منزل مائل الى الدرجة العشرين
للتنقيب عن الاثار
بدأ المنزل رحلة الميل منذ عام مضى وقت ان شرع عميش زحلاوى الحفر اسفله بحثا عن كنوز القدماء .
تقول البردية : ان اسفل هذا المكان حيث اقيم المنزل بعد آلاف السنين توجد واحدة من خزائن قارون العظيمة المليئة بالحلى والجواهر النفيسة ، ولن تفتح هذه الخزينة الا على دماء صغير يراق على بابها ، ويشترط أن يكون الصغير وحيدا لأمه التى لن تنجبب بعد لاقترابها من سن اليأس .
طال بحث عميش زحلاوى وصبيانه عن الصغير لدى كل الامهات فى المنطقة بأسرها والتى تتكون من خمسة عشر قرية عن امهات فوق سن الاربعين والخمسة والاربعين ، وحين وجدوا وحيد أمه بدأ صبيان عميش فى الحفر بعمق العشرين مترا وقطر الحمسة أمتار كى يتمكنوا من زحزحة الاحجار الضخمة متاريس خزانة قارون العظيمة المليئة بكنوز لاتعد ولاتحصى .
مر الشهر الاول من الحفر فمال البيت سبعين درجة ليوقف عميش رجاله عن الحفر حتى لايسأل قانونيا عن مصرع سكان المنزل اذا ماسقط.
راود الامل عميش فى امتلاك محتويات خزانة قارون التى ستبعده الى الابد عن عمله كحانوتى شهير يقوم على تغسيل وتكفيين ودفن الموتى وبيع أعضائهم بعد ذلك .. فأرسل صبيانه فى الشهر الثالث ليواصلوا حفرهم ، وكان نتيجتة ميل المنزل الى درجة الخمسين .
شكا سكان العقار المالك الى الحى المسؤل الذى أمر مهندسوه بالتنكيس على نفقة السكان فصرفوا النظر عن الشكوى وتنازلوا عنها قى حافظة الشكاوى بالحى .
انتظر عميش شهرا آخر حتى تهدأ الامور وواصل حفره فى الشهر الخامس لتصل درجة الميل الى الثلاثين فقرر سكان الخمسة أدوار الاولى ترك حجرهم التى يقيمون بها ، وبقى سكان غرف الادوار الخمسة العليا البالغ عددهم خمسين اسرة بواقع اسرة فى كل حجرة احصاء.
اقترب صبيان عميش زحلاوى من المكان المحد د فى البردية لتصل درجة ميل المنزل الى العشرين فغادره سكان الثلاثة أدور قبل الأخيرين ، وحدد عميش موعد انتهاء العملية مع نهاية هذا العام ، وفى منتصف ليلة رأس السنة وصل صبيان عميش الى واحدة من بوابات خزائن قارون فملأوا الدنيا تهليلا لتسكتهم طلقات بندقية عميش حتى لاينفضح أمره ، وخرج من البئر ليأتى برجال قبيلته المقربين فيقتسم معهم كنز قارون النصف لهم والنصف له مع مسوق الكنز الى خارج القطر .
جاءت القنوات الفضائية ترصد واحدة من عجائب الدنيا بيت يميل الى درجة العشرين ولايسقط ، كما سجلوا لردود أفعال سكان الدورين الاخيرين الذين لم يتمكنوا من الاخلاء لعدم عثورهم على مساكن فى متناول اليد .
أدخل عميش زحلاوى افراد قبيلته مع الصغير الذى سينفتح الباب على دمه ، ومع دخول آخر الافراد أحدث المنزل دويا هائلا اثر سقوطه بالعشرين أسرة على آل عميش زحلاوى وخزانة قارون العظيمة ونجاة عميش زحلاوى ليواصل بحثه الدائم عن الآثار القديمة .
قصة قصيرة ل/ محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com