الجمعة، 1 أكتوبر 2021

 اعوالم لغجر 

(6)

طرح بحر الملح


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



طرح بحر الملح


تلتهم رطوبة ماء بحر الملح أوتاد الخيام الخشبية فتوشك على السقوط فوق رؤوس الصيادين والغواصين وأسرهم .

تتداخل ازمنة نوات هذا العام فى عقول الشيوخ لضعف الذاكرة فلايعيرونها ادنى اهتمام .

تغرق رائحة اليود شواطىء بحر الملح تنذر بأمواجه الغاضبة المصاحبة لاولى نوات شتاء هذا العام .

تنطلق الرياح .. تصبح الامواج جبالا ..ينشب غصين ناجح يديه فى الشباك مع اخوته رجحان وزيدان وعمران وابوهم ناجح زند .. تلتصق اقدامهم بلحم سفينتهم الخشبية الصغيرة فلاتستطيع مقاومة الرياح .

يطفو الغواصون نجاة من دوامات قاع بحر الملح القاتلة  فتشدهم الى اسفل بعد ان اسكنوا ذرات الرمال فى قلوب القواقع والمحار بذورا لللآلى الغالية .

تسبق نوات هذا العام موعدها المنتظر فلاتترك لصيادى السطح والقاع قواربا للنجاة من غضب بحر الملح الهادر .

اصيب جميع الغواصين بدوار الدوامات فعشقهم القاع محتفظا بهم فى رحمه فهم ابناؤه.

  ينفث بحر الملح رمال قاعه فى الفضاء ، تسقط لتطمس معالم شواطئه .

تضع ريم مساعدى زوجة رجحان ناجح مولودها الاول وتطلق عليها   عواصف  فيدفن طرح بحر الملح جسد الام .. ترضع مليحه الرومى زوجة زيدان صغيرها عوض الله الذى يحبو وحيدا على وجه رمال طرح بحر الملح باحثا عن الدفىء والطعام فيصطدم جسده باابنة عمه المولودة منذ قليل.

تهدأ ثورة امواج بحر الملح ويستقر طرحه لتصفو السماء بعض الوقت .. تمر قبيلة من الغجر الرحل على شواطىء بحر الملح فيلتقطوا الصغيرين فرحين غير ان عمران ولد ناجح زين كان الوحيد الذى لفظه بحر الملح الى الشاطىء لتركيز جسده العالى الملوحة.. تمكن عمران من نفض الرمال عن جسده وتعرف على ابن اخيه عوض الله واصطحب المولودة  من ايدى الغجر وعاد لينصب خيمته فوق طرح بحر الملح.


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com

===================================

عوالم الغجر 
(7)

عفيلق ولد تميره العنزه
حى ابن يقظان عصره

من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات

عفيلق ولد تميره العنزه
حى ابن يقظان عصره

ترعرع عفيلق ولد سوينه الطحانه الغجريه وسط قطيع ماعز سيد قومه عتيرة رقمان   شيخ مشايخ الرقامنه بالقطاع الجنوبى من الصحراء الكبرى فصار عفيلق حى ابن يقظان عصره.
 ولدت سوينه  عفيلق وهي جالسة تطحن بن سيدها عتيره فى الرحى فجاءها المخاص بين العنز .. اسرعت توحيده المولده تمسك بجسد الوليد وتشد حتى قطعت حبله السرى وألقت المشيمه من اعلى تل الرقامنه فى منتصف النهار ليطول عمره وعادت لتجد الوليد يشيح بفمه عن سرسوب سوينه الذى سيشد عظامه فأوشك على الهلاك.
أسرعت توحيده الى حلب  تميره عنزة عتيره رقمان الولود  ام قطيع عنز سيد قومه وأرضعت المولولود فرضع بنهم حتى ارتوى ونام .
 تتبع عفيلق خطى تميره حين بدأ يحبو على اربع كأمه وشارك العنز لبنهم حتى صار اخا لهم فى الرضاعة ، وباءت كل محاولات سوينه الطحانه  فى استرداد وليدها من بين اخوته وامه التى ارضعته .
  تعلم عفيلق لغة العنز وانصرف عن لغة الغجر فلم يصدر طوال حياته القصيرة سوى المأمأة.
تمكن الرعاة من اضافة بعض الكلمات الى قاموس مأمأة عفيلق ليساعدهم فى رعى القطيع  وصار اصغر راعى عنز لسيده عتيره رقمان حتى لايبتعد عن حضن امه واخوته .
اختتم عفيلق ولد تميره عامه الخامس ولم يقترب من سوينه الطحان امه الانسية ، وفى ليلة عيد ميلاده السادس قررت تميرة الرحيل فتوقفت انفاسها ليشتد صراخ عفيلق مأمأة حتى لفظ انفاسه الاخيرة، ولم تبقى منه سوى سيرة عفيلق ولد تميره حى ابن يقظان عصره كما يروى الرعاة . 

قصة قصيرة
ل : محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
البريد الاليكنرونى
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
=================================
عوالم الغجر 
(8)
عنز زايناهم

من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات


عنز زايناهم

تكتحل عينا زايناهم برموش الليل الطويل فلايكاد الرائى يبصر بياضهم من شدة سواد نن العين .
ورثت زايناهم جمالها الفتان عن امها زينه وابيها زيان الاكحل الغجريين  القادمين من اقصى جنوب الصحراء الصغرى .
تتطابق عيون زايناهم وعيون عنزها مع عيون امها وابيها وزوجها زيون ديفيسه الغجرى لأنهم يطيلون النظر الى الارض ولاتقوى عيونهم على النظر الى السماء الفضاء فتصفو مكتسبة زرقتها .
تبقى زايناهم على عنزتها هديه الام الولود مع اجيالها المتتالية من العنز الاكثر خصوبة وتبيع الجديان عدا اثنين .
تتوالى طلقات ولادة هديه فتصرخ لتوقظ زايناهم وبنات زيون الخمس تهرولن الى نجدة الام ميراث زيناهم من زينه الغجرية  امها وهديه ولود تلد من البطن الواحدة ست اوسبع عنزات .
تسبق زايناهم ابناءها مخافة ان يصيب ورث الخير أى مكروه.
تتأوه هديه من آلام الوضع للمرة الثالثة منذ جاءت صغيرة من خيمة زيان الغجرى  عقب وفاته فهو الوحيد الذى كان يعطف عليها بعد رحيل زوجته زينه الغجريه .. يقدم لها طعام الافطار بعد صلاة الفجر عائدا بأوراق النبات الخضراء من سوق الرحبة الذى  يتوسط خيام الغجر  ويطعمها فى المساء من نفس الورق اما الغداء فكان خبزا جافا اوحفن من البقوليات حتى يشتد عودها .
يذهب زيان بالعنزة الى عزيز الراعى ويتركها لليلة واحدة مع جدى العنز الطلوقة  فتحمل اول حمل لها فى حياتها ، وحين يرحل الشيخ زيان تكفل  زايناهم العنزة وتلقبها  هديه لتضع بعد شهور قلائل ست عنزات فى خيمة زيون الغجرى .
يدق الطلق ابواب بطون ثلاث عنزات من الجيل الاول  يسبقن الام هديه فى الوضع فتسارع هند وهنود وهنادى الى مد يد العون يسحبن المواليد الثمانى عشرة عنزه .
تضع العنزة الام سبع عنزات ليصل اجمالى مواليد العنز الى خمس وعشرين عنزة.
ترقص هنيده  وهويده صغرى بنات زيناهم من شدة الفرح  لتنامى قطيع عنز هديه العنزة الام ويرحل زيون الغجرى  بداء الصدر من كثرة تدخينه للقص المعسل الساخن فتخيم على خيمتهم سحابة حزن مبطنة بفرحة تزايد القطيع .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
 ===================================
عوالم  الغجر 
(10)
عين بحيره

من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات

عين بحيره

تمتلىء عين بحيره بنت صبور طحيمر الغجرى طحان سهل البراقع  بالصغار منتصف نهار كل يوم شديد الحرارة .
تبترد اجساد الصغار بماء العين البارد صيفا والدافىء شتاءا.
يتردد بين ربوع السهل ان عين ماء بحيره التى آلت اليها من ابيها صبور الذى ورثها عن طحيمر ابيه تستقى ماءها من بئر أسفل خيمة الطحان حفره مع الجان الذى كان يسخرهم لاعماله ، ولم يتحرروا الابعد موته فثقبوا جدار البئر ليتسرب مائه بعيدا عن الخيمة صانعا هذه العين العذبة ، والتى اصبحت مقصد الصغار مع كل ظهيرة وينصرفون عنها قبيل مغيب الشمس.
 تخلع بحيره العصابة عن عينى فحلها القوى عشتير والذى نعته صبور طحيمر ابوها باسم ابن ملك الجان الذين كان يسخرهم طحيمر لخدمته .
يحرك عشتير جفونه بسرعة كى يزيل آثار ظلام العصابة عن عينيه طوال اليوم من ظهور النور الى اختفائه لايام كثيرة حتى نسى طعمه  يلف حول محور المطحنة ليطحن الحبوب والبن لنساء سهل البراقع.
 تجفف بحيره عرق الفحل و تقدم له وجبة العشاء بملح الطعام الكثير حتى يشتد عطشه لماء عين بحيره.
ترسل بحيره عيناها خارج الخيمة كى تتأكد من خلو العين من صغار السهل الاشقياء الذين يجردونها من ثيابها بعيونهم عند نزولها الما ء مع عشتير الفحل .
 تجر بحيره عشتير الى الماء  .. تنيخه على الحافة .. ترفع الركاب عن ظهره فينفض عرقه الغزير عن جسده بارتعاشة جلده فتفر جموع الذباب التى تحلقت حوله لتشرب من عرقه.
تزحزح بحيره اللجام بعيدا عن فم عشتير الذى يحرك فكيه ليلقى بمخزون الطام الذى يمضغه الى الداخل ويتأهب للارتواء من ما عين بحيره .. يمد عشتير الرقبه .. يغمس فمه فى العين .. يعب الماء يطفىء ملوحة الطعام فى جوفه وهو بارك.
يقول كبار سن السهل وكما تجمع الروايات : ان عشتير ابن ملك الجان الذى كان يسخره الجد طحيمر مع بعض قومه من الجان وبعد ان اصبحوا احرارا بموت طحيمر عز عليه سنوات الذل التى قضاها فى خدمة طحيمر فأراد ان ينتقم من نسله حين عشق حفيدته بحيره وارسل عشقه من خلال الفحل القوى الذى يقوم على خدمتهم والذى اسماه صبور ولد طحيمر عشتير على اسمه  امعانا فى ذله ، ويزداد عشق الفحل عشتير لبحيره يوما بعد يوم.     
تكشف  بحيرة عن ساقيها فتلمع عيون الصغار المختبئة خلف النخيل المحيط بعين الماء  فى قلب الليل الذى حل محل غروب الشمس منذ قليل ..تنزل بحيره قدميها فى عذب الماء .. ينهض عشتير يتبعها الى قلب العين يغطيها بجسده من عيون اولاد الغجر الزرقاء بعدما ادرك اماكن اختبائهم  فهو يغار عليها من نسيم الهواء العليل .
 تخلص بحيره جسد الفحل من الرمال العالقة بجسده فيتضاءل اسف يديها الناعمتين .. يتسلل صغار السهل الى رحم عين بحيره فتثور ثائرة عشتير ابن ملك الجان الذى يركب الفحل فيوسعهم عشتير الفحل دهسا بالاقدام  ليقضى كل خف على احد الصغار فى قاع العين .
اسفرت معركة رحم عين بحيرة بين عشتير وصغار السهل الاشقياء عن وفاة ثلاثين صغيرا التصقوا بالقاع وستطفو اجسادهم بعد ثلاثة ايام ليتسلم جثثهم الاهل من فوق وجه عين بحيره .

 قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
 ===================================
عوالم الغجر 
(11)
غبراء تل الاعاصير

من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات

غبراء تل الاعاصير
تسابق غبراء تل الاعاصير الرياح فلاتتمكن ناقة من اللحاق بها ولافحل .
يجنى الشيخ عصيره هنويه  الغجرى من فوز الغبراء فى سباق الابل الخير الكثير ، ويريد ان يكافئها بالزواج من فحل يستحقها فلايروق لها فحل من الفحول  الذين تم عرضهم عليها حتى الان ، ولن تمكن اى منهم من شم رائحتها الزكية والقفز على ظهرها.
 تظل عينا غبراء تنظر الى الافق البعيد حيث ذاك الفحل الذى فك وثاقه ولم يوقفه احد فى سوق الحضر الكبير حتى وصل اليها واخذ فى التقرب اليها وكان داحس تل بنى مزنه .
يعرض مزينه ابن ميزارى اناثا مختلفة الاشكال والالوان على فحله الفتى داحس كى يدخل بها فلاينظر الى احداهن وتظل معشوقته التى رآها منذ عام مضى متصدرة المشهد بين عينيه وفؤاده فهى غبراء تل الاعاصير التى لم يتمكن سواه من اللحاق بها وتجاوزها فذابا الاثنان عشقا .
يقول المتخصصون فى انساب الابل ان غبراء الاعاصير حفيدة غبراء الجده التى عشقت داحس الجد ومن اجلهما قامت الحرب اربعين عاما ، وهاهو ذا التاريخ يعيد سطوره ، وسوف تصطدم قبائل تل الاعاصير بقبائل تل المزن الدائمى النزاع على مراعى مابين التلين .
يعرض صحيف حزازه حكيم الصحراء الكبرى على قبائل التلين امرا سيقرب بينهما .. يتزوج ليث ابن عصيره هنويه الغجرى من عفراء ابنة مزينه ابن ميزارى الغجرى ، ويزف معهما غبراء تل الاعاصير على داحس تل بنى مزنه مع تقاسم مرعى مابين التلين يوما ويوم بين القبيلتين .
تتحرك الاعاصير فتزحزح المزن ليصطدم بعضه ببعض فيتساقط خيرا ينبت الحياة من قلب الرمال .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
   ==================================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق