الثلاثاء، 17 يناير 2017

واه يااحمد عزوز يمتزج عزوز ابواحمد بطين الارض فى سيل من سيول طوبه النادر ، وأخذ ينادى بكل ماأوتى من قوة : واه يااحمد عزوز . استيقظ كل سكان درب الفندى ، ووبخه الاستاذ فتيح الواعظ مدرس العربى والدين الاسلامى بمدرسة الاقباط للتعليم الالزامى . لم يعر عزوز ابو احمد احدا اى اهتمام ، ومازال ملتصقا بطين الارض ينادى : واه يااحمد عزوز حتى استيقظ ابنه فى العاشرة من عمره ليخرج مع امه زهره بنت ام سيوفى ويحتضنا الرجل الغارق فى بحر طين الدرب بحنان بالغ، وتساءلت زهره كل المتحلقين حولهم عما الم بزوجها فلم يجبها احد . مازال عزوز ينادى : واه يااخمد عزوز ، واحمد بجواره لايشعر به ولابزوجتهولابسكان درب الفندى من الرجال الذين اسرعو لاستكشاف سر الحالة التى وصل اليها عزوز. التصق الصغير بجسد ابيه مذعورا فتبين عزوز بعضا من ملامح ابنه فأردف : - واه يااحمد عزوز -ايه يابوى -ابكى على ابوك ياواد - انا بابكى اهه يابوى تنطلق دموع الصغير فتزيد من بلله وبلل ابيه . واصل عزوز نداءه على ابنه وفارق جسده ليرتمى ثانية فى قلب طين الدربوأخذ يحرك يديه وقدميه سابحا بكل قوة مكررا : - الوداع يادربنا .. الوداع يااحمد عزوز - الوداع ياابوى - خلى بالك من امك ياواد - انا مخلى اهه --------------------------------------------------------------------- ------------------------------------------------------------------------- --------------------------------------------------------------------------الخ . قصه قصيره ل : محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين مدير عام بالقناة الاولى بالتفزليون العنوان / 18 شارع الجمهوريه اول فيصل خلف مدرسة الشهيد بالقرب من حى بولاق

واه يااحمد عزوز
يمتزج عزوز ابواحمد بطين الارض فى سيل من سيول طوبه النادر ، وأخذ ينادى بكل ماأوتى من قوة : واه يااحمد عزوز .
استيقظ كل سكان درب الفندى ، ووبخه الاستاذ فتيح الواعظ مدرس العربى والدين الاسلامى بمدرسة الاقباط للتعليم الالزامى .
لم يعر عزوز ابو احمد احدا اى اهتمام ، ومازال ملتصقا بطين الارض ينادى : واه يااحمد عزوز حتى استيقظ ابنه فى العاشرة من عمره ليخرج مع امه زهره بنت ام سيوفى ويحتضنا الرجل الغارق فى بحر طين الدرب بحنان بالغ، وتساءلت زهره كل المتحلقين حولهم عما الم بزوجها فلم يجبها احد .
مازال عزوز ينادى : واه يااخمد عزوز ، واحمد بجواره لايشعر به ولابزوجتهولابسكان درب الفندى من الرجال الذين اسرعو لاستكشاف سر الحالة التى وصل اليها عزوز.
التصق الصغير بجسد ابيه مذعورا فتبين عزوز بعضا من ملامح ابنه فأردف :
- واه يااحمد عزوز
-ايه يابوى
-ابكى على ابوك ياواد
- انا بابكى اهه يابوى
تنطلق دموع الصغير فتزيد من  بلله وبلل ابيه .
واصل عزوز نداءه على ابنه وفارق جسده ليرتمى ثانية فى قلب طين الدربوأخذ يحرك يديه وقدميه سابحا بكل قوة مكررا :
- الوداع يادربنا .. الوداع يااحمد عزوز
- الوداع ياابوى
- خلى بالك من امك ياواد
- انا مخلى اهه
---------------------------------------------------------------------
-------------------------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------الخ .
قصه قصيره
ل : محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين
مدير عام بالقناة الاولى
بالتفزليون
العنوان / 18 شارع الجمهوريه اول فيصل
خلف مدرسة الشهيد بالقرب
من حى بولاق

السبت، 7 يناير 2017

عرا عيسى يأكل الصغار عرا عيسى باشتهاء وتلذذ .. يمضغونه مرة واخرى يستحلبونه .. يستغرق قمع العراعيسى فى يد الصغير أكثر من نصف الساعة . يقف مائة من الصغار فى زقاق الجمورى صفوفا على باب عيسى العايق عسال عزبة الشيخ رحوم حتى يفرغ من بيع العسل الاسود جملو وقطاعى بين التجار والمستهلكين افرادا لتخلو الجرار الامن بقايا العسل .. يأخذه عيسى ويصبه فى أقماع لتتماسك بعد فترة فيبيعها للصغار بمليم للواحد . يتزاحم الصغار ليأخذ كل منهم قمعه .......................................................................... قصه قصيره ل : محمود جسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين .. مدير عام وعلى وش وكيل وزارة بالقناة الاولى بالتفزليون العنوان 18 ش الجمهوريه اول فيصل خلف مدرسة الشهيد بجوار حى بولاق الدكرور

عرا عيسى
يأكل الصغار عرا عيسى باشتهاء وتلذذ .. يمضغونه مرة واخرى يستحلبونه .. يستغرق قمع العراعيسى فى يد الصغير أكثر من نصف الساعة .
يقف مائة من الصغار فى زقاق الجمورى صفوفا على باب عيسى العايق عسال عزبة الشيخ رحوم  حتى يفرغ من بيع العسل الاسود جملو وقطاعى بين التجار والمستهلكين افرادا لتخلو الجرار الامن بقايا العسل .. يأخذه عيسى ويصبه فى أقماع لتتماسك بعد فترة فيبيعها  للصغار بمليم للواحد .
يتزاحم الصغار ليأخذ كل منهم قمعه ..........................................................................
قصه قصيره ل : محمود جسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين .. مدير عام
وعلى وش وكيل وزارة
بالقناة الاولى
بالتفزليون
العنوان 18 ش الجمهوريه اول فيصل
خلف مدرسة الشهيد
بجوار حى بولاق الدكرور  

الخميس، 5 يناير 2017

الاسطى بليه الفلنكاح وقف عامر ولد عبد البر حنين وسط ميدان عروس البحور باكيا تتدفق دموعه انهارابعد ان فقد كل اسرته فى حادث القطار الشهير بالحرق والانقلاب على رأسه ولم ينجو منه سوى خمسة صغار كان عامر من بينهم ولم يزل فى الخامسة من عمره. رقت قلوب اهل العجمى فأحاطت الصغير بالعطف والاحسان بالمأكل والمشرب والملبس والمبيت غلى رصيف الكيلو الحادى والعشرين الطويل ملتحفا الفضاء والرطوبة . مرت ايام كثيره على عامر، لم يقو على عدها حتى رزقه الله بأم حمو التى ودعت ابنها حمو منذ سنين ليعمل على مركب عطيه الصعيدى ولم ترجع المركب منذ رحيلها منذ عشر سنوات . فرحت ام حمو بالرزق الذى ارسله لها الله فاحتضنته اسفل سقف عشتها فيوما ما سيكون سندا لها فى الكبر بعد ان تبنته وشهد بذلك كل اهل المنطقه . اشتد عود الصغير فعرض على امه ام حمو ان يعمل صبيا لدى جارهم عبده عامريه الميكانيكى .. استحسنت الام الفكرة فلااحد يضمن الموت من الحياة ولن تبقى له ام حمو طيلة عمره فقررت المرور على عبده عامريه الميكانيكى وعهدت اليه بالصغير عامر وأوصته كثيرا على المقطوع من شجرة والحيلة الذى خرجت به من الدنيا بعد ابنها حمو فأجابها عبده على طلبها . تعلم عامر اصول المهنة على يد عبده عامريه وعرف فى البداية ببليه الصغير حتى اصبح واحدا من الاسطوات الذين يعملون فى الورشة وصار لديه صبى صغير اطلق عليه بليه لكن عامر قرر ان يحتفظ بلقب بليه تيمنا به فلم يفارقه ابدا واضيف له الفلنكاح لأنه قادم من الفلاحين المجاورين للكيلو الحادى والعشرين او كما قيل . عشق الاسطى بليه الفلنكاح التجريب فى تركيب قطع الغيار فبرع فيها وعرف بذلك لدى اهل العجمى والمصطافين القامين الى الشاطىء من كل مكان فى القطر حتى ذاع صيته وملأت شهرته الآفاق . فرحت ام حمو كثيرا بابنها الذى لم يعد صغيرا وسعت بكل قواها ان تخطب له عروسه تستحقه لتفرح هى بأولاده فأعز من الولد ولد الولد . رأت ام حمو رغبة الاستئثار بالزوج فى عيون كل من قابلته من الفتيات اللاتى رغبت فى خطبتهن لابنها بليه الفلنكاح فلم تستقر على واحدة بعينها حتى تاريخه وواصلت بحثها عن العروسة التى سترضى بالاقامة معها اسفل سقف بيتها الصغير الذى تكفل ببنائه ابنها بليه الفلنكاح بعد ان كان عشة صغيره .. لن تفقد ام حمو ابنها الثانى كما فقدت حمو الذى لم يعد مع مركب عطيه الصعيدى . سمعت ام حمو عن ابنة عبده عامريه التى حجبتها هنيه زوجة عبده عن العيون بعد ان اعتزلت المدرسة الابتدائيه فى الثامنة من عمرها فعقدت العزم على زيارة هنيه التى رحبت بخطبة ام حمو لابنتها هديه لعامر ابنها فعامر رباه عبده عامريه زوجها تربية الاب لابنه الذى لم يرزقه ، وامهلتها هنية فترة لعرض الامر على عبده عامريه فأذا ماوافق فستحدد ميعادا لخطبة عامر وهديه. انتظر عامر قرار الموافقه فى احر من الجمر بعد ان طار لبه لوصف امه للجميلة هديه ، وبعد ايام زفت هنيه خبر الموافقه الى ام حمو لتملأ المنطقة بزغاريدها التى لم تنقطع صباح مساء لتعلم كل الاهالى بخطبة ابنها عامر لهديه بنت عبه عامريه اجمل فتيات الشاطىء والتى ستقيم معها اسفل سقف بيتها الصغير مع ابنها بليه الفلنكاح على طريق الكيلو الحادى والعشرين . طار عقل عامر من الفرح فركب لى طلمبة مياه غير مطابقه للموديل لتسد فوهة المياه المنطلق من الرادياتير الى الموتور مما ادى الى قفش الموتور وحرقه فكنت اول ضحايا فرحة الاسطى بليه الفلنكاح . قصه قصيره ل : محمود جسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين .. مدير عام وعلى وش وكيل وزارة بالقناة الاولى بالتفزليون العنوان 18 ش الجمهوريه اول فيصل خلف مدرسة الشهيد بجوار حى بولاق الدكرور

الاسطى بليه الفلنكاح
وقف عامر ولد عبد البر حنين وسط ميدان عروس البحور باكيا تتدفق  دموعه انهارابعد ان فقد كل اسرته فى حادث القطار الشهير بالحرق والانقلاب على رأسه ولم ينجو منه سوى خمسة صغار كان عامر من بينهم ولم يزل فى الخامسة من عمره.
رقت قلوب اهل العجمى فأحاطت الصغير بالعطف والاحسان بالمأكل والمشرب والملبس والمبيت غلى رصيف الكيلو الحادى والعشرين الطويل ملتحفا الفضاء والرطوبة .
مرت ايام كثيره على عامر، لم يقو على عدها حتى رزقه الله بأم حمو التى ودعت ابنها حمو منذ سنين ليعمل على مركب عطيه الصعيدى  ولم ترجع المركب منذ رحيلها منذ عشر سنوات .
فرحت ام حمو بالرزق الذى ارسله لها الله فاحتضنته اسفل سقف عشتها فيوما ما سيكون سندا لها فى الكبر بعد ان تبنته وشهد بذلك كل اهل المنطقه .
اشتد عود الصغير فعرض على امه ام حمو ان يعمل صبيا لدى جارهم عبده عامريه الميكانيكى .. استحسنت الام الفكرة فلااحد يضمن الموت من الحياة ولن تبقى له ام حمو طيلة عمره فقررت المرور على عبده عامريه الميكانيكى وعهدت اليه بالصغير عامر وأوصته كثيرا على المقطوع من شجرة والحيلة الذى خرجت به من الدنيا بعد ابنها حمو فأجابها  عبده على طلبها .
تعلم عامر اصول المهنة على يد عبده عامريه وعرف فى البداية ببليه الصغير حتى اصبح واحدا من الاسطوات الذين يعملون فى الورشة  وصار لديه صبى صغير اطلق عليه بليه لكن عامر  قرر ان يحتفظ بلقب بليه تيمنا به فلم يفارقه ابدا واضيف له الفلنكاح لأنه قادم من الفلاحين المجاورين للكيلو الحادى والعشرين او كما قيل .
عشق الاسطى بليه الفلنكاح التجريب فى تركيب قطع الغيار فبرع فيها وعرف بذلك لدى اهل العجمى والمصطافين القامين الى الشاطىء من كل مكان فى القطر حتى ذاع صيته وملأت شهرته الآفاق .
فرحت ام حمو كثيرا بابنها الذى لم يعد صغيرا وسعت بكل قواها ان تخطب له عروسه تستحقه لتفرح هى بأولاده فأعز من الولد ولد الولد .
رأت ام حمو رغبة الاستئثار بالزوج فى عيون كل من قابلته من الفتيات اللاتى رغبت فى خطبتهن لابنها بليه الفلنكاح  فلم تستقر على واحدة بعينها حتى تاريخه وواصلت بحثها عن العروسة التى سترضى بالاقامة معها اسفل سقف بيتها الصغير الذى تكفل ببنائه ابنها بليه الفلنكاح بعد ان كان عشة صغيره .. لن تفقد ام حمو ابنها الثانى كما فقدت حمو الذى لم يعد مع مركب عطيه الصعيدى .
سمعت ام حمو عن ابنة عبده عامريه التى حجبتها هنيه زوجة عبده عن العيون بعد ان اعتزلت المدرسة الابتدائيه فى الثامنة من عمرها فعقدت العزم على زيارة هنيه التى رحبت بخطبة ام حمو لابنتها هديه لعامر ابنها فعامر رباه عبده عامريه زوجها تربية الاب لابنه الذى لم يرزقه ، وامهلتها هنية فترة لعرض الامر على عبده عامريه فأذا ماوافق فستحدد ميعادا لخطبة عامر وهديه.
انتظر عامر قرار الموافقه فى احر من الجمر بعد ان طار لبه لوصف امه للجميلة هديه ، وبعد ايام زفت هنيه خبر الموافقه الى ام حمو لتملأ المنطقة بزغاريدها التى لم تنقطع صباح مساء  لتعلم كل الاهالى بخطبة ابنها عامر لهديه بنت عبه عامريه اجمل فتيات الشاطىء والتى ستقيم معها اسفل سقف بيتها الصغير مع ابنها بليه الفلنكاح على طريق الكيلو الحادى والعشرين .
طار عقل عامر من الفرح فركب لى طلمبة  مياه غير مطابقه للموديل لتسد فوهة المياه المنطلق من الرادياتير الى الموتور مما ادى الى قفش الموتور وحرقه فكنت اول ضحايا فرحة الاسطى بليه الفلنكاح .

قصه قصيره ل : محمود جسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين .. مدير عام
وعلى وش وكيل وزارة
بالقناة الاولى
بالتفزليون
العنوان 18 ش الجمهوريه اول فيصل
خلف مدرسة الشهيد
بجوار حى بولاق الدكرور


الاثنين، 2 يناير 2017

من شارع الجمهوريه بجوار حى بولاق الدكرور ==== رائحة خبز نفاذه انطلقت رائحة الخبز الساخن فى منطقة الحوض البارد من داخل الفرن الوحيد الذى يدار بالوقيد مع حلول ظلام الليل لينشط رجال القلم السياسى والجنود الانجليز فى البحث عن الفتى الذى اغتال الباشا الغالى عليهم جدا . استوقفت الصغبرة والدها امام الفرن واطلقت تنهيدة طوبلة وقالت : الله يابابا ده عيش ساخن هات لنا بعشرة فضة .. أبدى الرجل تأزمه من الصغيرة والولدين اللذين امسكا بكلتا يديه ودفعاه الى الامام فقال الرجل : لم يتبق سوى العشرة فضة بعد شراء العشاء وستأخذونها مصاريفا فى الصباح للمدرسة . - الله يابابا مااحنا بناكله حاف .. تقول الصغيرة وهى تقترب من وجهه خطوة . - ياابنتى مازال فى البيت بقية من خبز الامس . - لكنه جاف . يشد سعد بكل قوة يد والده اليمنى : والنبى علشان خاطرى يابابا .. تسقط القطعة الفضية فوق كومة التراب فلاتصدر صوتا فى المنطقة المظلمة أمام الفرن .. يكرر مصطفى الابن الاكبر نفس الطلب من الناحية اليسرى . ينزل كامل اسماعيل المتولى الموظف بالدرجة السابعة على رغبة ابنائه الثلاثة كى يدخل البهجة عليهم بأكلهم الخبز الجاف الحاف ساخنا متوقعا تعنيف زينب البنهوتى زوجته على هذا الفعل المخجل فى الشارع امام المارة . يضع الرجل يده فى جيبه فلايجد العشرة فضة فينقل يده الى الجيب الايسر ليقابله فراغ الجيب .. ينقل اليد الى جيب البنطلون الخلفى والى جيب القميص ويعاود حساباته مع الصغار : احنا جيبنا ايه يااولاد ؟ - نصف رطل لبن .. ترد سهام . - بمليم فول .. يقول سعد . - ومليم طعميه .. يعقب مصطفى . - اذا تبقى العشرة فضة .. اين هى ؟ .. ويعاود البحث ثانية فلايجدها .. يصحب صغاره ويعود الى بائع اللبن سالكا حارات تبعد به عن طريق الجنود الانجليز ورجال القلم السياسى حتى لايهينه احد امام الاولاد الصغار . يزيد همس كامل فى الطريق الى نفسه فيخشى الثلاثة صغار على عقل ابيهم .. يواصل كامل الحديث بصوت مسموع : انا فى انتظار الدرجة السادسة بعد مدة خدمة اكثر من خمسة وعشرين عاما ولم يزل راتبى ثلاثة جنيهات لايتبقى منها مليما واحدا بعد سداد ايجار الشقة وفاتورة المياه والكهرباء .. وفق كامل اسماعيل المتولى اخيرا وبعد الحاح زوجته على اخوتها الى العمل فى محل المنيفاتورة الذى يملكه اخوتها بعد الظهر ليزيد من دخله ، ومع ذلك لايتبقى الا القليل بعد مصاريف المدارس والمواصلات فلايستطيع السداد على الاكل والشرب لخمسة افواه مفتوحه . هدأت حركة رجال القلم السياسى والانجليز بعدما تم القبض على الطالب الذى اغتال الباشا .. وصل كامل الى بائع اللبن وسأله عن العشرة الفضية فأكد الرجل مع شهود عيانه عدم سقوط أى شىء منه أومن غيره . غادر كامل واولاده وساروا فى تفس الطريق الذى ساروا فيه منذ قليل عسى أن تلتقط عين أحدهم مكان القطعة الفضية .. اقتربت رائحة الخبز فاتسعت عيون الثلاثة صغار وتمكن سعد من رؤية القطعة الفضية التى لمعت فى قلب الظلام فوق كومة التراب فالتقطها وفرحوا كثيرا بأكل الخبز الساخن وهم فى طريق العودة الى المنزل فى صحبة ابيهم ، واخذ الثلاثة صغار يكررون ماسمعوه فى المظاهرات التى اجتاحت الشوارع منذ قليل مستمتعين برائحة الخبز النفاذة . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين.. مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتليفزيون العنوان / 18 ش الجمهوريه اول فيصل بجوار حى بولاق الدكرور

من شارع الجمهوريه
بجوار حى بولاق الدكرور
====
رائحة خبز نفاذه
انطلقت رائحة الخبز الساخن فى منطقة الحوض البارد من داخل الفرن الوحيد الذى يدار بالوقيد مع حلول ظلام الليل لينشط رجال القلم السياسى والجنود الانجليز فى البحث عن الفتى الذى اغتال الباشا الغالى عليهم جدا .
استوقفت الصغبرة والدها امام الفرن واطلقت تنهيدة طوبلة وقالت : الله يابابا ده عيش ساخن هات لنا بعشرة فضة .. أبدى الرجل تأزمه من الصغيرة والولدين اللذين امسكا بكلتا يديه ودفعاه الى الامام فقال الرجل : لم يتبق سوى العشرة فضة بعد شراء العشاء وستأخذونها مصاريفا فى الصباح للمدرسة .
- الله يابابا مااحنا بناكله حاف  .. تقول الصغيرة وهى تقترب من وجهه خطوة  .
- ياابنتى مازال فى البيت بقية من خبز الامس .
- لكنه جاف .
يشد سعد بكل قوة يد والده اليمنى : والنبى علشان خاطرى يابابا  .. تسقط القطعة الفضية  فوق كومة التراب فلاتصدر صوتا فى المنطقة المظلمة أمام الفرن  .. يكرر مصطفى الابن الاكبر نفس الطلب من الناحية اليسرى .
ينزل كامل اسماعيل المتولى  الموظف بالدرجة السابعة على رغبة ابنائه الثلاثة  كى يدخل البهجة عليهم بأكلهم الخبز الجاف الحاف ساخنا متوقعا تعنيف زينب البنهوتى زوجته على هذا الفعل المخجل فى الشارع امام المارة .
يضع الرجل يده فى جيبه فلايجد العشرة فضة فينقل يده الى الجيب الايسر ليقابله فراغ الجيب .. ينقل اليد الى جيب البنطلون الخلفى والى جيب القميص ويعاود حساباته مع الصغار : احنا جيبنا ايه يااولاد ؟
- نصف رطل لبن .. ترد سهام .
- بمليم فول .. يقول سعد .
- ومليم طعميه .. يعقب مصطفى .
 - اذا تبقى العشرة فضة .. اين هى ؟ .. ويعاود البحث ثانية فلايجدها .. يصحب صغاره ويعود الى بائع اللبن سالكا حارات تبعد به عن طريق الجنود الانجليز ورجال القلم السياسى حتى لايهينه احد امام الاولاد الصغار .
يزيد همس كامل فى الطريق الى نفسه فيخشى الثلاثة صغار على عقل ابيهم .. يواصل كامل الحديث بصوت مسموع : انا فى انتظار الدرجة السادسة بعد مدة خدمة اكثر من خمسة وعشرين عاما ولم يزل راتبى ثلاثة جنيهات لايتبقى منها مليما واحدا بعد سداد ايجار الشقة وفاتورة المياه والكهرباء .. وفق كامل اسماعيل المتولى اخيرا وبعد الحاح زوجته على اخوتها  الى العمل فى محل المنيفاتورة الذى يملكه اخوتها  بعد الظهر ليزيد من دخله ، ومع ذلك  لايتبقى الا القليل بعد مصاريف المدارس والمواصلات فلايستطيع السداد على الاكل والشرب لخمسة افواه مفتوحه .
هدأت حركة رجال القلم السياسى والانجليز بعدما تم القبض على الطالب الذى اغتال الباشا .. وصل كامل الى بائع اللبن وسأله عن العشرة الفضية فأكد الرجل مع شهود عيانه عدم سقوط أى شىء منه أومن غيره .
غادر كامل واولاده وساروا فى تفس الطريق الذى ساروا فيه منذ قليل عسى أن تلتقط عين أحدهم مكان القطعة الفضية .. اقتربت رائحة الخبز فاتسعت عيون الثلاثة صغار وتمكن سعد من رؤية القطعة الفضية التى لمعت فى قلب الظلام فوق كومة التراب فالتقطها وفرحوا كثيرا بأكل الخبز الساخن وهم فى طريق العودة الى المنزل فى صحبة ابيهم ، واخذ الثلاثة صغار يكررون ماسمعوه فى المظاهرات التى اجتاحت الشوارع منذ قليل  مستمتعين برائحة الخبز النفاذة .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين.. مدير عام
بالقناة الاولى
بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه اول فيصل
بجوار حى بولاق الدكرور
ماء ام حنين
جفت آبار الماء فى قرية ام حنين القابعة فى احضان الصحراء الواسعة والتى لاتتبع اداريا لأى اقليم من الاقاليم ولايصلها بالعمار الارحلات الابل الدائمة من والى اقرب المدائن التى تبعد عنها حوالى ثلاثمائة كيلومترا .
تأخذ الابل سبعة أيام كاملة للوصول الى ام حنين حاملة قرب ماء الشرب ، وقد انطلقت منذ اثنتى عشر يوما فيتبقى يومان على وصولها .. خشى الكبار على صغارهم من نفاذ الماء فاكتفوا برشفات صغيرة طوال الايام الماضية حتى لايهلك الصغار من العطش .
حوّل جزّان ابوزويله ابله المائة الى نقل الماء من المدائن الى قرية ام حنين ، وترك نقل البضائع لصغار الحمالين ، وبدأ فى فرض شروطه فلكى يأخذ كل فرد من ابناء القرية حصته من الماء عليه ان يدفع ثلث دخله  .. قبل ابناء القرية الشرط وخصصوا بقية انصبة الدخل لدومه الفرهكلى تاجر الحبوب كى يأخذوا من صوامعه مايحتاجون لتطحنه النساء بالرحى فى بيوتهن ثم يقدمنه حافا بدون غموس أوتأتين بالملح من عبده المالح بقال القرية فى بعض الاحيان ، وقد اغلق سعد عنوّج بائع الكيروسين دكانه بعدما أقلع سكان القرية عن الشراء واكتفوا بوقود اخشاب الشجر والنخيل ، كما رحل نعيم ابوفروة الزبال بعد الاستغناء عن خدماته لعدم وجود البقايا التى كان يدأب على فرزها واعادة تصنيعها لبيعها بالسعر الارخص ، ولم يجد ابناء ام حنين بقية من الدخل ليخصصوه لشراء بعض القماش الذى يستر العورة ، ورحل يوسف النمر طبيب القرية حاملا دوائه بعدما انتشرت الاوبئة .
اغلق الكتّاب الوحيد ابوابه واقلع الآباء عن تعليم ابناءهم القراءة والكتابة ولزم اهل القرية بيوتهم فتوقف الحمالون عن العمل  .. جاء اليوم الثالث عشر من رحيل ابل ابو زويله وقد نفد مالدى اهل القرية من الماء وبلغ العطش نهايته فأوشك الصغار على الهلاك  .
تجمع اهل القرية حول منزل جزان ابوزويله الذى مازال لديه مائة قربة من الماء فى مخزنه  .. زاد رجاء اهل القرية بعدما لم يتبق شىء من الدخل ليعطوه له بعد الثلث الاول الذى اخذه من قبل ليأتيهم بالماء من المدائن فى رحلة الابل الاخيرة والتى تبقى يوم على عودتها .
بدأ جزان يساومهم على الارض فرفضوا .. ساومهم على البيوت فلم يلق قبولا .. قال : عليكم بانتظار الابل وستأتى بعد الغد  .
- لكن الصغار سيموتون .
- وماذنبى انا ؟
- الماء لديك .
- انا دافع فيه دم قلبى .
ثار اهل القرية على جزان واقتحموا مخزن الماء وحمل كل واحد منهم قربته فسقط جزان ميتا حزنا على ثروته .. ورث اهل القرية ماترك جزان الوحيد الذى لم يكن له وارث لأنه مقطوع من شجرة كما يقول اهل القرية  ، وعادت الابل المائة  لتوزع عليهم وتنقذهم من الموت والمرض وضياع الارض والمنازل ثمن الماء .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين.. مدير عام
بالقناة الاولى
بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
العنوان / 18 ش الجمهوريه خلف مدرسة الشهيد
بجوار حى بولاق الدكرور
من شارع الجمهوريه
اول فيصل
==
ثريا بوريّه
جلست ثريا بوريه الخازندار على كومة من ملابس العروض الترفيهية التى كان يرتديها كبار الارتست فى تياترو الخازندار اشهر تياترهات روض الفرج على الاطلاق فى ذلك الوقت انتظارا للفراغ من المزاد الذى أقيم لبيع الأثاث بعد الحجز على بوريه التى تراكمت الديون عليها ولم تستطع سداد أجور الارتست من العاملين لديها .. يرن جرس المزاد ويكرر الرجل : الاأونا .. الادوا .. الاترى .
ورثت ثريا بوريه الخازندار التياترو عن ابيها نوح الخازندار حفيد فرح بيك أول خازندار جاء فى صحبة محمد على باشا الكبير من بلاد البلقان وكان بائعا للدخان كسيده الباشا .. اشتهر تياترو الخازندار من بين تياتروهات روض الفرج ، ولمع اسمه لمساندة الخديوى لحفيد أول خازندار فى تاريخ الأسرة ، وكان يلجأ اليه كبار الأرتست والصييته ليلمعوا فى سمائه ثم ينطلقوا منه الى مختلف التياترهات الأقل حظا فى الشهرة مما دفع ثريا بوريه بنت نوح أن تفرض شروطها على راغبى العمل فى التياترو وتستقطع ثلاثة أرباع أجورهم لنفسها فيبقى  الربع لهم مقابل الشهرة على خشبة مسرح نوح الخازندار أقدم وأشهر مكتشف للنجوم فى سوق الفن فى الشرق بأكمله والذى ترك الادارة لزوجته سيزويت الأناضولى حتى لزمت المنزل للمرض ، وأطلقت يد ابنتها بوريه فى التياترو .. يعلو صوت رجل المزاد ينادى : الااونا .. الادوا .. الاترى .
كان نوح الخازندار يعشق سمك البورى الأحمر ، وحين رأى ابنته لحظة الميلاد قطعة لحم حمراء تشبه سمك البورى الأحمر قال لأمه نظله : لفى البوريه ، ومنذ ذلك الوقت التصق لقب البوريه بثريا الخازندار ، وعشقت الصغيرة كل ذكور سمك البورى كما كان والدها يعشق الاناث من أجل البطارخ التى كان يتفنن فى تسويتها وبعدة طرق كما كان يعشق الصيد ويرتحل عبر سواحل المياه الأقليميه حاملا غاباته البوص الطويلة وسنانيره وحقيبة الطعم المليئة بالدود ليغيب شهرا أو شهرين ويأتى بعدهما بسمك البورى الأحمر والمخطط وقد أكسبه الصيد الصبر على رعونة سيزويت زوجته وبوريه ابنته حتى رحل فى سلام منذ خمسة أعوام .. يواصل جرس المزاد دقاته : الااونا .. الادوا الاترى .
رفع كل العاملين لدى بوريه راية التمرد وقرروا ان يتركوا التياترو فأغلقت لشهر كامل حتى مرت عليهم واحدا واحدا فى المنازل مقابل منحهم ضعف الراتب لتفلس بوريه مع نهاية الشهر الثانى .
رفع الارتست فى نهاية الشهر الخامس قضية على بوريه يطالبونها بالسداد لاجورهم فيتم الحجز ، وأقيم المزاد لبيع الأثاث .. الااونا .. الادوا .. الاترى .
تم بيع آخر قطعة ملابس كانت تجلس عليها بوريه فسحب المشترى الفستان لتسقط بوريه بعد أن فارقت الحياة ليتم اغلاق تياترو ثريا الخازندار الشهيرة ببوريه .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين.. مدير عام
بالقناة الاولى
بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
العنوان /18 ش الجمهوريه خلف مدرسة الشهيد
بجوار حى بولاق الدكرور

من شارع الجمهوريه اول فيصل == ثريا بوريّه جلست ثريا بوريه الخازندار على كومة من ملابس العروض الترفيهية التى كان يرتديها كبار الارتست فى تياترو الخازندار اشهر تياترهات روض الفرج على الاطلاق فى ذلك الوقت انتظارا للفراغ من المزاد الذى أقيم لبيع الأثاث بعد الحجز على بوريه التى تراكمت الديون عليها ولم تستطع سداد أجور الارتست من العاملين لديها .. يرن جرس المزاد ويكرر الرجل : الاأونا .. الادوا .. الاترى . ورثت ثريا بوريه الخازندار التياترو عن ابيها نوح الخازندار حفيد فرح بيك أول خازندار جاء فى صحبة محمد على باشا الكبير من بلاد البلقان وكان بائعا للدخان كسيده الباشا .. اشتهر تياترو الخازندار من بين تياتروهات روض الفرج ، ولمع اسمه لمساندة الخديوى لحفيد أول خازندار فى تاريخ الأسرة ، وكان يلجأ اليه كبار الأرتست والصييته ليلمعوا فى سمائه ثم ينطلقوا منه الى مختلف التياترهات الأقل حظا فى الشهرة مما دفع ثريا بوريه بنت نوح أن تفرض شروطها على راغبى العمل فى التياترو وتستقطع ثلاثة أرباع أجورهم لنفسها فيبقى الربع لهم مقابل الشهرة على خشبة مسرح نوح الخازندار أقدم وأشهر مكتشف للنجوم فى سوق الفن فى الشرق بأكمله والذى ترك الادارة لزوجته سيزويت الأناضولى حتى لزمت المنزل للمرض ، وأطلقت يد ابنتها بوريه فى التياترو .. يعلو صوت رجل المزاد ينادى : الااونا .. الادوا .. الاترى . كان نوح الخازندار يعشق سمك البورى الأحمر ، وحين رأى ابنته لحظة الميلاد قطعة لحم حمراء تشبه سمك البورى الأحمر قال لأمه نظله : لفى البوريه ، ومنذ ذلك الوقت التصق لقب البوريه بثريا الخازندار ، وعشقت الصغيرة كل ذكور سمك البورى كما كان والدها يعشق الاناث من أجل البطارخ التى كان يتفنن فى تسويتها وبعدة طرق كما كان يعشق الصيد ويرتحل عبر سواحل المياه الأقليميه حاملا غاباته البوص الطويلة وسنانيره وحقيبة الطعم المليئة بالدود ليغيب شهرا أو شهرين ويأتى بعدهما بسمك البورى الأحمر والمخطط وقد أكسبه الصيد الصبر على رعونة سيزويت زوجته وبوريه ابنته حتى رحل فى سلام منذ خمسة أعوام .. يواصل جرس المزاد دقاته : الااونا .. الادوا الاترى . رفع كل العاملين لدى بوريه راية التمرد وقرروا ان يتركوا التياترو فأغلقت لشهر كامل حتى مرت عليهم واحدا واحدا فى المنازل مقابل منحهم ضعف الراتب لتفلس بوريه مع نهاية الشهر الثانى . رفع الارتست فى نهاية الشهر الخامس قضية على بوريه يطالبونها بالسداد لاجورهم فيتم الحجز ، وأقيم المزاد لبيع الأثاث .. الااونا .. الادوا .. الاترى . تم بيع آخر قطعة ملابس كانت تجلس عليها بوريه فسحب المشترى الفستان لتسقط بوريه بعد أن فارقت الحياة ليتم اغلاق تياترو ثريا الخازندار الشهيرة ببوريه . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين.. مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتليفزيون العنوان /18 ش الجمهوريه خلف مدرسة الشهيد بجوار حى بولاق الدكرور

من شارع الجمهوريه
اول فيصل
==
ثريا بوريّه
جلست ثريا بوريه الخازندار على كومة من ملابس العروض الترفيهية التى كان يرتديها كبار الارتست فى تياترو الخازندار اشهر تياترهات روض الفرج على الاطلاق فى ذلك الوقت انتظارا للفراغ من المزاد الذى أقيم لبيع الأثاث بعد الحجز على بوريه التى تراكمت الديون عليها ولم تستطع سداد أجور الارتست من العاملين لديها .. يرن جرس المزاد ويكرر الرجل : الاأونا .. الادوا .. الاترى .
ورثت ثريا بوريه الخازندار التياترو عن ابيها نوح الخازندار حفيد فرح بيك أول خازندار جاء فى صحبة محمد على باشا الكبير من بلاد البلقان وكان بائعا للدخان كسيده الباشا .. اشتهر تياترو الخازندار من بين تياتروهات روض الفرج ، ولمع اسمه لمساندة الخديوى لحفيد أول خازندار فى تاريخ الأسرة ، وكان يلجأ اليه كبار الأرتست والصييته ليلمعوا فى سمائه ثم ينطلقوا منه الى مختلف التياترهات الأقل حظا فى الشهرة مما دفع ثريا بوريه بنت نوح أن تفرض شروطها على راغبى العمل فى التياترو وتستقطع ثلاثة أرباع أجورهم لنفسها فيبقى  الربع لهم مقابل الشهرة على خشبة مسرح نوح الخازندار أقدم وأشهر مكتشف للنجوم فى سوق الفن فى الشرق بأكمله والذى ترك الادارة لزوجته سيزويت الأناضولى حتى لزمت المنزل للمرض ، وأطلقت يد ابنتها بوريه فى التياترو .. يعلو صوت رجل المزاد ينادى : الااونا .. الادوا .. الاترى .
كان نوح الخازندار يعشق سمك البورى الأحمر ، وحين رأى ابنته لحظة الميلاد قطعة لحم حمراء تشبه سمك البورى الأحمر قال لأمه نظله : لفى البوريه ، ومنذ ذلك الوقت التصق لقب البوريه بثريا الخازندار ، وعشقت الصغيرة كل ذكور سمك البورى كما كان والدها يعشق الاناث من أجل البطارخ التى كان يتفنن فى تسويتها وبعدة طرق كما كان يعشق الصيد ويرتحل عبر سواحل المياه الأقليميه حاملا غاباته البوص الطويلة وسنانيره وحقيبة الطعم المليئة بالدود ليغيب شهرا أو شهرين ويأتى بعدهما بسمك البورى الأحمر والمخطط وقد أكسبه الصيد الصبر على رعونة سيزويت زوجته وبوريه ابنته حتى رحل فى سلام منذ خمسة أعوام .. يواصل جرس المزاد دقاته : الااونا .. الادوا الاترى .
رفع كل العاملين لدى بوريه راية التمرد وقرروا ان يتركوا التياترو فأغلقت لشهر كامل حتى مرت عليهم واحدا واحدا فى المنازل مقابل منحهم ضعف الراتب لتفلس بوريه مع نهاية الشهر الثانى .
رفع الارتست فى نهاية الشهر الخامس قضية على بوريه يطالبونها بالسداد لاجورهم فيتم الحجز ، وأقيم المزاد لبيع الأثاث .. الااونا .. الادوا .. الاترى .
تم بيع آخر قطعة ملابس كانت تجلس عليها بوريه فسحب المشترى الفستان لتسقط بوريه بعد أن فارقت الحياة ليتم اغلاق تياترو ثريا الخازندار الشهيرة ببوريه .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين.. مدير عام
بالقناة الاولى
بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
العنوان /18 ش الجمهوريه خلف مدرسة الشهيد
بجوار حى بولاق الدكرور

من شارع الجمهوريه اول فيصل خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز = فكيهه تتلون وجوه بنات فكيهه بالأسمر والأشقر والقمحاوى فتحظى فكيهة بمكانة مرموقة وسط ابناء مهنتها حتى حازت على لقب بيك من القصر العالى .. وصل عدد بنات فكيهة الى المائة فتاة قادمة من مختلف الأنحاء مما دفع فكيهه الى تأجير ثلاثة منازل أخرى بجانب البيتين اللذين ورثتهما عن امها المعلمه لولا حتى تتمكن من تسكين كل عشرين فتاة فى منزل . اكتسبن بنات فكيهه من المعلمه صفات تميزهن عن سائر فتيات الشارع فالمعلمه تعطى الكثير لابناء السبيل وتخصص جزءا كبيرا من دخل الخمسة بيوت لمئات الفقراء الذين يمرون عليها ليلا لتحسن اليهم ، ويدعون لها بالستر والرزق الوفير وبعد أولاد الحرام عنها . تقتطع كل بنت من بنات فكيهه مليمات لتمنحها حسنة كى تكسب بها دعاءا يحميها من اولاد الحرام الكثيرين فى المنطقة والمناطق المجاورة .. أعادت فكيهه صياغة تسكين بناتها فى الخمسة بيوت فوضعت الشقراوات فى منزل والسمراوات فى الثانى والقمحاويات فى الثالث ، وملونى العيون فى الرابع أما الخامس فقد ضم البدينات حتى يسهل عليها تجهيز الطلب حين يأتى البكوات والهوانم فى طلب شغالة أوطباخة أومربية أومديرة منزل . سارت فكيهه سيرة أمها فى نظافة بناتها فكن ذوات سمعة طيبة .. زيّن منّو الأشوح للمعلم زقله الكفتجى فتوة الشارع أمر الاستفادة والثراء السريع الذى سيجنيه المعلم من وراء المائة فتاة اذا ماصار المسؤول عنهن بدلا من المعلمة فكيهه .. راقت الفكرة لزقله وجاء بالمعلمه زوزو من كلوت بيك لتتخير مايصلح منهن للعمل لديها .. وقع اختيار المعلمه زوزو على المائة كلهن ووعدت زقلة بحماية فتوات كلوت بيك اذا ماتعرض له أهالى الحى وحاولوا مساعدة بنات فكيهه . جاء زقله بالعربات الكارو وصعد فى صحبة رجاله الى المنازل الخمسة لينزل بالفتيات بالقوة .. علا صراخ الفتيات وغطى المنطقة .. تجمع أهالى الحى والفقراء وابناء السبيل من محبى المعلمة فكيهه ليساعدونها فى رد فتوة الحى زقله وفتوات كلوت بيك فقابلتهم السيوف والسنج والشوم ليتراجعوا ويعودوا من حيث جاءوا وغلّقوا الأبواب . حمل رجال زقله البنات على العربات الكارو وانطلقوا الى كلوت بيك ، ومازالت المعلمه فكيهه بنت البنوت التى لم تتزوج بعد وهى فى سن الستين تبكى بناتها اللتى لم تلدهن وفقدتهن الى الأبد . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه كبير مخرجين.. مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتليفزيون العنوان 18 شارع الجمهوريه .. اول فيصل بالقرب من حى بولاق الدكرور

من شارع الجمهوريه
اول فيصل
خلف مدرسة الشهيد
احمد عبد العزيز
=
 فكيهه
تتلون وجوه بنات فكيهه بالأسمر والأشقر والقمحاوى فتحظى فكيهة بمكانة مرموقة وسط ابناء مهنتها حتى حازت على لقب بيك من القصر العالى .. وصل عدد بنات فكيهة الى المائة فتاة قادمة من مختلف الأنحاء مما دفع فكيهه الى تأجير ثلاثة منازل أخرى بجانب البيتين اللذين ورثتهما عن امها المعلمه لولا حتى تتمكن من تسكين كل عشرين فتاة فى منزل .
اكتسبن بنات فكيهه من المعلمه صفات تميزهن عن سائر فتيات الشارع فالمعلمه تعطى الكثير لابناء السبيل وتخصص جزءا كبيرا من دخل الخمسة بيوت لمئات الفقراء الذين يمرون عليها ليلا لتحسن اليهم ، ويدعون لها بالستر والرزق الوفير وبعد أولاد الحرام عنها .
تقتطع كل بنت من بنات فكيهه مليمات لتمنحها حسنة كى تكسب بها دعاءا يحميها من اولاد الحرام الكثيرين فى المنطقة والمناطق المجاورة .. أعادت فكيهه صياغة تسكين بناتها فى الخمسة بيوت فوضعت الشقراوات فى منزل والسمراوات فى الثانى والقمحاويات فى الثالث ، وملونى العيون فى الرابع أما الخامس فقد ضم البدينات حتى يسهل عليها تجهيز الطلب حين يأتى البكوات والهوانم فى طلب شغالة أوطباخة أومربية أومديرة منزل .
سارت فكيهه سيرة أمها فى نظافة بناتها فكن ذوات سمعة طيبة .. زيّن منّو الأشوح للمعلم زقله الكفتجى فتوة الشارع أمر الاستفادة والثراء السريع الذى سيجنيه المعلم من وراء المائة فتاة اذا ماصار المسؤول عنهن بدلا من المعلمة فكيهه .. راقت الفكرة لزقله وجاء بالمعلمه زوزو من كلوت بيك لتتخير مايصلح منهن للعمل لديها .. وقع اختيار المعلمه زوزو على المائة كلهن ووعدت زقلة بحماية فتوات كلوت بيك اذا ماتعرض له أهالى الحى وحاولوا مساعدة بنات فكيهه .
جاء زقله بالعربات الكارو وصعد فى صحبة رجاله الى المنازل الخمسة لينزل بالفتيات بالقوة .. علا صراخ الفتيات وغطى المنطقة .. تجمع أهالى الحى والفقراء وابناء السبيل من محبى المعلمة فكيهه ليساعدونها فى رد فتوة الحى زقله وفتوات كلوت بيك فقابلتهم السيوف والسنج والشوم ليتراجعوا ويعودوا من حيث جاءوا وغلّقوا الأبواب .
حمل رجال زقله البنات على العربات الكارو وانطلقوا الى كلوت بيك ، ومازالت المعلمه فكيهه بنت البنوت التى لم تتزوج بعد وهى فى سن الستين تبكى بناتها اللتى لم تلدهن وفقدتهن الى الأبد .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين.. مدير عام
بالقناة الاولى
بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
العنوان 18 شارع الجمهوريه .. اول فيصل
بالقرب من حى بولاق الدكرور