عوالم الغجر
======
خوازيق قريشم
====
221
===
خوازيق قريشم
==========
يحتطب قريشم ولد عنديه الغجريه من فروع الاشجار المتناثرة أسفل تل لايل الغجر جنوب الصحراء الصغرى .
يحزم قريشم ستة اكوام من الحطب على جانبى حمار امه المسن ، ويجلس بينهما على ظهر الحمار ماضيا الى خيمة عنديه الغجريه التى ودعته من عام مضى ، ولم تتمكن من تحديد اب له من غجر تل لايل ورحلت عنه من شدة المرض الذى أقعدها خمس سنوات ، كان قريشم اسفل اقدامها فهى التى رعته حتى سن العشرين من عمره الى ان احتواها المرض .
خشى رجال غجر تل لايل من افتضاح امرهم منذ ستة وعشرين عاما اذا ماافصحت عنديه عن نسب مولودها فعنديه كانت اجمل بنات الغجر فقرروا طردها مع الوليد لتهبط اسفل التل وافامت خيمتها على طريق القوافل المتجهة الى الشمال متجهة الى الصحراء الوسكى والكبرى .
تمكث عنديه فى بطن خيمتها .. تقنع بلبن عنزتها الذى يتقاسمه قريشم رضيعها مع صغار العنز ليصبح اخاهم فى الرضاعة بعدما جف لبن ثدى عندية من فرض غضبها من رجال تل لايل الذين امطروا جسدها تقبيلا فى الليالى الباردة .
تترك عنديه الرضيع فى حراسة كلبها .. تبحث عن الرزق فى التلال المجاوره .. تعود الى قريشم فيشب عن الطوق ليصاحبها رحلة الحياة .
تفلس عنديه فى تحديد والد قريشم فيكف الصغير عن السؤال مكتفيا بنسبه الى الام شأنه فى شأن الكثير من ابناء الغجر .
يصل الحمار العجوز الى خيمة عنديه موشكا على الهلاك لثقل قريشم مع حزم الحطب الست .. يهبط قريشم ، ويرفع حزم الحطب عن ظهر العجوز الغارق فى العرق .. يسارع ولدعنديه الى تقديم دلو الماء الى حمار امه العجوز ليعوض المفقود من ماء جوفه ثم يقدم له طعام العشاء.
يشعل قريشم نيرانه امام الخيمة فتشعر العنزات والحمار يالدفىء ويغوصوا فى بحور النوم.
يأخذ قريشم فى صناعة خوازيقه من فروع الشجر .. يغرسها قى قلب رمال طريق القوافل فتصيب بعيرا محملا اوناقة تتخلف عن الركب من فرط الالم .
يصيب قريشم بنباله صاحب البعير اوالناقة فيسقط ليسطو قريشم على الغنيمة .. يحيا على لحمها شهرا كاملا فى رخاء النعمة ، ويصنع من جلدها فرشا وجانبا من جوانب الخيمة حتى يحين موعد صيده التالى بالخوازيق والنبال.
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
