99
زازا كولا
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
زازا كولا
يلتف أكثر من مائة صغير حول عزاز كرشه الشهير بزازا كولا ليتمكن كل منهم من سحب نفس بقدر مادفع من دراهم حتى لايعضب زازا كولا فيوسعه ضربا مبرحا ، وكل من ضرب قبل ذلك من زازا يسحب النفس بحساب متحسسا جسده الذى مازال محتفظا بآثار ضرب زازا فلايزيد وينقص كما يؤكد على ذلك دائما زازا ، ويمضى كل صغير الى الركن المخصص له فى خرابة تل سوينه القديم ليحل محله امام زازا وافد جديد بعد مروره على مساعدى زازا اللذين يحفظانه قواعد شم الكولا حتى لايقع تحت يدى زازا الذى لايرحم ، وقد أوتى زازا سعة فى الجسم توازى اربعة من الاجساد المتوسطه ، ويداه وقدماه خلقت لتلطم وتركل كل من تسول له نفسه ان يخطىء فى التعامل مع الزجاجه التى بين يديه ، وقد عرف زازا كولا فى اوساط التل ببرنس الشم .
اتخذ زازا اعلى التل القديم مقرا له ، واتسعت مملكته على مدى العشرين عاما بعد ان قرر الانفصال عن المعلم كيكو المتخصص فى استيراد وتوزيع المخدرات من رخيصها حتى اعلاها سعرا ، ونظرا لارتفاع سعر الصنف المستورد مؤخرا بحث زازا عن بديل للاوساط المتدنية من راغبى شد الانفاس .. فطحن لهم الاقراص يقدمها للطبقة الاولى والكولا للطبقة الثانية وبيوت الخلاء للطبقة السفلى ، ونصب ابنه سبيرو على المسحوق وابنه سبيرتو على السوائل وابنه الاصغر فلافيلو على بيوت الخلاء ، ويشرف زازا على ابنائه الثلاثة ورجاله الكثيرين المنتشرين بين الناظرجية لتأمين المداخل والمخارج ، وحمالين اجساد الزبائن الساقطة بين يدى زازا ، والبلطجية المستخدمين فى تأديب المغيرين من مواقع اخرى ، ومن يتلكأ فى الدفع من تجار التجزئة اوالزبائن الدائمين ليل نهار .
يدير زازا كولا عينيه باتساع المكان الظاهر منه والباطن ليشمله بالرعاية ، وعندما يقرر تصويب وضع من أوضاع الاركان فى المقر يترك مابين يديه لصبى من صبيانه ، ويهتز جسده الشديد البدانة متجها نحو الهدف ليهتز التل القديم بأسره ، ويتوقع كل ابن من ابنائه اوصبى من صبيانه لطمة قوية اوركلة أقوى من سيد الناس زازا كولا.
تهتز الارض أسفل جسد زازا كولا الهائج ..يبتلع الخوف سبيرو تسرع ريهانة الجديان امهم لتتصدر المشهد .. تستعطف زوجها فى الصفح عن اى من ابنائها الثلاثة اذا كان الخطأ من احدهم أو تهدىء من غليان جسد زوجها الغاضب اذا ماكان الخطأ من صبى من صبيانه أورجل من رجاله ، وعموما لن ينجو المخطىء من العقاب الذى سيحدده زازا بنفسه .
يرفع زازا يده فى الهواء ويصفع هريدى حسين يده اليمنى وكبير رجاله .. تدمع عيون الاخير ويتدارك خطأه فيتركه زازا ويمضى ، وقبل ان يستقر فى مكانه المخصص له يضاء التل القديم بأسره بأضواء الكلوبات الساطعة .. يعقبها اطلاق بارود رجال زازا لتواجه ببارود من كل الجهات المحيطة ولايعلم زازا مصدرها حتى الان غير انه يسرع وزوجته وابنائه وصبيانه ورجاله الى المخابىء السرية السراديب التى تصل الى الجبل الغربى ولم يخطىء زبائنه مكانه متربعا على قمة الجبل بقوة حاسة الشم لديهم.
قصة قصيره ل : محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@gmail.com
==============================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق