الجمعة، 31 يناير 2025

 حداو حمير تل زويطه

===========

9002

=======

ابناء الريح

==========

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات

==========

حداو حمير تل زويطه

================

يربت عفيان ولد شديدى عضنفر على مؤخرة الحمار فيذوب أسفل يده القوية...

يـأخذ فى تقييد القدمين الخلفيتين والامامية اليسرى ويواصل هدهدة الحمار فيربت على الرقبة بيد خشنة الملمس ليقشعر جسد الحمار فيعود ولد شديدى غضنفر الى ارتعاشة معظم نساء تل زويطه وفتياته ممن صحبنه قبل ان تحلو فى عينيه فريهده  بنت قروش ملقاط التى رفضت الزواج من  اغلب رجال التلال وشبابه ورضيت بعفيان لفحولته المفرطة.  

 انجبت فريهده خمسة بنات امتهنت جميعهن قراءة الطالع فى دروب حضر ريحانه الملاصق لتل زويطه ومازال عفيان يحلم بالولد سنده فى شيخوخته وحامل نعشه عند رحيله.

يرفع عفيان  شديدى القدم اليمنى لحمار ريقى هواده الحمال ، ويأخذ فى نزع مسامير الحدوة القديمة التى التهمها أسفلت حضر ريحانه ثم يسوى الحافر ويلتقط أنفاسه جالسا الى جوار الحمار مناديا على زفران فويقه ليحضر له كوب الشاى وكرسى الدخان القص المعسل الحامى.

يخرج عفيان من سيالته سنة الافيون المسلفنة .. يستخلصها من الورق ويضعها أسفل لسانه يستحلبها ليقوى على حيوية حمير التل الفتية ، ويواصل حلم الوليد مع فريهده بنت قروش ملقاط التى تصغره بثلاثين عاما  كلما تمكن من شراء سمين نعيم ملانه الجزار.

يحضر زفران شايه بدون سكر مع الدخان بعد طول انتظار فيتركه عفيان على الرمال ويستخرج حدوته الجديدة ويثبت مساميره فى الحافر ليوثق القدم اليمنى الامامية مع الخلفيتين ويبدأ عمله فى القدم اليسرى الامامية بعد حلها ، غير انه لايقوى على المواصة وهو فى الخمسين من عمره فيجلس ليحتسى شايه ويشرب كرسى الدخان.

يزداد سعال عفيان مع انتهائه من آخر نفس للدخان وشفط الشاى المر الا أنه يعاود عمله متوجها لنزع حدوة القدم اليسرى القديمه فيمسك رأس المسمار الاول بالكماشه ، ويستجمع قواه مع مواصلة السعال لانتزاع المسمار فيسقط على ظهره مصطدما بحجر كبير على جانب الطريق ليلفظ أنفاسه الاخيرة قبل ان يتحقق حلمه فى لقاء وليده الى سيحمل نعشه فى هذه اللحظة. 

    

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


================================================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق