الاثنين، 29 فبراير 2016

من على مقهى بشارع الجمهوريه .. 1 طاحونة اسكنسن ترتجف النساء ، ويعود الصغار الى أرحام امهاتهم خوفا من خطف احد هم لتقديمه قربانا لجنيات طاحونة اسكنسن الجديده حتى تتمكن من الدوران وطحن الغلال كان اسكنسن يحترف التجارة فى القطن ولما خسر تاجر فى الدخان ولما خسر قرر الاتحاد مع اخوته من ابناء البندر لانشاء طواحين للغلال فى القرى والنجوع المحيطه بالبندر وقد وقع اختيارهم على نجع التياه نجعنا القديم ليريح نسائه من السير خمسة كيلومترات سيرا على الارجل يحملن فوق رؤوسهن القمح اوالذره ليطحنه فى اقرب طاحون . خافت الجدة على من القشيرى الذى يرى فى الظلام بعدما كلفه اسكنسن بايجاد الصغير وحيد ابويه حسبما قالت العرافه لتلتهمه الطاحونة فتبدأ فى الدوران ، وللقشيرى مكافأة مالية كبيره وسيتحمل اسكنسن مصاريف عملياته الجراحيه فى العينين ليكون قادرا على الرؤيه فى النهار كما يرى بالليل ففرح القشيرى كثيرا وراح يعسعس فى الليالى حتى يعثر على ضالته. تلتقط آذان جدتى فى الظلمة حفيف ورق الشجر بجوار الدار فتغلق المتاريس حتى لاتسول لى نفسى الخروج فيخطفنى القشيرى ويتم افتتاح الطاحونة بعد اسبوع من التهامها الجسد .. يغادر القشيرى الى منطقة اخرى فى الليالى التى تغيب فيها النجوم والقمر يواصل بحثه عن صغير آخر .. لم لكن وحيد ابوى فلدى اخوة واخوات وهذا يخالف النبوءة فاطمأن بال جدتى ، ولم تعر القشيرى بالا بعد ذلك . استقر القشيرى على اطراف قبلى النجع بعد أن وجد بغيته وحيد ابويه بجوار الجبانه ابن عابد وعابده اولاد الحلب فلقد رزقا صغيرهما عبيد الحلبى بعد صبر دام عشرين عاما لفت فيها عابده على كل المشايخ الذين تمكنوا من فك كل الاعمال السفليه والعلويه حتى قابلها رجل صالح تمكن من فك آخر الاعمال السحريه فحملت بعده ورزقت بعد تسعة اشهر بعبيد الحيله الذى اختطفه القشيرى ومات من السكتة خوفا من منظر القشيرى المخيف ، ومازال ابواه يبحثان عنه فى كل مكان حتى بعد ان افتتح اسكنسن طاحونته الجديده ، واصيب عابد وعابده بلوثة لفقدان وحيدهما .... يكرران على الدوام فى كل الطرقات : الله جاب الله أخذ .. الله عليه العوض . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

من على مقهى بشارع الجمهوريه  .. 1

طاحونة اسكنسن
ترتجف النساء ، ويعود الصغار الى أرحام امهاتهم خوفا من خطف احد هم لتقديمه قربانا لجنيات طاحونة اسكنسن الجديده  حتى تتمكن من الدوران وطحن الغلال
كان اسكنسن يحترف التجارة فى القطن ولما خسر تاجر فى الدخان ولما خسر قرر الاتحاد مع اخوته من ابناء البندر لانشاء طواحين للغلال فى القرى والنجوع المحيطه بالبندر وقد وقع اختيارهم على نجع التياه نجعنا القديم ليريح نسائه من السير خمسة كيلومترات سيرا على الارجل يحملن فوق رؤوسهن القمح اوالذره ليطحنه فى اقرب طاحون .
خافت الجدة على من القشيرى الذى يرى فى الظلام بعدما كلفه اسكنسن بايجاد الصغير وحيد ابويه حسبما قالت العرافه لتلتهمه الطاحونة فتبدأ فى الدوران ، وللقشيرى مكافأة مالية كبيره وسيتحمل اسكنسن مصاريف عملياته الجراحيه فى العينين ليكون قادرا على الرؤيه فى النهار كما يرى بالليل ففرح القشيرى كثيرا وراح يعسعس فى الليالى حتى يعثر على ضالته.
تلتقط آذان جدتى فى الظلمة حفيف ورق الشجر بجوار الدار فتغلق المتاريس حتى لاتسول لى نفسى الخروج فيخطفنى القشيرى ويتم افتتاح الطاحونة بعد اسبوع من التهامها الجسد .. يغادر القشيرى الى منطقة اخرى فى الليالى التى تغيب فيها النجوم والقمر يواصل بحثه عن صغير آخر .. لم لكن وحيد ابوى فلدى اخوة واخوات وهذا يخالف النبوءة فاطمأن بال جدتى ، ولم تعر القشيرى بالا بعد ذلك .
استقر القشيرى على اطراف قبلى النجع بعد أن وجد بغيته وحيد ابويه بجوار الجبانه ابن عابد وعابده اولاد الحلب فلقد رزقا صغيرهما عبيد الحلبى بعد صبر دام عشرين عاما لفت فيها عابده على كل المشايخ الذين تمكنوا من فك كل الاعمال السفليه والعلويه حتى قابلها رجل صالح تمكن من فك آخر الاعمال السحريه  فحملت بعده ورزقت بعد تسعة اشهر بعبيد الحيله  الذى اختطفه القشيرى ومات من السكتة خوفا من منظر القشيرى المخيف ، ومازال ابواه يبحثان عنه فى كل مكان حتى بعد ان افتتح اسكنسن طاحونته الجديده ، واصيب عابد وعابده بلوثة لفقدان وحيدهما .... يكرران على الدوام فى كل الطرقات : الله جاب الله أخذ .. الله عليه العوض .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه



الأحد، 28 فبراير 2016

قرص جله تجمع جدتى نائله روث البهائم بعد أن تفتح لهم باب الزريبه الملاصق لباب الدارليتريضوا فى ارض الرحبه صباح كل يوم فى قلب حقل جدى مسعود سيد موسى غرب السكه . تعبىء الجده كل كوم صغير فى المقطف الخوص وتحمله الى الخارج .. تخلط الروث بالتبن والتراب ثم تقطعهم اقراصا يبلغ عددهم خمسة وتسعين خوفا من الحسسد وعيون اولاد الحلب الزرقاء .. تتركهم امام الدار حتى تقضى شمس الشتاء الحانية على مائهم ، وتبدأ فى تقديم وجبات الافطار للدواجن والاوز والبط والحمام أعلى سطح الدار ثم تهبط بافطار الحمار امام الزريبه فالعجل والجاموسه والخروف والنعجه وصغارها والجدى والماعز وصغارها ثم تغادر لمتابعة الانفار الذين يقلبون الارض تمهيدا لرمى البذور .. تجهز الجده الحمار فامتطى صهوته وتزودنى بالنقود التى تكفى لشراء الشاى والسكر والمعسل للأنفار ولم اكن قد جاوزت الخامسة من عمرى فلم التحق بمدرسة بعد ، وكنت افضل العيش مع جدتى فى الغيط بعد رحيل جدى وانشغال خالى بعمله الجديد الذى يرتحل من اجله طوال ايام الاسبوع الى المحروسه ، وكان خالى يعشق الترحال كما الشأن مع والدى فلم يتبق لجدتى غيرى أساعدها طوال كل يوم .. توقظنى مع آذان الفجر .. تحلب الجاموسه ..تسقينى حليبا طازجا كى يشتد عودى كما تقول ، واكمل افطارى بالبيض والجبن والزبد لانطلق اسابق الريح على صهوة حمارى الى البندر .. آتى بكل احتياجات جدتى . انتصف النهار فلمحت عينا جدتى الثاقبة غياب قرص جله وحين رأت جارتنا ام عويس حايس الحيره على وجه جدتى اخبرتها بأن ابن الناعورى الصغير قد اخذ قرص الجله ودخل به الى امه فأمرتنى جدتى بحمل تسعة اقراص من الجله الى بيت الناعورى لتوقد فرنها البلدى لتسوى الخبز للغير . اسرعت بهيه زوجة الناعورى الى جدتى تأسف على ماغعله ابنها الصغير عديم الادراك حامد ووعدتها ان لايعود الى فعله ثانية فحملتها جدتى جبنا وبيضا ولبنا لصغارها فأكثرت بهيه لها الدعاء بعد ان قبلت يدها وغادرت . هدأ بال جدتى بعد ان اعادت عدد اقراص الجله العدد خمسه و.. ثمانين خوفا من حسد عيون اولاد الحلب الزرقاء وبهيه واحدة منهن . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتّاب عضو نقابة المهن السينمائيه mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

قرص جله
     تجمع جدتى نائله روث البهائم بعد أن تفتح لهم باب الزريبه الملاصق لباب الدارليتريضوا فى ارض الرحبه صباح كل يوم فى قلب حقل جدى مسعود سيد  موسى غرب السكه .
تعبىء الجده كل كوم صغير فى المقطف الخوص وتحمله الى الخارج .. تخلط الروث بالتبن والتراب ثم تقطعهم اقراصا يبلغ عددهم خمسة وتسعين خوفا من الحسسد وعيون اولاد الحلب الزرقاء .. تتركهم امام الدار  حتى تقضى شمس الشتاء الحانية  على مائهم ، وتبدأ فى تقديم وجبات الافطار للدواجن والاوز والبط والحمام أعلى سطح الدار ثم تهبط بافطار الحمار امام الزريبه فالعجل والجاموسه والخروف والنعجه وصغارها والجدى والماعز وصغارها ثم تغادر لمتابعة الانفار الذين يقلبون الارض تمهيدا لرمى البذور .. تجهز الجده الحمار فامتطى صهوته وتزودنى بالنقود التى تكفى لشراء الشاى والسكر والمعسل للأنفار ولم اكن قد جاوزت الخامسة من عمرى فلم التحق بمدرسة بعد ، وكنت افضل العيش مع جدتى فى الغيط بعد رحيل جدى وانشغال خالى بعمله الجديد الذى يرتحل من اجله طوال ايام الاسبوع الى المحروسه ، وكان خالى يعشق الترحال كما الشأن مع والدى فلم يتبق لجدتى غيرى أساعدها طوال كل يوم .. توقظنى مع آذان الفجر .. تحلب الجاموسه ..تسقينى حليبا طازجا كى يشتد عودى كما تقول ، واكمل افطارى بالبيض والجبن والزبد لانطلق اسابق الريح على صهوة حمارى الى البندر .. آتى بكل احتياجات جدتى .
انتصف النهار فلمحت عينا جدتى الثاقبة غياب قرص جله   وحين رأت جارتنا  ام عويس حايس الحيره على وجه جدتى اخبرتها بأن ابن الناعورى الصغير قد اخذ قرص الجله ودخل به الى امه فأمرتنى جدتى بحمل تسعة اقراص من الجله الى بيت الناعورى لتوقد فرنها البلدى لتسوى الخبز للغير .
اسرعت بهيه زوجة الناعورى الى جدتى تأسف على ماغعله ابنها الصغير عديم الادراك حامد ووعدتها ان لايعود الى فعله ثانية فحملتها جدتى جبنا وبيضا ولبنا لصغارها فأكثرت بهيه لها الدعاء بعد ان قبلت يدها وغادرت .
هدأ بال جدتى بعد ان اعادت عدد اقراص الجله العدد خمسه و.. ثمانين خوفا من حسد عيون اولاد الحلب الزرقاء وبهيه واحدة منهن .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه