20
ابناء الريح
رضا حمد الله شكر
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
رضا حمد الله شكر
تتصدر رضا حمد الله شكرالغجريه ابل الحمالين فى سوق السبت الكبير برحبة الخمسين .
يخلى الحمالون طريقا لابنة حمد الله شكر شيخ مشايخ الحمالين بالصحراوات الثلاث اول من حمل البشر بالاجر على ظهور الابل بالصحراء الكبرى ، ومرسى اصول المهنة منذ اتقنها على أيدى مروضى الابل لركوب البشر على ظهورها بتل غجر ريحيه المجاور اقصى جنوب الصحراء الصغرى.
ينقل حمد الله شكر خبراته الى كل صبيانه الذين عملوا معه بطول نصف قرن من الزمان ..يحملون البضائع والامتعة واحيانا البشر .
يقول حمد الله شكر لآخر صبيانه المقرب الى قلبه راضى ولد رزق الله السنان ورزيقه المغسله :
- اللى قبلنا قالوا ايه ؟
- ايه؟
- شغلتنا نخدم الناس بمقابل ومن غير لمن لايملك .. اخدمه وسيرد لك الخدمه خدمتين فى المستقبل القريب او البعيد .. قف الى جانب الضعيف تجده فى الشدة .. قدم الخير للمجتاجين بلاحساب واحتسبه ليوم الحساب .
تعامل رئيفه الطيبى راضى ابنا لم تلده من شدة خجله وادبه فيروق فى عينى ابنتها رضا ويصبح النموذج المجسد لشباب ابيها حمد الله شكر ، تترقت لحظة دخول راضى على ابيها يطلب يدها أومجىء رزيقه المغسلة امه تمهد للامر مع رئيفه الطيبى زوجة شيخ مشايخ الحمالين الغجر .
يجهز راضى خيمة عرسه وتخصص رزيقه المغسله مدخر عملها وعمل رزق الله السنان الثلاثين عاما الماضية لشراء فحل يختاره معلمه شيخ طائفة الحمالين ليحمل هودج رضا ، وقتئذ سيتقدم لطلب يدها من ابيها كما وعد رضا ويؤكد عليه صباح كل يوم ورضا تجهز ناقة ابيها للعمل وتودع محبوبها بنظرات حب تحيطه حتى صباح اليوم التالى.
يخطف الموت شيخ الحمالين فيغرق الحزن خيمته لتلحق به رئيفه الطيبى قبل الاربعين تاركة ابنتها رضا وحيدة لاسند لها فى الدنيا الا راضى رزق الله ولد رزيقه المغسله .
يجتمع الخمسة حمالين الكبار عوف صائغ ، عبد البر راجح، سمير عويجه ، صقر سيوف وفتوح القط ليستبعدوا راضى من طريق رضا ليفوز احدهم بمشيخة الطائفة .
تودع رضا راضى فى الصباح الباكر وتترقب عودته بعد ان تجهز امه خيمة العرس .
يحمل راضى ناقة شيخه حمولة بقول للشيخ احمد ذهيبه من سوق السبت الى صوامعه بتل الريح ، وحين يتوسط راضى المسافة بين اسفل التل واعلاه يقبل عليه صبيان الخمسة حمالين الكبار يعترضون ناقة شيخه بفحولهم حتى يتمكنوا من اسقاطه مع الناقة والحمولة اسفل تل الريح وغادروا بعد انهاء مهمتهم.
تنجو ناقة حمد الله شكر من الموت فتزحف الى خيمة صاحبها بلاراضى اوحمولة فتقيم رضا مأتما كبيرا وتعامل رزيقة كرئيفه امها فتنقلها الى خيمة حمد الله شكر حتى تشفى الناقة فتحل محل محبوبها راضى رزق الله وابيها حمد الله شكر فى العمل.
يقدم الحمالون الخمسة رضا بنت شيخهم على انفسهم فيجعلونها فى المقدمة حتى يستقر رأيها على احدهم فتضع العليق امام الناقة فى انتظار الفراغ من وضع الحمولة على ظهر الناقة .
يداعب دحروج لالى صبى عوف صائغ ناقة حمد الله شكر وهى تتناول الطعام .. ترفع عينيها اليه لتجده احد الصبيان الخمسة الذين اسقطوها من اعلى تل الريح فتهب ثائرة تقلب حمولتها وتعقره فى الراس ليسقط فتدهسه بالاقدام مع الاربعة الصبيان الآخرين الذين هبوا لنجدته و شيوخهم الخمسة .
لاتتعجب رضا من فعل ناقة حمد الله شكر وتحاول ان تهدأ من ثورتها لتعود الى طعامها ، وبعد نقل ثلاث حمولات تعود رضا الى امها رزيقة تزف اليها قصاص الناقة من قاتلى راضى فى سوق السبت امام حشود الحمالين فتزغرد الام فرحا وتتبعها رضا ممطرة الناقة قبلها.
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
=================================