عوالم الغجر
171
خشخاش
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
خشخاش
يزرع سليمه ولد حنيط شيخ غجر الخلالى ألف ميل من الخشخاش بفضاء الصحراء الكبرى الشرقى الذى لايجرؤ انسى ولاجنى من الاقتراب منه فهى منطقة محاطة برمال غواصة بدوامات لايدرى سبل النجاة منها دخولا وخروجا الا غجر خلالى فأصبحت ملكهم بتقادم الاجيال.
يزيد المزارعون من نوبات السقيا للخشخاش ، ويحيطونه بدفىء انفاسهم .
ينتظر الغجر بفارغ الصبر موسم جنى الثمار ، ومع بداية التشريط يجهز موفق حميده وزوجته اصلاح مغامر لختان بناتهم الاربع،وبعد الحصاد والتكييس سيقيمان ليلة للخير يقصدها كل رجال ونساء الغجر لينالهم نصيب من ذبيحة موفق ، وفى الصباح سيختن المزين وتتلقى اصلاح مغامر الدراهم نقوط ختان الاربع بنات فيمتلىئ كيسها ادخارا لتجيزهن قبل دخول اربعة من ابناء الغجر عليهن وسيحسن موفق حميده اختيارهم لبناته.
سيشترى فتيحه حدايه لوازم مدرسة الحضر التى سيلتحق بها ابنه عارف كما اوصته هديه الرخ زوجته بنت الغجر قائلة : العلام يفرق ويشوف عالم غير عالم الغجر المقفول علينا وينتشلنا ياابوعارف .
يلازم الحلم فتيحه حدايه وهو يكيس ويضع فى الاجولة التى ستحملها الابل الى نقاطها المحددة عبر دروب الصحراوات الثلاث الكبرى والوسطى والصغرى.
سيصحب عقور زليخى وهنيده الملزق الخمسة تكاتك دفع رباعى بسواقيها من حضر غنيمه الى فضاء الغجر ليعلموا اولادهم قيادة التكاتك ذات الدفع الرباعى التى تزيد عن براعة الابل عدوا فى الرمال فالتكتك الواحد يساوى عشرين من اقوى فحول سليمه ولد حنط شيخ مشايخ غجر الخلالى وستزيد التكاتك من دخولهم مع العمل فى مزارع سليمه.
سيواصل خميس جميعه تردده على اشهر العطارين بالصحراوات الثلاث ليرزق بالخلف من بنينه الروايحى ابنة خالته وزوجته منذ ثلاثين عاما ، وقد اغلق صومعة غلاله على خمسمائة الف دينار حصيلة عمله مع زوجته فى مزرعة سليمة لأربعين عاما مضت .
تنطلق الابل عبر دروب الصحراوات وواحات الجوار .. تحفظ كل ناقة وكل فحل نقطة توزيعها فى الصحراوات التى ادمن ابناؤها صغارا وكبارا وشيوخا طعم خشخاش سليمه ولد رزيه الغجريه.
يلازم فطر غريب قادم من المجهول قلوب اكياس الخشخاش فيصيبها بالعفن .. يعيد تجار الجملة والقطاعى بالصحراوات الثلاث بضاعة سليمه الى ظهور ابله بعد المعاينة.. تخيم سحابات الحزن على وجوه الجمالين فى طريق العودة الى سيدهم بغير درهم .
يقلع خميس جميعه عن تردده على العطارين هذا الموسم ويطبق عينيه على حلم الميلاد مصطحبا زوجته الى المثوى الاخير فتؤول الخمسمائة الف دينار الى سليمه ولد رزيه الغجريه.
سيصرف عقور زليخى وهنيده الملزق النظر عن تكاتك الدفع الرباعى هذا العام .
يهرول عارف الى احضان فتيحه حدايه وهديه الرخ مؤجلا الدخول الى مدرسة حضر غنيمه العام القادم.
سيأتى المزين صباح مثل هذا اليوم من العام التالى ليختن بنات اصلاح مغامر وموفق حميدة.
يأمر سليمه ولد رزيه الغجرية باعدام التسعمائة الف طن حمولة هذا العام ، وتقليب التربة بعد التأكد من خلوها من الفطريات الفتاكة التى قد تأتى على نهاية مملكته .
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
عوالم الغجر
177
خمريه
من شارع الجمهوريه اول فيصل
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
خمريه
ينهمر لعاب رجال قبائل الغجر كلما رأو خمريه الهلف الدلاله اجمل امرأة بين نساء غجر تل بنى تيسوف .
تضىء خمرية كل خيمة تدخلها فى مضارب تل بنى تيسوف .. تعرض حريرا هنديا فاقع لونه يأتيها به زوجها لؤلى الحرايرى من ترحاله الدائم بقافلة الحرايرية التى لاتنقطع رحلاتها جنوبا وشمالا واقصى الشرق حتى يلبى احتياجات ابناء الصحراء الكبرى والوسطى والصغرى، ويترك خمريه وحيدة لشهور طويله تتنقل كل نهار بين خيم الصحراوات الثلاث ، وفى الليالى القمرية يؤنس وحدتها شيخ من شيوخ قبائل الغجر ليتخير اجمل مالديها من حرير يقدمه لها هدايا اعرابا عن شكره نهاية كل ليله ، وتتخير هى هداياهم لزوجاتهم حتى لايساور الشك اذهانهن من فرط جمال خمرية التى تشبه امها زبده التى غادرت قوافل الاحياء منذ سنين لتصبح ذكرى.
جاءت زبده ام خمرية من بلاد الجليد البعيدة ، واستقرت بخيمتها الشهيره وسط خيام تل غجر بنى تيسوف بواحة الصحراء الكبرى لتعمل دلاله.
كانت بشرة زبده وقت مجيئها الى واحة الصحراء الكبرى ناصعة البياض كحليب النوق الطازج غير ان شمس الصحراء المتوحشة نالت منها فاكتسبت لونا خمريا ، وحين وضعت مولودتها الوحيده اطلقت عيها اسم خمريه وورثت الصغيره لون امها شديد البياض والذى تحول بفعل اشعة الشمس الى الخمرى .
ساور الشك عقول نساء الحى فاجمعوا على الكيد لخمرية التى تصادق ازواجهن لستة واربعين اسبوعا .. تشعل نيران التبغ المعسل مع اقداح القهوة بتحويجة خمريه التى لاتدانيها تحويجه فى الصحراوات الثلاث فيدمن الشيوخ ليالى خمريه ، وتستقبل زوجها لؤلى الحرايرى ستة اسابيع وقت راحته بين كل رحلة واخرى لتكتمل عدة اسابيع السنه.
تجتمع نساء شيوخ قبائل الغجر بعيد اللبينى غلام خمريه الذى يقوم على خدمة الشيوخ فى ليالى خمريه فخمريه لم تنجب من لؤى الخرايرى الغجرى ابن خالتها طوال الخمسةعشرة عاما الماضيه ، ويمنحنه صررا من الدنانير ليضع خلطة زيوتهم الكافوريه فى اقداح قهوة خمريه فيلزم شيوخ الغجر خيامهم الى جوار زوجاتهم غير قادرين على الحراك.
يغادر عيد اللبينى خيمة سيدته خمريه بعدما اصابتها البرودة الى خيمة سيدة جديدة يشعر فى قلبها بالدفىء الذى افتقدته خمريه الهلف دلالة الصحراوات الثلاث طوال اسابيع السنة تامة.
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
========================
عوالم الغجر
174
ذهب قشره
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
ذهب قشره
تضىء انوار الكلوبات مد خل قبور تل غجر بومره يتقدمهم دليل اهل المرحوم ليوقفهم على الدرب المؤدى الى قبر القبيلة.
يعطى الدليل الاشارة بالكلوب الذى يمسكه لمصاحبى نعش الميت ، ويسلك الدرب المحدد فيتبعه الآخرون.
يبدأ سعدان بومريره الحفار فى العمل يساعده زحلاو ولده فيبعد الرمال عن حواف القبر .. يرفع الاربعة رجال الامانة من النعش ليتسلمها سعدان بومريره يوسدها الرمال ، ويصعد ليغلق القبر فيتلقى اهل الميت من الغجر العزاء فى فقيدهم على رأس القبر الى آخر المعزين، ويدس اهل المتوفى بعض الدراهم فى يد سعدان بومريره مقابل الدفن فلايعيرهم انتباه.
تنسحب انوار الكلوبات خلف اهل المتوفى والمعزين حتى يلف الظلام صحراء قبور تل غجر بومره .
يشعل سعدان بومريره مصباحه القديم .. يضعه بجوار الشاهد الاول .. يرفع الشاهد من موضعه .. ينحيه جانبا .. يبدأ فى نبش القبر .. يواصل ازالة الرمال المغطى به جسد الميت حتى يصل الى الجثمان .. يفتح الفم باحثا عن الاسنان المصنوعة من الذهب الخالص أو الفضة الخاصة التى كان يختال بها اصحابها من الرجال قبل الرحيل الى الابدية ، حين يضحكون فتكشف افواههم عن الذهب الخالص أو الفضة لتسقط حسنوات الغجر اسفل اقدامهم ،وتدلل الغجريات باسنانهم الذهبية على الرجال فيتبعوهن حتى قلوب خيامهن.
ينتزع سعدان بومريرة كل سنة ذهبية تقابله من رجل كان اوأمرأة ، ويضعها فى حافظته التى يلفها حول خصره .
يعيد سعدان الجثمان الى مكانه .. يغطيه بالرمال ويضع الشاهد فوق القبر حتى لاتختلط الاسماء .
يفتح سعدان القبر الثانى والثالث والرابع حتى العاشر ليجرد الاموات من اسنانهم الذهب الخالص أو الفضة حتى يبيعها لغنيمه فهايمه جواهرجى حضر رمرم جنوب الصحراء الوسطى.
يكتفى سعدان بمحصول اسنان الليله قبيل انتصاف ليل الجمعة ويقفل عائدا الى خيمته خارج حدود القبور يتبعه زحلاو ولده الذى سيتركه وحيدا فى الخيمة صباح السبت يستقبل مودعى امواتهم ويقصد هو حضر رمرم يبيع محصوله لغنيمه الجواهرجى فتمتلىء سيالته بالدنانير ليشترى كل مايحتاج من سوق السبت بالحضر ، ولايعود اليه الا فى السبت القام.
يجرجر زحلاو اقدامه خلف ابيه سعدان المنهك القوى حتى يرتميا فى احضان فرشهما بالخيمة فيناما حتى الصباح .
يوقظ زحلاو اباه لينطلق الى الحضر ويحل محله فى استقبال الموتى وذويهم ويعمل وحيدا حتى عودة ابيه.
يقلب غنيمه فهايمى الاسنان الذهب والفضة بين يديه وأسفل نظارة عينه اليمنى ويعيدها الى يد سعدان قائلا: جرالك ايه ياابوزحلاو المحصول ده كله ذهب قشره والفضه مطليه .. خيرها فى غيرها والجايات كتير .
يلعن سعدان آباء الغجر من المتوفيين المنتزع اسنانهم ويمنى النفس بمحصول الاسبوع القادم ان لايكون من الذهب القشره أو الفضة المطلية.
قصة قصيرة
ل : محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
البريد الاليكنرونى
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
================================
عوالم الغجر
170
سبيرتو
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
سبيرتو
تمتلىء براميل عبده هدايتى الخشبية عن آخرها بالسبيرتو فيحذر عماله من اشعال اى نار حتى ولو ضئيله.
يشعل العمال النيران خارج المخزن ليحتسوا أكواب الشاى وينفخون دخان القص الساخن المعسل بعد تناولهم الغذاء ظهيرة كل يوم ويعودا الى تفريغ السبيرتو لبائعى القطاعى لينتهى التوزيع مع آذان مغرب كل يوم .
يستقر جرار تموين السبيرتو امام المخزن حاملا تانكه الضخم عقب صلاة المغرب فيأخذ رجال عبده هدايتى فى ملىء البراميل الخشبية مساء كل ليلة حتى صلاة العشاء.
يغادر بسطاوى شكيل كبير العمال الى خيمته مصطحبا فى طريقه محروس سيده وفؤاد داروشى ويحيى يارو وزين نواره الى تل غجر الفهايمه حيث يقيم الغجر الدائمى الترحال غبر الصحراوات الثلاث والعودة غانمين الى التل نهاية كل شهر قمرى.
تزوج عمال عبده هدايتى من بنات غجر الفهايمه واقاموا بينهم بالقرب من تل روح حيث ولد عبده هدايتى بعد عام من دخول هدايتى بريمه ابن شيخ غجر تل روح على ساويه بنت بداره اجمل بنات غجر تل الفهايمه ، وقبل ميلاد عبده بثلاثة شهور تم اعلان الزواج ليقيم غجر تل الفهايمه افراحهم لزواج اجمل بناتهم بابن شيخ غجر تل روح ، واستمرت ليالى العرس حتى ولد الصغير عبده هدايتى.
يلتصق عبده بأخواله كلما استقروا من ترحالهم بتل غجر الفهايمه وزوج عماله من بناتهم ، وبعد رحيل هدايتى بريمه شيخ غجر تل نور ورث عبده مخزن السبيرتو وزعامة قبائل تل غجر روح .
يمول عبده هدايتى مائة تل بالسبيرتو الهادىء النيران والتى تتمكن من تسوية القهوة اسرع من مواقد فحم الاشجار ، كما تعدل من صفاء نيران وابور الجاز نمره واحد أونمره اثنين حين يسكب القليل من السبيرتو على رأس ماكينة الوابور فتسخن ليندفع فى عروقها الكيروسين متخلصا من عادمه الاسود.
يجيىء بسطاوى شكيل بشعلان ولد سعيد تايه ليعاون رجاله فى تعتيق تانك السبيرتو والذى يأتى به الجرار يوميا الى مخزن عبده هدايتى ، ويقدمه الى الريس عبده.
يخشى عبده هدايتى من تيه شعلان الذى ورثه عن ابيه سعيد وجده تايه اشهر بائعى البوظه بالقطاع الغرب بالصحراء الكبرى كلها ، لكن بسطاوى شكيل كبير عمال عبده ينفى تأثير البوظه على شعلان فيسمح له بالمبيت امام المخزن لحراسته ليلا مع عمله النهارى .
يتوخى شعلان ولد سعيد تايه الحذر حين يتسلل الى المخزن قبيل اغلاقه مستقرا خلف براميل السبيرتو فارا من موجات الصقيع بالخارج لينام بعد ان انهكه العمل طوال اليوم يتناول مختلف احجام عبوات االسبيرتو من الخمسة رجال الاشداء عمال عبده هدايتى ويسلمها الى تجار التجزئة.
تزكم رائحة السبيرتو النفاذه انف شعلان فتسلمه الى النوم يحلم بالغالى ابيه سعيد تايه الذى يرغب فى تزويجه حتى لايندثر نسله فيؤكد شعلان عدم قدرة قدر البوظة على الصرف على زوجة وابناء فى عصر كساد البوظه فيوسعه الاب سبا ليفر شعلان من امامه وترتطم قدماه ببراميل السبيرتو فيستيقظ من حلمه غارقا فى خمسة من اطنان السبيرتو اجمالى براميل عبده هدايتى.
يتسرب السبيرتو عبر قنوات الرمال الى تل غجر الفهايمه فتقابله النيران تعانقه فيلتهما كل خيام غجر الفهايمه بلاأضرار فى الارواح ، وتصحب النيران السائل المتدفق عائدة الى مصدره فتأتى على نهاية براميل عبده هدايتى .
يفر شعلان ولد سعيد تايه من غضب عبده هدايتى شيخ مشايخ غجر تل روح الى مكان غير معلوم حتى يومنا هذا مخافة ان يقتله عبده مقابل العشرة آلاف دينار ثمن المشتعل من السبيرتو.
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
162
سيسو سبارس
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
سيسو سبارس
ينحنى سيسو مبارزه الغجرى كل دقيقه ليجمع أعقاب السجائر المتناثرة عبر شوارع حضر الخيريه الطويله حتى يمتلىء كيسه الكبير خلف ظهره فيفرغه فى أجولته المفتوحه أسفل كوبرى الرياح الشرقى .
يتناوب العمل مع سيسو فى الوردية الواحده خمسون صغيرا من اولاد غجر تل الريدو بالصحراء الكبرى.. ينتقيهم سمير بعناية فائقة حتى يحقق نتائج عاليه فى جمع السبارس ، وعادة مايكون صغاره من مدمنى تدخين السبارس والكولا والبنزين والمجارى حتى يمكنه السيطره عليهم فى منطقته المحظور دخولها الا للعاملين فيها .
يصرخ سيد النيوى ساعد المعلم سيسو سبارس فى صغاره العشرين يحثهم على الاسراع فى جمع أعقاب السجائر حتى امتلاء أكياسهم وتفريغها فى الاجولة المخصصة لهم أسفل الكوبرى حتى يحصلوا على يومياتهم بالاضافة الى مكافأة جهود غير عادية وعمل فى غير أوقات العمل الرسمية ، والتى تبدأ عادة من السادسة صباحا حتى السادسة مساءا للوردية ولراغبى التطبيق تبدأ الوردية الثانية من السادسة مساءا حتى السادسة صباحا ، يتخلل الوردية ساعة للطعام وساعة للتريض وتدخين السبارس اوشم البنزين والكولا اوالمجارى فيصير اجمالى عدد ساعات الوردية الصافى عشر ساعات .
ينهر زين رافع صبيانه العشرين عن الاسترخاء بعد التريض وتدخين السجائر اليدوى الملفوفة من خليط من مختلف انواع اعقاب السجائر السبارس او الشم بأنواعه المختلفة ثم ينطلق العشرون أمام زين ليحققوا المرتبة الثانية فى جمع السبارس بعد مجموعة سيد النيوى التى تتصدر الخمسة مجاميع بلامنازع ويوميا .
يتبقى من الصغار العشرة فى المجموعة الثالثة ، وعادة مايكونوا من ضعاف البنيان تسيطر عليهم مجمل الامراض المتوطنة والمتعارف عليها فى المناطق العشوائية فى الحواضر والبوادى.
يسير العشرة وراء ملاحظهم طاهر رشايده ، ولايحققوا عادة الاربع المحصول فى الوردية الواحدة فيوبخهم سيسو مبارزه الشهير بسيسو سبارس وينتقص من أجورهم الى النصف مع خفض جرعات شم الكولا والبنزين والمجارلى كى يستقيم حالهم .
تنتهى الوردية الاولى لتبدأ الثانية فى تمام السادسة مساءا .. يتسلم مجموعة العشرين الاولى عاطف زقله ومجموعة العشرين الثانية راسم فتيحه أما العشرة أنفار المتبقية فيكونوا من نصيب شادوفه حصاوى .
ينطلق الجميع يقلبون جنبات الارض والشوارع بحثا عن أعقاب السجائر ليتم تفريغها فى الأجولة الخصصة لها أسفل الكوبرى ليتم تفريغ الدخان وجمعه لارساله الى مصنع سيسو مبارزه للف السجائر والمعسل يوميا ويتم وضع ماركات غير واضحة المعالم ويتم بيعه بأقل من نصف سعر السوق فيكون الاقبال عليه عاليا ويدمنه الكثير من المخنين ولايرضون عنه بديلا .
تمكن سيسو سبارس بعد عشرين عاما من اللف اليدوى استحداث الات مصنعه واستيراد نخبة من ذائقى التبغ العالميين ، واصبح سبارس واحدا من أكبر أصحاب التبغ فى المناطق الوسيعة حتى تاريخه .
قصة قصيره ل : محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@gmail.com
==============================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق