الشيخ الاحمر
بأ بأ .. تأ تأ .. صأ صأ .. مجموعة من الاصوات المتداخلة
والغير واضحة تخرج من فم الدرويش الاحمر اللون البدين الذى جاء منذ عام مضى ليرتاد
مولد السلطان الفرغل ببندر ابوتيج التابع لمديرية أسيوط شأنه فى ذلك شأن سائر
الدراويش ليشاركوا بالذكر المقام فى ساحة السلطان طوال ايام المولد .
يقف بهلول الاحمر امام الجزار ويأخذ قطعة صغيرة من اللحم
يلوكها غير مستوية ويمضى ليسير وراءه الصغار يصفعونه أويشدون ثيابه فيبدى بهلول
تأزمه من الصغار ويجرى كى يتمكن من الهروب الى قبلى البلد .
مرّ الشهر ولم يغادر بهلول المدينة مع انتهاء مولد السلطان
الفرغل وفضل الاقامة بجواره دونا عن سائر أولياء الله الصالحين .. اتخذ بهلول
مقابر المسلمين والمسيحيين مقرا لنومه عقب جولته اليومية فى المدينة يجمع فيها
مايقوته فى الصباح والظهيرة والمساء .. يأتى المساء فيقف بهلول فى الزحام أمام عم
حنيفه بائع الفول والطعمية فيتشا جر اثنان ليقتل الاول الثانى ، ولاتدمع عينا بهلول
ويهرول الى مقر اقامته بالمقابر لينام .
يذاع خبر وفاة الثانى من المتشاجرين أمام عم حنيفه فى الاذاعات
الاجنبية وتكتسب المدينة شهرة دولية .. يمر
الشهر الثانى وفى بداية الشهر الثالث تخترق الطائرات المغيرة أجواء المدينة
الجنوبية بعيدا عن رصد اجهزة الرادار لها ولم تمض سوى ثوان ليعقبها انفجار ضخم
زلزل أركان المدن المجاورة وتم تدمير طائرات المطار السرى الذى تم نقله فى اعقاب
هزيمة السابع والستين .
تمكنت اخيرا المخابرات المصرية بعد عام من تجوال الشيخ الاحمر
بالمدن والقرى المصرية وبث اخبارها عن طريق جهاز ارسال صغير جدا من مقابر المسلمين
والمسيحيين من القبض على الجنرال عزرا حاييم فى شهر ديسمبر فى العام التاسع
والستين ، وتم طى ملف الشيخ بهلول الملقب خطأ بالشيخ الاحمر .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش
المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق