الخميس، 24 نوفمبر 2016

من شارع الجمهوريه اول فيصل 11 السقف استلقى مؤمن عبد البر رديسى على سريره البالى القديم وظل ينظر الى سقف حجرته الخشبى يتابع اتساع الشقوق حول العرق الخشبى الوحيد الذى يحمله منذ جاء به والده الى هذه الحياة ورحل ليتركه وحيدا بعد وفاة امه وهو فى سن السادسة عشر . كدّس الجيران أكواما من الكراكيب القديمه على سقف حجرته الوحيد المتماسك بين أسقف حجرات السطح فى العقار رقم 15 بحارة النن بالمشهد الزينى والذى كانوا يحسدونه عليه . أخرج أول شرخ لسانه فظل مؤمن مستلقيا على ظهره ولم يعبأ من سخريته وأدار عينيه ليغمضها على رحلته اليوميه التى ارهقته من والى المعهد الذى يدرس فيه متوكئا على معاش ابيه البسيط الذى حار فى سد بعض احتياجاته من مأكل ومشرب وملبس ومواصلات وايجار غرفه حتى أشفق عليه عميد المعهد فصرف له الكتب من رعاية شئون الطلاب بالمجان بعد أن أطال النظر فى عينيه . تساقطت حبات الجير المتبقية من طلاء الغرفة القديم من الشق الثانى فلم يعرها مؤمن أدنى انتباه وجاء بجاكيت بدلة عرس ابيه وأخذ يرتقه ليحميه من برد الشتاء القارس وعاد الى استرخائه اسفل لحاف عبد البر رديسى الذى لم يمنعه من جليد هذا العام الذى حل بالمدينة ليحتمى أهلها بنيران مدافىء الاخشاب . ينتظر مؤمن دقات بسمه بنت فكيهه الشرباتى على باب الغرفة لتدعوه الى العشاء والجلوس معهم حول المدفأة الفخار المليئة بالفحم نزولا على رغبة فكيهة بائعة اللبن آملة فى ارتباط مؤمن ببسمه وسيلبى مؤمن الدعوة وتظل فكيهة تحاصره وتقرّب له كل بعيد مقدمة كل التنازلات عن حقوق ابنتها كعروس حاصلة على دبلوم تجاره ، وستكتفى بالاقامة معه فى غرفة المرحوم عبد البر رديسى وهنومه سراج الغاليين عليها وستكتفى ايضا بتجديد بعض الاثاث لكنه اصبح غير قادر على الزواج ومنذ تيقنت فكيهه من ذلك لم تدعه مرة واحدة على العشاء ومازال مؤمن ينتظر . يمسك مؤمن بفستان امه القديم .. يجفف ماء مطر الامس من الشق الثالث الذى جاوز النصف متر .. يدفع عطا خليل الباب بقدمه ويلقى باللحمة المفرومة تموين الغد الى جانب السرير ويسبق مؤمن فى الاختباء أسفل اللحاف العتيق وهو يلتهم سندوتشا من الاثنين اللذين لم يبعهما وعاد بهما بعدما أغلق عربة السندوتشات التى يقف معه عليها مؤمن الذى سقط بدوره على جسده لينتزع السندوتش المتبقى من بين فكيه . يواصل مؤمن النظر الى السقف تحت ضوء لمبة الجاز نمره خمسه .. قرر مؤمن أن يعالج الشق الرابع الاكثر اتساعا بحشوه بالجبس والاسمنت عندما يقوم من مرضه فى الغد ليلحق أجر يوم من ايام الاسبوع وحتى لايستبدله حنفى سليم صاحب عربة السندوتشات بشخص آخر . علا شخير عطا ابن خليل شلبى فرّاش مدرسة البنات النموذجية الذى ترك غرفة ابيه المزدحمة بالسبعة أخوه والام واقام مع صديقه مؤمن منذ عشر سنوات عقب وفاة عبد البر رديسى ،وعملا معا فور تخرجهما فى العام قبل الماضى ويقوم مؤمن بغسل الملابس وينظف عطا الغرفة وكثيرا ماكان عطا يقسو على مؤمن ويحمله تنظيف الغرفة وطهو الطعام . جاوز شخير عطا مداه فزاد من اتساع الشق الخامس مما أدى الى انهيار السقف الذى كتم انفاس ابن خليل شلبى ، ومازال مؤمن ينظر الى السماء المظلمة الخالية من النجوم ، ويمنى النفس باعادة بناء سقف الغرفة الى ماكان عليه قبل زواج ابيه من امه فى رحاب المشهد الزينى . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين.. مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتليفزيون mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه


من شارع الجمهوريه
اول فيصل
11
السقف
استلقى مؤمن عبد البر رديسى على سريره البالى القديم وظل ينظر الى سقف حجرته الخشبى يتابع اتساع الشقوق حول العرق  الخشبى الوحيد الذى يحمله منذ جاء به والده الى هذه الحياة  ورحل ليتركه وحيدا بعد وفاة امه  وهو فى سن السادسة عشر .
كدّس الجيران أكواما من الكراكيب القديمه على سقف    حجرته الوحيد المتماسك بين أسقف حجرات السطح فى العقار رقم 15 بحارة النن بالمشهد الزينى والذى كانوا يحسدونه عليه .
أخرج أول شرخ لسانه فظل مؤمن مستلقيا على ظهره ولم يعبأ من سخريته وأدار عينيه ليغمضها  على رحلته اليوميه التى ارهقته من والى المعهد الذى يدرس فيه متوكئا على معاش ابيه البسيط الذى حار فى سد بعض احتياجاته من مأكل ومشرب وملبس ومواصلات وايجار غرفه حتى أشفق عليه عميد المعهد فصرف له الكتب من رعاية شئون الطلاب بالمجان بعد أن أطال النظر فى عينيه .
تساقطت حبات الجير المتبقية من طلاء الغرفة القديم من الشق الثانى فلم يعرها مؤمن أدنى انتباه وجاء بجاكيت  بدلة عرس ابيه وأخذ يرتقه ليحميه من برد الشتاء القارس وعاد الى استرخائه اسفل لحاف عبد البر رديسى الذى لم يمنعه من جليد هذا العام الذى حل بالمدينة ليحتمى أهلها بنيران مدافىء الاخشاب .
ينتظر مؤمن دقات بسمه بنت فكيهه الشرباتى على باب الغرفة لتدعوه الى العشاء والجلوس معهم حول المدفأة الفخار المليئة بالفحم نزولا على رغبة فكيهة بائعة اللبن آملة فى ارتباط مؤمن ببسمه وسيلبى مؤمن الدعوة وتظل فكيهة تحاصره وتقرّب له كل بعيد مقدمة كل التنازلات عن حقوق ابنتها كعروس حاصلة على دبلوم تجاره ، وستكتفى بالاقامة معه فى غرفة المرحوم عبد البر رديسى وهنومه سراج الغاليين عليها وستكتفى ايضا بتجديد بعض الاثاث لكنه اصبح غير قادر على الزواج ومنذ تيقنت فكيهه من ذلك لم تدعه مرة واحدة على العشاء ومازال مؤمن ينتظر .
يمسك مؤمن بفستان امه القديم .. يجفف ماء مطر الامس من الشق الثالث الذى جاوز النصف متر .. يدفع عطا خليل الباب بقدمه ويلقى باللحمة المفرومة تموين الغد الى جانب السرير ويسبق مؤمن فى الاختباء أسفل اللحاف العتيق وهو يلتهم سندوتشا من  الاثنين اللذين لم يبعهما وعاد بهما بعدما أغلق عربة السندوتشات التى يقف معه عليها مؤمن الذى سقط بدوره على جسده لينتزع السندوتش المتبقى من بين فكيه .
يواصل مؤمن النظر الى السقف تحت  ضوء لمبة الجاز نمره خمسه .. قرر مؤمن أن يعالج الشق الرابع الاكثر اتساعا بحشوه بالجبس والاسمنت عندما يقوم من مرضه فى الغد ليلحق أجر يوم من ايام الاسبوع وحتى لايستبدله حنفى سليم صاحب عربة السندوتشات بشخص آخر .
علا شخير عطا ابن خليل شلبى فرّاش مدرسة البنات النموذجية الذى ترك غرفة ابيه المزدحمة بالسبعة أخوه والام واقام مع صديقه مؤمن منذ عشر سنوات عقب وفاة عبد البر رديسى ،وعملا معا فور  تخرجهما فى العام قبل الماضى ويقوم مؤمن بغسل الملابس وينظف عطا الغرفة وكثيرا ماكان عطا يقسو على مؤمن ويحمله تنظيف الغرفة وطهو الطعام .
جاوز شخير عطا مداه فزاد من اتساع الشق الخامس مما أدى الى انهيار السقف الذى كتم انفاس ابن خليل شلبى ، ومازال مؤمن ينظر الى السماء المظلمة الخالية من النجوم ، ويمنى النفس باعادة  بناء سقف الغرفة الى ماكان عليه قبل  زواج ابيه من امه فى رحاب المشهد الزينى .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين.. مدير عام
بالقناة الاولى
بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

من شارع الجمهوريه اول فيصل 10 ضحايا الاهتزاز جلس دحروج عزوز النواتى على مقهى بشارع رزق رميل يحرك عينيه يمينا ويسارا ، ويكثر من اهتزاز قدميه لتهز المنضدة التى تحمل كوب الشاى الذى يشربه أمامه فتهتز صورته المتكسرة داخل الكوب . يراقب دحروج مجىء طه المغربى المقاول الذى سيعمل معه فى ترميم بيت وديد العجان الذى أوشك على الانهيار فى صباح الغد ... سلبت الحسناوات عقل وعينى دحروج فراح يلهث ليفصل بينه وبينهم جسد رجل ثقيل الظل فيزيحه بكل قوة كى تحلم عبناه المتسعة وتلملم كل نساء الشارع فى مركز ابصاره . يعاود دحروج مسح عينيه بكلتا يديه ليقوى على النظر من بعد بحثا عن طه المغربى الذى تأخر كثيرا حتى طلب دحروج شايه الخامس ولم يجد مكانا خاليا فى بطنه للسادس ولن يحاسب المعلم عواد زايد صاحب المقهى فى هذه الليلة لان جيوبه خاليه الا اذا جاء طه وصدق فى وعده الذى يخلفه دائما كى يربط كلاما مع دحروج بمنحه الخمسة جنيهات من اجمالى أجر السبعة أيام مقاولة الترميم ليدفع جزءا من ديونه لعواد زايد . يتابع دحروج النظر الى كل الحسان اللاتى تأتين من كل حارات وشوارع المدينة لتشترى المستعمل من شارع رزق لتصلحه وترتديه وتصبح كل بوصه عروسه .. يواصل دحروج هزّ قدميه غير أن هزّة ثقيلة أسقطت حجارة كبيرة من أعلى أسطح المنازل فجعلت كل الجلوس على المقهى وصاحبها والمارة يهرولون الى أماكن شتى عدا دحروج عزوز الذى لزم مكانه فلم تقو قدماه الكثيرة الاهتزاز على الحركة . هشمت الحجارة الثقيلة الكثير من السيارات المستظلة بالمنازل وظلت السيارات المتحركة تتفادى سيل الحجارة المتساقط من أعلى ليتداخل الاتجاهان فى اتجاه واحد وتصطدم السيارات وتعتلى الارصفة لتسوى المارة بالارض . ينشطر المنزل المجاور للمقهى الى نصفين يسقط النصف الاول ويظل الثانى معلقا فى الهواء حاملا نصف سكان المنزل والنصف الآخر تحت الانقاض لتأتى اليه سيارات الانقاذ بعد ساعات حتى تخف توابع الهزة . ينظر دحروج الى سقف المطعم الذى امامه فيجده يرقص ليغادر كل رواد المطعم الى الخارج ويظل دحروج يحرك عينيه ببطىء شديد غير قادر على الحركة .. يسقط منزل وديد العجان فتسيل دموع دحروج ويضيع أمله فى الخمسة جنيهات ربط الكلام كبداية للمقاولة التى كانت ستأخذ سبعة أبام بطول ايام الاسبوع . يتزاحم الصغار على سلم المدرسة بجوار المطعم مما أدى الى انهيار السلم واصابة الكثير من الصغار فحمل الكبار صغارهم فوق ايديهم ولم تأت سيارات الاسعاف حتى هذه اللحظة . تقول جدة دحروج الحاجه خضره أبوغنيم : ان الثور الذى يحمل الكرة الارضية على قرنه قد أصابه التعب فيضطر الى نقلها الى القرن الثانى فتحدث الهزة أ، ولكل هزة ضحاياها ، وكان دحروج بين ضحايا هذه الهزة . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين.. مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتليفزيون mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه


من شارع الجمهوريه
اول فيصل
10

 ضحايا الاهتزاز
جلس دحروج عزوز النواتى على مقهى بشارع رزق رميل يحرك عينيه يمينا ويسارا ، ويكثر من اهتزاز قدميه لتهز المنضدة التى تحمل كوب الشاى الذى يشربه أمامه فتهتز صورته المتكسرة داخل الكوب .
يراقب دحروج مجىء طه المغربى المقاول الذى سيعمل معه فى ترميم بيت وديد العجان الذى أوشك على الانهيار فى صباح الغد ... سلبت الحسناوات عقل وعينى دحروج فراح يلهث ليفصل بينه وبينهم جسد رجل ثقيل الظل فيزيحه بكل قوة كى تحلم عبناه المتسعة وتلملم كل نساء الشارع    فى مركز ابصاره .
يعاود دحروج مسح عينيه بكلتا يديه ليقوى على النظر من بعد بحثا عن طه المغربى الذى تأخر كثيرا حتى طلب دحروج شايه الخامس ولم يجد مكانا خاليا فى بطنه للسادس ولن يحاسب المعلم عواد زايد صاحب المقهى فى هذه الليلة لان جيوبه خاليه الا اذا جاء طه وصدق فى وعده الذى يخلفه دائما كى يربط كلاما مع دحروج بمنحه الخمسة جنيهات من اجمالى أجر السبعة أيام مقاولة الترميم ليدفع جزءا من ديونه لعواد زايد .
يتابع دحروج النظر الى كل الحسان اللاتى تأتين من كل حارات وشوارع المدينة لتشترى المستعمل من شارع رزق لتصلحه وترتديه وتصبح كل بوصه عروسه .. يواصل دحروج هزّ قدميه غير أن هزّة ثقيلة أسقطت حجارة كبيرة من أعلى أسطح المنازل فجعلت كل الجلوس على المقهى وصاحبها والمارة يهرولون الى أماكن شتى عدا دحروج عزوز الذى لزم مكانه فلم تقو قدماه الكثيرة الاهتزاز على الحركة .
هشمت   الحجارة الثقيلة الكثير من السيارات المستظلة بالمنازل وظلت السيارات المتحركة تتفادى سيل الحجارة المتساقط من أعلى ليتداخل الاتجاهان فى اتجاه واحد وتصطدم السيارات وتعتلى الارصفة لتسوى المارة بالارض .
ينشطر المنزل المجاور للمقهى الى نصفين يسقط النصف الاول ويظل الثانى معلقا فى الهواء حاملا نصف سكان المنزل والنصف الآخر تحت الانقاض لتأتى اليه سيارات الانقاذ بعد ساعات حتى تخف توابع الهزة .
ينظر دحروج الى سقف المطعم الذى امامه فيجده يرقص ليغادر كل رواد المطعم الى الخارج ويظل دحروج يحرك عينيه ببطىء شديد غير قادر على الحركة .. يسقط منزل وديد العجان فتسيل دموع دحروج ويضيع أمله فى الخمسة جنيهات ربط الكلام كبداية للمقاولة التى كانت ستأخذ سبعة أبام بطول ايام الاسبوع .
يتزاحم الصغار على سلم المدرسة بجوار المطعم مما أدى الى انهيار السلم واصابة الكثير من الصغار فحمل الكبار صغارهم فوق ايديهم ولم تأت سيارات الاسعاف حتى هذه اللحظة .
تقول جدة دحروج الحاجه خضره أبوغنيم : ان الثور الذى يحمل الكرة الارضية على قرنه قد أصابه التعب فيضطر الى نقلها الى القرن الثانى فتحدث الهزة أ، ولكل هزة ضحاياها ، وكان دحروج بين ضحايا هذه الهزة .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين.. مدير عام
بالقناة الاولى
بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

الأحد، 20 نوفمبر 2016

من شارع الجمهوريه اول فيصل 9 الخميس يجىء مساء الخميس الأول من الشهر فيفتح عمنون الأعرج باب قصر عنابى باشا الكرايمى فى قلب بندر مينوى لتستقبل أسرار هانم السيد كل زوجات عمد القرى والكفور والنجوع المجاوره فى يوم المقابله . هتف عمنون الأعرج باسم حياة هانم حامد زوجة ابراهيم بيك الغرايبى عمدة كفر زغلوله والتى تجزل له العطاء مع كل مقابلة فى قصر الكرايمى فخفت أسرار هانم الى استقبالها فى حفاوة منقطعة النظير لأن الوالده تحرص على استضافتها مع كل مرة تزور فيها عزبتها المجاورة لكفر زغلوله ، ومن ناحية أخرى تطمئن من حياة على سلامة خطى زوجها عنابى باشا الكرايمى والذى وعد بالوزارة أكثر من مرة وعلى لسان الوالدة شخصيا ولم تأته حتى الآن . تتوافد سيدات البندر فتقبل كل وافدة الموجودات لتأخذ مكانها ولايعلو صوت عمنون الأعلرج الاباسم من تدس يدها فى جيبه لتترك نقودها الفضية تصفق طربا من فرحة عمنون الذى مازال يقلب داخل جيبه فى فضيات حياة هانم التى استأثرت بالمقابلة حتى هذه اللحظة فالكل يسألها عن الملكه الوالده واشاعة زواجها العرفى من الباشا رئيس الديوان فتقول حياة : وايش عملت الحره .. قالوا اتجوزت ، واهى حره . تنفرج أسارير عمنون الأعرج مع قدوم جليله هانم مبروك زوجة شهاب بيك طمان عمدة كفر السلامله والتى يقل عطاؤها عن عطاء حياة هانم فيعلو صوته نسبيا ليبلغ آذان أسرار هانم التى تعتدل فى جلستها لتسلم من لسان جليلله الطويل والتى تطيل احتضان الموجودات واحدة واحده وتأسى عليهن لينطلق لسانها قائلا : حسرة عليكن .. لم تغسل واحدة منكن شعرها منذ سنين بالرغم من كثرة الرجال فى الدور حتى تجمدت وجوهكن وطالت شواربكن التى تتشمم الاناث وحسب . اكتملت حلقة المقابلة بمجىء هنيه هانم بيومى زوجة عمدة كفر لطوخى شهاب بيك طمان وذكيه هانم هريدى زوجة المغربى بيك امام عمدة كفر الشرشاوى وأخيرا تحيه هانم فرج زوجة حامد بيك لبيب عمدة قرية البهادير فيطير عمنون فرحا لامتلاء جيبه بالريالات الفضة ، ويغادر موقعه من على البوابة ليساعد خضره الشغاله فى تقديم المشروبات والمكسرات الى السيدات واعادة الفوارغ الى المطبخ ... تتواصل ثرثرة المقابلة فى كل صغيرة وكبيرة فتقول جليله : ان بعد اشاعة الزواج العرفى قررت معظم الأرامل الزواج من شباب الهجامين الذين يتسلقون الجدران ليدخلوا من أعلى المنازل ليلا ويغادرون قبل طلوع النهار حتى تصل كل منهن الى نهاية عمر حبها الافتراضى فيتجه الهجام الصغير الى شغالة المنزل ويعلن زواجه منها ليستقرا تحت كنف السيدة الكريمة ... رأت هنيه هانم بيومى الكثير من الهجامين الذين يتسلقون البيوت المجاورة وهم آمنون من عيون رجال الدورية الذين لاينظرون الى أعلى مخافة السقوط فى الحفر الصناعية التى ملأت الشوارع ... تقول ذكيه هانم : لولا سيارة الراقصة الشهيرة ننا الدفتراوى التى انزلقت فى واحدة من هذه الحفر لما سدّت ، فلقد رفعت ننا قضية على وزارة الأشغال وكسبت تعويضا كبيرا مما اضطر الوزارة الى سد كل الحفر حتى ينظر رجال الدورية الى أعلى فيدخل شباب الهجامين من الأبواب بعد اعلان زواجهم من الشغالات فلايقعوا تحت أنظار رجال الدورية الذين ينظرون الآن الى الأعلى...تأخذ تحيه هانم فى سرد ماقدمته ننا الدفتراوى من خدمات لجيرانها من سكان شارعها الذى تسكن فيه ، وتواصل آذان عمنون الأعرج تسجيل كل مايقال من قصص مازال يرددها على مسامع الأجيال التالية له فى كل الميادين التى يرتادها ليستمتع الجميع بما كان يدور مساء الخميس الأول من كل شهر فى يوم المقابله . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين.. مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتليفزيون mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

من شارع الجمهوريه
اول فيصل
9
الخميس
     يجىء مساء الخميس الأول من الشهر فيفتح عمنون الأعرج باب قصر عنابى باشا الكرايمى فى قلب بندر مينوى لتستقبل أسرار هانم السيد كل زوجات عمد القرى والكفور والنجوع المجاوره فى يوم المقابله .
     هتف عمنون الأعرج باسم حياة هانم حامد زوجة ابراهيم بيك الغرايبى عمدة كفر زغلوله والتى تجزل له العطاء مع كل مقابلة فى قصر الكرايمى فخفت أسرار هانم الى استقبالها فى حفاوة منقطعة النظير لأن الوالده تحرص على استضافتها مع كل مرة تزور فيها عزبتها المجاورة لكفر زغلوله ، ومن ناحية أخرى تطمئن من حياة على سلامة خطى زوجها عنابى باشا الكرايمى والذى وعد بالوزارة أكثر من مرة وعلى لسان الوالدة شخصيا ولم تأته حتى الآن .
     تتوافد سيدات البندر فتقبل كل وافدة الموجودات لتأخذ مكانها ولايعلو صوت عمنون الأعلرج الاباسم من تدس يدها فى جيبه لتترك نقودها الفضية تصفق طربا من فرحة عمنون الذى مازال يقلب داخل جيبه فى فضيات حياة هانم التى استأثرت بالمقابلة حتى هذه اللحظة فالكل يسألها عن الملكه الوالده واشاعة زواجها العرفى من الباشا رئيس الديوان فتقول حياة : وايش عملت الحره .. قالوا اتجوزت  ، واهى حره .
     تنفرج أسارير عمنون الأعرج مع قدوم جليله هانم مبروك زوجة شهاب بيك طمان عمدة كفر السلامله والتى يقل عطاؤها عن عطاء حياة هانم فيعلو صوته نسبيا ليبلغ آذان أسرار هانم التى تعتدل فى جلستها لتسلم من لسان جليلله الطويل والتى تطيل احتضان الموجودات واحدة واحده وتأسى عليهن لينطلق لسانها قائلا : حسرة عليكن .. لم تغسل واحدة منكن شعرها منذ سنين بالرغم من كثرة الرجال فى الدور حتى تجمدت وجوهكن وطالت شواربكن التى تتشمم الاناث وحسب .
     اكتملت حلقة المقابلة بمجىء هنيه هانم بيومى زوجة عمدة كفر لطوخى شهاب بيك طمان وذكيه هانم هريدى زوجة المغربى بيك امام عمدة كفر الشرشاوى وأخيرا تحيه هانم فرج زوجة حامد بيك لبيب عمدة قرية البهادير فيطير عمنون فرحا لامتلاء جيبه بالريالات الفضة ، ويغادر موقعه من على البوابة ليساعد خضره الشغاله فى تقديم المشروبات والمكسرات الى السيدات واعادة الفوارغ الى المطبخ ... تتواصل ثرثرة المقابلة فى كل صغيرة وكبيرة  فتقول جليله : ان بعد اشاعة الزواج العرفى قررت معظم الأرامل الزواج من شباب الهجامين الذين يتسلقون الجدران ليدخلوا من أعلى المنازل ليلا ويغادرون قبل طلوع النهار حتى تصل كل منهن الى نهاية عمر حبها الافتراضى فيتجه الهجام الصغير الى شغالة المنزل ويعلن زواجه منها ليستقرا تحت كنف السيدة الكريمة ... رأت هنيه هانم بيومى الكثير من الهجامين الذين يتسلقون البيوت المجاورة وهم آمنون من عيون رجال الدورية الذين لاينظرون الى أعلى مخافة السقوط فى الحفر الصناعية التى ملأت الشوارع ... تقول ذكيه هانم : لولا سيارة الراقصة الشهيرة ننا الدفتراوى التى انزلقت فى واحدة من هذه الحفر لما سدّت ، فلقد رفعت ننا قضية على وزارة الأشغال وكسبت تعويضا كبيرا مما اضطر الوزارة الى سد كل الحفر حتى ينظر رجال الدورية الى أعلى فيدخل شباب الهجامين من الأبواب بعد اعلان زواجهم من الشغالات فلايقعوا تحت أنظار رجال الدورية الذين ينظرون الآن الى الأعلى...تأخذ تحيه هانم فى سرد ماقدمته ننا الدفتراوى من خدمات لجيرانها من سكان شارعها الذى تسكن فيه ، وتواصل آذان عمنون الأعرج تسجيل كل مايقال من قصص مازال يرددها على مسامع الأجيال التالية له فى كل الميادين التى يرتادها ليستمتع الجميع بما كان يدور مساء الخميس الأول من كل شهر فى يوم المقابله .
                                                       قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين.. مدير عام
بالقناة الاولى
بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

من شارع الجمهوريه اول فيصل 8 شلبيه تيح ترى الدجاجة سكينة شلبيه تيح الحامية فتجرى محتمية بصغارها الذين يلتفون حولها ويدافعون عنها فيضربون اقدام شلبيه بالاجنحة والمناقير .. يجىء ذكى اللمه متعهد الفنانين بالتياتروهات متوسطة السمعة الى شلبيه كى ينقلها من حارة الزعفرانى الى التياتروهات فتمتع محبى فن الرقص بفنها الذى برعت فيه فى الافراح والليالى الملاح .. تتمسح أزهار واشجان ورقية بأمهم خوفا من ذهابها وعدم عودتها كما حدث لجارتهم زايناهم التراحيلى التى تركت اولادها وزوجها بعد تعاقدها مع تياترو زمرده منذ أربعة اعوام ولم تعد حتى الان كى تنظر فى وجه اولادها الخمسة وابى اولادها الذى طلقته لتتزوج من مدرب الرقص بالتياترو . تتخطى شلبيه زحام الكتاكيت لتمسك بالدجاجة الام كى تقدمها فى عشاء الليلة المدعو اليه ذكى اللمه حتى تقنعه باصطحاب بناتها الثلاث فلم يعد لهن أحد سواها بعد وفاة زوجها برهام غنوش بائع عرقسوس حارة الزعفرانى .. لاتقوى الكتاكيت على مقاومة شلبيه وتسقط الدجاجة الام فى يد شلبيه اليسرى وتدفع السكين باليد اليمنى فتتساقط دموع صغار الكتاكيت .. تقع السكين من يد شلبيه ومازالت تمسك بالدجاجة . سيستمتع ذكى اللمه بأكل لحم الدجاجة الام فى هذه الليلة ولن تقو أزهار واشجان ورقيه على منعه من ذبح شلبيه باقناعه لها بعدم اصطحاب الثلاث بنات وتركهم مع اى جارة لتعود اليهن كل اسبوع بالعشرة ريالات المتبقية من اجر الاسبوع المنصرف . تخف قبضة شلبيه الممسكة بالدجاجة الام فتحاول المذبوحة الفرار .. تتملص من يد شلبيه فى رقصة ماقبل الذبح .. ترى شلبيه وجه ذكى اللمه يقهقه على سطح السكين اللامع بعد منتصف الليل مع آخر قضمة من جسد الدجاجة لتبدأ شلبيه رقصتها التى سيقرر بعدها ذكى الى اى من التياتروهات سيتوجه بشلبيه ليتعاقدمعها . سكتت الدجاجة الام عن المقاومة واستسلمت ليد شلبيه التى امسكتها بعطف سينتهى مع صمت المها بعد الذبح حين تنهى رقصة الدجاجة المذبوحة ، وتواصل شلبيه رقصتها الليلية لمتعهد الفنانات ومع كل آهة تتذكر أزهار وعلاج مرضها المزمن فتستمر فى الرقص ،وعندما تنهك تتصدر مصاريف مدرستى أشجان ورقيه عينيها فتواصل الرقص حتى تعجب ذكى . ستنسى الكتاكيت الدجاجة الام وقد تنسى شلبيه بناتها فى حارة الزعفرانى كما فعلت زايناهم التراحيلى .. اطلقت شلبيه الدجاجة الام من يدها واكتفت بالرقص فى الافراح والليالى الملاح فى حارة الزعفرانى والحارات المجاورة ، وأغلقت الباب فى وجه ذكى اللمه حتى لاترقص مذبوحه . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين.. مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتليفزيون mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

من شارع الجمهوريه
اول فيصل
8
شلبيه تيح

ترى الدجاجة سكينة شلبيه تيح الحامية فتجرى محتمية بصغارها الذين يلتفون حولها ويدافعون عنها فيضربون اقدام شلبيه بالاجنحة والمناقير .. يجىء ذكى اللمه متعهد الفنانين بالتياتروهات متوسطة السمعة الى شلبيه كى ينقلها من حارة الزعفرانى الى التياتروهات فتمتع محبى فن الرقص بفنها الذى برعت فيه فى الافراح والليالى الملاح .. تتمسح أزهار واشجان ورقية بأمهم خوفا من ذهابها وعدم عودتها كما حدث لجارتهم زايناهم التراحيلى التى تركت اولادها وزوجها بعد تعاقدها مع تياترو  زمرده منذ أربعة اعوام ولم تعد حتى الان كى تنظر فى وجه اولادها الخمسة وابى اولادها الذى طلقته لتتزوج من مدرب الرقص بالتياترو .
تتخطى شلبيه زحام الكتاكيت لتمسك بالدجاجة الام كى تقدمها فى عشاء الليلة المدعو اليه ذكى اللمه حتى تقنعه باصطحاب بناتها الثلاث فلم يعد لهن أحد سواها بعد وفاة زوجها برهام غنوش بائع عرقسوس حارة الزعفرانى .. لاتقوى الكتاكيت على مقاومة شلبيه وتسقط الدجاجة الام فى يد شلبيه اليسرى وتدفع السكين باليد اليمنى  فتتساقط دموع صغار الكتاكيت .. تقع السكين من يد شلبيه ومازالت تمسك بالدجاجة .
سيستمتع ذكى اللمه بأكل لحم الدجاجة الام فى هذه الليلة ولن تقو أزهار واشجان ورقيه على منعه من ذبح شلبيه باقناعه لها بعدم اصطحاب الثلاث بنات وتركهم مع اى جارة لتعود اليهن كل اسبوع بالعشرة ريالات المتبقية من اجر الاسبوع المنصرف .
تخف قبضة شلبيه الممسكة بالدجاجة الام فتحاول المذبوحة الفرار .. تتملص من يد شلبيه فى رقصة ماقبل الذبح .. ترى شلبيه وجه ذكى اللمه يقهقه على سطح السكين اللامع بعد منتصف الليل مع آخر قضمة من جسد الدجاجة لتبدأ شلبيه رقصتها التى سيقرر بعدها ذكى الى اى من التياتروهات سيتوجه بشلبيه ليتعاقدمعها .
سكتت الدجاجة الام عن المقاومة واستسلمت ليد شلبيه التى امسكتها بعطف سينتهى مع صمت المها بعد الذبح حين تنهى رقصة الدجاجة المذبوحة ، وتواصل شلبيه رقصتها الليلية لمتعهد الفنانات ومع كل آهة تتذكر أزهار وعلاج مرضها المزمن فتستمر فى الرقص ،وعندما تنهك تتصدر مصاريف مدرستى أشجان ورقيه عينيها فتواصل الرقص حتى تعجب ذكى .
ستنسى الكتاكيت الدجاجة الام وقد تنسى شلبيه بناتها فى حارة الزعفرانى كما فعلت زايناهم التراحيلى  .. اطلقت شلبيه الدجاجة الام من يدها واكتفت بالرقص فى الافراح والليالى الملاح فى حارة الزعفرانى والحارات المجاورة ، وأغلقت الباب فى وجه ذكى اللمه حتى لاترقص مذبوحه .


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين.. مدير عام
بالقناة الاولى
بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

من شارع الجمهوريه اول فيصل 7 صغيرة وعجوز تزاحم المارة حول الصغيرة التى تصرخ وتحاول الفرار من السيدة الممسكة بيدها .. تساءل الزحام عن سر بكاء الصغيرة فى أول الأمر فلم تجب السيدة وشدت من قبضتها حتى لاتفلت الصغيرة من يدها . قطعت الصغيرة بيدها خصلات من شعرها تعبيرا عن رفضها للقبضة التى تمسك بيدها اليمنى ومازالت تصرخ وتصرخ ليزيد الزحام المتحلق حول الصغيرة والسيدة الممسكة بيدها . كرر الزحام السؤال عن سر خوف الصغيرة فواصلت السيدة صمتها ومسحت آثار الدماء التى تركتها أظافر الصغيرة على الوجه العجوز ، وواصلت الصغيرة بكاءها بحرقه . رقّ قلب شابة تحمل دفتر محاضراتها فى طريق العودة من الجامعة وهى فى صحبة صديقها فدفعت بالصديق الى الصغيرة ليحملها مع بقاء يدها اليمنى فى يد السيدة اليسرى واحتضنها برفق فتوقفت الصغيرة عن البكاء ليتهم الصديق السيدة العجوز بخطف الفتاة . تنفى السيدة خطف الصغيرة فهى جارة أمها كما تقول وتخشى عليها من الضياع أو أن تلتقطها احدى عصابات خطف الأطفال التى تقطعهم لتبيعهم عضوا عضوا لذلك لن تترك يدها وجذبتها من حضن الصديق الشاب . لم يقتنع الزحام بما قالت العجوز فتطوع الواقفون بابلاغ الشرطة عن طريق هواتفهم المحمولة ، والسيدة تنفى التهمة .. علا صوت الصغيرة ثانية يستغيث بحضن صديق الفتاة الجامعية الذى أسرع الى تلبية نداء الصغيرة لتشعر بدفىء غريب تصمت بعده عن البكاء ، وتظل السيدة العجوز ممسكة بيد الصغيرة وتقول : لقد دخلت أمها البنك الاكليرى لتصرف معاش زوجها المشلول وأوصتها برعايتها وعدم ترك يدها ، وهى على العهد باقية حتى لاتضيع الصغيرة . جاءت عشر سيارات شرطة تلبية لنداء عشرة هواتف محموله من نفس الزحام الملتف حول الصغيرة والعجوز والام التى بداخل البنك ، وتم التحقيق فى الواقعة وأمسكوا بالعجوز والصغيرة المخطوفة كما أكد كل الواقفين فقالت العجوز للصغيرة : خلاص أنا حاجيبلك طبق الكشرى اللى عايزاه .. ابتسمت الصغيرة ثم ضحكت مع خروج أمها من باب البنك لتحتضنها ، وتذهب العجوز لتشترى الطبق الذى وعدت به ، وينفض المتزاحمون بعد عودة الصغيرة الى حضن أمها الدافىء ونفى تهمة الخطف عن الجارة العجوز . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين.. مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتليفزيون mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

من شارع الجمهوريه
اول فيصل
7
صغيرة وعجوز
تزاحم المارة حول الصغيرة التى تصرخ وتحاول الفرار من السيدة الممسكة بيدها .. تساءل الزحام عن سر بكاء الصغيرة فى أول الأمر فلم تجب السيدة وشدت من قبضتها حتى لاتفلت الصغيرة من يدها .
قطعت الصغيرة بيدها خصلات من شعرها تعبيرا عن رفضها للقبضة التى تمسك بيدها اليمنى ومازالت تصرخ وتصرخ ليزيد الزحام المتحلق حول الصغيرة والسيدة الممسكة بيدها .
كرر الزحام السؤال عن سر خوف الصغيرة فواصلت السيدة صمتها ومسحت آثار الدماء التى تركتها أظافر الصغيرة على الوجه العجوز ، وواصلت الصغيرة بكاءها بحرقه .
رقّ قلب شابة تحمل دفتر محاضراتها فى طريق العودة من الجامعة وهى فى صحبة صديقها فدفعت بالصديق الى الصغيرة ليحملها مع بقاء يدها اليمنى فى يد السيدة اليسرى واحتضنها برفق فتوقفت الصغيرة عن البكاء ليتهم الصديق السيدة العجوز بخطف الفتاة .
تنفى السيدة خطف الصغيرة فهى جارة أمها كما تقول وتخشى عليها من الضياع أو أن تلتقطها احدى عصابات خطف الأطفال التى تقطعهم لتبيعهم عضوا عضوا لذلك لن تترك يدها وجذبتها من حضن الصديق الشاب .
لم يقتنع الزحام بما قالت العجوز فتطوع الواقفون بابلاغ الشرطة عن طريق هواتفهم المحمولة ، والسيدة تنفى التهمة .. علا صوت الصغيرة ثانية يستغيث بحضن صديق الفتاة الجامعية الذى أسرع الى تلبية نداء الصغيرة لتشعر بدفىء غريب تصمت بعده عن البكاء ، وتظل السيدة العجوز ممسكة بيد الصغيرة وتقول : لقد دخلت أمها البنك الاكليرى لتصرف معاش زوجها المشلول وأوصتها برعايتها وعدم ترك يدها ، وهى على العهد باقية حتى لاتضيع الصغيرة .
جاءت عشر سيارات شرطة تلبية لنداء عشرة هواتف محموله من نفس الزحام الملتف حول الصغيرة والعجوز والام التى بداخل البنك ، وتم التحقيق فى الواقعة وأمسكوا بالعجوز والصغيرة المخطوفة كما أكد كل الواقفين فقالت العجوز للصغيرة : خلاص أنا حاجيبلك طبق الكشرى اللى عايزاه .. ابتسمت الصغيرة ثم ضحكت مع خروج أمها من باب البنك لتحتضنها ، وتذهب العجوز لتشترى الطبق الذى وعدت به ، وينفض المتزاحمون بعد عودة الصغيرة الى حضن أمها الدافىء ونفى تهمة الخطف عن الجارة العجوز .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين.. مدير عام
بالقناة الاولى
بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

الاثنين، 14 نوفمبر 2016

من شارع الجمهوريه اول فيصل 6 صبيحه جلست الشيخة صبيحة أمام مسجد سيدى محمد بن أحمد الذى يعود نسبه الى سيدنا الحسين بن على وفاطمة الزهراء رضوان الله عليهم كما تؤكد الوثائق المحفوظةبالدفترخانة منذ تم انشاؤها من سنين قديمة لايعلم مداها الا الله كما يقول العارفون من أهل المدينة ، وكما تردد الشيخة صبيحة لكل محبى السلطان الذين جاءوا اليه من كل مكان فى مختلف الاقطار القريبة والبعيدة ليشهدوا الاحتفال السنوى الذى يقام احياءا لذكرى هذا الزاهد الذى نذر كل حياته فى خدمة أحبابه من المريدين ، وتواصل الشيخة صبيحة عدّ مناقب وكرامات الاولياء الصالحين ومن بينهم هذا القطب الذى تصر على حضور مولده من أول ليلة حتى الليلة اليتيمة التى تقام عقب انتهاء المولد والذى يتزامن مع المنتصف من رجب من كل عام . جاء المولد هذا العام فى اليوم الثالث من شهر طوبة فأنذرت السماء المحتفلين بغيوم غطت الاقليم مما دعاهم الى اقامة الخيم الجلدية الصنع لتحول بينهم وبين السيل الذى سيتدفق من السماء غير أن الشيخة صبيحة لم تعر الغيوم أدنى اهتمام وواصلت مد يدها فى حقائب الصدقة التى بجوارها لتهب كل محبى السلطان صدقاتها على روح زوجها عبد الدايم بيك الرمانى الذى جاءها فى المنام منذ عشر سنوات وأوصاها بالوفاء بنذره الذى داوم على تقديمه كل عام ومنذ عشرين عاما وهو يذبح عجل بقرى كبير فى الليلة الكبيرة ويقدم مايماثل ثمن العجل الى الفقراء من المريدين فداومت صبيحة الغندوقى على هذه العادة حتى عرفت بين المريدين بالشيخة صبيحه . يترقب المريدون لحظة صمت عجل الشيخة صبيحة عن الخوار كى تصمت بطونهم عن التقلص ويكتفون كل يوم بما تهبه لهم الشيخة صبيحة من نفحات ليواصلوا ذكرهم فى الحلقات المقامة أمام السلطان . هاج العجل البقرى الكبير مع تدفق السيل ثقيلا ففك قيوده وسابق الريح واحتمى كل المريدين بخيمهم ولكن الشيخة صبيحة لم تقو على الحركة ، وتخللت مياه السيول جدار الضريح مما أدى الى سقوطه على الشيخة صبيحة التى امتزجت بطين الجدران ولم يلتفت اليها أحد حتى هدأت السيول ليجدها المريدون جثة هامدة مغطاة بالطين فتم دفنها فى نفس المكان وبنى عليها بنيان . بكى الفقراء كثيرا على الشيخة صبيحه . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين.. مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتليفزيون mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

من شارع الجمهوريه
اول فيصل
6

صبيحه
جلست الشيخة صبيحة أمام مسجد سيدى محمد بن أحمد الذى يعود نسبه الى سيدنا الحسين بن على وفاطمة الزهراء رضوان الله عليهم كما تؤكد الوثائق المحفوظةبالدفترخانة منذ تم انشاؤها من سنين قديمة لايعلم مداها الا الله كما يقول العارفون من أهل المدينة ، وكما تردد الشيخة صبيحة لكل محبى السلطان الذين جاءوا اليه من كل مكان فى مختلف الاقطار القريبة والبعيدة ليشهدوا الاحتفال السنوى الذى يقام احياءا لذكرى هذا الزاهد الذى نذر كل حياته فى خدمة أحبابه من المريدين ، وتواصل الشيخة صبيحة عدّ مناقب وكرامات الاولياء الصالحين ومن بينهم هذا القطب الذى تصر على حضور مولده من أول ليلة حتى الليلة اليتيمة التى تقام عقب انتهاء المولد والذى يتزامن مع المنتصف من رجب من كل عام .
جاء المولد هذا العام فى اليوم الثالث من شهر طوبة فأنذرت السماء المحتفلين بغيوم غطت الاقليم مما دعاهم الى اقامة الخيم الجلدية الصنع لتحول بينهم وبين السيل الذى سيتدفق من السماء غير أن الشيخة صبيحة لم تعر الغيوم أدنى اهتمام وواصلت مد يدها فى حقائب الصدقة التى بجوارها لتهب كل محبى السلطان صدقاتها على روح زوجها عبد الدايم بيك الرمانى الذى جاءها فى المنام منذ عشر سنوات وأوصاها بالوفاء بنذره الذى داوم على تقديمه كل عام ومنذ عشرين عاما وهو يذبح عجل بقرى كبير فى الليلة الكبيرة  ويقدم مايماثل ثمن العجل الى الفقراء من المريدين فداومت صبيحة الغندوقى على هذه العادة حتى عرفت بين المريدين بالشيخة صبيحه .
يترقب المريدون لحظة صمت عجل الشيخة صبيحة عن الخوار كى تصمت بطونهم عن التقلص ويكتفون كل يوم بما تهبه لهم الشيخة صبيحة من نفحات ليواصلوا ذكرهم فى الحلقات المقامة أمام السلطان .
هاج العجل البقرى الكبير مع تدفق السيل ثقيلا ففك قيوده وسابق الريح واحتمى كل المريدين بخيمهم ولكن الشيخة صبيحة لم تقو على الحركة ، وتخللت مياه السيول جدار الضريح مما أدى الى سقوطه على الشيخة صبيحة التى امتزجت بطين الجدران ولم يلتفت اليها أحد حتى هدأت السيول ليجدها المريدون جثة هامدة مغطاة بالطين فتم دفنها فى نفس المكان وبنى عليها بنيان .
بكى الفقراء كثيرا على الشيخة صبيحه .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين.. مدير عام
بالقناة الاولى
بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

من شارع الجمهوريه اول فيصل 6 صبيحه جلست الشيخة صبيحة أمام مسجد سيدى محمد بن أحمد الذى يعود نسبه الى سيدنا الحسين بن على وفاطمة الزهراء رضوان الله عليهم كما تؤكد الوثائق المحفوظةبالدفترخانة منذ تم انشاؤها من سنين قديمة لايعلم مداها الا الله كما يقول العارفون من أهل المدينة ، وكما تردد الشيخة صبيحة لكل محبى السلطان الذين جاءوا اليه من كل مكان فى مختلف الاقطار القريبة والبعيدة ليشهدوا الاحتفال السنوى الذى يقام احياءا لذكرى هذا الزاهد الذى نذر كل حياته فى خدمة أحبابه من المريدين ، وتواصل الشيخة صبيحة عدّ مناقب وكرامات الاولياء الصالحين ومن بينهم هذا القطب الذى تصر على حضور مولده من أول ليلة حتى الليلة اليتيمة التى تقام عقب انتهاء المولد والذى يتزامن مع المنتصف من رجب من كل عام . جاء المولد هذا العام فى اليوم الثالث من شهر طوبة فأنذرت السماء المحتفلين بغيوم غطت الاقليم مما دعاهم الى اقامة الخيم الجلدية الصنع لتحول بينهم وبين السيل الذى سيتدفق من السماء غير أن الشيخة صبيحة لم تعر الغيوم أدنى اهتمام وواصلت مد يدها فى حقائب الصدقة التى بجوارها لتهب كل محبى السلطان صدقاتها على روح زوجها عبد الدايم بيك الرمانى الذى جاءها فى المنام منذ عشر سنوات وأوصاها بالوفاء بنذره الذى داوم على تقديمه كل عام ومنذ عشرين عاما وهو يذبح عجل بقرى كبير فى الليلة الكبيرة ويقدم مايماثل ثمن العجل الى الفقراء من المريدين فداومت صبيحة الغندوقى على هذه العادة حتى عرفت بين المريدين بالشيخة صبيحه . يترقب المريدون لحظة صمت عجل الشيخة صبيحة عن الخوار كى تصمت بطونهم عن التقلص ويكتفون كل يوم بما تهبه لهم الشيخة صبيحة من نفحات ليواصلوا ذكرهم فى الحلقات المقامة أمام السلطان . هاج العجل البقرى الكبير مع تدفق السيل ثقيلا ففك قيوده وسابق الريح واحتمى كل المريدين بخيمهم ولكن الشيخة صبيحة لم تقو على الحركة ، وتخللت مياه السيول جدار الضريح مما أدى الى سقوطه على الشيخة صبيحة التى امتزجت بطين الجدران ولم يلتفت اليها أحد حتى هدأت السيول ليجدها المريدون جثة هامدة مغطاة بالطين فتم دفنها فى نفس المكان وبنى عليها بنيان . بكى الفقراء كثيرا على الشيخة صبيحه . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين.. مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتليفزيون mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

من شارع الجمهوريه
اول فيصل
6

صبيحه
جلست الشيخة صبيحة أمام مسجد سيدى محمد بن أحمد الذى يعود نسبه الى سيدنا الحسين بن على وفاطمة الزهراء رضوان الله عليهم كما تؤكد الوثائق المحفوظةبالدفترخانة منذ تم انشاؤها من سنين قديمة لايعلم مداها الا الله كما يقول العارفون من أهل المدينة ، وكما تردد الشيخة صبيحة لكل محبى السلطان الذين جاءوا اليه من كل مكان فى مختلف الاقطار القريبة والبعيدة ليشهدوا الاحتفال السنوى الذى يقام احياءا لذكرى هذا الزاهد الذى نذر كل حياته فى خدمة أحبابه من المريدين ، وتواصل الشيخة صبيحة عدّ مناقب وكرامات الاولياء الصالحين ومن بينهم هذا القطب الذى تصر على حضور مولده من أول ليلة حتى الليلة اليتيمة التى تقام عقب انتهاء المولد والذى يتزامن مع المنتصف من رجب من كل عام .
جاء المولد هذا العام فى اليوم الثالث من شهر طوبة فأنذرت السماء المحتفلين بغيوم غطت الاقليم مما دعاهم الى اقامة الخيم الجلدية الصنع لتحول بينهم وبين السيل الذى سيتدفق من السماء غير أن الشيخة صبيحة لم تعر الغيوم أدنى اهتمام وواصلت مد يدها فى حقائب الصدقة التى بجوارها لتهب كل محبى السلطان صدقاتها على روح زوجها عبد الدايم بيك الرمانى الذى جاءها فى المنام منذ عشر سنوات وأوصاها بالوفاء بنذره الذى داوم على تقديمه كل عام ومنذ عشرين عاما وهو يذبح عجل بقرى كبير فى الليلة الكبيرة  ويقدم مايماثل ثمن العجل الى الفقراء من المريدين فداومت صبيحة الغندوقى على هذه العادة حتى عرفت بين المريدين بالشيخة صبيحه .
يترقب المريدون لحظة صمت عجل الشيخة صبيحة عن الخوار كى تصمت بطونهم عن التقلص ويكتفون كل يوم بما تهبه لهم الشيخة صبيحة من نفحات ليواصلوا ذكرهم فى الحلقات المقامة أمام السلطان .
هاج العجل البقرى الكبير مع تدفق السيل ثقيلا ففك قيوده وسابق الريح واحتمى كل المريدين بخيمهم ولكن الشيخة صبيحة لم تقو على الحركة ، وتخللت مياه السيول جدار الضريح مما أدى الى سقوطه على الشيخة صبيحة التى امتزجت بطين الجدران ولم يلتفت اليها أحد حتى هدأت السيول ليجدها المريدون جثة هامدة مغطاة بالطين فتم دفنها فى نفس المكان وبنى عليها بنيان .
بكى الفقراء كثيرا على الشيخة صبيحه .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين.. مدير عام
بالقناة الاولى
بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

من شارع الجمهوريه اول فيصل 5 فاتونه تسهر عيون ابناء نجع الكرايميه للاستمتاع بصوت الاسطى فاتونه الغجريه مساء كل خميس من كل اسبوع ، وتنتظر بفارغ الصبر ظهور مريانه راقصة الفرقة التى اختارتها فاتونه بعناية من بين نساء النجوع العشرة . يلّون نور الكلوبات جسد مريانه بالابيض فتخرج على الجالسين بوجه نصف قمرى يطل من أعلى المصطبة الواسعة التى تصطف عليها الفرقة .. تعلو دقات حاكم عبد السيد تحية لدخول مريانه الجميلة ، ويصفق كل الحضور بحرارة حتى يخفت صوت الايقاع لتواصل الاسطى الغناء . تصف فاتونه حرارة عشق الولد للفتاة وقرارالاب القاسى بحرمان ابنه من شرب كؤوس الحب وتزويجه من بنت من بنات النجع لتتوه الغجرية .. تتلوى مريانة الغجرية من شدة الالم وترقص على ايقاعات حاكم الذى تعهدها بتوصية من فاتونه وجاء بها من نجع الفراوليه ليعينها على سد احتاجات ابنتها المصابة منذ زمن بمرض عقلى حار الاطباء فى علاجه . ينزل عمدة نجع الفراولية على رغبة فاتونه فى تشغيل زوج مريانه فى عزبة عبد السلام بيك البجواى كما الحق مريانه بالعمل صباحا فى قصر البيك لتتفرغ الجميلة فى المساء للمعلمة ولياليها التى لاتتوقف ، وتوزعها بالتبادل بين النجوع العشرة . يطلب ابناء نجع الكرايميه من المعلمة اعادة الاغنية ليزيد استمتاعهم برقص الجميلة فيزداد علو ايقاع حاكم المنفرد متواصلا مع مريانه وتبدأ فاتونه فى الغناء للمرة الرابعة لأغنية واحدة حتى توشك الجميلة على السقوط . أخذت مريانه قرار التوقف عن الرقص مع زوجها خلف المزايكى الذى اصبح الخفير الخاص لعبد السلام بيك البجواى واصبحت مريانه مديرة للقصر وعلت مكانتها حتى صارت كل أمور القصر بين ايديهما من تعيين للعاملين أوفصلهم من العزبة . رأت فاتونه الحيرة فى عينى مريانه فرفعت يدها مشيرة بالاستمرار حتى لاينقلب عليهم ابناء نجع الكرايميه وتفقد جمهورها الحبيب .. اسقطت فاتونه غطاء رأسها المصبوغ بالحناء والذى تحول الى الأحمر ليلون وجه مريانه بشدة الارهاق وكثرة العرق وتفجر الدماء بكل قوة من اوردة الوجه الجميل . ستصارح مريانه فى هذه الليلة الاسطى فاتونه وتوقفها على القرار فلم تعد قادرة على العمل طوال اليوم صباحا فى العزبة ومساءا مع الفرقة التى تنهى عملها بعد منتصف كل ليلة فلايتبقى وقت للنوم أورعاية الصغيرة ابنتها التى يتبادل معها الزوج فى تقديم العلاج لها . رأى حاكم اعتصار الالم لوجه مريانه فزاد من ايقاعاته لتنهى الرقصة لكنها كانت اسرع فى السقوط وصارحت الاسطى بقرارها لتبدأ فاتونه رحلة البحث الطويل عن راقصة جديدة للفرقة . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين.. مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتليفزيون mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

من شارع الجمهوريه
اول فيصل
5

فاتونه
تسهر عيون ابناء نجع الكرايميه للاستمتاع بصوت الاسطى فاتونه الغجريه مساء كل خميس من كل اسبوع ، وتنتظر بفارغ الصبر ظهور مريانه راقصة الفرقة التى اختارتها فاتونه بعناية من بين نساء النجوع العشرة .
يلّون نور الكلوبات جسد مريانه بالابيض فتخرج على الجالسين بوجه نصف قمرى يطل من أعلى المصطبة الواسعة التى تصطف عليها الفرقة ..  تعلو دقات حاكم عبد السيد تحية لدخول مريانه الجميلة ، ويصفق كل الحضور بحرارة حتى يخفت صوت الايقاع لتواصل الاسطى الغناء .
تصف فاتونه حرارة عشق الولد للفتاة وقرارالاب القاسى بحرمان ابنه من شرب كؤوس الحب وتزويجه من بنت من بنات النجع لتتوه الغجرية .. تتلوى مريانة الغجرية من شدة الالم وترقص على ايقاعات حاكم الذى تعهدها بتوصية من فاتونه وجاء بها من نجع الفراوليه ليعينها على سد احتاجات ابنتها المصابة منذ زمن بمرض عقلى حار الاطباء فى علاجه .
ينزل عمدة نجع الفراولية على  رغبة فاتونه فى تشغيل زوج مريانه فى عزبة عبد السلام بيك البجواى كما الحق مريانه بالعمل صباحا فى قصر البيك لتتفرغ الجميلة فى المساء للمعلمة ولياليها التى لاتتوقف ، وتوزعها بالتبادل بين النجوع العشرة .
يطلب ابناء نجع الكرايميه من  المعلمة اعادة الاغنية ليزيد استمتاعهم برقص الجميلة فيزداد علو ايقاع حاكم المنفرد متواصلا مع مريانه وتبدأ فاتونه فى الغناء للمرة الرابعة لأغنية واحدة حتى توشك الجميلة على السقوط .
أخذت مريانه قرار التوقف عن الرقص مع زوجها خلف المزايكى الذى اصبح الخفير الخاص لعبد السلام بيك البجواى واصبحت مريانه مديرة للقصر وعلت مكانتها حتى صارت كل أمور القصر بين ايديهما من تعيين للعاملين أوفصلهم من العزبة .
رأت فاتونه الحيرة فى عينى مريانه فرفعت يدها مشيرة بالاستمرار حتى لاينقلب عليهم ابناء نجع الكرايميه وتفقد جمهورها الحبيب .. اسقطت فاتونه غطاء رأسها المصبوغ بالحناء والذى تحول الى الأحمر ليلون وجه مريانه بشدة الارهاق وكثرة العرق وتفجر الدماء بكل قوة من اوردة الوجه الجميل .
ستصارح مريانه فى هذه الليلة الاسطى فاتونه وتوقفها على القرار فلم تعد قادرة على العمل طوال اليوم صباحا فى العزبة ومساءا مع الفرقة التى تنهى عملها بعد منتصف كل ليلة فلايتبقى وقت للنوم أورعاية الصغيرة ابنتها التى يتبادل معها الزوج فى تقديم العلاج لها .
رأى حاكم اعتصار الالم لوجه مريانه فزاد من ايقاعاته لتنهى الرقصة لكنها كانت اسرع فى السقوط وصارحت الاسطى بقرارها لتبدأ فاتونه رحلة البحث الطويل عن راقصة جديدة للفرقة .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين.. مدير عام
بالقناة الاولى
بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

من شارع الجمهوريه اول فيصل 4 ماريونيت الاراجوز جوز والعروسه اوسه والخيّال شلال ، وحصانهم الطائر طيار اصدقاء يعشقون الضحك والفكاهة .. يلتفت الصغار بعيونهم الجميله الصافيه الى العرائس الاربعة .. يواصل سيد ماريونيت تحريك العرائس بيديه الاثنين من خلف المسرح الصغير ، ويلعب كل الادوار بتلوين صوته حتى ترضى عنه الجميله كريمه بنت توفيق حميده أقدم لاعب عرائس فى بر شجر اللبلاب بأكمله وصاحب صندوق العرائس التى يلعب بها ماريونيت . يضع سيد صفارة الاراجوز فى فمه ويبدأ فى لعب دوره فيستمتع الصغار بمغامرات الاراجوز وشقاوته احيانا .. ينظر الاراجوز الى العروسه أوسه الجميله ويحلم بالارتباط بها لكنها تفضل الخيّال شلال الفارس الذى يمتطى صهوة جواده الطائر ليأتى باللؤلؤ والمرجان الغالى ليقدمه لابيها كى يتزوجها ويهدى اليها فاكهة الصيف فى فصل الشتاء وفاكهة الشتاء فى فصل الصيف .. تسيل دموع الاراجوز جوز ويطأطىء الرأس لعدم فروسيته وعجزه عن الطيران لانه لايملك حصانا طائرا كشلال ، وتزيد العروسه أوسه من دلالها . يمسح سيد ماريونيت دموعه ويواصل أداء الادوار فيصهل اذا ماتحدث الحصان الطائر ويقوى صوته مع شلال الفارس المغوار ، ويتدلل بصوت أوسه العروسه ، ويضع فى فمه صفارة جوز الاراجوز ولاتعره كريمه بنت توفيق حميده اى اهتمام مع حبه الشديد لها . كانت كريمه محط انظار معظم شباب بر شجر اللبلاب ففاضلت كثيرا بين خطابها حتى تركها قطار الزواج فآثرت أن ترث مهنة ابيها توفيق حميده أراجوز منطقة بر شجر اللبلاب والمناطق المجاوره ، واحتالت ثانية على سيد ماريونيت بعد رحيل ابيها ولمحت له بموافقتها على الزواج منه بعد طول انتظار سيد لها ولأكثر من عشرين عاما كان سيد فى خدمتها وخدمة ابيها حتى ملّ الانتظار فغادر البر كله ، ومع رحيل توفيق حميده ارسلت كريمه فى طلب سيد من كفر الكمايره فعاد ليقوم بدور الاراجوز بدلا من ابيها . يزدحم السامر بالصغار فيدفع الآباء على الرأس خمسمائة قطعة لتمتلىء جيوب الجمياه بالدنانير الكثيره وتشترى منزلها الجديد وتقرر أن لايسكنها سيد مايونيت .. تنتظر كريمه عشر سنوات أخرى تفاضل فيها بين طالبى يدها وطالبى الدنانير التى تملكها والمنزل ، ومازالت تنتظر فارسها الذى سيحملها فوق صهوة جواده ويهدى اليها فاكهة الشتاء فى فصل الصيف وفاكهة الصيف فى فصل الشتاء . يواصل سيد ماريونيت لعب ادواره الاربعة الاراجوز جوز والعروسه اوسه والخيال شلال وحصانه الطائر طيار ليسلى الصغار ويسترضى حبيبته عسى ان يلين قلبها للاراجوز جوز . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين.. مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتليفزيون mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

من شارع الجمهوريه
اول فيصل
4
ماريونيت
الاراجوز جوز والعروسه اوسه والخيّال شلال ، وحصانهم الطائر طيار اصدقاء يعشقون الضحك والفكاهة .. يلتفت الصغار بعيونهم الجميله الصافيه الى العرائس الاربعة .. يواصل سيد ماريونيت تحريك العرائس بيديه الاثنين من خلف المسرح الصغير ، ويلعب كل الادوار بتلوين صوته حتى ترضى عنه الجميله كريمه بنت توفيق حميده أقدم لاعب عرائس فى بر شجر اللبلاب بأكمله وصاحب صندوق العرائس التى يلعب بها ماريونيت .
يضع سيد صفارة الاراجوز فى فمه ويبدأ فى لعب دوره فيستمتع الصغار بمغامرات الاراجوز وشقاوته احيانا .. ينظر الاراجوز الى العروسه أوسه الجميله ويحلم بالارتباط بها لكنها تفضل الخيّال شلال الفارس الذى يمتطى صهوة جواده الطائر ليأتى باللؤلؤ والمرجان الغالى ليقدمه لابيها كى يتزوجها ويهدى اليها فاكهة الصيف فى فصل الشتاء وفاكهة الشتاء فى فصل الصيف .. تسيل دموع الاراجوز جوز ويطأطىء الرأس لعدم فروسيته وعجزه عن الطيران لانه لايملك حصانا طائرا كشلال ، وتزيد العروسه أوسه من دلالها .
يمسح سيد ماريونيت دموعه ويواصل أداء الادوار فيصهل اذا ماتحدث الحصان الطائر ويقوى صوته مع شلال الفارس المغوار ، ويتدلل بصوت أوسه العروسه ، ويضع فى فمه صفارة جوز الاراجوز ولاتعره كريمه بنت توفيق حميده اى اهتمام مع حبه الشديد لها .
كانت كريمه محط انظار معظم شباب بر شجر اللبلاب ففاضلت كثيرا بين خطابها حتى تركها قطار الزواج فآثرت أن ترث مهنة ابيها توفيق حميده أراجوز منطقة بر شجر اللبلاب والمناطق المجاوره ، واحتالت ثانية على سيد ماريونيت بعد رحيل ابيها ولمحت له بموافقتها على الزواج منه بعد طول انتظار سيد لها ولأكثر من عشرين عاما كان سيد فى خدمتها وخدمة ابيها حتى ملّ الانتظار فغادر البر كله ، ومع رحيل توفيق حميده ارسلت كريمه فى طلب سيد من كفر الكمايره فعاد ليقوم بدور الاراجوز بدلا من ابيها .
يزدحم السامر بالصغار فيدفع الآباء على الرأس خمسمائة قطعة لتمتلىء جيوب الجمياه بالدنانير الكثيره وتشترى منزلها الجديد وتقرر أن لايسكنها سيد مايونيت .. تنتظر كريمه عشر سنوات أخرى تفاضل فيها بين طالبى يدها وطالبى الدنانير التى تملكها والمنزل ، ومازالت تنتظر فارسها الذى سيحملها فوق صهوة جواده ويهدى اليها فاكهة الشتاء فى فصل الصيف وفاكهة الصيف فى فصل الشتاء .
يواصل سيد ماريونيت لعب ادواره الاربعة الاراجوز جوز والعروسه اوسه والخيال شلال وحصانه الطائر طيار ليسلى الصغار ويسترضى حبيبته عسى ان يلين قلبها للاراجوز جوز .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين.. مدير عام
بالقناة الاولى
بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

الأحد، 13 نوفمبر 2016

من شارع الجمهوريه اول فيصل 3 آبار قراقوش توصل الامير قراقوش الى حل يخلصه من جموع الورّاقين المارقين .. أمر بحفر آبار فى منتصف الشوارع التى يقطنونها وتم تغطيتها بورق الشجر حتى اذا ماخرج الورّاق الى دكانه يسقط ولايستطيع الخروج حتى تأتى اليه النجدة من اى مكان اذا ماسمع صوته . خرج سهيل الزريقات حاملا كومة الكتب التى سيعرضها فى سوق الورّاقين ، وخطا خطواته الواثقة كالمعتاد فهو يعشق الارض ويرتبط بها كثيرا ولايحب ان يجاوزها حتى يثبت القدم ليرفع الاخرى فيصل الى حافة بئر قراقوش العميقة وتنزلق قدم سهيل لتتهشم عظامه ويروح فى اغماءة طويلة امتد ت من الصباح الباكر حتى آذان صلاة الظهر ، ولم يعر أحد من المارة اهتماما الى الساقط فى قلب البئر العميقة وهم قليل بعدما غادر معظم السكان الحارة التى يسكن فيها سهيل الزريقات الى منازل أخرى بعيدة حتى لايصيبهم أذى قراقوش الذى يتفنن رجاله فى أذى سهيل لتطاوله الدائم على اصحاب المقامات الرفيعة واعمال فكره فيما يكتب ، وهذا يغضب قراقوش كثيرا لانه يخشى على عقول ابنائه من الرعية من فكر سهيل . استيقظ سهيل من رقدته غير قادر على الحركة فأصدر عدة استغاثات بأعلى صوته الذى ضعف جدا حتى لم يكد يصل الى آذان أحد من المارة .. خرج عدنان ابن سهيل الزريقات ليلحق بوالده فيساعده فى السوق ... وقعت عينا عدنان على أوراق والده المتناثرة حول حافة الحفرة الكبيرة فأطال النظر ودقق ليجد المزيد ملقى بطول عمق البئر فأخذ يجمع ماتستطيع يداه الامساك به أمام الرياح التى تهب وتتوقف ثم تعود لتهب ثانية .. وصلت استغاثة سهيل ضعيفة متهالكة الى آذان ابنه فرد عليه عدنان ملبيا وطلب منه الانتظار قليلا حتى يأتى بالمساعدة .. جرى عدنان تجاه المنزل وأحضر امه واخوته الخمسة ومدّ حبل الساقية السميك الطويل ليمسك الخمسة أولاد والام بالطرف الاول ويلقى عدنان الى ابيه الطرف الثانى .. لم تقو يد سهيل على الامساك بالحبل فأسرع عدنان بالنزول الى البئر وحمل اباه على كتفه وأمسك بالحبل وبدأ التسلق حتى تمكن من الوصول الى حافة البئر ليأخذ اخوته بيده ويحملون اباهم ، وتوبخ زمرده الزوجة سهيل على اصراره على تعكير صفو مزاج ولى النعم الذى أوشك أن يأتى على نهايته فى آباره القاتلة . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين.. مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتليفزيون mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

من شارع الجمهوريه
اول فيصل
3
آبار قراقوش
توصل الامير قراقوش الى حل يخلصه من جموع الورّاقين المارقين .. أمر بحفر آبار فى منتصف الشوارع التى يقطنونها وتم تغطيتها بورق الشجر حتى اذا ماخرج الورّاق الى دكانه يسقط ولايستطيع الخروج حتى تأتى اليه النجدة من اى مكان  اذا ماسمع صوته  .
خرج سهيل الزريقات حاملا كومة الكتب التى سيعرضها فى سوق الورّاقين ، وخطا خطواته الواثقة كالمعتاد فهو يعشق الارض ويرتبط بها كثيرا ولايحب ان يجاوزها حتى يثبت القدم ليرفع الاخرى فيصل الى حافة بئر قراقوش العميقة وتنزلق قدم سهيل لتتهشم عظامه ويروح فى اغماءة طويلة امتد ت من الصباح الباكر حتى آذان صلاة الظهر ، ولم يعر أحد من المارة اهتماما الى الساقط فى قلب البئر العميقة وهم قليل بعدما غادر معظم السكان الحارة التى يسكن فيها سهيل الزريقات الى منازل أخرى بعيدة حتى لايصيبهم أذى قراقوش الذى يتفنن رجاله فى أذى سهيل لتطاوله الدائم على اصحاب المقامات الرفيعة واعمال فكره فيما يكتب ، وهذا يغضب قراقوش كثيرا لانه يخشى على عقول ابنائه من الرعية من فكر سهيل .
استيقظ سهيل من رقدته غير قادر على الحركة فأصدر عدة استغاثات بأعلى صوته الذى ضعف جدا حتى لم يكد يصل الى آذان أحد من المارة  .. خرج عدنان ابن سهيل الزريقات ليلحق بوالده  فيساعده فى السوق ... وقعت عينا عدنان على أوراق والده المتناثرة حول حافة الحفرة الكبيرة فأطال النظر ودقق ليجد المزيد ملقى بطول عمق البئر فأخذ يجمع ماتستطيع يداه الامساك به أمام الرياح التى تهب وتتوقف ثم تعود لتهب ثانية .. وصلت استغاثة سهيل ضعيفة متهالكة الى آذان ابنه فرد عليه عدنان ملبيا وطلب منه الانتظار قليلا حتى يأتى بالمساعدة .. جرى عدنان تجاه المنزل وأحضر امه واخوته الخمسة ومدّ حبل الساقية السميك الطويل ليمسك الخمسة أولاد والام بالطرف الاول ويلقى عدنان الى ابيه الطرف الثانى .. لم تقو يد سهيل على الامساك بالحبل فأسرع عدنان بالنزول الى البئر وحمل اباه على كتفه وأمسك بالحبل وبدأ التسلق حتى تمكن من الوصول الى حافة البئر ليأخذ اخوته بيده ويحملون اباهم ، وتوبخ زمرده الزوجة سهيل على اصراره على تعكير صفو مزاج ولى النعم الذى أوشك أن يأتى على نهايته فى آباره القاتلة .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين.. مدير عام
بالقناة الاولى
بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

من شارع الجمهوريه اول فيصل 2 أذنا سويه البو تتسع أذنا سويّه بنت حسان البّو بطول وعرض الحائط لتلتقط كل صغيرة وكبيرة فى كفر البراويّه وتنقلها الى شيخ الخفر ضرغام الحنش لتقوى قبضته على أهالى الكفر بما فيهم عمدته الحاج عمران حافظ الذى احبه الاهالى كثيرا لقربه الدائم منهم واحسانه اليهم مع زوجته رسميه الشيخ . كانت عنديّه العتّه زوجة ضرغام الحنش تكره رسميه التى ذاع صيتها مع زوجها العمدة فى الكفر والكفور المجاورة وتمنت كثيرا أن تحل محلها ويصبح ضرغام العمدة بدلا من عمران. بذل ضرغام قصارى جهده لتحقيق حلم عنديه فاسترضى خفرائه واجزل لهم العطاء من عائد أتاواته على الاهالى دون علم الشيخ عمران لكن الخفراء كانوا اكثر ميلا الى العمدة الصالح . وقع اختيار عنديه العته على سويه بنت حسان البو الدلالة البيضاء بلون القطن الثلجى المحببة الى كل اهالى الكفر نساءا ورجالا فسويه تدخل كل الدور لتعرض بضاعتها التى تأتى بها من البندر على الاهالى لتبيعها بالتقسيط ، فزادت عنديه من بضاعة سويه لتضمن استدانة كل اهل الكفر لها حين تعلن أن سويه تعمل من خلالها بأموال الشيخ ضرغام الحنش وأموال عنديه اللذين يعشقان الخير لاهل الكفر ، ويقدمان كل مايملكان من مال فى سبيل سعادتهم ، وأصبحت سويه منذ ذلك الحين أذن ضرغام التى تنقل اليه دبّة النملة فى كفر البراويه. تخيرت سويه عشرين من اجمل فتيات الحلب اللاتى يسكن العزبة البحرية نزولا على رغبة ضرغام ليساعدنها فى توزيع البضاعة حتى يلاحقن على اهالى الكفر والكفور المجاورة ، وكن حاملات للمرض الملعون وتأكدت سويه من ذلك بعدما اخبرها يوسف السماعى زوجها بانتشار المرض فى عزبة الحلب البحريه كما قال له طبيب الوحدة التى يعمل بها يوسف تومرجيا فقررت سويه ابعاد ابناءها وزوجها الى اهلها فى البندر . راقت فكرة السيطرة بالمرض لضرغام فأمر سويه بادخال بعض فتياتها الجميلات الى بيوت العمدة عمران وشيخ البلد دهب ابورابح وكبار الاعيان .. لزم العمدة وشيخ البلد والاعيان فراش المرض بعد ايام قليلة ، وخلا الكفر لضرغام الحنش ليتوسط له مأمور المركز فى الحصول على العمودية كما انعم عليه جلالة الملك ولى النعم برتبة البكويه . أمسك ضرغام ورقة مالية كبيرة ليكافىء سويه التى مهدت له كل الطرق الى العمودية والرتبة وكانت قادرة على استدراج الصغير قبل الكبير للحصول منهم على اسرار الكفر لتنقلها الى ضرغام . مدّ ضرغام يده اليمنى بالورقة المالية الكبيرة جدا وهو يستند بيده اليسرى على زناد بندقيته التى أطلقت رصاصة طائشة استقرت بجوار أذن سويه فأفقدتها السمع وأصيبت بالصمم فألقى ضرغام بالورقة بين ايديها واستبدلها بعشرين اذنا من آذان بنات الحلب الجميلة لتظل حائط ضرغام كبيرة كبيرة تسمع كل صغيرة أوكبيرة تحدث فى الكفر والكفور المجاورة بدون أذن سويه بنت حسان البو أذن الحائط القديمه , قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين.. مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتليفزيون mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

من شارع الجمهوريه
اول فيصل
2
أذنا سويه البو

تتسع أذنا سويّه بنت حسان البّو بطول وعرض الحائط لتلتقط كل صغيرة وكبيرة فى كفر البراويّه وتنقلها الى شيخ الخفر ضرغام الحنش لتقوى قبضته على أهالى الكفر بما فيهم عمدته الحاج عمران حافظ الذى احبه الاهالى كثيرا لقربه الدائم منهم واحسانه اليهم مع زوجته رسميه الشيخ .
كانت عنديّه العتّه زوجة ضرغام الحنش تكره رسميه التى ذاع صيتها مع زوجها العمدة فى الكفر والكفور المجاورة وتمنت كثيرا أن تحل محلها ويصبح ضرغام العمدة بدلا من عمران.
بذل ضرغام قصارى جهده لتحقيق حلم عنديه فاسترضى خفرائه واجزل لهم العطاء من عائد أتاواته على الاهالى دون علم الشيخ عمران لكن الخفراء كانوا اكثر ميلا الى العمدة الصالح .
وقع اختيار عنديه العته على سويه بنت حسان البو  الدلالة البيضاء بلون القطن الثلجى المحببة الى كل اهالى الكفر نساءا ورجالا فسويه تدخل كل الدور لتعرض بضاعتها التى تأتى بها من البندر على الاهالى لتبيعها بالتقسيط ، فزادت عنديه من بضاعة سويه لتضمن استدانة كل اهل الكفر لها حين تعلن أن سويه تعمل من خلالها بأموال الشيخ ضرغام الحنش وأموال عنديه اللذين يعشقان الخير لاهل الكفر ، ويقدمان كل مايملكان من مال فى سبيل سعادتهم ، وأصبحت سويه منذ ذلك الحين أذن ضرغام التى تنقل اليه دبّة النملة فى كفر البراويه.
تخيرت سويه عشرين من اجمل فتيات الحلب اللاتى يسكن العزبة البحرية نزولا على رغبة ضرغام ليساعدنها فى توزيع البضاعة حتى يلاحقن على اهالى الكفر والكفور المجاورة ، وكن حاملات للمرض الملعون وتأكدت سويه من ذلك بعدما اخبرها يوسف السماعى زوجها بانتشار المرض فى عزبة الحلب البحريه كما قال له طبيب الوحدة التى يعمل بها يوسف تومرجيا فقررت سويه ابعاد ابناءها وزوجها الى اهلها فى البندر .
راقت فكرة السيطرة بالمرض لضرغام فأمر سويه بادخال بعض فتياتها الجميلات الى بيوت العمدة عمران وشيخ البلد دهب ابورابح وكبار الاعيان .. لزم العمدة وشيخ البلد والاعيان فراش المرض بعد ايام قليلة ، وخلا الكفر لضرغام الحنش ليتوسط له مأمور المركز فى الحصول على العمودية كما انعم عليه جلالة الملك ولى النعم برتبة البكويه .
أمسك ضرغام ورقة مالية كبيرة ليكافىء سويه التى مهدت له كل الطرق الى العمودية والرتبة وكانت قادرة على استدراج الصغير قبل الكبير للحصول منهم على اسرار الكفر لتنقلها الى ضرغام .
مدّ ضرغام يده اليمنى بالورقة المالية الكبيرة جدا وهو يستند بيده اليسرى على زناد بندقيته التى أطلقت رصاصة طائشة استقرت بجوار أذن سويه فأفقدتها السمع وأصيبت بالصمم فألقى ضرغام بالورقة بين ايديها واستبدلها بعشرين اذنا من آذان بنات الحلب الجميلة لتظل حائط ضرغام كبيرة كبيرة تسمع كل صغيرة أوكبيرة تحدث فى الكفر والكفور المجاورة بدون أذن سويه بنت حسان البو أذن الحائط القديمه ,

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين.. مدير عام
بالقناة الاولى
بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه

السبت، 5 نوفمبر 2016

من من شارع الجمهوريه المساحه اول فيصل ( 1) شجرة عيدو الجايب تتساقط فروع شجرة عيدو الجايب فرعا فرعا ..ترحل مع كل فرع جدة قديمه من جدات الحارة المعمرات ، ويولد صغير . تضم حارة عيدو عشرين منزلا عشرة على كل جانب ،ويسد الحارة من ناحية كفر الريح دار عيدو الجايب اول ساكن بنى دارا فى الحارة بعد ان خرجت مساحة الكوم المجاور للكفر من حيز الزراعة الى كردون المبانى طبقا لما قرره المشترون من عوايده الردين صاحب العشرة فدادين ارض الكوم . زرع عيدو الجايب شجرة توت امام داره ليستظل بظلها مع سكان الحارة وعابرى السبيل وابنائه من اربع زوجات .. الاولى بهيه بنت عباس الخازن .. ولدت له بنتين فتزوج من حليمه بنت عبيد الفران لتلد له بنتين اخرتين ليتزوج من الثالثه بداره بنت عويس الكلاف التى انجبت له بنتا فلم يمهلها انجاب الثانية وتزوج الرابعة آملا فى ان يرزق الولد الذى سيحمل اسم عائلة الجايب الذى سينقرض بانقراضه اذا لم يأتى الولد. تنجب له مرزوقه بنت النجار الولد الاول فيقيم الافراح والليالى الملاح لمدة ثلاثين يوما متتاليه ، ويبدأ فى رعاية شجرته بعدما اهملها لمدة خمسة اعوام بعمر اول بناته هنيه بنت بهيه بنت عباس الخازن . تعلق وحيد بشجرة ابيه ينموا ن معا يرويها فتطعمه التوت اخضر واحمر حتى رزق عيدو الجايب بالولد الثانى فأسماه عبد الرازق من مرزوقه التى انجبت له من الاولاد خمسة عبد الصبور وعبد البر وعبد الشكور بعد وحيد وعبد الرازق . طالت فروع شجرة عيدو الجايب حتى غطت الدار وشبع الصغار من اكل التوت الاخضر و الاحمر غير انه فى ربيع هذا العام لم تزهر التوته وتساقطت فروعها فرعا فرعا ومع سقوط كل فرع كانت ترحل جدة قديمه من الجدات المعمرات فى حارة عيدو الجايب فانقبض قلب عيدو حتى تعلق عبد الشكور اصغر ابناء عيدو بفرع ثقيل واخذ فى المرجحة يقهقه وابوه ينهره حتى سقط الفرع الثقيل بالصغير على رأس عيدو الذى لفظ انفاسه الاخيرة بعد ان حمل اسم العائلة خمسة من الذكور وخمسة من الاناث . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين.. مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتليفزيون mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

من من شارع الجمهوريه
المساحه اول فيصل
( 1)
شجرة عيدو الجايب
تتساقط فروع شجرة عيدو الجايب فرعا فرعا ..ترحل مع كل فرع جدة قديمه من جدات الحارة المعمرات ، ويولد صغير .
تضم حارة  عيدو عشرين منزلا عشرة على كل جانب ،ويسد الحارة من ناحية كفر الريح  دار عيدو الجايب اول ساكن بنى دارا فى الحارة بعد ان خرجت مساحة الكوم المجاور للكفر من حيز الزراعة الى كردون المبانى طبقا لما قرره المشترون من عوايده الردين صاحب العشرة فدادين ارض الكوم .
زرع عيدو الجايب شجرة توت امام داره ليستظل بظلها مع سكان الحارة وعابرى السبيل  وابنائه  من اربع زوجات .. الاولى بهيه بنت عباس الخازن .. ولدت له بنتين فتزوج من حليمه بنت عبيد الفران لتلد له بنتين اخرتين ليتزوج من الثالثه بداره بنت عويس الكلاف التى انجبت له بنتا فلم يمهلها انجاب الثانية وتزوج الرابعة آملا فى ان يرزق الولد الذى سيحمل اسم عائلة الجايب الذى سينقرض بانقراضه اذا لم يأتى الولد.
تنجب له مرزوقه بنت النجار الولد الاول فيقيم الافراح والليالى الملاح لمدة ثلاثين يوما متتاليه ، ويبدأ فى رعاية شجرته بعدما اهملها لمدة خمسة اعوام بعمر اول بناته هنيه بنت  بهيه بنت عباس الخازن .
تعلق وحيد بشجرة ابيه ينموا ن معا يرويها فتطعمه التوت اخضر واحمر  حتى رزق عيدو الجايب بالولد الثانى فأسماه عبد الرازق  من مرزوقه  التى انجبت له من الاولاد خمسة عبد الصبور وعبد البر وعبد الشكور بعد وحيد وعبد الرازق .
طالت فروع شجرة عيدو الجايب حتى غطت الدار وشبع الصغار من اكل التوت الاخضر و الاحمر غير انه فى ربيع هذا العام لم تزهر التوته وتساقطت فروعها فرعا فرعا ومع سقوط كل فرع كانت ترحل جدة قديمه من الجدات المعمرات فى حارة عيدو الجايب فانقبض قلب عيدو  حتى تعلق عبد الشكور اصغر ابناء عيدو بفرع ثقيل واخذ  فى المرجحة يقهقه وابوه ينهره حتى سقط الفرع الثقيل بالصغير على رأس عيدو الذى لفظ انفاسه الاخيرة بعد ان حمل اسم العائلة خمسة من الذكور وخمسة من الاناث .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين.. مدير عام
بالقناة الاولى
بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز

بواق الدكرور بالجيزه

الأربعاء، 2 نوفمبر 2016

مشاركة مصر في كشف الضر الذي نزل بالجزيرة العربية (عام الرمادة)

عند التحدث عن عام الرمادة في عهد عمر، لا بد من الإشارة إلى أن السياسة (الحكم) والاقتصاد (المالية) ركنان مهمان ومتلازمان من أركان الدولة القوية والناجحة. وما حصل في عام الرمادة في عهد عمر، هو أزمة قاسية لاقتصاد الدولة الإسلامية الفتية.
وعام الرمادة -والرمادة في اللغة الهلكة- هو البلاء والحدث الجسيم الذي فاجأ عمر، وهو في صدد بناء الدولة الإسلامية الناشئة. ففي سنة 18هـ، حصل في الجزيرة العربية قحط دام تسعة أشهر، فسميت هذه السنة عام الرمادة؛ لأن الريح كانت تسفي ترابًا كالرماد، أو لأنه هلكت منه الناس والأموال. واشتد الجوع في ذلك العام حتى جعلت الوحش تأوي إلى الإنس، وحتى جعل الرجل يذبح الشاة فيعافها من قبحها.
خريطة لشبه الجزيرة العربيةوأصبحت الجزيرة العربية جدباء قاحلة، لا ماء ولا مرعى، ولا ماشية ولا طعام. وجاع الناس، وأحسَّ عمر بجوع رعيته، ونهض لهذه الكارثة نهوضه لكل خطب، فأقسم ألا يذوق لحمًا ولا سمنًا حتى يكشف الله الضر، وقال: كيف يعنيني شأن الرعية إذا لم يصبني ما أصابهم؟!
وبدأ عمر بمواجهة المشكلة داخليًّا متجهًا إلى الله عز وجل، وإلى الأغنياء والموسرين من رعيته، واستجلب القوت من كل مكان فيه مزيد من قوت، وجعل يحمله على ظهره مع الحاملين إلى حيث يعثر على الجياع والمهزولين العاجزين عن حمل أقواتهم، وآلى على نفسه وأهله لا يأكلون طعامًا أنقى من الطعام الذي يصيبه الفقير المحروم من رعاياه.
وعن ابن عمر: "كان عمر بن الخطاب أحدث في زمان الرمادة أمرًا ما كان فعله، لقد كان يصلي بالناس العشاء ثم يخرج حتى يدخل بيته، فلا يزال يصلي حتى يكون آخر الليل، ثم يخرج فيأتي الأنقاب فيطوف عليها، وإني لأسمعه ليلة في السحر وهو يقول: اللهم لا تجعل هلاك أمة محمد على يدي".
ولم يقتصر عمر في مواجهة الأزمة على الالتجاء إلى الله فقط، بل كتب إلى الولاة والعمال في سائر الأمصار يطلب منهم النجدة والعون، يستعينهم ويستغيثهم لأهل المدينة ومن حولها، وكانت كتبه إليهم قصيرة، عميقة التأثير، منها رسالته إلىعمرو بن العاص والي مصر:
"بسم الله الرحمن الرحيم. من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاص ابن العاص، سلام عليك. أما بعد، أفتراني هالكًا ومن قبلي وتعيش أنت ومن قبلك؟ فياغوثاه! يا غوثاه! يا غوثاه!".
فرد عمرو بن العاص والي مصر إلى عمر
"بسم الله الرحمن الرحيم. إلى عبد الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من عمرو بن العاص، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله، الذي لا إله إلا هو. أما بعد، أتاك الغوث فلبيك لبيك، لقد بعثت إليك بعيرٍ أولها عندك وآخرها عندي، مع أني أرجو أن أجد سبيلاً أن أحمل في البحر".
فبعث في البر بألف بعير تحمل الدقيق، وبعث في البحر بعشرين سفينة تحمل الدقيق والدهن، وبعث إليه بخمسة آلاف كساء.
وكتب إلى معاوية بن أبي سفيان والي الشام يقول: إذا جاءك كتابي هذا فابعث إلينا من الطعام بما يصلح قِبَلَنَا؛ فإنهم قد هلكوا إلا أن يرحمهم الله. فأرسل معاوية ثلاثة آلاف بعير من دمشق، وقدم أبو عبيدة بن الجراح من حمص بأربعة آلاف راحلة محملة بالطعام.

حفر خليج أمير المؤمنين

يعتبر حفر خليج أمير المؤمنين من الأعمال العمرانية العظيمة التي قام بها عمرو بن العاص t في مصر، فعن طريقه تم ربط النيل بالبحر الأحمر بحر القلزم وشبه الجزيرة العربية، ولكن الروايات تختلف في شأن صاحب الفكرة الأولى في حفره.
فقد ذكر ابن عبد الحكم في كتابة فتوح مصر والمغرب: أن عمر بن الخطاب كتب إلى عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن يقدم عليه هو وجماعة من أهل مصر، فقدموا عليه، فقال عمر: "يا عمرو، إن الله قد فتح على المسلمين مصر، وهي كثيرة الخير والطعام، وقد ألقى في رُوعي؛ لما أحببت من الرفق بأهل الحرمين، والتوسعة عليهم حين فتح الله عليهم مصر وجعلها قوة لهم ولجميع المسلمين، أن أحفر خليجًا من نيلها حتى يسيل في البحر، فهو أسهل لما نريد من حمل الطعام إلى المدينة ومكة، فإن حمله على الظهر يبعد، ولا نبلغ منه ما نريد، فانطلق أنت وأصحابك فتشاوروا في ذلك حتى يعتدل فيه رأيكم."
فانطلق عمرو فأخبر بذلك من كان معه من أهل مصر، فثَقُلَ ذلك عليهم، وقالوا: نتخوف أن يدخل في هذا ضرر على مصر، فنرى أن تعظم ذلك على أمير المؤمنين، وتقول له: إن هذا أمر لا يعتدل ولا يكون، ولا نجد إليه سبيلاً.
فرجع عمرو بذلك إلى عمر، فضحك عمر حين رآه، وقال: "والذي نفسي بيده، لكأني أنظر إليك يا عمرو وإلى أصحابك حين أخبرتهم بما أمرنا به من حفر الخليج فثقل ذلك عليهم، وقالوا: يدخل في هذا ضرر على أهل مصر، فنرى أن تعظم ذلك على أمير المؤمنين، وتقول له: إن هذا الأمر لا يعتدل، ولا يكون ولا نجد إليه سبيلاً".
فعجب عمرو من قول عمر، وقال: صدقت والله يا أمير المؤمنين، لقد كان الأمر على ما ذكرت.
فقال له عُمر: انطلق يا عمرو بعزيمة مني حتى تجِدَّ في ذلك، ولا يأتي عليك الحول حتى تفرغ منه إن شاء الله. فانصرف عمرو، وجمع لذلك من الفَعَلَةِ ما بلغ منه ما أراد، ثم احتفر الخليج الذي في حاشية الفسطاط الذي يقال له: خليج أمير المؤمنين، فساقه من النيل إلى القلزم، فلم يأتِ الحول حتى جرت فيه السفن، فحمل فيه ما أراد من الطعام إلى المدينة ومكة، فنفع الله بذلك أهل الحرمين، وسمي خليج أمير المؤمنين.