الحروب البيولوجيه
=========
قصة كتبتها منذ خمسة عشر عاما وستجدونها فى نفس التاريخ على موقع قصص عربيه ضمن مائة قصة كتبتهاعلى نفس الموقع فى نفس التاريخ وبدون مقابل
================
بكتاشر
أجمع أمراء وحكماء وفلاسفة وعلماء وعمال مملكة البكتاخير على تنصيب كبيرهم حاكما للمملكة المسؤولة عن ادارة شئون الرعية الصغيرة قبل الكبيرة .. فتح الحاكم بأمر المملكة أبوابه ليل نهار لمقابلة أبنائه من افراد الرعية حتى يقف على المشاكل الكثيرة التى تعرض لهم من جراء تعرضهم للهواء الملوث فى حالة تعذر حصول أحدهم على انبوبته اليومية المضغوطة والنقية من الهواء .
باءت كل محاولات الحاكم فى تنقية الجو من التلوث بالفشل .. يدخل الرجل معمله طوال الليل الى أن توصل الى ابتكار ميكروب يلتهم الميكروب الذى يسيطر على أجواء المملكة والذى أرسله علماء امبراطورية البكتاشر المجاورة حتى يتخلصوا من سكانها فتكون مزرعة كبيرة لخيولهم وماشيتهم التى لاتعد ولاتحصى ، ومقبرة لنفايات البكتريا التى يدأبون على تطويرها بشكل دائم .
أفلست كل محاولات علماء مملكة البكتاخير وحاكمهم فى مجاراة التطور اللاهث الذى يتوصل االيه علماء امبراطورية البكتاشر فاستسلموا لقدرهم المحتوم والقادم لامحالة .
ازدحمت مائدة الامراء المستديرة بالوجوه الحزينة على ماستفقده من صلاحيات كبيرة وأمر ونهى ومنح وعطايا كان الامراء ينعمون بها على الفقراء من ابناء الرعية فيقابلون بالحمد والشكر والثناء الدائم الذى كان يبهج قلوبهم .
أعمل حكماء وفلاسفة مملكة البكتاخير عقولهم وخرجوا على الحاكم بما توصلوا اليه من قرارات تنص على اقامة جدار عال بطول الحدود المشتركة بين المملكة وامبراطورية البكتاشر حتى يطمئنوا على سلامة التربة لديهم ولاتتمكن الامبراطوريات المجاورة من دس اى مواد مسممة فى مصادر المياه بعد أن لوثوا السماء .. كما أوصى مجلس الحكماء والفلاسفة على صناعة غلافا جويا يكون بدايته الجدار العالى فى نقطة الالتقاء مع الخصوم وتكون نهايته عند عند نقطة الالتقاء مع الاصدقاء .. استبعد الحاكم الحلول المعقدة التى جاء بها الفلاسفة والحكماء لعدم توفر الامكانيات المادية للمملكة التى استنزفت معظم اقتصادها فى محاربة كل جديد ترسله امبراطورية البكتاشر من ميكروبات حديثة ، ومازال علماء المملكة غارقين فى معاملهم بحثا عن حلول أكثر ايجابية وأكثر سرعة .
تتوالى ورديات عمال مملكة البكتاخير الاربع بلاانقطاع حتى يتمكنوا من تسليم ابناء المملكة حصصهم من انابيب الهواء المضغوطة النقية حتى لايختنقوا مع وصول مستوى الهواء فى انابيبهم الى درجة الصفر .
ثمل عصمون القوادر رئيس وردية العمال الرابعة حتى خرج بفكرة فى تمام الثانية عشرة الاربعا مساءا قبل نهاية ورديته بربع الساعة وشرع فى تنفيذها قبل عرضها على رؤسائه الذين سيعرضونها بدورهم على الفلاسفة والحكماء حتى يصلوا الى الحاكم .. أكثر عصمون القوادر من شراب صديقته الصغيرة شنشات التى لم تتجاوز العشرين من عمرها حتى سقطت فأضرم فى جسدها النار وتمكن من خلع غطائه الواقى الذى يرتديه فى مساحة المائة متر مربع ، وأعاده ثانية لينطلق مهللا حاملا البشرى الى الحاكم نفسه بعد أن تيقن من النتيجة .
قرر الحاكم بعد التيقن من صلاحية القرار لدى مجلس الامراء والعلماء والحكماء والفلاسفة بحرق جثث الفتيات اللائى فى سن شنشات ، وتمكن الجميع من خلع الاغطية الواقية فعمت الفرحة المملكة التى أصيبت بعد فترة قصيرة من الزمن بعدم الانجاب لحرقهم كل جثث النساء بعد البنات البنوت ، وأقلع الخصوم عن ارسال البكتريا الضارة بعد تعاونهم الوثيق مع عصمون القوادر رئيس عمال الوردية الرابعة الذى أصبح بعد ذلك حاكما لاقليم البكتاخير التابع لامبراطورية البكتاشر .
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه