قش
الأرز
يعبىء
مغربى حسنى حماد قش الارز فى أجولة القطن الخيش الكبيرة الموصولة بخيط المنجدين
المتين ، ويتطلع الى منحة أخرى من القش يهبها له عباس الزجاج قبل أن يتخلص منها
حتى يكمل صناعة المرتبة لأولاده محسن وحسنيه وعزيزه ويوسف وكوثر وسميحه وسالم
تجىء
السيارة النقل الكبيرة ، يعلوها هرمان من قش الارز يغطيان هرمين من الخشب المدرج
يحتضنان أنية الزجاج التى يفصل بينها القش حتى لايصدم بعضها البعض فتنكسر مع كل
مطب بطول الطريق الطويل من المدينة الى القرية
يخطف
أصحاب القمائن قش الارز من عباس الزجاج بسعر زهيد ، ويعتبره الرجل زكاة عن صحته
وصحة نجاة مبروك عكاشه وأولاده الثلاثه عاطف وسعد وأيمن ، ويعد الحاج عباس عامله
مغربى حسنى حماد باقتطاع جزء من القش فى كل نقلة حتى يكمل مرتبة الأولاد والوسائد
بدون مقابل
يساعد
محسن ويوسف وسالم والدهم ، وينظفون أرض الحجرة من القش حتى لايتمكن الهواء من
حملها الى حجرة الجيران .. تدخل حسنيه الخيط فى عين الأبرة ، وتمسك عزيزه بالقطع
الصغير فى قاعدة الجوال الخيش فتتمكن كوثر وسميحه والأم هنيه من خياطة القطع حتى
لايتسرب القش
تآكلت
الحصيرة الحلفا التى تقتنى جيشا من الحشرات الضارة ، ولم يتبق منها سوى اليسير
الذى ينام عليه السبعة صغار ، ولم تتمكن هنيه من اقتطاع جزءا من أجر مغربى اليومى
لتشترى غيرها ، وحلمت ذات يوم بحصيرة من العيدان الملونة لتفيق على سعرها الذى
يقترب من سعر مرتبة القطن نمره خمسه كما يقول زوجها الذى أخذ وعدا من الحاج عباس
والحاج كلمته واحده
سيشع
الدفىء من قش الأرز وتعلو المرتبة بطول عشرة سنتيمترات عن رطوبة الأرض فينام
الصغار .. يتربص أصحاب القمائن بالقش الذى سيوزعونه بينهم بالتساوى كى يتحول لون
الطوب الأسود الى الأحمر
يطمح
كل ابناء القرية الى الحصول على نصيب ولو يسير من القش لصناعة المراتب فيخصص أصحاب
القمائن رجالا لحراسة السيارة مع وقوفها أمام المحل حتى يحرقوا طوبهم اللبن .. تقف
السيارة وسط زحام رجال أصحاب القمائن وأهل القرية وقد خرجت عيونهم لتلاحق سقوط
القش على الأرض .. يعبىء مغربى جيوبه الطويلة بالقش وهو ينقل آنية الزجاج .. يرى
أصحاب القمائن نظرة عطف فى عينّى الحاج عباس الزجاج فيشيروا الى رجالهم الذين
يعيدوا الأعين الى أماكنها فيغادر أهل القرية بدون حلم الحصول على القش ، ويعد
الحاج عباس عامله مغربى بجزء من القش الأسبوع القادم
يخرج
مغربى القش من جيوبه الطويلة ويضعه فى أجولة القطن الموصولة ويحكم ربط عين الجوال
الكبير الذى سيصبح يوما ما مرتبة من قش الأرز
قصة قصيرة بقلم /
محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن
السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش
الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد
عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه