ، وكان الضامن لهم استنادا الى أوراق الهوية التى يحملها كل أخ من الأخوة الخمسة .
فرش كل شقيق خده مداسا لأهل الحارة  يسيروا عليه ويتهادوا ، وأسرع كل منهم يحمل عن السكان مايأتون به من الخارج من طعام أوشراب وملبس واحتياجات معيشية أخرى بدون مقابل فى أول الأمر ثم بمقابل زهيد بعد ذلك حتى تركوا الاقامة فى الوكالة الى شقة الدور الأرضى بمنزل شيخ الحارة ، والتصق بهم لقب المشاورجيه ليكتفوا بعملهم الجديد .
يدق أهل الحارة باب أونافذة الأشقاء الخمسة ليخرج اليهم أحدهم فتصطحبه احدى نساء الحارة ويحمل عنها امتعتها فى رحلة العودة من السوق أوينهى لها أوراقا هامة تتعلق بالميلاد أو الوفاة أوتحقيق الهوية .
علا نجم الأشقاء الخمسة بعد رحيل رضوان فرج شيخ حارة المناخلى فتزوج ريحان الغربى أكبر الأشقاء الخمسة بأرملة الشيخ وعفا أشقائه الأربعة من دفع ايجار شقة الدور الأرضى بمنزل المرحوم .
برع صفوان الغربى فى تصدير أجمل فتيات الحارة الى مكاتب المخدمين للعمل كشغالات فى منازل الاعيان ، كما تميز ربعه وحميده ونونو فى استجلاب وترويج المخدرات بين كبار وصغار حارة المناخلى والحوارى المجاورة .
تمكن الاشقاء الخمسة من شراء نصف منازل الحارة بعد سنتين من تاريخ الدخول ليلا الى الحارة سرا حتى لايتم الاشتباه فيهم لغرابة الوجوه .. امتلك الغرابوه الخمسة بعد ستة أشهر أخرى بقية منازل الحارة ليتحول كل سكان حارة المناخلى الى العمل كمشاورجيه فى وكالات الأشقاء الخمسة ، وتم خلع تسعة عشر من أجمل زوجات الحارة ليدخل بهم صفوان وربعه وحميده ونونو ، وصار على ذمة الأخوة الخمسة عشرون زوجة ومن البنين والبنات مائه ثم تم استبدال عشر زوجات بعشر أخريات حتى اجتمع المطلقات الخمسون واتفقن على تقطيع المطلقين الخمسة فطويت بذلك الصفحة الاخيرة من تاريخ الأشقاء الخمسة الغرابوه المشاورجيه .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

3 من شارع ابوشلبى اول فيصل بولاق الدكرور ===== المسامير ينغرس المسمار الاول فى يد حسان عبد الله العبد فيسرع عبد الدايم العطار الى انتزاعه وأغلاق مكانه ببعض بقايايا البن المستقر فى قاع الكوب الذى شربه منذ قليل ، ويتركه ليواصل استخراج المسامير القديمة من ألواح الخشب ليعيد تركيبها قبل صب خلطة المونه . ينغرس المسمار الثانى فى اليد اليسرى فيسهل تعامل حسان معه ويتمكن من استخراجه كاتما آهاته حتى لايزعج عبد الدايم الوحيد من زملاء الجامعة الذى تمكن من ايجاد فرصة عمل له بعد فترة طويلة من البطالة دامت أكثر من ست سنوات بعدما انفق عبد الله العبد وزوجته عطيات الاشمونى آخر قرش فى حوزتهم لتعليم ابنهما الوحيد حسان فى الجامعة ليكون أول خريجى الجامعة والوحيد فى العزبة القبلية لقرية التلاوى غير انهم لم ينعموا برؤية حسد ابناء العزبة لهم على الوليد خريج الجامعة لوفاتهم مبكرا اسفل جدران منزلهم القديم وقبل اعلان نتيجة البكالوريوس بشهر واحد .. قرر حسان أن لايعود الى العزبة ثانية بعدما فقد أعزّ ماله فيها ولن يبكى على البيت القديم المؤجر من عبّيس الحلاق فلن يتمكن من دفع ايجاره لضيق ذات اليد . داعب مسمار ثالث يد حسان اليمنى فخدشها ولم ينغرس فتابع عمله .. طلب حسان من رحمانى ابن قناوى الشيخ ابن شيخ بلد قرية التلاوى أن يبقى عليه فى الغرفة الصغيرة أسفل السلم المظلم وكان أبواه يقتطعان أجر الغرفة من اجرهم الذى يتقاضيانه من عملهم فى الارض البحرية للعزبة والتى يملكها قناوى الشيخ ، ومنذ وفاة والديه قبل تخرجه وهو يقوم على خدمة ابناء شيخ البلد مقابل الزاد والاقامة فى الغرفة المظلمة . يتسلل مسمار عنيد الى اليد اليسرى فينزعه حسان باليمنى فيزيد سريان الدماء على الارض .. كان حسان العبد دائم البحث عن عمل يخرج به من رتابة خدمة ابناء شيخ البلد .. ساعده الكثير من زملائه فى البحث حتى وفق عبد الدايم العطار فى توفير فرصة عمل نادرة كصبى نجار مسلح يساعده بعدما أتقن هو هذه المهنة لسنوات أربع ماضية وأقلع عن التفكير فى وظيفة أخرى غيرها لمناسبة الدخل . جاء محرز البنا رئيس العمال يخبر عبد الدايم العطار بأن صديقه زيادة عن العدد المقرر للمقاولة ولن يستطيع صرف أجر الصبى له حتى لعدم خبرته .. عاد حسان ليمر على زملائه واحدا واحدا عسى ان يوفق فى العثور على فرصة أخرى بعيدا عن عناد وأذى المسامير التى فجرّت نهر دمائه الهارب منذ زمن ، وبعد ساعات أربع من البحث رجع الى حجرته يضمد جراحه وينهى أعمال اولاد قناوى الشيخ المنزلية ليغمض عينيه على أمل العثور على فرصة أخرى لاتدمى يداه فيها المسامير . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى باتحاد الاذاعة والتليفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

3 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
=====

المسامير
ينغرس المسمار الاول فى يد حسان عبد الله العبد فيسرع عبد الدايم العطار الى انتزاعه وأغلاق مكانه ببعض بقايايا البن المستقر فى قاع الكوب  الذى شربه منذ قليل ، ويتركه ليواصل استخراج المسامير القديمة من ألواح الخشب ليعيد تركيبها قبل صب خلطة المونه .
ينغرس المسمار الثانى فى اليد اليسرى فيسهل تعامل حسان معه ويتمكن من استخراجه كاتما آهاته حتى لايزعج عبد الدايم الوحيد من زملاء الجامعة الذى تمكن من ايجاد فرصة عمل له بعد فترة طويلة من البطالة دامت أكثر من ست سنوات بعدما انفق عبد الله العبد وزوجته عطيات الاشمونى آخر قرش فى حوزتهم لتعليم ابنهما الوحيد حسان فى الجامعة ليكون أول خريجى الجامعة والوحيد فى العزبة القبلية لقرية التلاوى غير انهم لم ينعموا برؤية حسد ابناء العزبة لهم على الوليد خريج الجامعة لوفاتهم مبكرا اسفل جدران منزلهم القديم وقبل اعلان نتيجة البكالوريوس بشهر واحد .. قرر حسان أن لايعود الى العزبة ثانية بعدما فقد أعزّ ماله فيها ولن يبكى على البيت القديم المؤجر من عبّيس الحلاق فلن يتمكن من دفع ايجاره  لضيق ذات اليد .
داعب مسمار ثالث يد حسان اليمنى فخدشها ولم ينغرس فتابع عمله .. طلب حسان من رحمانى ابن قناوى الشيخ ابن شيخ بلد قرية التلاوى أن يبقى عليه فى الغرفة الصغيرة أسفل السلم المظلم وكان أبواه يقتطعان أجر الغرفة من اجرهم الذى يتقاضيانه من عملهم فى الارض البحرية للعزبة والتى يملكها قناوى الشيخ ، ومنذ وفاة والديه قبل تخرجه وهو يقوم على خدمة ابناء شيخ البلد مقابل الزاد والاقامة فى الغرفة المظلمة .
يتسلل مسمار عنيد الى اليد اليسرى فينزعه حسان باليمنى فيزيد سريان الدماء على الارض .. كان حسان العبد دائم البحث عن عمل يخرج به من رتابة خدمة ابناء شيخ البلد .. ساعده الكثير من زملائه فى البحث حتى وفق عبد الدايم العطار فى توفير فرصة عمل نادرة كصبى نجار مسلح يساعده بعدما أتقن هو هذه المهنة لسنوات أربع ماضية وأقلع عن التفكير فى وظيفة أخرى غيرها لمناسبة الدخل .
جاء محرز البنا رئيس العمال يخبر عبد الدايم العطار بأن صديقه زيادة عن العدد المقرر للمقاولة ولن يستطيع صرف أجر الصبى له حتى لعدم خبرته .. عاد حسان ليمر على زملائه واحدا واحدا عسى ان يوفق فى العثور على فرصة أخرى بعيدا عن عناد وأذى المسامير التى فجرّت نهر دمائه الهارب منذ زمن ، وبعد ساعات أربع من البحث رجع الى حجرته يضمد جراحه وينهى أعمال اولاد قناوى الشيخ المنزلية ليغمض عينيه على أمل العثور على فرصة أخرى لاتدمى يداه فيها المسامير .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

2 من شارع ابوشلبى اول فيصل بولاق الدكرور ==== السطوح يطارد رجال الحملة أخطر لص شقق فوق سطوح شارع عبده موسى .. قالت امرأة : لقد رأيته أعلى سطح هذا المنزل ، فأسرعت الحملة الى السطح وفتشت أركانه .. حظيرة الدواجن .. حظيرة الماعز والخراف .. على السطح المجاور ولم يجدوا له أثرا .. نظرت الحملة الى النافذة التى كانت تطل منها المرأة ليتأكدوا من رؤيتها للص فوجدوها قد اختفت لتخرج واحدة أخرى من البيت المجاور وتشير الى السطح المواجه لعيون الحملة وتؤكد رؤيتها للص الذى يحمل سنجة طويلة ، وكانت قرينة الحملة فأسرع الرجال نزولا ليبدأوا صعود سلّم لمنزل المواجه بعد القاء النظر على مداخل ومخارج الشارع وتأكدوا ثانية من المرأة التى مازالت تطل من نافذة المنزل لينطلقوا الى أعلى يفتشون فى الدور الأول والثانى والثالث والرابع حتى يصلوا الى سطح المنزل ، ويضع كل منهم اصبعه على الزناد فى وجه السنجة الكبيرة التى يحملها ريكو الزناتى أعتى لصوص الشقق والذى قتل أخلص اصدقائه بشله أبو أصبع . ثبتت الأقدام فى أماكنها ترقبا للحظة القاء القبض .. سمعت الحملة أصوات دقات القلوب وحفيف الورق على أرضية السطح وأصوات الأوز والبط الذى لم ينم بعد فى ليل الشتاء الطويل . تحرك قائد الحملة بسرعة البرق شاهرا سلاحه فى وجه اللص القاتل الذى لم يكن له وجود على السطح .. تابعت الحملة قائدها فى البحث عن اللص الذى لم يدل شىء على اعتلائه لسطح هذا المنزل الهادىء الذى يغلق كل سكانه أبواب شققهم فى وجه أى طارق ليلا أونهارا . أعادت الحملة النظر الى المرأة الثانية دليل الحملة فلم يجدونها لتخرج كل النساء من نوافذ شققهن المقابلة لتؤكد كل واحدة أنها رات ريكو بسنجته الشهيرة يقفز من سطح الى سطح فحارت الحملة فى الأسطح . خرج ريكو فجأة من باب أحد المنازل يسابق الريح لتقع عينا قائد الحملةعليه وهو شاهرا سنجته فى وجه أحد رجال الحملة الأعزل فى الشارع ، وقد اختفت كل نساء النوافذ فأطلق الضابط النيران على ريكو أشهر لصوص الشقق وقاتل صديقه ليرديه قتيلا بطلقة واحدة من أعلى سطوح عبده موسى . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى باتحاد الاذاعة والتليفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

2 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
====
السطوح
يطارد رجال الحملة أخطر لص شقق فوق سطوح شارع عبده موسى .. قالت امرأة : لقد رأيته أعلى سطح هذا المنزل ، فأسرعت الحملة الى السطح وفتشت أركانه .. حظيرة الدواجن .. حظيرة الماعز والخراف .. على السطح المجاور ولم يجدوا له أثرا .. نظرت الحملة الى النافذة التى كانت تطل منها المرأة ليتأكدوا من رؤيتها للص فوجدوها قد اختفت لتخرج واحدة أخرى من البيت المجاور وتشير الى السطح المواجه لعيون الحملة وتؤكد رؤيتها للص الذى يحمل سنجة طويلة ، وكانت قرينة الحملة فأسرع الرجال نزولا ليبدأوا صعود سلّم لمنزل المواجه بعد القاء النظر على مداخل ومخارج الشارع وتأكدوا ثانية من المرأة التى مازالت تطل من نافذة المنزل لينطلقوا الى أعلى يفتشون فى الدور الأول والثانى والثالث والرابع حتى يصلوا الى سطح المنزل ، ويضع كل منهم اصبعه على الزناد فى وجه السنجة الكبيرة التى يحملها ريكو الزناتى أعتى لصوص الشقق والذى قتل أخلص اصدقائه بشله أبو أصبع .
ثبتت الأقدام فى أماكنها ترقبا للحظة القاء القبض .. سمعت الحملة أصوات دقات القلوب وحفيف الورق على أرضية السطح وأصوات الأوز والبط الذى لم ينم بعد فى ليل الشتاء الطويل .
تحرك قائد الحملة بسرعة البرق شاهرا سلاحه فى وجه اللص القاتل الذى لم يكن له وجود على السطح .. تابعت الحملة قائدها فى البحث عن اللص الذى لم يدل   شىء على اعتلائه لسطح هذا المنزل الهادىء الذى يغلق كل سكانه أبواب شققهم فى وجه أى طارق ليلا أونهارا .
أعادت الحملة النظر الى المرأة الثانية دليل الحملة فلم يجدونها لتخرج كل النساء من نوافذ شققهن المقابلة لتؤكد كل واحدة أنها رات ريكو بسنجته الشهيرة يقفز من سطح الى سطح فحارت الحملة فى الأسطح .
خرج ريكو فجأة من باب أحد المنازل يسابق الريح لتقع عينا قائد الحملةعليه وهو شاهرا سنجته فى وجه أحد رجال الحملة الأعزل فى الشارع ، وقد اختفت كل نساء النوافذ فأطلق الضابط النيران على ريكو أشهر لصوص الشقق وقاتل صديقه ليرديه قتيلا بطلقة واحدة من أعلى سطوح عبده موسى .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

1 من شارع ابوشلبى اول فيصل بولاق الدكرور ===== الآبار القاتله توصل الامير قراقوش الى حل يخلصه من جموع الورّاقين المارقين .. أمر بحفر آبار فى منتصف الشوارع التى يقطنونها وتم تغطيتها بورق الشجر حتى اذا ماخرج الورّاق الى دكانه يسقط ولايستطيع الخروج حتى تأتى اليه النجدة من اى مكا اذا ماسمع صوته . خرج سهيل الزريقات حاملا كومة الكتب التى سيعرضها فى سوق الورّاقين ، وخطا خطواته الواثقة كالمعتاد فهو يعشق الارض ويرتبط بها كثيرا ولايحب ان يجاوزها حتى يثبت القدم ليرفع الاخرى فيصل الى حافة بئر قراقوش العميقة وتنزلق قدم سهيل لتتهشم عظامه ويروح فى اغماءة طويلة امتد ت من الصباح الباكر حتى آذان صلاة الظهر ، ولم يعر أحد من المارة اهتماما الى الساقط فى قلب البئر العميقة وهم قليل بعدما غادر معظم السكان الحارة التى يسكن فيها سهيل الزريقات الى منازل أخرى بعيدة حتى لايصيبهم أذى قراقوش الذى يتفنن رجاله فى أذى سهيل لتطاوله الدائم على اصحاب المقامات الرفيعة واعمال فكره فيما يكتب ، وهذا يغضب قراقوش كثيرا لانه يخشى على عقول ابنائه من الرعية من فكر سهيل . استيقظ سهيل من رقدته غير قادر على الحركة فأصدر عدة استغاثات بأعلى صوته الذى ضعف جدا حتى لم يكد يصل الى آذان أحد من المارة .. خرج عدنان ابن سهيل الزريقات ليلحق بوالده فيساعده فى السوق ... وقعت عينا عدنان على أوراق والده المتناثرة حول حافة الحفرة الكبيرة فأطال النظر ودقق ليجد المزيد ملقى بطول عمق البئر فأخذ يجمع ماتستطيع يداه الامساك به أمام الرياح التى تهب وتتوقف ثم تعود لتهب ثانية .. وصلت استغاثة سهيل ضعيفة متهالكة الى آذان ابنه فرد عليه عدنان ملبيا وطلب منه الانتظار قليلا حتى يأتى بالمساعدة .. جرى عدنان تجاه المنزل وأحضر امه واخوته الخمسة ومدّ حبل الساقية السميك الطويل ليمسك الخمسة أولاد والام بالطرف الاول ويلقى عدنان الى ابيه الطرف الثانى .. لم تقو يد سهيل على الامساك بالحبل فأسرع عدنان بالنزول الى البئر وحمل اباه على كتفه وأمسك بالحبل وبدأ التسلق حتى تمكن من الوصول الى حافة البئر ليأخذ اخوته بيده ويحملون اباهم ، وتوبخ زمرده الزوجة سهيل على اصراره على تعكير صفو مزاج ولى النعم الذى أوشك أن يأتى على نهايته فى آباره القاتلة . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى باتحاد الاذاعة والتليفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

1 من شارع ابوشلبى
اول فيصل
بولاق الدكرور
=====

الآبار القاتله
توصل الامير قراقوش الى حل يخلصه من جموع الورّاقين المارقين .. أمر بحفر آبار فى منتصف الشوارع التى يقطنونها وتم تغطيتها بورق الشجر حتى اذا ماخرج الورّاق الى دكانه يسقط ولايستطيع الخروج حتى تأتى اليه النجدة من اى مكا اذا ماسمع صوته  .
خرج سهيل الزريقات حاملا كومة الكتب التى سيعرضها فى سوق الورّاقين ، وخطا خطواته الواثقة كالمعتاد فهو يعشق الارض ويرتبط بها كثيرا ولايحب ان يجاوزها حتى يثبت القدم ليرفع الاخرى فيصل الى حافة بئر قراقوش العميقة وتنزلق قدم سهيل لتتهشم عظامه ويروح فى اغماءة طويلة امتد ت من الصباح الباكر حتى آذان صلاة الظهر ، ولم يعر أحد من المارة اهتماما الى الساقط فى قلب البئر العميقة وهم قليل بعدما غادر معظم السكان الحارة التى يسكن فيها سهيل الزريقات الى منازل أخرى بعيدة حتى لايصيبهم أذى قراقوش الذى يتفنن رجاله فى أذى سهيل لتطاوله الدائم على اصحاب المقامات الرفيعة واعمال فكره فيما يكتب ، وهذا يغضب قراقوش كثيرا لانه يخشى على عقول ابنائه من الرعية من فكر سهيل .
استيقظ سهيل من رقدته غير قادر على الحركة فأصدر عدة استغاثات بأعلى صوته الذى ضعف جدا حتى لم يكد يصل الى آذان أحد من المارة  .. خرج عدنان ابن سهيل الزريقات ليلحق بوالده  فيساعده فى السوق ... وقعت عينا عدنان على أوراق والده المتناثرة حول حافة الحفرة الكبيرة فأطال النظر ودقق ليجد المزيد ملقى بطول عمق البئر فأخذ يجمع ماتستطيع يداه الامساك به أمام الرياح التى تهب وتتوقف ثم تعود لتهب ثانية .. وصلت استغاثة سهيل ضعيفة متهالكة الى آذان ابنه فرد عليه عدنان ملبيا وطلب منه الانتظار قليلا حتى يأتى بالمساعدة .. جرى عدنان تجاه المنزل وأحضر امه واخوته الخمسة ومدّ حبل الساقية السميك الطويل ليمسك الخمسة أولاد والام بالطرف الاول ويلقى عدنان الى ابيه الطرف الثانى .. لم تقو يد سهيل على الامساك بالحبل فأسرع عدنان بالنزول الى البئر وحمل اباه على كتفه وأمسك بالحبل وبدأ التسلق حتى تمكن من الوصول الى حافة البئر ليأخذ اخوته بيده ويحملون اباهم ، وتوبخ زمرده الزوجة سهيل على اصراره على تعكير صفو مزاج ولى النعم الذى أوشك أن يأتى على نهايته فى آباره القاتلة .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه