الخميس، 2 أبريل 2020

استغاثة من الجراد
كتب الصغار استغاثاتهم على سعب النخيل وربطوه بأقدام الحمام الزاجل وارسلوه الى كل بقاع الارض , وأغلق الآباء والأمهات ابواب وشرفات الخيام مخافة دخول أسراب الجراد المجنونه لتقتل صغارهم .. أظلمت سماء الواحة  بعد أن غطتها ملايين الجراد الأصفر الكبير والأحمر الصغير فحالت دون وصول أشعة الشمس الى الأرض
خلت دروب الواحة  من المارة وتم اغلاق خيم البيع  فلابيع أوشراء ولاذ التجار بالفرار الى خيمهم  , كما أغلق الحضر  كل المؤسسات والهيئات الحكومية والمدارس والجامعات والمستشفيات عدا دور العبادة التى فتحت أبوابها للفقراء المساكين وابناء السبيل ومن لايملك محلا للاقامة حتى يرحل الجراد
أصر الجراد على البقاء فى سماء الواحة الخضراء  واحتل الدروب   وأسطح خيم السكنى.. بلغ رعب الصغار مداه مع رؤية الجراد يحاول أن يخترق الحواجز ليصل اليهم .. أسرع الأباء الى التصدى لجحافل الجراد وواصلوا اطلاق رسائل الصغار التى يحملها الزاجل فى اقدامه ليوصلها الى كل ارجاء العالم .
انخفضت درجة الحرارة الى ماتحت الصفر بكثير نتيجة التقاء موجات الصقيع المنطلقة من المحيطين المتجمدين الشمالى والجنوبى , ومازال الصغار يضعون أطراف أصابعهم على سعب النخيل ليحمل الحمام  استغاثتهم وثبت المنظر العام
مر على المنطقة المتجمدة عشرون عاما , ومع انفصال الموجات الباردة الغريبة بدأت الحياة تدب فى أوصال الواحة  وتم ارسال استغاثات الصغار الى كل مكان فى العالم عبر الزاجل 
تم تحديد مكان الاستغاثة فجاءت النجدة من الأقطار المجاورة ليرحل الجراد متوهما مجىء موجة من الصقيع الذى يمقته .. عاد أهل الحى  الى حياتهم الطبيعية بعد مرور عشرين عاما وكان العالم قد انتقل الى عصر جديد
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق