السبت، 26 فبراير 2022

 عوالم الغجر 

(28)

وآه يازين

أخذها ونزل العين

من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


وآه يازين

أخذها ونزل العين



آه يازين .. آه يازين ..آه يازين . .يتأوه برهومه هنيدو المنادى من فرط الشوق على فقيده الغالى زين ولد برهومه زينة شباب غجر التل الاخضر قلب الصحراء الوسطى .

تكرر الببغاوات المهاجرة الى الصحراء فى فصل الشتاء آهات برهومه لتتحول الآهات فى مناقيرهم الى تساؤل: آه يازين؟

يلتف اشقاء الحى الصغار حول برهومه والببغاوات المهاجرة  يجيبون عن التساؤل : أخذها ونزل العين .

يتسلل برهومه الى داخله لائذا بالصمت فتصمت الببغاوات وينصرف الصغار طوال ساعات الصباح تاركين برهومه امام خيمته .

تتصدر الشمس وجه السماء فتختفى ظلال الاشياء تحتها .. يواصل برهومه هنيدو تأوهاته : واه يازين .. واه يازين .. واه يازين .

تكرر الببغاوات المهاجرة : واه يازين ..حتى تتحول الاهات الى تساؤل فيجيب الاشقياء صغار الحى : أخذها ونزل العين .

يحكى الصغار قصص زين ولد برهومه هنيدو ومعشوقته دعديه أجمل حسناوات غجر التل الاخضر بالصحراء الوسطى :

طفل 1: فى البدء جذبت عضلات زين ولد برهومه المفتوله انتباه حسناء بنى حكيم  دعديه وهو يرعى غنم سيد قومه حكيم زناوى شيخ مشايخ الزناويه فسقط غطاء وجهها ارضا .

طفل 2 : سقط قلب زين مع سقوط غطاء الوجه حين سلب عقله جمال دعديه الذى لايقاومه احد.

طفل 3 : هدأت الحسناء  من اضطراب الفتى المفتول العضلات ووعدت باللقاء .

طفل 4 : جاء وقت اللقاء تحت جنح الظلام فاختفى ولد برهومه هنيدو ، وعادت الحسناء الى خيام ابيها لتذبل  حتى تصبح هيكلا عظميا .

تعلو تأوهات برهومه هنيدو مواصلا بحثه عن وحيده : آه يازين .. آه يازين.

يصمت الصغار والببغاوات المهاجرة تاركين برهومه يتأوه فى منتصف الطريق بين خيمته وعين ماء الزناويه .

يحل الليل فيستيقظ برهومه من اغفاءته قاصدا عين الماء  ينادى متأوها : واه يازين .. واه يازين .. واه يازين .

تكرر الببغاوات المهاجره الاهات حت تصبح تساؤلا فيجيب صغار الحى الاشقياء:أخذها ونزل العين .

يقول الاشقياء من صغار التل : ان بنات الجان أشفقن على ابن برهومه  شديد الفتوة والحيوية حين احاط به رجال حكيم ليقتلوه فتجسدت احداهن فى صورة دعديه واختطفته لتنزل به فى ماء العين وتزوجته ليصبح من ابناء جنسها لكنه لم يقو على نسيان برهومه ابيه فيصعد اليه كل ليلة على حافة العين ليمسح دموعه ويواسى وحدته.


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


  ================================


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق