الأحد، 12 يونيو 2022

دراهم مراهم 

تشفى الجراح

501

من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


دراهم مراهم 

تشفى الجراح


تتوافد نساء التلال من كل بقاعها بالصحراوات الثلاث الصغرى .. الوسطى والكبرى  تقصد خيمة دراهم بنت تايهه بتل براء رغبة فى شفاء جروح صغارهن الذين أصابهم الجراد المهاجر  المتوحش فى بؤونة هذا العام بعد اخفاقه فى العثور على طعام له فى الصحراوات فاستبدله بدماء الصغار.

تغمس دراهم أصابعها فى اناء الزيت الملاصق لفخذها الايمن وتضعها على جراح الصغير لدقائق وماان ترفعها حتى يلتئم الجرح فتزغرد الام عائدة الى تلها بعد ان تجزل العطاء لدراهم مكررة بطول طريق العزدة: دراهم مراهم.. تشفى الجراح . فتزداد دراهم الطبيبة شهرة وذيوع صيت. .

  تتزاحم النساء على باب خيمة دراهم لتخفف كل منهن آلام صغيرها فتسقط الخيمة على رأس دراهم وينقلب اناء الزيت لتشربه الرمال فتضيع آمال كل نساء التلال فى علاج أبنائهن .

ترتحل تايهه بنت توحيده ام دراهم طوال العام بحثا عن زيت تهريت فى التلال الالف ، وتعود مع الشتاء وقد امتلأ خرج حمارها بزجاجات الزيت .. هذا ماردت به دراهم على نساء التلال  وعليهن ان ينتظرن المتبقى من شهور الصيف والخريف حتى عودة امها التى تمتهن قراءة الطالع الى جوار شفاء الجراح بزيت تهريت .

تحمل كل امرأة صغيرها عائدة الى خيمتها فى انتظار عودة تايهه لتعالج دراهم  جراح الصغار بزيت تهريت فى صحبة بنت توحيده.


قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق