الاثنين، 17 يوليو 2023

 عوالم الغجر


117

مغزال صوف


من شارع الجمهوريه المسدود بمدرسة الشهيد من ناحية والمطل من الناحية الاخرى على محطة رفع مجارى ارض اللوا وكفر طهرمس  اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


مغزال صوف


يجلس مسعود سعد سعدان الغجرى على حجر قديم يطل على عين ماء الواحه

 .. يمسك بيمناه مغزاله الخشبى

 ويسوى بيسراه جبل صوف قطيع الاغنام الذى يرعاه لأثرياء قبائل واحة ذويب .

يتنازل الأثرياء عن صوف الاغنام لمسعود سعد سعدان مقابل رعايته ورعيه لأغنامهم واراحتهم من الشعر الذى يستنزف غذائهم فلايسمنون حتى يتمكن اصحابهم من بيعهم لجزارى الحضر بالكيلو ، وذلك بعد علافتهم لشهور طويله .

هرى .. هرى .. تنصاع الاغنام لرغبة مسعود

 فلايبتعد بعضها عن الجماعة حتى لاتأكلها الذئاب ، وتعود الى  سيرتها الاولى حيث رعى الكلأ او اخذ قسط من الراحة بعد مايقدمه لهم مسعود من شراب ماء العين العذبة ليطفىء نيران الظمأ .

يعلق مسعود سعد سعدان قمة جبل الصوف الذى بجواره فى عين المسمار المعقوف الذى يعتلى قمة مغزاله الخشبى ، ويبدأ فى لفه بحركة ساحرة خفيفه تدير المغزال بسرعه .. يفرك المغزال ببطن يده اليمنى على فخذه ويأخذ فى صناعة أول خيط يشكل كورا صوفيه سيبيعها فى سوق الحضر ليشترى الشاى والسكر والقص الساخن الغارق فى العسل الاسود وماتحتاجه امه هانم الحملانى من زيوت وصابون واكل وشرب لوازم خزين الخيمه فى الواحة الوسيعة ، وعادة مايكفيها مسعود شر البحث عن البان الماعز والنعاج عقب حلبه للقطيع الذى يرعاه وتجىء هانم لتحمل الخير صدقة الاثرياء لهم عن طيب خاطر فتشرب هى وابنها صباح مساء اللبن الطازج ، وتدخر جزءا من عائد بيع الباقى لتزوج مسعود من بنت من بنات الواحة ستختارها بعناية كى تكون عونا لها ولابنها  فى الايام الصعبة .

يفرغ مسعود من لف اول كرة صوف  وحين يلتفت ليضعها فى مكان نظيف آمن تنزلق قدمه فيسقط منه 

 الصوف الى عين ماء الواحة العميقه المغزال ليسحب .. يلقى بنفسه  وراه جبل الصوف العالق بجلبابه والكرة الاولى من الصوف التى لم يتمكن من وضعها بمكان .. يدفع  مسعود سعد سعدان ماء العين بالقدمين يبحث بيديه عن المغزال وكرة الصوف الاولى وجبل الصوف الذى مازال طافيا فوق الماء ، ومازال الوضع كما هو عليه حتى اشعار آخر.

 .

 قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@gmail.com


==============================================================


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق