ابتاء الريح
=======
304
===
ألسنة نيران أعلى التل
======
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
=======
ألسنة نيران أعلى التل
تقترب السنة نيران اعلى تل غجر الخير من رحم السحب المنخفضة فتنطلق منزعجة الى اعلى تنفض عن بياضها سواد الرماد ، وتعود السنة النيران الى أسفل متخاذله.
يزيد لعلع عوينى من اشعال نيرانه امام الخيمة بأعلى تل غجر الخير عند اكتمال القمر بدرا فى ليالى الشتاء القاسية .
يلملم لعلع عظامه المتجمدة .. تسرى الدماء فى عروقه محملة بهواء النيران الساخنة.
تتسلل الارانب البرية من جحورها زاحفة الى مصدر الحرارة طالبة الدفىء من هواء سماء تل الخير الذى يسقط كرات الجليد المتناهية الصغر لتدغدغ اجسادها فيزيد اقترابها لتسقط اجساد العجائز فيها .
يسارع لعلع الى سلخ مااصطادته النيران .. يشويها ، ويلتهم الكثير منها .
يلقى العجرى حفنات من البخور المزين بالمستكة فى منتصف النيران ليعلو دخانها مرسلة رائحتها رسائلا الى خيام التل فتضيق صدور الرجال وتتسع صدور النساء متبرمة فى فرشها الصوف المغزول من فراء الاغنام .
يواصل لعلع كبير عرافى غجر تلال شرق الصحراء الصغرى شرب بوظته حتى تكتمل حلقات نساء التل حول نيرانه .
تقترب كل امرأة من آذان العراف .. تسر اليه بأمنيتها فيسعى بكل قواه الى ايقاظ جان النار الذى يعينه على اشعالها حتى لايهلك فى ان يحقق امنيات الغجريات.
يطلب الجان من لعلع بدء حلقات الرقص والغناء حتى يفيق سيده ملك ملوك الجان الاحمر القادر على تحقيق امنيات الغجريات فى لمح البصر .
تنفلت الغجريات الواحدة تلو الاخرى فى صفوفهم المنتظمة فى صحبة لعلع الى منحدر التل الخلفى ليقابلها ملك ملوك الجان الاحمر فيتحقق حلمها وتعود الى فراشها بجوار الغجرى تملؤها البهجة فى انتظار تحقيق الحلم لتعود الى لعلع وملك الجان الاحمر مع اكتمال القمر التالى.
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
=================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق